إرهاصات وطلاسم مؤسسة الجلابة الإستعمارية الداخلية - خاتمة
عبدالفتاح محمد إبراهيم عثمان
إرهاص أخير - الجزء الثاني
كما ذكرت انفا في المقا لات والجزئيات السابقة أن الجلابة من خلال الريتوريكا المستترة وراء الترميزات التضليلية (القومية - الوطنية - الاسلامية ) استنزفوا الشعب السوداني في ثروته وموارده و خداعه وضغضغة مشاعره بالشعارات الفضفاضة والجذابة ايضا نتج منهم البطرياركية الابوية القائمة على التشدد ولكن يكمن المخذى الحقيقي لهم في الاستأثار بالسلطة والثروة ولعل ابلغ دليل على ذلك المالات والتراجيديهات والملامح ورؤى الحل ، والارهاصات والطلاسم التى ازمت الصراع بين الغبش ( الهامش ) من اتجاه والجلابة ( المركز ) من اتجاه اخر تلك الوضعية الراديكالية المتفشية وصلت الي تجلياتها بكثرة الحروب ولعلها منهجيا ليس بمقدورها اعادة انتاج نفسها واستمرارها تارة اخرى وتبقى مالاتها المحتملة :-
-- نجاح ثورة الهامش : وذلك عبر تشكيل كتلة تاريخية للهامش عبر تحالف قوى الهامش وقوى الوعي والتقدم في المركز للاطاحة بهذه الوضعية المختلة التي باتت تضر الشعب السوداني بمن فيهم السواد الاعظم من ابناء المركز نفسهم وبالتالي يجب ان تاسس الاوضاع بشروط جديدة تستند على واقع وحقيقة التعدد والتنوع والتباين وتلتزم بتوجهات العدل والمساواة والفدرالية والحرية والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمى ، والارتفاع بقضية الهوية ومكوناتها المشتركة والمختلفة والتواثق على المواطنة (( الوطن للجميع))ذ
-- التسوية السياسية التاريخية : ان لم يتيسر نجاح الثورة ونجاح الكتلة التاريخية الناضجة والقادرة على انجاح الثورة لاي سبب كان لاقدر الله ، فتبقى ال مالات مرهونة بمقدار التنازلات التي يمكن ان تقدمها النخبة (( الجلابية )) يمينها ويسارها ومدي استجابة قوى الهامش للتضحية بالاتفاق حول حد ادنى يلتزم به ينتج عنه بعد المدى الطويل الى التحةلات الضرورية وانجاز ما كان يمكن ان تنجزه الثورة من خلال نجاحها وتتحقق مبادئ القيم الانسانية منعدل ومساواة وحرية وتقدم وديمقراطية وعدالة اجتماعية
-- السقوط الى الهاوية (( الانهيار )): فاذا استمرت المساومات السياسية العرجاء واستمر العجز عن تكوين وتشكيل الكتلة التاريخية الناضجة والقوية لقوى الهامش وعجز الجلابة عن تقدير الواقع حق تقديره واصرت على مشاريعها فيبقى احتمال الانهيار والسقوط والانجراف على شاكلة الصوملة او تفتيت السودان الى اجزاء متحاربة مع بعضها البعض وحينذاك لا تستبعد التدخل الاجنبي العسكري كنتاج طبيعي ورافد طبيعي لذلك ، وقد يكون انفصال الجنوب المتوقع البداية لهذه التراجيديا الجديدة وهذه مؤشرات الانهيار وربما تساعد في اعادة الانتاج للازمة في الشمالل وتستمر ذات الوضعية المختلة الي حين اكتمال نهوض القوميات الاخرى والدخولفي معترك ومازق جديد مع احتمال نشؤ نفس الازمة في الجنوب
هذه دراسة مختصرة لمؤسسة الجلابة الاستعمارية الداخلية من منطلق ارهاصاتها وطلاسمها، اردت من خلالها ان الفت نظر القراء للمرحلة الآنية الحرجة التي نمر بها
مع ودي ................ ونلتقي