مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

على العقيد القذافي الإبتعاد عن دارفور بقلم مهندس/ آدم هارون خميس

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/24 4:02ص

email: [email protected]

24/03/2005 م

أن أبعاد الصراع في دارفور قد أقلق العقيد القذافي أكثر من أي شخص أخر وأصبح ينام ويقوم على كوابيس التدخل الأجنبي في دارفور المجاور لليبيا خاصة بعد أن قامت مركز للدراسات الاستراتيجية في طرابلس بدراسات لمعرفة أبعاد وتأثيرات تلك الصراع وما يخيم أجواءها من التدخل الأجنبي في المنطقة, حيث توصلت

إلي النتائج التالية:

- أن دارفور الذي يجاور ليبيا في حدودها الجنوبي يعتبر منطقة استراتيجية لمحاصرة ليبيا منه وعزله.

- رغم تحسن العلاقات بين أمريكا وليبيا إلا إن أمريكا لا تأمن بشرور القذافي في في تدخله في الشئون الأفريقية وإمكانية دعمه للمنظمات الإرهابية واردة.

- يتواجد في دارفور احتياطات بترولية بكميات كبيرة ومن أجود أنواع البترول في العالم وهو خالي من المواد الكبريتية التي ترفع من تكلفة الأنتاج.

- يتداخل بترول دارفور مع البترول الليبي جيولوجيا ويمكن سحب البترول الليبي من دارفور بسهولة.

- يوجد في دارفور كميات كبيرة من اليورانيوم والنحاس والذهب.

- للأسباب السالفة وأسباب أخرى إقليمية سيجعل أمريكا تتدخل في المنطقة.

عندما علم القذافي بهذه المخاطر التي تحيط به من دارفور هرول واختار بعناية رؤساء خمسة دول لاجتماع قمة خماسية وهي السودان, مصر, تشاد, نيجيريا بالإضافة إلى ليبيا.

وهذه الدول تعتبر دول محورية في هذا الصراع وما ينجم من نتائج حيث إنها ستتضرر أيضا من أي تدخل في المنطقة. فمصر الذي ينظر إلى السودان بأنه سلة لغذائه المستقبلي وأن أراضي السودان ستكون الملجأ الأخير له لحل الانفجار السكاني الملوح في الأفق.

أما تشاد فينطبق عليه ما ينطبق على ليبيا في السياسة النفطية أضف إليها أن أي تدخل أجنبي في دارفور سيجعل الجنجويد يتجهون إلي تشاد مما سيهددون أمنه الهش أصلا.

بالنسبة للحكومة السودانية فحدث ولا حرج فأي تدخل من أمريكا سيجعل مصيرها مصير حكومة صدام حسين بدون شك.

أما نيجيريا فهي تملك زمام الاتحاد الإفريقي التي أوكلت إليه إيجاد الحلول في الوقت الحالي وأي عكس للحقائق منها للمجتمع الدولي ستكون موثوقة لذا لزم حضور الرئيس اباسانجو.

وفي ختام القمة الخماسية توصل المجتمعون إلى ضرورة إيجاد حلول تحمي مصالحهم وتجنبهم من هذه المخاطر, والقذافي كصاحب المبادرة يجب إن يكون رئيس الطباخين في هذه المعمعة. وأول خطوة بدائها هي دعوة جميع أهل دارفور بمختلف أعراقهم واثنياتهم وألونهم السياسية وعلى رأسهم الحركات المسلحة ورجالات الإدارة الأهلية والساسة والمفكرين من أبناء دارفور حيث تهافتوا إلى طرابلس من كل ثوب وحدب ظنا منهم بأن للعقيد حلول سحرية تجنبهم من إطالة أمد الصراع ولكن هيهات – هيهات.

فالعقيد نفسه متهم في لعب أدوار هامة لإشعال هذا الصراع وذلك بتدريبه لقيادات الجنجويد منذ أواخر الثمانينات، فقد ذكرت منظمة هيومن رايت ووتش في تقرير لها والذي يشتمل على تحقيق مع موسى هلال الذي تعتبره المنظمة زعيم وقائد الجنجويد بأن قيادات الجنجويد تلقوا تدريبات من ليبيا من أجل إبعاد سكان دارفور الأفارقة وجعل المنطقة تابعة للعرب.

وبالأمس وعلى هامش القمة العربية في الجزائر تابع أبناء دارفور بقلق عميق لتصريحات القذافي فيما يخص قضية دارفور في خطابة المطول والذي شابه الكثير من الشطحات والترهات, وقد ذهل أبناء دارفور قاطبة عندما خاطب الجلسة وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة قائلا ببساطة " مشكلة دارفور مشكلة قبلية ونحن نحلها ", وهاجم مجلس الأمن قائلا " كيف يلوح مجلس الأمن بفرض عقوبات على السودان وكيف يحاكم الإنسان خارج أرضه وبقوانين لم يكون طرفا في وضعها هذا دكتاتورية وإرهاب " واصفا منظمة الأمم المتحدة بأنها منظمة إرهابية وقد تنفس الرئيس البشير الصعداء بتلك العبارات والكلمات المنمقة التي تبرئه من أي ضلوع في جرائم دارفور. لقد كنا نتوقع من العقيد أن الحكومة والجنجويد لإرتكابهم أفذع الجرائم بحق أهل دارفور أو يعبر عن أسفه بحدوث تلك الكارثة كأضعف الإيمان أو أن يدعو الدول العربية لإغاثة المنكوبين وحماية الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة من المذابح التي يتعرضون لها بشكل يومي وأن ينادي بحماية الفتيات اللائي يتعرضن للاغتصاب الجماعي كواجب أخلاقي. ناهيك عن ذلك, فليذكر في خطابه فقط أن هناك مؤاساء إنسانية ولا ينادي بحماية المجرمين كمبدأ لا أخلاقي. فلو كان للعقيد ضمير يقوده للإيجاد حلول لبدأ أولا بإرسال الإغاثة لهؤلاء المغلوبين على أمرهم, مثلما فعل بعض الحكومات العربية وعلى رأسها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الكريم الذين لا يبخلون للسودانيين كل غالي ونفيس فقد أرسلوا كل ما طاب من مأكل ومشرب للنازحين وأرسلوا الفرق الطبية التي تعمل ليلا ونهار من أجل المنكوبين. فما الذي جاء به هذا العقيد المتعجرف الذي لا يزرف له دمع ولايهز له ضمير بموت أهل دارفور منذ أواخر الثمانين.

نحن ندعوا أبناء دارفور وخاصة الحركات المسلحة الذين يملكون زمام المبادرة بالابتعاد عن القذافي وشروره وأن يلتفوا حول الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإيجاد الحلول العادلة للقضية لان الالتفاف حول القذافي سيأتي إشارات سالبة إلي المجتمع الدولي عن أهل دارفور وعن مبادئهم.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved