وجاء حكم الإنقاذ وسط الذهول مدعياً عجز الأنظمة التقليدية للأحزان وفشل الديمقراطية الجوفاء كما يدعون ذلك . وكذلك كان الهدف الأساسي التحول الكامل في كل شئ ... العروبة والإسلام و ألا سلمة القصريه وفرض قوانين شبيهة بقوانين سبتمبر من جديد لمطاردة كل من يسول له نفسه مجرد السؤال أو المجادلة عن هذا العملاق الجديد القادم على ظهر دبابة .
وعمل جبهة الإنقاذ و خلاياه النشطة في بث سموم سرطانية داخل خلايا قطاعات الشعب السوداني و إداراتها الأهلية والمجتمع المدني وبتر كل ذي صالح إلى الصالح العام ، واستبداله بكادر حزبي منظم من الجبهة الإسلامية . وان المؤسسة العسكرية القومية المنوطة بحراسة حدود الوطن الكلية من التدخل الخارجي أو الأجنبي هو الهدف الإستراتيجي من تفتيته . وجاءت الجرعة السمية اكبر من أي مؤسسة أخرى حيث شرد الأكفاء من قواتنا البواسل وخربت البيوت من جراء فقدان الوظيفة من قانون الصالح العام . وصدرت التعليمات مسبقاً من قيادات الجبهة (( الإنقاذ )) بمليء الأماكن الشاغرة بالشباب والكوادر الجبهوية المنظمة والتوجه التعبوي المنظم المباشر إلى المشروع الحضاري المسقوط .
وقد استفحل جبهة الإنقاذ على الجسم الكلي للسودان كاملة وسخر كل الإمكانيات لتطوير الكوادر الإسلامية الجديدة من خلال ساحة الفداء في صفوف الجيش القومي والدفاع الشعبي البديل ، ووجهة جميع الكاميرات والإعلاميين في تصوير ومدح الكوادر البديلة واستباح لهم الحلال والحرام ( ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) .
و مورس بموجب حق هذا التفويض ابشع الجرائم الإنسانية : القتل .. التشريد والنهب .. والاغتصاب .. وجرائم ترقى إلى ضد الإنسانية . و أباح الدم دون هوادة في جنوب السودان .. جبال النوبة .. والنيل الأزرق .. ومازال رياح العشم و الأمل مازال يراودهم في النجاح من الفشل المحتوم في فظا عات دار فور وشرق السودان .
وسخرا جبهة الإنقاذ كل الإمكانيات في تصوير وتوثيق كوادرها دون سواهم ميتاً كان أو حياً ليوضح للشعب السوداني المتعدد الأعراق والأديان مرحلة فرق تسد من جديد . والمهم هنا أن الكادر المنظم هو الإنسان الأول في السودان . ( أما دون ذلك فهو ليس منا . ) .
فطال صبرنا وبات لنا إن نقنع أنفسنا بان جبهة الإنقاذ ( الحكومة ) هو المسيطر على توجيه الكاميرات إلى أين ومن يوثق . وان الحكومة في حالة استنفار وحرب ضروس مع الحركة الشعبية والجيش الشعبي . وان الحكومة ( الإنقاذ ) يهتم بكوادره فقط إن لم نقل أن الحكومة بات بصراحة يفرق بين الشعب السوداني عرقياً ودينا .
و ألان جاء السلام الشامل المنشود . وقال النائب الأول ( على عثمان ) أن ما تحقق هو جهد شعبي متواصل . وعلى الشعب السوداني الحرص والدفاع عليها ( السلام ) لانه الكاسب الوحيد . ولنا أن نسأل كذلك ! نعم توقف الحرب و نأمل أن لا تعود من جديد في أي زمان أو مكان . ووجب لنا أن نتسامح ونطوي مرارات الحرب وسنين الجفوة الكبيرة والقتال والخصام والكراهية كما قال الرفيق الدكتور جون قرنق يجب علينا أن نطوي صفحة الماضي حتى قبل التاسع من يناير من هذا العام مستخلصين منه العبر وتصحيح الأخطاء . ومن بعد التاسع من يناير هي مرحلة أخرى وهي البداية الجديدة . ووجب علينا بموجب هذه النقلة الهائلة من بنود الاتفاق إلى فتح صفحة جديدة بيضاء . وهي السودان الجديد ، سودان قائم على المحبة والوئام .. سودان السلام والمساواة والعدل .. وان نشترك جميعاً وان نتفق سويناً في كيفية تحويل الكاميرا جنوباً وغرباً ووسطاً وشرقاً وشمالاً .
إذا لماذا العداء الإعلامي مستمراً إلى يومنا هذا ؟ ألم يستشهد أو يمت في الحرب إلا أنصار وكوادر جبهة الإنقاذ فقط ؟ أم أن للموت محاباة كذلك ولم يشمل أعراق أخرى بالرغم من أن الرصاص لا يعرف القتيل ؟ وماذا لو قمنا نحن بالمثل في الحركة الشعبية والجيش الشعبي بالعداء الإعلامي المنظم ببث الفظاعات وكشف المستور من الشهداء و الأسرى وتمادينا بالمثل أن سميناها حرب الإعلام هل ستسلم السلام ؟ وهل تندمل الجراح بسرعة ستة سنين للوحدة الطوعية ؟
إذا دعونا أن نكثر من السلام .. والمحبة وان نجتهد في تسخير الإعلام في ترسيخ ثقافة السلام .. ووقف القتال بدار فور وان نعمل بحل المشاكل السياسية بالحوار الجاد لنطوي صفحة الماضي وفي مقدمتها برنامج ساحات الفداء إلى الأبد ..
والســــــــــــــــلام .. ســــــــــــــــلام
أبو بكر دلدوم ـ الجماهيرية
Abubaker- daldldoum &yahoo.com