لندن - خالد الاعيسر
صحفي بصحيفة الزمان اللندنية
[email protected]

الخطاب الذي يتبناه الوزير الدكتور مجذوب الخليفة عن دولة الانقاذ يمثل منطق اللامعقول، و يأتي ضمن محاولات عدة ينتهجها قادة الانقاذ بهدف تغيير المفاهيم وتزيين الصورة لدى الرأي العام الداخلي والخارجي أن البلاد قد بلغت مبلغا من العمران والتقدم والرخاء والاستقرار ما كاد أن يتحقق لولا هذا النظام، لا سيما وأن ساعات حسم الصراع السياسي قد اضحت وشيكة مع المطالب الدولية الملحة بملاحقة المجرمين في دارفور وتقديمهم للعدالة في الخارج.
ولا أود تكذيب الرجل ونظامه بقدر رغبتي القول أنه يجهل الكثير من الأمور، وإن اردنا أن نلتمس له العذر يتحتم علينا القول انه يقضي جل وقته في ادارة مفاوضات أبوجا باعتباره المسؤول عن ملف الأزمة في دارفور (في حالة تشابه حال الوزير الغساني الذي وصف نفسه في كتابه الشهير "رحلة الوزير في افتكاك الأسير" عن رحلات قام بها لآجل استعادة مخطوطات سلطان مراكش وفكها من اسر مكتبة الاسكوريال الشهيرة في اسبانيا)، وهكذا تجد الدكتور المجذوب عبر الفضائيات مجادلاً غير آبه بالتناقضات التي كان لها اسهامها في ضياع الحق عن عيون المتابعين.
ثمة صوت يدعوني لكي لا اسلب الرجل ومن قبله نظام الانقاذ حقاً، لأقول أن المعلومات فيها من المغالطة وعدم الدقة ما يتنافي والواقع الذي لا تخطئه العين في أي بقعة من أرض السودان، لا سيما وأن كل الذين ذهبوا الى السودان تحدثوا عن ظواهر الرشوة والفساد وحجم الممارسات اللاقانونية واللاشرعية التي يقوم بها عدد كبير من المتنفذين في السلطة والأجهزة الأمنية.
وحتى لا أكون اسيراً لموقف يشابه حال المستشرق الروسي كراتشكوفسكي عندما تحدث عن فشل مجهودات الوزير الغساني و نظام سلطان مراكش في استعادة المخطوطات التي اصبحت فيما بعد نواة لأكبر مكتبة للمخطوطات الاسلامية في العالم، آثرت أن انقل بعض العناوين (الموثقة) لبعض الاحداث التي طغت على أرض الواقع (خلال شهر)، لا بدافع المكايدة وانما بهدف التأكيد على حقيقة تترتب عليها مجموعة من الأشياء أهمها أن الصورة ليست كما يصفها الوزير المتحدث بلسان رجل الدولة والنفوذ، وهذه بعض النماذج:
***
انهيار مؤسسات الدولة
تقرير المجلس الطبي السوداني (مؤسسة حكومية)
اعلن المجلس الطبي السوداني عن اكتشاف اكثر من 5 الاف من الكوادر التقنية والصحية المساعدة تمارس المهن دون مؤهلات، وبالتالي دون ترخيص في ظل غياب الرقابة والتفتيش.
واسترشد المجلس بعدد من الحالات التي تم رصدها، منها اكتشاف احد عمال النظافة بعد ان عمل طبيبا للعيون في ام درمان واتلافه عين احد المرضى، وحالة آخرى لبائعة (كسرة) بعد أن افتتحت مختبراً طبياً وسط الخرطوم لفحص الملاريا والتايفوئيد. بالاضافة الى اكتشاف طبيبة اسنان مزيفة بمنطقة الكلاكلة تمارس المهنة منذ سنوات خلت وحققت نجاحاً في هذا المضمار كما يقول المجلس الطبي لدرجة ان اطلق عليها سكان الحي اسم (حواء ضرس)، والغريب في الأمر أن المجلس الطبي السوداني المسؤول عن المهن الطبية في السودان أكد أن مسؤولية الرقابة والتفتيش ليست من مسؤولياته، وناشد وزير الصحة بتعديل القانون حتى يقوم المجلس بدوره.
(القدس العربي- العدد 4899 - الجمعة 25 فبراير 2005)

ضعف الخدمات الصحية
تقرير منظمة الصحة العالمية (مكتب الخرطوم) عن الايدز
ذكر مكتب منظمة الصحة العالمية بالخرطوم عن برنامج لعلاج اربعة آلاف حالة إصابة بمرض الايدز بنهاية العام ٢٠٠٥ في السودان، وأشار المكتب للتنامي المتسارع في معدل الاصابة بالفيروس القاتل، حيث تحتل البلاد مراكزا متقدما بين الدول الموبؤة في القارة الافريقية حسب أخر التقارير الطبية وبلغ العدد الاجمالي أكثر من نصف مليون حالة اصابة.
(فبراير 2005)

اهدار المال العام
انهيار عمارة وزارة الداخلية
انهيار مبني (حديث العهد وتحت التشييد) من أربعة طوابق تابع لكلية الطب بجامعة الرباط التابعة لوزارة الداخلية الأمر الذي أدي إلي وفيات وإصابات وسط عدد من العاملين وتحطيم أجهزة طبية قيمتها ثلاثة ملايين دولار بينها جهاز لقسطرة القلب.
(الصحافة السودانية – فبراير 2005)

توفير الأمن والسلامة للمواطن
انفجار مخزن الزخيرة في مدينة جوبا
مقتل 37 شخص واصابة 75 وخسارة 1600 شخص لمنازلهم بسبب سقوط الصواريخ وقنابل الموتر والشظايا المدفعية في اجزاء واسعة من مدينة جوبا جراء الانفجار مجهول الاسباب
(د. ب. أ – فبراير 2005)

غياب دولة القانون
البراءة لا تعني الحرية في دولة الانقاذ
استمرار اعتقال قيادات حزب الموتمر الشعبي بعد أن تمت تبرئيتهم من المحكمة من تهمة المحاولة التخريبية.
(رويترز – فبراير 2005)

الابادة والتطهير
اعلان مقتل ١٨٠ الف شخص في دارفور
اعلان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند ان النزاع في دارفور تسبب في مقتل أكثر من 180 ألف شخص في دارفور خلال 18 شهراً وذلك بمعدل عشرة آلاف شخص شهرياً.
(أ. ف. ب - 13 مارس 2005)