مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

اعادة اعتبار المرأة الدارفورية بالتخلص من القيم الاستعمارية العروبية بقلم محمدين محمد اسحق -- بلجيكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/16 11:15ص

اعادة اعتبار المرأة الدارفورية بالتخلص من القيم الاستعمارية العروبية .. محمدين محمد اسحق --- بلجيكا لا يختلف اثنان ان المأساة الدارفورية قد هزت الوجدان الداخلي لكل دارفوري وشكلت منعطفأ فكريأ للكثيرين منهم وجعلتهم يعيدون النظر في كثير من المسلمات التي كانت تعشعش في اذهانهم وهذه امور ما كانت لتحدث لولا الفظائع التي احدثتها حكومة الجنجويد في دارفوروالذي لاشك فيه ان المرأ ة الدرافورية الافريقية - امأ واختأ وزوجة- كانت هي المستهدف الاول والمتضرر الاكبر فيما حدث وما زال يحدث . والذي لا يعلمه الكثيرون ان المرأة الدارفورية اصبحت اليوم تقاتل جنبأ الي جنب مع الرجل في ميادين المعارك في صورة تشابه ما كانت تقوم به نساء الثورة الارترية والاثيوبية ضد نظام الدكتاتور المخلوع منقستو هايلي ماريام.. نعم ! المرأة الدارفورية حملت السلاح اليوم لتدافع عن ارضها وعرضها وشرفها ضد هجمات تتار القرن الحادي والعشرين وهي بهذا تغير المفهوم التقليدي لوضعية المرأة في السودان القديم والذي اوشكت ايامه علي الافول والدارفورية بالذات تعتبر بالمقاييس الحضارية متقدمة ومتحررة وبصورة لا نجدها لدي نساء العاصمة المسمأة بالقومية . ففي مجال العمل مثلأ لا ترضي الدارفورية بان تكون عالة والة عاطلة تعتمد علي زوجها وهي تكد وتكدح وتعمل مثل الرجل تمامأ بل احيانأ تتفوق عليه ويستوي في هذا ان كان بعلها ميسورأ او غير ذلك . وفي تاريخ سلطنة دارفور كانت الميارم اخوات السلاطين من مراكزالقوي الهامة في السلطنة وكنّ يشاركن في عمليات اتخاذ القرار الكبري في الدولة مثل تعيين الخلفاء والشراتي والعمد وهلم جرأ . فحريم السلطان تيراب وحريم كبار قاداته كن يحضرن المعارك العسكرية في صحبة جيوشه وكن حاضرات في فتح مدينة امدرمان . ان هذا ارث تاريخي يحفظ للمرأة الدارفورية والذي يمثل في حقيقته ارثأ افريقيأ خالصأ تمامأ مثلما كانت تفعل نساء مملكة الاشانتي في غانا واللاتي لم يكتفين بالمشاركة في القتال بل قادن الجيوش في عملية الكفاح ضد الاستعمار البريطاني وسجل ذلك في صفحات النضال الافريقي . الان وفي ظل هذه المرحلة المفصلية من تاريخ دارفور بين ان نكون او لا نكون ينبغي علينا ان نقوم بازالة العادات والتقاليد الاستعمارية الوافدة علينا من ثقافات اخري تختلف جملة عن العادات والتقاليد الدارفورية الافريقية ومن اول الاشياء التي يجب البدء فيها هو تحرير عقليتنا من المفهوم العروبي والذي يجعل المرأة مجرد ألة بشرية لقضاء الشهوات وهي في تلك المجتمعات ليست اكثر من تابع . ان علي الحركات الثورية الدارفورية الان القيام بواجب التصحيح العملي لتلك المفاهيم والمعادلة ببساطة هي ان المرأة في دارفوركانت هي الضحية رقم واحد في كل المذابح التي حدثت فبالتالي يجب رد الاعتبار لها ويكون هذا باعادة هيكلة القيادة السياسية والعسكرية في الحركات الثورية وبشكل يجعل المرأة في موقع القرار الحقيقي لا الصوري .فمن حق المرأة الدارفورية ان تشارك وبوزن معتبر في مفاوضات ابوجا ومن حقها ان تمثل في اعلي مواقع السلطة السياسية في حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة وفي التحالف الفيدرالي الديمقراطي ليس هذا فحسب بل يجب ان تمثل في القيادة العسكرية لهذه الحركات . ومع كل التقدير والاحترام للخطوة التي قامت بها حركة العدل والمساواة في هذا الخصوص وهي المعروفة بديناميكيتها السياسية وذلك بتاسيس قطاع للمرأة في هيكلها الاداري والبادرة بحد ذاتها ايجابية الا انه يعتبر في نفس الوقت اعترافأ وتقنينا للتهميش النسوي في دارفور . اذ ان ما تعارف عليه في التنظيمات وجود ما يسمي بمنصب مسئولة المرأة هو في حقيقته وضع المراة في مطبخ المكتب التنفيذي للتنظيم لا اكثر!! الامر يا رفاق .. يحتاج لثورة اكبر وخطوة اوسع دارفور في حوجة اليوم الي ( ايّا باسي ) الي كوندليزا رايس دارفورية ولا نقول تاتشر فذلك مقام صار يتناطح فيه الرجال وبكل اسف! ان الكل الان بات ينادي بالمحاكمة الدولية لمن ارتكبوا المذابح في دارفوروذلك لاسباب عدة ولكن من اهمها ان مجرد سوق المتهمين لتلك المحاكم فيه رد اعتبار للضحايا . فما احري بمن ينادون بهذا ان يعيدوا الاعتبار للمرأة الدارفورية في تنظيماتهم ويكون ذلك بجعلها تتبوأ اعلي المناصب القيادية في الثورة الان . ان مجرد اتخاذ مثل هذا الخطوة يعتبرهزيمة لمشروعهم العروبي في السودان والذي يسعي لتطبيق التقاليد العربية الرجعية علي الواقع الافريقي السوداني ..دعوا المراة ضحيتهم الاولي تواجههم في مفاوضات ابوجا وغير ابوجا ضعوها وجهأ لوجه امام هامان الجنجويد علي عثمان محمد طه ومجذوب الخليفة وبقية اذنابهم . ووجود كلتوم وعائشة وبتول وزهرة وفطوم وحواء في طاولة التفاوض هو محكمة بحد ذاتها لقيادات الجنجويد وهي بروفة صغيرة لمحاكمتهم القادمة في لاهاي -امي الدارفورية .. أحني لكي قامتي اجلالأ وتقديرأ .. اختي الدارفورية المغتصبة .. أجثو بركبتيّ علي باب خيمتك.. فقد آن الاوان لكي تشاركي مثل الرجال تمامأ في تحديد مصير هذا البلد وحق علينا ان نصغي لك.. محمدين محمد اسحق -- يكا [email protected]
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved