سيصدر من دار ( باساو ) للنشر والتسريب كتاب شيق يحوي عدد من الأمثال
الشعبية السودانية 0 هذا الكتاب الذي ألفه العلامة (أبو سرمة الغرباوي)
يتناول فيه تطور الأمثال وكيف أنها أصبحت لسان حال المواطن المغلوب على أمره
فعندما تشتد عليه دياجير الظلم والاضطهاد ، ويزحف نحوه كوابيس الفقر والمرض
، وينزل فوقه ويلات الحرمان ، ويهجم عليه غول الجوع فاغرا فاه ، وهو صابر
000صامد جلد000قوي يجابه أعاصير التجهيل والتعتيم 000يصارع الجناة العتاة
القساة 000أنه – المواطن - في تلك الدوامات التي يجاهد فيها وكلما زاد النظام
وتمادى في ظلمه وجبروته وقهره – وقف هو كالطود الشامخ يقارع النظام بالحجة
والمنطق ( ولكن يأبى النظام إلا تماديا وإصرارا في تجفيف الضرع وحرق الزرع 0
حتى اجبره على التفاهم معه بطريقة أخرى 000طريقة أعترف بها رأس النظام 000 أي
القوة-فكانت حركة العدل والمساواة وكانت حركة التحرير0
هذا المواطن يلجأ أحيانا الى تلك الأمثال فيجدها لسان حاله يتطابق تمام
التطابق في مسيرته فإلى الجزء الأول من الأمثال :
الشجرة كان هوزز – مابراو : يا هبوباي يا أبلاي
ومضمونه أن لا بد من شئ في اهتزاز الشجرة – إما الرياح وإما قرد
فوقها 00 هنا يقول أبو قارديقي أن ركض السلطة وارتماءها في أحضان الأفارقة
ومغازلة ------------- ليس لشئ إلا لخوفها من محاكمة مرتكبي الفظائع
فيها
ألتسوي بأيدك يغلب أجاويدك
يقول أبو قارديقي لو كانت السلطة اعترفت منذ بدايات مشكلة دار فور
وجلست مع أهاليها وحلت مشاكلها حلا عادلا وكذلك جميع مشاكل السودان وبدلا عن
إنها تنعتها تارة النهب المسلح وطورا بالخارجين عن القانون وفي النهاية
اعترفت بهم أما كان الأجدر بها وبكرامتها حل المشاكل قبل تفاقمها ؟؟؟؟
سؤال برئ جدا
تسائلني أم الخيار جملا يمشي رويدا ويكون أولا
وهذا المستحيل بعينه إذ أن السلطة تريد ( تبييض وجهها ) في المحافل الدولية
وتقول لهم أن السلام العادل والشامل يعم جميع أنحاء السودان – وفي ذات الوقت
تقوم بجرائم الإبادة في غرب السودان وشرقه0
كيف أصالحك وهذا أثر فأسك ؟
نعم والله كيف للحركتين أن يثقا بالسلطة الطاغية الباغية الغادرة
– وهذه اتفاقيات أبشي – إنجمينا – أديس أبابا – أبوجا - وبعد تأكيدها بوقف
إطلاق النار لتأتي خلسة وبغتة لتداهم الأبرياء في مناطقهم بالطائرات تارة
وبجنجويدها تارة أخرى 0000كيف الوثوق بسلطة كهذه 0
هذه بعض مما سمح لي صديقي المؤلف بقراءته من ذلك الكتاب قبل الطبع
وسوف أتناول معكم في الحلقة القادمة ما تبقى من الأمثال مع التقدير
دور قو الكورماوي