مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

التعايش السلمى فى جبال النوبة بقلم م. محجوب أبوراس - استراليا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/14 4:47ص

أن ما يربط الأنسان ببيئته و موطنه هى علاقة أنتماء وجدانى ,يحس المرء بأهمية أرتباطه بهذه الأرض.وليست علاقة منفعة كهدف أساسى,.بالتالى الأحساس بالعطاء لهذه الأرض و الأنتماء أليها يكون أكثر وأقوى من الأخذ من عطاياها فقط , وهنا تكمن عوامل الغيرة فالولاء لمعطيات الأرض فقط تظل علاقة منفعة يمكن ان تنتهى بأنتهاء النفع. لذلك يختل توازن طرفىالمعادلة من حيث الولاء للأرض و علاقة النفع بمعطياتها .

أن العناصر التى ترتبط مصيرها بأرض الجبال يختل توازنها من حيث أهدافها و طرق تعبيرها لهذه الأهداف فلو كنت مواطنا بأى من أرض السودان و لا تمتلك خيارا الى أين تذهب تسهل عليك القبضة على مشاعر أنتمائك لهذه الأرض, و لو كنت مهاجرا أليها بقصد الكسب و المنفعة يضعف أهتمامك وتقديرك للولاء لهذه الأرض. لأن الأرتباط أرتباط نفعى و ليس وجدانى. لذلك عندما اندلع التمرد )كما يحلو للغير( الثورةكما نعرفها لم يصمد أمامها ألا أبناؤها ذو الأنتماء الحقيقى لهذه الأرض و هرب من تربطه علاقة منفعة و مصلحة بها. أذا من هنا المعادلة مختلة تماماو يصبح الحديث عن التعايش السلمى حديث مستهلك أذ لا تربطه ضوابط ومعايير التكافؤ و التوافق فى الأهداف... لقد ظل النوبة عبر تاريخهم الطويل الغنى يرتبطون بأرضهم و لا يفارقونها أبدا ولو أشتد بهم ظنك العيش و حتى فى اهلك الظروف التى مروا بها)مجاعة 1968( مثلا ظلوا بمنطقتهم و لم يهاجروها ,و عندما أشتد بهم بأس الحرب ظلوا أيضا فى مناطقهم يدافعون عنها بشتى الطرق و الأساليب للتعبير عن الأنتماء و الولاء للأرض أولا ثم هويتهم التى تظل جوهر صراعهم المتواصل , لماذا جبال النوبة و السودان مترامى الأطراف .

الخلل الواضح فى التركيبة السودانية هو النظرة الأولى للتعبير عن رأى ما(First impression)فهى غالبا ما تحمل فى مضامينها السلبية و الدونية(Negative impression) فعندما تحس بالأستعلاء على غيرك تسيطر عليك مشاعر الأنانية و التغول على حق الأخرين,فتحاول أن تلجم لثام الأخر, و تعطى نفسك الحق فى الحكم على أنك الأقوى,الأجدر و الأصلح دون الأهتمام بأمتلاك غيرك لهذه الأدوات..لقد ظل النوبة يشكلون عنصرا هاما فى تاريخ السودان القديم و الحديث و لهم أسهامات واضحة على هذه الخارطة و يكفى تكرار محاولاتهم الجادة عبر التاريخ فى تغير منهج السياسة السودانية.فهم فى صراع دائم لتثبيت أهداف و مبادىء تنقصهم

دوما ولا يجدون أنفسهم فى كل السياسات و بالتالى الدولة التى ينتمون أليها و التى تنتقص من حقوقهم الأساسية على حسابهم ليجدوا أنفسهم فى القاع.

هذا المقال يتناول الرد على مقال الأستاذ بريمة محمد أدم من واشنطن دى سى بعنوان) تفعيل دور القبائل العربية فى دعم قضايا النوبة ( بتاريخ2 -4-2005. .. أولا أقول لك كيف ذهبت ألى أمريكا ؟ أرجو أن لا تكون قد أستخدمت قضية النوبة لتحصل على القبول لأمريكا كما فعل عدد كبير و عندما وصل محطته الأخيرة قال آخر الزمن بقينا نوبة.أرجو أن لاتكون من ذلك النوع حتى تسهم مقالاتك فى توعية أهلنا أذا وجهت ألى مواقع القصور و السلبيات بجرأة و دون تحيز. فما المانع من أن تخرج سلبيات البقارة كما سردت سلبيات النوبة و أيجابيات النوبة التى يراها العامى كما سردت أيجابيات البقارة . لكى توزن مقالك و لا تترك حيزا للرد. هنا سوف تأخذ الموضوع بالتحليل الصحيح و نصل لنفاط الضعف بالتالى تسهل علينا معالجة الخطأ....ثانيابدأ المقال بالتباين و الخلل الواضح من العنوان) نحو تفعيل دور القبائل العربية فى دعم قضايا النوبة( .هذا العنوان مثير للجدل قبل الخوض فيه , و فى خضم تحليل المقال ركزت على أيجابيات البقارة دون سلبياتهم و على الصعيد الأخر ركزت على سلبيات النوبة دون أيجابياتهم .أن هدف النوبة السودان كدولة و ليس البقارة كقبائل يجب ان تفهم هذة النقطة جيدا. و التطلعات التى ذكرتها هى أهم أهداف ومبادىء النوبة)قضايا الهوية,السلطة,الأرض ثم التنمية(صدقت فى أنها جوهر صراع النوبة فى نيلها من المركز.فكل غيور على أرضه ووطنه يصارع لتحقيق هذه المبادىء على أرض الواقع.فهل هذه تطلعات أم مبادىء تستحق أن نقدم الشهداء فى سبيلها ؟هذه المبادىء كلفتنا الغالى والنفيس أنعكس فى حجم الخسلئر التى فقدها النوبة و ذلك لقوة أرادتهم ا لتحقيق تلك المقاصد.... هذا خلل واضح أنك تنظر لمبادىء غيرك وتصفها بالتطلعات وكأنه لا يمكن تحقيقها,.لعلمك لقد ظل النوبة فى صراعهم ضد المركز و لم يرعوا أى أهتمام بصغائر الأمور ,و لم نفتعلوا يوما ما أى معركة مع البقارة بل العكس ,لأننا فى الصراع مع المركز لا يمكن أن نفتعل صراع أخر. ولو كنت تمثل واجهة و ظل المركز كما جاء فى مقالك فأنك تختزل حق النوبة ووضعت نفسك موقع العدو الذى هضم حقوق النوبة ما يقارب نصف قرن من الزمان و يصرون على ظلمهم . بالتالى أنك تحمل أجندة غيرك لا تفيد الأقليم بل الواجب عليك وغيرك أن تصرف نفسك فى تعزيز القيم والمبادىء التى تحكم الأنسان و التى ظللنا نناضل من أجلها. ما هى الأسباب فى تقديرك فى عدم تقدم النوبة و تحقيقهم لهذه المبادىء السامية التى فرضت نفسها فى كل بقاع السودان غربه,شرقه و جنوبه الأن. أين أنتم من هذه الثورة التى عمت أرجاء السودان؟ أين التعبير الذى يمثل وجهة نظركم أم ما زلتم تحملون أجندة غيركم التى تصاقت ولم يبقى منها ألا قانون الطوارىء الذى تحمون به فظائكم ؟ من الذى قتل محمود حسيب و من هم القتلة و قادة أفراد الأمن الذين كالوا الكيل مكيالين على أبناء النوبة فى الأيام الصعبة التى أفتعلوا فيها الد سائس و المؤمرات بأبناء النوبة فى الفترة من )90-1993(.و لو تتحدث بلغة أستعلاء فى تفعيل دوركم فى قضايانا أقول يجب أن تتحرروا أولا عن أجندة غيركم و عبروا عن موروثكم فقبائل البقارة تحمل الكثير من التراث يمكن تفعيلها لمصلحة الجميع. ولقد أخرجت من بطونها الأفذاذ القلائل تتباهى بهم الأمم , وأسهموا كأفراد بأنتاجهم الثر لخدمة الجميع. خذ على سبيل المثال الأديب الشاعر فضيلى جماع, هذا الشاعر ملك للجميع أستطاع أن يدخل قلوب الخرين من باب أثراء الوجدان الأنسانى و خاطب قضايا الوطن بشكل مباشرنثرى وشعرى منضوم . ليتك حضرت الندوة التى ألقاها بالقاهرة 1999 وفيها أستطاع ببراعته المعهودة أن يتنقل بالمتلقى فى تلك الأمسية الشعرية المتفردة أن القلم يمكن أن يصيب كالبندقية. لقد أثبت أصالته عندما أصر أن يلقى المحاضرة بالطريقة التى رسمها وخططها حينما حاول البعض تغييرها وبالتالى تغير اجندتها. هذا مقام الرجل المثقف النادر الذى يثبت للتلريخ أصالته لتروى عنه الأجيال صدق كلمته وجرأة قلمه....لا شك أنك أستطعت أن تدون كل سلبيات النوبة ببراعة وهذه السلبيات تمثل قمة محاولاتهم فى النيل من مكتسباتهم المهضومة بالطرق المشروعة و الغير مشروعة فهى مصدر قوتهم و تفردهم فى ايداع الأمثلة على قاموس السياسة السودانية. فلو تفاعل معنا غيرنا فى الأقليم لمصلحته فببساطة أبتعدنا عن التقيد و الترحل. أرجو أن تضع أطراف المعادلة أمامك وحاول أن تزنها بعقل وليس عاطفة أو أنتماء.. شى أخر حاول أن تجد أجابة للسؤال لماذا النوبة فى صراع دائم ضد المركز؟ وهل قبائل البقارة جزء من هذا الصراع؟ و ما رأيك فى الحركات التى عمت أقاليم السودان ضد المركز؟ وأين أنتم من هذا؟..... لقد ذكرت أن تطلعات و طموحات النوبة لم تتحقق طوال الصراع الذى ظلوا يقودونه وأنها هى سبب الأنقلابات والتمرد المتكررة فى المنطقة ,هذا خطأ يا بريمة الصحيح هو أن التمرد على المستوى المركزى كانت أشارات على الأنظمة التى ظلت تحكم السودان دون أن تعر أى أنتباه للهامش ألى ان تنامى صوته وتطورت أساليب النضال و أرتفعت وتائره و مع ذلك لم تحاول الحكومات تغيير ما يمكن تغيره بل اصبح التمادى ديدنها على مر السنين .و الأشارة فى مقالك لفترة ا لمهدية بأن النوبة تمردوا عليها فأرسل المهدى حملات تأديبية بقيادة حمدان أبوعنجة فهذا خطأ,الواقع أن النوبة عندما وقفوا مع المهدية كان ذلك بوازع الوطنية وانها ثورة ضد المستعمر , أما لماذا أختلف قادة النوبه مع المهدى فى واقعة شيكان والأبيض هى أن المهدىعندما حاول مرارا دخول الأبيض نهارا جهارا ولم يستطع وتمادى فى أن يدخلها ,,, بينمارأى قادة النوبة أن يتم ذلك ليلا, فلم يمتثل لرأيهم . هذا هو الخلاف الجوهرى الذى قاد النوبة للتراجع عن هذه المعركة. أما ما صغته عن مقتل عجبنا هيهات أن يكرر التاريخ أمثاله , أنظر ماذا قال عندما أتى الأنجليز به لسا حة قتله طلبوا منه ان يقول كلمته الأخيرة قبل ان يطلقوا الرصاص عليه أمام الجميع ,فكان ينادى بصوت عال أن يأتى أبناء السودان ليشهدوا كيف يقتل فى صورة نضالية نادرة و مثل للشجاعة بينما كانت بنته مندى تزغرد فى لوحة غاية فى الصمود والنضال.... النقطة الثالثة أن أسم الزبير باشا مربوط بالأذهان بتاجر الرق فهل يستقيم عقلا أن وقف البقارة ضده يوما من الأيام؟