مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

جبال النوبة …ومرحلة جديدة بقلم عيسى حمدين حسابا-رئيس الحزب القومى السودانى المتحدة مكتب القاهرة والشرق الأوسط

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/11 5:40م

قبل مؤتمر كاودا التاريخى كان هنالك اختلاف كبير فى الرؤى والموافق بين أبناء جبال النوبة … ورغم الاختلاف … إلا أن الكل اتفق حول المبادئ الجوهرية (الأمن، الاستقرار، التنمية) فى جبال النوبة.

وفى مؤتمر كل النوبة الجامع فى الأراضى المحررة كاودا تناول المؤتمرون عدة قضايا منها ذات الجذور التاريخية للمشكلة.

وعملية السلام التى ترعاها دول الإنقاذ، وموضوع حقوق الإنسان وقضية ملكية الأرض، وإعادة توطين اللاجئين والنازحين والإغاثة والتنمية ودور المرأة والشباب والطلاب. وكان من ضمن المواضيع وحدة أحزاب جبال النوبة فى منبر واحد واسم جديد (الحزب القومى السودانى المتحد) برئاسة ا[ فليب غباشى غبوش وثلاثة نواب للرئيس.

وفى هذا اليوم قرر المؤتمرون تمثيل الحزب القومى السودانى المتحد فى اللجنة الفنية للكرة الشعبية لإقامة مزيد من فرص التشاور حول تفاصيل حل قضية جبال النوبة وكان الأب فيليب غباشى شخصياً يقوم بهذه المهمة.

رغم وجود تنسيق مسبق مع الحركة الشعبية منذ الثمانينات إلا أن كاودا أعطت تفويض كاملاً للحركة للتفاوض نيابة عن شعب جبال النوبة بالتنسيق مع الحزب القومى السودانى المتحد.

كان الهدف هو وحدة الصف والكلمة من أجل تحرير الإنسان النوبى وكافة المهمشين من هيمنة المركز ورفع الظلم والقهر والتهميش، وتعرية نظام الحزب الواحد الحاكم فى الخرطوم من جرائم الإبادة الجماعية، والقتل والتشريد والتجويع واغتصاب النساء.

كانت كاودا نقطة تحول تاريخى لشعب جبال النوبة حيث قدموا وأثبتوا للعالم أجمع أروع وأعظم نموذج للوحدة واستراتيجية جديدة لحل قضية جبال النوبة والنيل الأزرق، وقدمت دعماً شعبياً وجماهيريا للحركة الشعبية حول قضايا السلام، إيماناً بهذا الشعب العريق وأصالته وباعتراف دولى للحفاظ على هذا الكيان من شبهة التطهير والإبادة، فكان إبرام اتفاق جبال النوبة بسويسرا فى 19/1/2002 نموذجاً ومدخلاً لوقف إطلاق النار فى جبال النوبة ومن ثم تعميمها لاحقاً ببقية المناطق المتأثرة بالحرب فى جميع أرجاء المناطق المهمشة فى السودان وتنفيذاً لقرارات وتوصيات كاودا قام الحزب القومى السودانى المتحد بالمتابعة والتنسيق مع الحركة الشعبية حول القضايا المصيرية فى إقليم جبال النوبة فى المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، فقد قام الحزب بدوره السياسى فى ملف السلام حول المناطق الثلاثة وكان حاضراً فى طاولة المفاوضات كما لعب دوراً هاماً وإيجابياً فى طرح القضايا الجوهرية، وفى أول مفاوضات فى ماشاكوس بين الحكومة والحركة الشعبية لم يتضمن منبر الإيقاد المناطق الثلاثة، لذلك بعث الحزب القومى السودانى برسالة قوية تحمل رؤى واضحة إلى دول وشركاء الإيقاد والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والحركة الشعبية وحكومة السودان والتجمع الوطنى الديمقراطى ومجموعة أصدقاء النوبة والمفاوضين فى ماشاكوس بضرورة تضمين المناطق المهمشة فى جدول المحادثات وتحديد حدود الشمال والجنوب والهوية الأفريقية – وعدم تجزئية شعب جبال النوبة والنيل الأزرق وكافة المناطق المهمشة فى السودان، وأبدينا رفضنا التام لضم جبال النوبة إلى الكيان الشمالى، وكفالة حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة، ومن ثم تحديد منبر كارن لمناقشة المناطق المتنازع عليها، فكانت هنالك ثوابت ومرتكزات رئيسية فى مفاوضات المناطق الثلاثة وكان رأى الحزب واضحاً فى تحديد إقليم جبال النوبة وليس جنوب كردفان والتأكيد على تفويض الحركة الشعبية فى التفاوض فى شأن المناطق الثلاثة (جبال النوبة – النيل الأزرق – أبيى) والتأمين على حق تقرير المصير عبر استفتاء شعبى فى نهاية الفترة الانتقالية والحكم الذاتى وتقديم توزيع واضح حول توزيع السلطة والثروة للمناطق الثلاثة وكذلك الترتيبات العسكرية والأمنية.

تم فى منبر ناكورو (مسودة تفاوض ناكوروا) كان لروابط أبناء جبال النوبة بالتوثيق مع الحزب القومى السودان المتحد بجمهورية مصر رداً قوياً على ما جاء فى مسودة التفاوض بناكورو عبر ورشة أقيمت بدار الحزب القومى السودانى المتحد لمدة ثلاثة أيام انتهت بملاحظات أرسلت إلى سكرتارية الإيقاد (الجنرال لازورس سيمبايو) ووسطاء الإيقاد أن يؤخذ فى الاعتبار حدود ولاية جبال النوبة والتى تتمثل فى حدود مديرية جبال النوبة عام 1928 – أن تعامل ولاية جبال النوبة ضمن الولايات المنتجة للبترول – تحديد نسب جبال النوبة من نصيب حكومة السودان – الإبقاء على قوات الحركة الشعبية فى جبال النوبة أثناء الفترة الانتقالية – أن يتم اختيار الوالى من أبناء الولاية عبر انتخابات مباشرة.

أما فى نيفاشا فقد أمن شعب جبال النوبة بتمسكه التام بمقررات مؤتمر كل النوبة فى كاودا والتى تمثل المرجعية الأساسية لحل قضية جبال النوبة والتأكيد على الحكم الذاتى وحق تقرير المصير وأن الحزب القومى هو الحزب السياسى المعارض والممثل الشرعى لشعب جبال النوبة بموجب مقررات مؤتمر كاودا والشريك الأساسى مع الحركة الشعبية فى المفاوضات.

ظل الحزب يتابع عن كسب مجريات الأحداث فى نيفاشا مروراً بالتوقيع على البروتوكولات الستة ووصولاً إلى التوقيع النهائى فى 9/1/205 ومن خلال هذا المشوار الطويل تمت عدة لقاءات تشاورية بين قيادات الحزب القومى السودان المتحد وقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وفى آخر لقاء جمع بين قيادة الحزب ممثلاً فى عضو هيئة القيادة (محمد سليم كيم) وعضو المكتب التنفيذى (عيسى حمدين حسابا) بالتجمع الوطنى الديمقراطى بحضور ممثل الحزب القومى بسكرتارية الداخل الأستاذ/ ديفيد كوكو مع الدكتور جون قرنق فى أسمرة أكد الزعيم القائد بأنه لا يمكن أن يتخلى عن المناطق الثلاث وأنه متمسك بمقررات كاودا كما قال إن ما توصل إليه فى المفاوضات بالنسبة لجنوب السودان والمناطق الثلاث لا يرضى طموحات هذه الشعوب حيث أن للمفاوضات ظروف خاصة، لكن علينا تكملة النواقص عبر الاستفتاء الشعبى لجنوب السودان والاستشارة الشعبية لإقليم جبال النوبة والنيل الأزرق، كما رحب بفكرة الحزب القومى السودان المتحد لإقامة مؤتمر ثانى لكل النوبة بكاودا لوضع استراتيجية جديد للفترة ما بعد السلام.

وبناء على موافقة الدكتور جون قرنق لعقد المؤتمر الثانى، نرى أنه سيكون بداية مرحلة تاريخية مهمة لوضع أسس حياتية جديدة لشعب جبال النوبة فى والحاضر والمستقبل.

وقد كان شعار هذا المؤتمر (الوحدة طريقنا لتحقيق طموحات شعب جبال النوبة) ويتم دعوى كل ممثلى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والإدارات الأهلية ورجال الدين والمنظمات الطوعية والمنظمات النسائية ومناديب دول المهجر والمثقفون والحركة العمالية والشعبية، ويضمن مشارك جميع أبناء جبال النوبة بالداخل والخارج وبمختلف توجهاتهم الفكرية والثقافية والسياسية، وقد أقترح وضع أوراق للمساهمة الفكرية والسياسية والاجتماعية، كما طرحت عدة مواضيع على سبيل المثال وليس الحصر بروتوكولات السلام فى نيفاشا – تقسم السلطة والثروة – الحكم الذاتى – المستقبل السياسى والدستورى لشعب جبال النوبة – الديمقراطية الانتخابات – حقوق الإنسان فى جبال النوبة – التسامح الدينى والنظام القانونى فى جبال النوبة – التنمية والخدمات فى جبال النوبة – التعليم والبعث الثقافى – السيادة على الأرض كعنصر أساسى لحماية البيئة .

تأتى مرحلة ما بعد السلام كمرحلة جديد تتطلب ثقافة جديدة وأدوات تختلف عن مرحلة النضال ورؤى مستقبلية ذات شفافية عالية لتضافر جهود أبناء الإقليم الواحد، إذن فمؤتمر كاودا الثانية يمثل بداية لنقلة تاريخية بل يعد مدخلاً جديداً لعمل متواصل لفتح آفاق الوحدة والتنمية – الإصلاح والتغيير، لكن تبقى هنالك علامات استفهام وتساؤلات واستفسارات مشروع حول مستقبل النوبة بعد التوقيع النهائى للسلام، ومن ضمن هذه الأسئلة المطروحة والملحة فى الوسط النوبى وتحتاج منا إلى أجوبة دقيقة هى :

** ماذا بعد تحول الحركة الشعبية الثورية إلى حزب سياسى؟

** أي الخيارات أفضل للحزب القومى السودانى المتحد، خيار الاندماج أم التحالف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان؟.

** حق تقرير المصير للجنوب ومصير أبناء جبال النوبة فى الحركة الشعبية – الاستشارة الشعبية لإقليم جبال النوبة والكيان النوبى المتأرجح بين الجنوب والشمال – عودة اللاجئين والنازحين ثم التنمية فى جبال النوبة.

كل هذه الأمور تحتاج إلى وقفة تأمل والتعامل معها بروح وطنية متجردة بعيداً عن سياسة الأصوات العالية ودون تطرف فكرى ونبذ الخلافات للوصول إلى إجماع شعبى ووطنى، وتوحيد الرؤى حول القضايا المصيرية المطروحة فى الساحة.

لتكن كاودا 2 مرحلة جديدة لرسم خريطة مستقبل جبال النوبة الحديث ولتكن أيضاً مرحلة تتويج علاقة خندق النضال بآفاق التعمير وتقرير المصير .

عيسى حمدين حسابا

رئيس الحزب القومى السودانى المتحدة

مكتب القاهرة والشرق الأوسط

[email protected]

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved