ولكن لماذا طردوا ؟ ومن الذي طردهم ؟ وما ذنبهم ؟ هل هم حشرات وصراصير ضارة لابد من طردهم وكنسهم من شوارع الحلوين الطريين ؟ أليس هم بسودانيين ومن حقهم ان يعيشوا في الخرطوم؟ هل طردهم النميري علي حسب مزاجه الخاص أم طردهم تلك الثقافة النقية العنصرية الطاردة ؟!!. هل شاء القدر ان يكون الغبش والزرق مجرد آلات زراعية ودورهم ينحصر في قطاع الزراعة والرعي وليس من حقهم المطالبة إطلاقا بالسلطة والثروة والسكن في المدن والعواصم التي تعانق الأنهار؟
أعزائي الكرام من أبناء كردفان ودار فور..يا أهل الشهامة والكرم والقيم النبيلة..يا مواطني نهوض والأبيض ..يا أهل الفاشر ونيالا ..يا أبطال كتم وكبكابية وجنينة وجبل مرة ..ان حبيبكم المشير النميري لم يطردهم من الخرطوم علي حسب مزاجه الخاص ولكن طردكم من هناك بإيعاز من تلك الثقافة العنصرية الطاردة التي تسيطر وتتحكم علي مزاج وعقل جعفر النميري ويوجه تصرفاته وسلوكه في الاتجاه المعكوس المقلوب العنصري الطارد. هذه هي الحقيقة المؤلمة التي ينبغي علينا جميعا نحن الغرابة والكردافة ان نستوعبها جيدا. وكان النميري يتوهم بان الغرابة والكردافة وباقي الغبش والزرق الذين هاجروا إلى الخرطوم حاملين أجمل وأطيب الورود والطيبة والشهامة وباقي القيم الإنسانية النبيلة لتقديم وثيقة العهد والمبايعة والوفاء لجعفر النميري ولكنهم وللأسف الشديد طردوا وحشروا كالبهائم في القطارات إلى حيث الكرم والشهامة وعزة النفس ..إلى كردفان الشهامة ودار فور الشموخ ..تحي أنت يا الشهامة وتحي أنت يا عز الحبايب.
لقد أختلس النميري أموال الشعب السوداني ثم هرب إلى الخارج وبقي هناك معذبا ومكتئبا ومنبوذا لعشرات السنين ثم عاد إلى الوطن مكسورا مرتعشا من الاسفل إلى الأعلى ولكن يبدو انه حتى الآن لم يتحرر من تلك الثقافة العنصرية الطاردة ودليل علي ذلك حشر نفسه في ذلك المستنقع القذر الذي يفوح منه رائحة العنصرية النتنة الطاردة وقام بدمج حزبه الكرتوني المحروق المشؤوم في مستنقع السفاحين المتورطين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من إبادة وتطهير واغتصاب وبالتالي اصبح متورطا ومطلوبا لمحاكمة مع باقي المجرمين الدوليين.
ونحن هنا في القرى ومن داخل مخيمات البؤس والهلاك..من داخل السودان نناشد ابناء دار فور وكردفان بالزحف المستمر والهجرة المكثفة إلى العاصمة ..إلى الخرطوم حيث( البيبسى) البارد و(الحناكيش)...فليستمر الزحف بالعشرات وبالملايين.. وليحصل ما يحصل ..فلينتفخ العاصمة من الزحمة وتتعادل المعادلات والموازيين المختلة ..عندئذ سوف تكون الخرطوم عاصمة لكل السودانيين وليس حكرا( للحناكيش) فقط ..هل من مستجاب لهذه الدعوة الكريمة؟!!!!!!!!! .
نحن أبناء دار فور وكردفان نناشد المشير النميري ان يذهب إلى طرابلس ليبيا الحبيبة ويشاهد بعض اللوحات الجميلة لأبناء دار فور وكردفان في مدن الجماهيرية العظمي التي تعبر وتجسد طيبة وكرم الشعب الليبي الأبي للشعب السوداني في كل مدينة كبيرة أو صغيرة ..تجدهم يتنقلون ويتجولون علي متن أحدث وأفخم السيارات ويعملون بالحرية تامة في الفنادق الفخمة الجميلة . تجدهم في فندق المهاري وتبستي ويتبادلون المحبة والمودة والاحترام مع أشقاءهم الليبيين..وهم هكذا في كل المدن والقرى بجماهيرية العظمى .التحية لشعب الليبي العظيم ..التحية كل التحية لحبيب الملايين..ناصر المظلومين والمسحوقين ..الأخ القائد العقيد معمر القذافي.
يا شعب الليبي العظيم نحن أبناء دار فور وكردفان نؤكد لكم بان ليبيا تبقي وتظل جميلة وأبية في قلوبنا إلى الأبد.. وهذا عهد وشرف منا إليكم يا الشعب العظيم... يا أهل الكرم والجود.
مبارك إبراهيم/