لا أظن ذلك يا بريمة راجع الوثائق عند منظمات حقوق الأنسان التى ركزت على هذا الموضوع لأهميته القصوى عبر الحقب الفلئتة... كذلك ذكرت بأن البقارة وقفوا ضد الأنجليز فيم و لماذا؟الشعب الوحيد الذى أذاق الأنجليز الويل هم النوبة و ألا لماذا سموا برمات الحدق؟ دعنى يا بريمة اتحدث قليلا عن أيجابيات النوبة على قبائل البقارة و التى تفضلت عن ذكر بعضها,المصارعة, الرقص و الفنون,الربابة كآلة عزف محلية,الثقافة الفلكلورية و اللغة النوبية ,هذا النمط الثقافى لا يوجد فى قبائل العرب فى أرض الحجاز وقبائل سبأ وحمير التى تدعون الأصول أليها والأنحدار منها,ولقد أثرى به النوبة وجدان السودان عامة و سوف يظل موروثا قيما يعكس تطور أنسان هذه الأرض. فى المقابل ماذا وجد النوبة من قبائل البقارة؟ هذا هو السؤال العكسى و المهم....لماذا تجهل قبائل العرب النمط الأدارى والسياسى للنوبة و هو نمط غارس فى التاريخ؟ .وهى بلا شك تعنى حالة الأستقرار التى كانت تعيشها المنطقة دون قلق أو أنهيار أمنى مقصود.ومع النضج المرحلى وأخص التاريخ الحديث للسودان أثرى أبناء النوبة الساحة السياسية بحزمة عمل سياسى مكتمل على سبيل المثال,ثورة اللواء الأبيض1924م,الكتلة السوداء فى الستينات, أتحاد عام جبال النوبة فى 1964م,الحزب القومى السودانى الذى أحتل المركز الثالث فى أخر أنتخابات ديمقراطية 1986م من حيث الأقتراع من مجموع 54دائرة جغرافية على مستوى السودان. الحركة الشعبية لتحرير السودان1983-.هذا الأسهام السياسى الناضج كفيل أن يعبر عن أهداف ومبادىء النوبة و يشكل رقما مؤثرا على الخارطةالسياسية السودانية.أذ أنفرد النوبة بخصوصية الأعتماد على الذات فى تحقيق تلك الأهداف و المبادىء دون اللجوء ألى النفاق و الغير لمدهم بالأموال و الأدوات اللوجستية التى أستغلت ضدهم على مر السنين.لذلك ظلت تحاك على قضاياهم المؤامرات الكبيرة و أستغلت الأنظمة أمكانات الدولة الفكرية و المادية فى محاصرتهم و الضغط عليهم عبر مواجهات مباشرة أو وسائل أخرى أستطاعت الأنظمة أن تدمر كل البنى التحتية للنوبةو تحدث خلخلة فى مجتمعهم بغية الأذابة و الطمس و النوبة مدركون لهذا جيدا لذلك هم فى حالة صراع دائم مع المركز. و الأنشقاقات التى تتراىء أمامك حتمتها ظروف المرحلة فى تغيير أدواتهم و التى فى تقديرى مكنت النوبة داخليا وخارجيا من أحكام القبضة على قضيتهم و عكسها على المستويين الأقليمى والدولى.النقطة الثانية أن النوبة طيلة فترة صراعهم مع المركز لم يضعوا قبائل المنطقة هدفهم وأنما أقحم البقارة أنفسهم فى الصراع من غير أهداف تعبر عنهم كعنصرفالقضية ليست الماء والكلأ فقط لكنها حزمة أشياء مربوطة فى بعض وعندما تكتمل تهيأ أجواء العيش و السلم وتمكن أفرادها من أستغلال الموارد التى ينعم به الأقليم. فأين يكمن المحدد للأمن العامو الأستقرار؟ أنظر لوضعنا الطبيعى قبل أندلاع الحرب,ما هى طبيعة وعلاقة النوباوى والبقارى من حيث النزعة و السلوك العام و من حيث الأخذ و العطاء.لنأخذ أمثلة وبراهين تشكل أوجه المخاطر الحقيقية للسلام فى الأقليم مثلا ,البقارى أحمق و منفعل لأبسط الأسباب عنيف مدجج بأسلحته البيضاء السكين مبرومة على الذراع فى وضح النهار,الفرار حاد,العصا, السيف و الحراب بمعنى أنه جاهز للقتال فى زمان ومكان ,وقد لا يتردد أطلاقا من قتل الضمة لأتفه الأسباب.النوباوى بلا شك منفعل على الدوام نتيجة عوامل خارجية .يمتلك هذه الأدوات و ربما سلاح نارى تقليدى الآ أنه يحتفظ بهذه الأدوات فى منزله و لا يخرجها ألا لمناسبة لآظهار قوته أو أستعمالها لغرض الحاجة.فأين تكمن الخطورة و المحدد للعيش السلمى؟ هذه الثقافة لا تساعد على نمو العلاقة الأجتماعية , الأقتصادية والسياسية.ولا شك أن التاريخ يشهد تسلح قبائل البقارة على يد الجنرال فضل الله برمة فى فترة من الفترات دون غيرها من القبائل مما أضطر النوبة فى البحث عن السلاح الألى بشتى الطرق لماذا و ما الهدف من ذلك؟ ظلت القبائل العربية تمثل ظل الأنظمة فى المركز وتحمل أجندتها ضد الأقليم, و لم ترتبط بالأقليم أرتباط وجدانىيسمح لهم التعبير عنه تعبيرا كاملا و ليس قاصرا على المنفعة فقط,التفكير الساذج و الضحك الذى ظلت تمارسه بعض قبائل البقارة على النوبة بقصد الفهلوة و الشطارة الزائدة فأغتنموا مواشيهم وأراضيهم و يريدون أن يسلبوا النوبة أرادتهم و مبادئهم الأن بتفعيل أدوارهم مرة أخرى فى تكتيك مرحلى كضرورة للفترة القادمة.لا أعتقد أنه بالأمكان الأن يا بريمة أن تحصل على عجل رضيع من عجول النوبة فى ترحالك شمالا أو جنوبا مرة أخرى.

فى تقديرى أن العلاقة التى تربط القبائل التى تقطن الجبال شبيهه بالخارطة السودانية تماما حيث تجمع كل قبائل السودان لما يتمتع به الأقليم من موارد يسيل اللعاب, و فى العصر الذهبى الذى تمتعالأقليم بالتمازج و التلاقح كان نموذجا للتعدد الثقافى و التسامح الدينى و الفكرى أثرى الساحة الثقافية السودانية بنماذج عديدة فى كل جوانب الحياة,وضع الأقليم على مقدمة أقاليم السودان من حيث النمو المطرد فى المجالات الثقافية,الأقتصادية,السياسية والأجتماعية دون تمييز لفئة أو قبيلة على أخرى ,الآ ان ما أورثته الأنقاذ من ثقافة تعد جديدة ودخيلة كان ناتجها أن أبعد القبائل و العناصر التى شكلت فى الماضى سيموفونية فريدة وأوجدت هوة كبيرة تباعدت على أثرها خطوط تلك القبائل وتنامى عدم الثقة فى البعض....لقد وصف أرسى أستيفنسون النوبة فى كتابه (The Nuba People of Fordofan)حيث قال ) أنه لا يستطيع أن يستعمل كلمة النوبة أستعمالا مطلقا,فهى تعنى قبائل وشعوب(.كذلك المصور البيريطانى الشهير جورج روجر عندما أخلد للراحة بعد الحرب العالمية الثانية أختار أفريقيا لتكون محطة راحته وأستجمامة ولقد أنتهى به المطاف بكردفان فماذا قال فى مذكراته؟)على الرغم من 40ألف ميل التى مشيتها فى أفريقيا لم اشعر بالراحة ألا فى كردفان,حيث يعيش النوبة على سفوح الجبال و البقارة علىسهولها(بمعنى حالة التعايش التى كان يعيشها قاطنوا هذه المنطقة.أن مظهر النوبة كقبيلة واحدة فرضتها الأرادة و المبادىء التى تربطهم فى حدها الأقصى فأنعكس ذلك فى تناغمهم و من ثم أستيعابهم للقبائل الأخرى الوافدة ألى الأقليم لغرض الكلأ و الماء فوجدوا ضالتهم فى سماحة النوبة و تقديرهم للضيف,وببساطة لو نزل ضيفا على النوباوى أكرمه فى تلك الأمسيةبأعز ما يملك و أثمنها من الحيوانات التى يمتلكها,وأرقد الضيف على فراشه ليفترش هو الأرض نزولآ عن كرامته وأرضاءا للضيف الذى قد يسوء التقدير به فى أخر المطاف. هذه الدروس و الثقافة التى يجب أن يستوعبها النوبة فى المرحلة القادمة و ليتركوا التسامح المفرط والتعامل مع الغير بالمثل وليعيدوا النظر فى كل التحالفات المضت , و أن يستوعبوا غيرهم بمنهج جديد حذر ألى ان يثبت العكس.... والدى رحمه الله فى سنين عمره الأخيرة اجتهد كثيرا فى فصل قضايا الرعاة و الزراع بأعتباره أحد معارف المنطقة , واشهد عليه صبره وحنكته فى حل مثل هذه القضايا لأنها فى بعض الأحيان تكون واضحة كالشمس وعندما تتعقد عن قصد يصعب حلهاعندها يرجع مفتش المركز لأهل الحل, أعتقد أن طرق المواشى معروفة و محددة بخطوط يعرفها الجميع, الزراعة أماكنها واضحة , أذا فيم الخلاف؟ هكذا كان الحال فى الجبال)1986-الأن( فقد أندفعت بعض القبائل فى المنطقة بقوة دفع غير عادية وكأنها تريد أن تثبت شيئا ما, و فى كل الأحوال المركز من خلفهم... بعض القبائل ألتزمت نظم الأدارة وقوانينها, مثلا الفلاتة القادمون من غرب افريقيا أستوطنوا فى البرداب شمال كادوقلى, الشوابنة القادمون من بنى شنقول اشتوطنوا فى منطقة السمة جنوبها, الجلابة كتجار فى منطقة الوسط ,و ما زالوا فى هذه المناطق بل استثمروها وشكلوا قوة أقتصادية ضاربة .ما المانع من أستقرار البقارة فى أماكنهم للتقليل من أحتمالات الأحتكاك الموسمية و لتوفير الأمن القومى لأقليم غنى بموارده يستطيع أن يسع الجميع.

نخلص ألى أن التعايش السلمى يجب ان تحكمه ضوابط و قيم فهى كلمتين تحمل فى مضمونها العيش فى سلام.فأذا لم يتوفر السلام بمعناه الحقيقى أنعكس سلبا على التعايش.لذلك يجب أن لا ننظر للتعايش فى منطقة ما على أساس المنفعة من هذه الأرض فقط و متى ما أنتهى خيرها نرحل منها,بل يجب أن يكون الأنتما و الولاء حقيقين لهذه الأرض.فهى حبلى متى ما توفرت عليها الأمن و السلام و الأنتماء تبتسم هى الأخرى وتقبل العيش عليها .


م. محجوب أبوراس - استراليا


الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved