يبدو أن السلطة قد فهمت الدرس جيدا ، وتعلمت من مشكلة غرب السودان في كيفية
إدارة الأزمات 000 في حالة شرق السودان فإنها نهجت نهجاً مختلفا في طرحه،
ولكن متشابها في مضمونه000إذ أنها رفضت الاعتراف بمشكلة دار فور و عمدت الى
فتنة أبناءها مع بعضها ، وادعت أنها محاولات قطاع الطرق والنهب المسلح 00
وتسليح الجنجويد 0 وأخيرا اعترفت بها بعد أن ذاقت الويل ولكن بعد فوات
الأوان ، وبعد أن خرجت المشكلة عن يدها 0
أما مشكلة شرق السودان فإنها اعترفت بها ( وخيرا فعلت ) وادعت بحل المشكلة 0
ولكن وبطريقتها وكالعادة بخلق فتنة بين أبناء الشرق هذه المرة وعن طريق(
المساعدات المالية والدعم ) 0
نحن نقبل بالمساعدات التي قدمت لأهل الشرق لأنها حق مشروع لهم بل أقل من
المطلوب وليست منة من السلطة لأهل الشرق وهم يستحقون أكثر من ذلك 000والفتنة
التي أقصدها تكمن في حديث وزير المالية عندما زار ولاية كسلا وعبر برنامج (
في الواجهة ) قال : اتقوا الله في توزيع هذه المساعدات ووزعوها للذي يستحق
أكثر( وحسب علمنا باحتياجات الشرق أن تلك المساعدات لا تكفي قرية صغيرة
منها )
ولنا أن نتساءل هل اتقيتم أنتم الله في أفعالكم المبطنة وأنتم (توزعون
الفتات)؟ وهل اتقيتم الله في أحداث بورتسودان ؟؟ وهل اتقيتم الله في اعتقال
الأبرياء في كسلا بورتسودان وزجهم في السجون ؟؟؟ وهل اتقيتم الله في حقوق أهل
الشرق وهم من أغني الولايات --الميناء --- مناجم الذهب --- معادن أخرى ؟؟
هذه المساعدات وعلى قلتها لم تأت بحسن نية من السلطة ولم تأت إلا من
نضالات أبناء مؤتمر البجة 0000 إلا بعد سيل من دماء الشرفاء في بورتسودان
الذين أرادوا طلب حقوقهم المشروعة والمتمثلة في الإفراج عن كافة المعتقلين ،
والمشاركة الفاعلة في السلطة والتقسيم العادل للثروات ، والاهتمام بالريف لأن
أكثر أبناء البجة في الأرياف – بحفر الآبار وإنشاء المستشفيات وبناء
المدارس،واستيعاب أبناء البجة في الوظائف العامة وفتح حوار مع مؤتمر البجة
– الجناح العسكري والوصول معهم لحل كافة القضايا المتعلقة بالإقليم-
أعتقد هذه من أبسط حقوق أهلنا في الشرق وعلى السلطة أن تدرك خطورة الموقف وأن
تكون جادة في حل المشاكل قبل تفاقمها 0 وعليها أن تكون واقعية وحريصة على
مصالح شعبها وعليها الانتباه بعدم تكرار مآسي الغرب في شرقنا بإمعانها في
التهميش والتعتيم والتقتيل وبذر الفتنة والشقاق بين أبناء الشرق