ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
فرع الاتحاد النسائي بالقاهرة والاحتفال بيوم المرأة العالمي بقلم هلال زاهر الساداتي - القاهرة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/14 6:55ص
يظل الاتحاد النسائي السوداني علامة مضيئة في جبين كفاح الشعب السوداني من أجل التطور والارتقاء بالحياة وتنقية المجتمع من شوائب التخلف , وقيود جنود الظلام الذين يبغون تكبيل المرأة والرجل على السواء بسلاسل من الجهالات تجاوزها الزمن , ووأدتها الحضارة والتمدن ! وفي أمسية الجمعة الحادية عشرة من هذا الشهر أحتفل الاتحاد النسائي فرع القاهرة بيوم المرأة العالمي وأمه عدد من النساء السودانيات والأطفال والرجال المقيمين بالقاهرة والبعض من جماعات قوى التجمع وتحدث في الحفل الأستاذة هنادي فضل المحامية عن الاتحاد النسائي وتناولت في كلمتها تاريخ الاتحاد النسائي وإنجازاته كما حيت الرائدات المؤسسات للاتحاد كالدكتورة خالدة زاهر والأستاذة سعاد إبراهيم عيسى والدكتورة حاجة كاشف والأستاذة فاطمة طالب والأستاذة نفيسة المليك والأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم رئيسة الاتحاد النسائي وأخريات لا يسع المجال لذكرهن جميعاً , وتلتها الأستذة آمال كنة التي سردت تاريخ نضال المرأة في العالم والمؤتمرات الدولية التي عقدت والاتفاقات والقوانين الدولية التي ناصرت قضية المرأة وأيدت حقوقها المتساوية لحقوق الرجل اجتماعياً وسياسياً ووظيفياً , وعرجت على السودان وما تعرضت له المرأة من اضطهاد ومهانة منذ أن استولت الجبهة الإسلامية القومية على الحكم , فتعرضت النساء للجلد والتعذيب والسجن والتشريد والفصل من العمل لما أسموه الصالح العام , وقالت أن النساء لم يسكتن وهن اللاتي خرجن في المظاهرات منذ عام 1990 وتعرضن للضرب والسب والأذى , وذلك عندما لم يخرج الرجال لأن حكم الإعدام كان مسلطاً عليهم ضمن القوانين الجائزة التي سنها نظام الإنقاذ لقهر الناس وتقييد الحريات وكبت أي معارضة لإنقلابهم المشؤوم , وكان الاتحاد النسائي من ضحايا الحل والإلغاء . ودون شك أن ما قاسته النساء من الأذى في حكم الإنقاذ فاق التصور والعرف الإنساني والخلق السوداني فالنساء في دارفور ينتهك عرضهن ويقتل رجالهن ويموت أطفالهن من الجوع والمرض , وحتى النساء في الخرطوم لم يسلمن من أذى الإنقاذ فبائعات الشاي والكسرة تطاردهن شرطة النظام العام بوحشية وتصادر وتكسر أدوات رزقهن من الأواني , ويصدرون القوانين التي تمنعهن من العمل في الفنادق ومحطات البنزين , وتضيق عليهن في مصادر كسب الرزق الشريف وأصبحت المرأة متهمة في عفتها وهي تسير في الشارع مع أخيها أو زوجها أو خطيبها وتتعرض للسؤال المهين من شرطي جاهل . وكان مسك الختام كلمة المناضل الكبير الأستاذ فاروق أبو عيسى والذي حيا المرأة السودانية في كل أرجاء السودان وحيا الرائدات الأوائل للاتحاد النسائي , وقال أن المرأة مهمشة في الأقاليم وامتد التهميش إلى الخرطوم في عهد الإنقاذ لأنه يضمر حقداً دفيناً لكل ما هو جميل وأصيل ولكل ما ومن يريد تغيير الحاضر والمستقبل إلى أحسن ولذلك عادوا القوى الديمقراطية الحديثة من نقابات ومنظمات المجتمع المدني واعملوا فيها حلاً واضطهاداً وتشريداً وسجناً وادخلوا التعذيب الذي لم يعهده السودانيون في تاريخهم حتى في عهد الاستعمار , وذكر أن الاتحاد النسائي نشأ في ظروف بالغة الصعوبة حينما كانت الفتيات لا يمشين نهاراً في الشارع وكان تعليم المرأة محدوداً حتى بالنسبة للأولاد , وبرغم من ذلك عملت تلكم الفتيات ونشرن الوعي وحاربن العادات البالية والخرافات , وقال الأستاذ فاروق أن الاتحاد نما في حضن الحركة الوطنية ضد المستعمر وأمتد كفاحه إلى عهد الحكم العسكري للفريق إبراهيم عبود وقاد الاتحاد النساء في ثورة أكتوبر المجيدة وتوج نضالهن بعد الثورة بحقوقهن التي حصلن عليها كالأجر المتساوي للعمل مثل الرجل والخدمة المعاشية وإجازة الوضع وتقلدن جميع الوظائف , والحقوق السياسية , فكانت فاطمة أحمد إبراهيم أول امرأة منتخبة في البرلمان . وهذه الحقوق التي لم تنالها النساء في كثير من الدول العربية والإسلامية . وقال أن الآتي في السودان يتطلب من الجميع رجالاً ونساء العمل الجاد لاعادة بناء السودان الذي قوضه حكم الإنقاذ الظلامي واعمل فيه تدميراً وخراباً . وحيا في ختام كلمته كل نساء السودان في شرقه وغربه وشماله وجنوبه , والمنضميات لفرع القاهرة للاتحاد النسائي لما يبذله من جهد وعون وسط النساء اللاجئات السودانيات , وكذلك منظمات المرأة السودانية في القاهرة مثل منظمة ( معاً ) وقدم الاتحاد شهادات تقدير لأعضائه اللاتي تميزن في عملهن وهن السيدة فتحية بدوي والأستاذة سعاد عبيد والسيدة هانم داؤد , وقدم لهن الشهادات الأستاذ فاروق أبو عيسى والأستاذة آمال كنة وسط تصفيق الحضور وامتد الحفل مع أغنيات من بعض الفنانين السودانيين بالقاهرة . التحية لبنات السودان البررة في الاتحاد النسائي السوداني فرع القاهرة واللاتي لم تمنعهن الغربة وضيق الحال من العمل والبذل مثلهن مثل أخواتهن في الاتحاد الأم في السودان , ولا عجب فالشجرة الطيبة التي غرستها الرائدات من الاتحاد النسائي أينعت وطابت ثمارها وعم خيرها سوداننا وفاض إلى خارجه .