مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

سنرى اكثر من ذلك مادام الظلم قائماً في السودان؟ بقلم الطيب الزين-السويد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/13 5:07م

بالامس القريب قرأت مقالاً للدكتور د. حيدر ابراهيم علي، جاء تحت عنوان ماذا
حدث للسودانيين والذي اشار فيه الى دور بعض السودانيين المقمين في العراق
والذين اتهموا بالمشاركة في عمليات المقاومة وقد اعتبر ذلك واحدة من مؤشرات
التدهور القيمي والاخلاقي الذي لحق بانسان السودان خاصة خلال السنوات الاخيرة
جراء ما اشاعه نظام الانقاذ من اجواء قاتمة وطاردة للشباب السوداني مما حدا
بالكثير الى ركوب المخاطر وتعريض انفسهم وذيهم لصدمات نفسية لا يعلم حجمها الا
الله، نعم هذا صحيح ان هناك الكثير من المتغيرات السالبة في حياة السودانيين
في الداخل والخارج خلال السنوات الاخيرة وذلك يرجع للظروف الاقتصادية الصعبة
التي يكابدها الناس في الداخل وطول فترة غياب المغترب او المهاجر عن الوطن
والاهل مما ينجم عنه من مضاعفات على صعيد الذهنية والنفسية، لكن اخلاق
السودانيين في العراق سواء قبل احتلال بغداد او بعده لا اعتقد بتلك القتامة
التي رسمهتا تلك صحيفة الحياة اللندنية او حتى العراقي الذي يساير وبل ينطق
بلسان الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق في وضح النهار دون حياء او خجل يا له
من زمن لعين، اقول ذلك لاني عشت في العراق تقريباً سبع سنوات تحت ظروف حرب
الخليج الاولى والحصار وخلال هذه الفترة تعرفت على المعدن الاصيل لانسان
السودان، تعرفت على ذلك من لحظة وصولي مطار القاهرة هناك التقيت احد الاخوة على
ما اذكر انه من ابناء دارفور وكان قادما من العراق لتوه ولم يدم اللقاء بيننا
اكثر من ثلاثة دقائق وعند موادعته لي اخرج مبلغا من المال وادخله في جيبي فقلت
له ما هذا؟ قال هذا للتاكسي وانت لا تعرف العملة هناك، رغم اني رفضت الا انه
اصر علي، للاسف لم اعرف اسمه لقصر اللقاء لكن من لهجته عرفت انه من اهل دارفور
لذلك احي دارفور وضحاياها ومناضليها واقول لها ابشرى ها هي القائمة قد ظهرت
وفيه رؤوس الشر التي أججت نار الفتنة. نعود لقصة المعدن الاصيل لانسان السودان
لم يقف الامر عند ذاك الحد بل تعداه فعندما نزلت في محطة التاكس الاخيرة قابلت
احد الشباب وسألته عن احد اقربائي فقال لي نعم قد وصلت وقد ذهبت معه الى الدار
وهناك التقيت بمجموعة من الشباب وكانوا عشرة اشخاص على ما اظن يسكنون في بيت من
اربع غرف، كانوا خليطاً من كل السودان الا ان الشاب الذي اخذني الى الدار كان
من وادي حلفا هناك نمت عزيزا مكرماً وكنت اتوقع في اي لحظة قدوم قريبي الا ان
شيئاً من ذلك لم يحدث حتى صبيحة اليوم الثاني وعند الصباح ذهب جلهم للعمل
وتركوني مع اثنين من الشباب وبعد الفطور وشرب الشاي ايضا اخرج لي احدهم مبلغا
من المال وقال لي تفضل هذا المبلغ من الشباب جمعوه لك البارحة فقلت لهما انا
الحمدلله عندي مصاريف لكنهم حلفوا وكان المبلغ عشرون ديناراً ووقتها الدينار
يساوي ثلاثة دولارات ، رغم اني اعرف ان السودانيين اهل نخوة وكرم الا اني
تساءلت لماذا يحدث معي هذا؟ ألاني صغير السن ووقتها كان عمري 23 سنة لذلك
