في تصريحات استفزازيه جديده اعاد حاملي حقيبه الحرب والسلام لغه الخطاب السياسي الي ما كانت عليه قبل التوقيع علي اتفاقيه السلام منما يوحي بان السلام لا وجود له في فكر الطرفان واصبح كالضيف الزائر والزائر لاتطول اقامته بعد ان تنتهي استضافته .
ودعونا نستشهد بامثله موجزه من اقوال الطرفان السيد رئيس الجمهوريه يقول الخرطوم لن تكون مكانا للمتاجره بالخمور وفتح حاناتها, والشريعه الاسلاميه اصبحت جزءا من دستور السودان الدائم, والانقاذ امتدادا للثوره المهديه, وعن المعارضه التي ينتمي اليها نائبه القادم بموجب اتفاق السلام, يقول سياده الرئيس المعارضه تتحدث عن الحريه ولكنها عرضت السودان للبيع في اسمره ونيروبي ولندن وواشنطن والمانيا.
اما السيد نائب رئيس الجمهوريه القادم يقول, لابد من وضع الدين في نطاق الحريه الشخصيه فالدوله للجميع والدين لله وللشخص, وعن الوحده يقول هي شان اهل الشمال وحدهم لا الجنوب وطالما هناك حرب ودمار في دارفور فانه لن يتحقق السلام في السودان.
وقبل ان استرسل يجب ان اشير الي ان هذه الاتفاقيه لم يسفر عنها سلام او حل دائم لمشاكل السودان لانها عقدت بين حكومه الامر الواقع التي لا تمثل اكثر من 5./ . من مجموع السكان وبين الحركه الشعبيه التي لا تمثل كل قبائل الجنوب ولكنها تمثل مصالح الجنوب وقد نالت كل ما تريد واصبحت دوله داخل دوله او كما قال الدكتور محمد ابراهيم الشوش " بعد اقتسام السلطه وتوزيع الثروات اصبح الجنوب مع بعض اضافات , يتمتع بكافه السلطات المتاحه لايه دوله مستقله في العالم, له جيشه ومصرفه المركزي ونظامه القانوني والسياسي والمالي وعلمه ونشيده القومي وسياسته الخارجيه في سابقه خطيره لا مثيل لها بالنسبه لاي اقليم او ولايه داخل دوله فدراليه او كونفدراليه في العالم " .
وبدوري اقول لا يوجد شعور حقيقي بالتاخي والوحده في فكر الطرفان الموقعان علي السلام, وستكون هنالك صعوبه في ترتيب البيت من الداخل, وبلوره موقف سوداني مشترك ازاء عمليه السلام, ومواجهه التحديات الداخليه والخارجيه وسبل التغلب عليها لان فكر" التبشير" مازال يتذرع بالدين ويدعي بانه امتدادا للمهديه وغاب عنه بان المهديه هي التي وحدت الامه السودانيه وحررتها من التركيه التي اعاد نهجها بافعاله اللاانسانيه .
اما فكر الحركه الشعبيه والتي وصفته ب " التحرير" مازال يروج للجهويه والعنصريه والتهميش والتحرر من ثقافه الجلابه, ومحاوله فصم عري الاخوه التاريخيه بين السوداننين مستولده حاله عنصريه كريهه ستستمر لمئات السنين, لذلك اعلن ثوار دارفور مقاطعتهم لجوله ابوجا المقبله ومطالبه الامين العام للامم المتحده بتسلم ملف الاقليم من الاتحاد الافريقي ومحاكمه المطلوبين دوليا, وتوحدت الجبهه الشرقيه لمواصله الكفاح لتنال حقوقها الشرعيه وهنالك الكثير والمثير داخل ارض السودان لا داعي لذكره .
لذلك اقول اذا كانت الحكومه والحركه الشعبيه يريدان تفادي تدخل القوات الاجنبيه وانقاذ السودان من المخاطر المهلكه التي يواجهها الان رغم الاتفاق علي السلام فما عليهم الا ان يعلنوا عن لقاء جامع لاعاده صياغه الحياه السياسيه بما يلبي احتياجات الاطراف جميعا ولا داعي للتمسك بالوحده التي اصبح لا وجود لها في نفوس اهل السودان لمعانتهم من الفقر والجهل والمرض والحرب والدمار, قسموا ارض السودان لما كانت عليه قبل دخول الاستعمار لينعم الناس بالاستقرار وكفي الله المؤمنين شر القتال .
وفي رائي المتواضع ولما شاهدته وقراته ولمسته من تصرفات الكثيرين في الداخل والخارج اعتقد هذا هو السبيل الوحيد للمخرج من المازق السوداني ان كان هنالك من يرغب في مخرج .