كان الدخان يتصاعد في سماء بورتسودان و الشوارع ملئية بالقتلى و الجرحى الذين ينزفون الدم مدراراَ . فوق ذلك زجت حكومة الإنقاذ الوحشية بالمناضلين الأشاوش من مؤتمر البجا في السجون . وبعد نهاية سيناريو الموت يظهر الوالى حاتم الوسيلة في شخصية الرجل الذي يلتفت لاحوال الرعية و الإهتمام بهم خاصة في مثل هذه الحالات . إنه الخصم و الحكم في آن واحد . في البداية أمر حاتم الوسيلة بقتل الأبرياء ثم رمى البقية الباقية من قيادات مؤتمر البجا في سجون بورتسودان . ينتقل بنا حاتم الوسيلة و هو يتحدث عن الأسباب التي قامت من أجلها المظاهرات ليقول أن دولة أجنبية وراء الأحداث و بعض الشيوعيين و المحرضيين ، و يذهب الوالى إلي أبعد من ذلك و يقول (( إن الموسسات الإتحادية الكبيرة لها دور مباشر و إرتباط بالمواطنيين . فمثلاَ هيئة الموانى البحرية تساهم ب 3 مليارات)) الي جانب ذلك يقول الوالى (( يجب أن تزيد نسبة المساهمة في مشاريع التنمية في الولاية)) و يأمر الوالى بتوزيع حصص من الذرة للمواطينين إيحاءَ منه لطمس الجريمة و إخفائها ، إنه يقوم بزر الرماد في العيون . إلا أن البجا أرجعوا الذرة الي الوالى و لسان حالهم يقول إننا لا نهان و لا نقبل الإستعلاء العرقى . و في منزله المحاط بالحراسة المشددة يجتمع الوالى مع مجموعته الجبهوية و يكشف ما هو بصدده من مؤامرات ضد شعب البجا و يقول ((يا جماعة منطقة الشرق دى منطقة إستراتيجية ، فوق ذلك ملئية بالخيرات ، الموانى و الكنوز في الارض . إضافة الي ذلك بورتسودان بها منشأت بترولية ليس من المعقول أن يتحكم فيها هولاء المرتزقة )) و كانت حكومة الإنقاذ قد وضعت خطة لإبادة الشعب البجاوى عن بكرة أبيهم ، و ذلك بطرق مختلفة مثل نشر الأمراض الفتاكة في مناطقهم – الجوع و أخيراَ القتل بالرصاص كما هو الحال في دارفور . لعن الله هذه المركزية الغاشمة .
اما ثوار البجا فقد ولد بين ظهرانيهم جيل ثوري متماسك يمسك علي جمر القضية ، فهو يطالب في كثير من الحالات و يرفع السلاح في أحياناَ أخري لينتزع حقوقه المشروعة عنوة و إقتداراَ . و هذا ما يخيف الإنقاذ . أما الوالى فأنه يستمر في العمل علي تهدئة الأحداث و يعلن بأن حكومة الإنقاذ سوف تتفاوض مع مؤتمر البجا التنظيم المسلح بالإضافة الي ذلك سوف يتم تعيين 1353 من الشباب في الوظائف الحكومية في ولاية البحر الأحمر و غير ذلك من الوعود المفخخة بالمكايدات و الأكاذيب الإنقاذية . إن التاريخ لا يرحم و سوف يساق هذا الوالى تحت أقدام ثوار البجا إلي الموت . هناك شخصية أخرى في سيناريو هذه القصة و هو الدكتور مجذوب الخليفة الذي هرول وراء السلطة الإنقاذية حتي تمكن من أن يٌنصب ناطقاَ بإسم الإنقاذ مبرراَ أفالعها برميه لمعارضيها بالهمجية و العنصرية . إلتحق مجذوب الخليفة و الوفد المرافق له بركب الوالى و هو يتقدم الصفوف لعزاء أسر الشهداء . و كانت صيحات مجذوب تتخلل العزاء ((الله أكبر الله أكبر)) و كانت جمهرة من الحاضرين تنظر ألي الرجل غضباَ و إصراراَ علي خوض المعارك تلو المعارك حتي النصر. فهم يعلمون إنه نفس الشخصية التي قالت في يوم من الايام بأن الشرق ليس للبجا . أن مجذوب الخليفة لهو أجهل السياسيين بأمور الشرق . و أخيراَ إن ما قامت به الجبهة من أعمال و حشية أصبحت في ذاكرة البجا لأنها بشعة و بربرية بل أنها مسرفة في التحقير و الإستهانة بالإنسان الأعزل. نقول للسيد الوالى حاتم الوسيلة و مجذوب الخليفة بضع مقاطع من شعر الأستاذ هاشم صديق
اريتك يا أمير
حالي
جعيص في الكرسي
في الخرتوم
و ساويلك
الف والي
نبايعك للظلم و الجوع
نبايعك
وكل ضيم مشروع
نبايعك
و جيتنا جيش
و دروع
نبايعك و الحكم
مقلوع
نبايعك
و القسم مخدوع
نبايعك
من سجن عالى
...............
دحين يا وليد
أ كان حسع
ده ديش مصعب
و أكان بيرق
علي الكرار
منو الكفار ؟!!!
منو القاصدينو
بالتكبير
و بالتهليل
و ضرب النار؟!
...................
اخاف نحنا
و أكان نحنا
أخير نضحك
كتير سبب
الضحك بخته
عاش السودان موحداَ
عاش مؤتمر البجا (الجبهة الشرقية)
إعلام مؤتمر البجا – أمريكا الشمالية
هاشم محمد الحسن