ينظرون الي بعين الشفقة؟ ظل هذا السؤال في مخيلتي الى ان قابلت قريبي وحيكت له
ما حدث فقال لي هذا شيء طبيعي بين السودانيين هنا وبالفعل جاءت الايام والاحداث
واكدت لي ذلك, وهكذا استطاع السودانيين ابأن الحصار ان يتكيفوا مع طبيعة الظرف
ومفرداته الصعبة، صحيح كان هناك بعض السلبيات، الا انها تبقى قليلة اذا ما
قورنت باستثنائية الظرف الذي وجدوا انفسهم فيه اسرهم في السودان تمد الايدي
طلباً للعون وبلد الذي لهم فيه مستحقات ينتظر ان رفع الحصار عنه تحت اي لحظة
حسب قرارات مجلس الامن، ورغم تطاول مدة الحصار فقد ابتدع السودانيون بعض الصيغ
والاليات للتكيف مع الظروف لتحقيق قدرا من التكالف والتعاضد الامر الذي ساعد في
المحافظة على المثل والقيم الحميدة فبجانب اتحاد الطلبة السودانيين والجمعية
السودانية والنادي السوداني اسسوا الروابط والجمعيات والتي كانت محل احترام
وتقدير وقبول الجميع. وانا عندما ادافع هنا لا ادافع عن عمليات القتل
والتفجيرات التي تطال المدنيين العراقيين ولكن ادافع عن السودانيين الذين ما
خانوا امتهم رغم محاولات الاساءة التي يتعرض لها جميع العرب في العراق
والسودانيين على وجه الخصوص في الماضي والحاضر، واليك هذا المثال، لعللنا جميعا
نذكر الحرب العراقية الايرانية ومشاركة اغلب العرب الى جانب العراق في وجه
الهجمة الخمينية في نهايات السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي تلك
الحرب التي انتهت بهزيمة الايران، في تلك الحرب كان عندما يسقط احد المتطوعين
العرب في جبهات القتال كان بعض الشعوبيين من العراقيين يقولون قد سقط (دينار)
اي انهم يقصدون أن هؤلاء جاءوا من الدنيار لا اكثر، رغم اني اعرف بعض الاصدقاء
وزملاء الدراسة قد التحقوا بجبهات القتال في حينها وقد استشهد البعض وجرح الاخر
وحتى الذين عادوا منهم قد عادوا الينا وليس معهم سوى ذكريات ايام التدريب واداء
الواجبات العسكرية والخفارات الليلية وما فيها من مواقف وطرائف. د. حيدر
ابراهيم اعرف انك هامة كبيرة في مجال الفكر وثقافة التنوير، وربما هذه فرصة
طيبة لي لأوكد لك باني من بين الملايين الذين يتابعون بشغف كل مساهماتك الفكرية
والثقافية والتي هي محل احترام وتقدير الجميع ،لذلك لا يفوت عليك تلك
المؤامرات التي تحاك ضد السودانيين عموما وخاصة الشرفاء منهم فهؤلاء السودانيين
الذين يقولون عنهم انهم قتلة ماجورين اذا ما تقصينا في حقيقة امرهم لوجدناهم
ابرياء وحتى لو افترضتنا مشاركتهم في العمليات الجارية الان في العراق اعتقد
انها من منطلق النخوه العربية التي تحس على النصرة وليس كما يدعي الاعلام
العراقي أنهم قتلة مأجورين،انها نصرة بغداد التي ما بخلت يوما على العرب وخاصة
نحن في السودان،في العراق درس عشرات الالاف من الطلبة السودانيين وعمل الملايين
وكانوا اكثر المغتربين تغذية للخزينة السودانية وذلك لان جل تحويلاتهم تذهب
مباشرة الى بنك السودان الذي اصبح مستباحاً في عهد الانقاذ.لذلك عندما وقعت
الحرب والحصار وكان مغتربي العراق في حاجة ماسة لعون بلدهم لم يجدوا منه سوى
الاستغلال والاساءة اليهم في ظل نظام الانقاذ الفاسد، الامر الذي جعل الكثير
من السودانيين الذين غادروا العراق آبان الحصار يفضلون البقاء والعمل في بعض
الدول مثل الاردن ولبنان وسوريا رغم قساوة الظروف في تلك الدول، هناك من ماتوا
بين سوريا ولبنان وهناك الالوف الذين يرزحون في سجون في تلك الدول لا لذنب
جنوه سوى أنهم بلا اقامات عمل يا له من زمن اغبر ان يبحث السوداني عن لقمة عيشه
في مثل تلك الدول مع كل الاحترام والتقدير لكل الشعوب وظروفها،وحتى الذين
بقوا في العراق من السودانيين رغم الحرب والغزو والاحتلال والذين اصبحوا الان
بين نارين نار المقاومة من جهة ونار الاحتلال من جهة اخرى هؤلاء ما كانوا
سيتأخرون لحظة لو كانوا يعلمون انهم سيجدون من يقدم لهم العون والدعم الذي
يعيدهم الى اسرهم وعوائلهم بالشكل الذي يحفظ لهم كرامتهم بعد كل هذه السنوات،
كأن يصرف لهم نظام الانقاذ بعض من مستحقاتهم وتعويضاتهم، تلك الحقوق التي حصلوا
عليها تحت ظروف اقل ما قال عنها انها استثنائية، تلك المستحقات التي استغلها
نظام الانقاذ في مخططاته الحربية وبناء اجهزته الامنية لقمع الاصوات المطالبة
بحقوقها في الحرية والديمقراطية تلك الممارسات القمعية التي اوصلت الاوضاع في
السودان مرحلة لا عودة، انه الظلم الذي نما وترعرع في السودان خلال الخمسون
عاما الماضية بل وشب عن الطوق خلال سنوات الانقاذ الاخيرة، مما دفع الاقاليم
لاشعال نار الثورة في وجه نظام الظلم والظلام فهاهو الجنوب يحقق الظفر وغدا
دارفور والشرق وكردفان ليتحقق الاستقرار والسلام العادل والا سيتحول السودان
الى دويلات،وهذا ما تشير اليه كل المؤشرات. وفي هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه
المساهمة المتواضعة بين يدي منشور من بعض المنظمات السويدية وزعته يوم امس
السبت والذي تعتبر فيه ان ما جرى ويجري الان في العراق هو مجرد احتلال لا اكثر
الهدف منه السيطرة على مصادر الطاقة والنفط واذا ما اتفقنا على ان هذا هو
سبب الاساسي لحرب الابادة التي تتعرض لها العراق قلب العروبة النابض فيبقى من
حق كل مناضل عربي شريف بل كل انسان شريف يؤمن بمبدأ الحياة الحرة الكريمة لجميع
بني البشر وليس لمجموعة او دولة بعينها لانها امتلكت وسائل القوة والبطش، ان
يدافع عن ارضه وعرضه وكبريائه ، لذا كم اشعر بالحزن والاسى ان ترزح بغداد تحت
الاحتلال ويتوراى المثقفون عن قول الحق وفرز الباطل عن الحق واعطاء كل ذي حق
حقه ليس لانه سوداني او عربي وانما من اجل تحقيق السلام والاستقرار الدوليين
والانتصار لكلمةالحق التي سقطت تحت ضربات مدافع تزييف الوعي ليتحول من يدافع عن
بلده وامته الى ارهابي ومن يعتدي على الشعوب وحقوقها الى محرر وبطل يجب ان
تؤدى له فروض الطاعة، فالظلم لا يولد الا الحقد والانتقام فهذه رسالة اوجهها
الى كل من يقع عليهم دور الطليعة وقيادة الوعي والتنوير لنقضي على الظلم اياً
كان مصدره سواء من اميركا التي تحتل العراق أو نظام الانقاذ الذي يمارس حرب
الابادة ضد سكان دارفور والشرق يا لها من مهزلة ان يتحالف نظام الكشات مع نظام
الابادة لتتم الناقصة بتحالف
مقطوع الطاري مع خائب الرجاء، يا له من زمن تعيس

الطيب الزين-السويد

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved