فى بداية المقال اظهرت تخوفك من انهيار الاتفاقية قبل ان يتم تنفيذها ، و وجهت اصابع الاتهام الى الحركة ، مما جعلتنى اتسأل ، لماذا هذا الخوف ؟ هل هو من تصريح الدكتور جون قرنق ؟ اذا كان الامر كذلك يجب ان تدرك ان ما قاله الدكتور قرنق هو عين الحقيقة و اذا كنت تجهل ذلك فعليك بمذكرة تاريخ السودان الحديث مرة اخرى لان كل ما ذكرته فى مقالك عارى من الصحة تماماً و يبرز مدى جهلك بمجريات الامور فى تاريخ السودان ، و سطحية معلوماتك عن زعيم فذ مثل الدكتور جون الذى اعاد مسار تاريخ السودان الى مساره الصحيح فارجو منك التركيز فيما تقراء و تسمع حتى لا تخلط الامور ..
و ما ادهشنى هو قولك ، الترويج و التبشير التى استهلت به الحركة للاتفاق ،هل هو ما ذكره الدكتور قرنق فى هذا النص حيث قال (ان وحدة السودان هى اكبر تحد يواجهه الشماليون و ليس الجنوبيون فى الفترة المقبلة ... و الخ ) ام فى نفسك شىء اخر ، يعنى فى تقديرى ان هذا التصريح ان كنت تريد تفسيراً ، اراد به الدكتور قرنق تذكير الشماليين ان كل الصراعات منذ الاستقلال هم المسئولون عنها و هم ايضاً سبب ما اُلت اليه السودان الان من شروخ بسبب سياساتهم الاستعلائية و التهمشية للقوميات الاخرى و انه لسذاجة ان تقول ان مسئولية وحدة و اذا اتفقت معك ، اذن ما هو دور الجنوبيين فى جاذبية الوحدة
و تمادى الكاتب فى ابعد من ذلك و بداء يتشكك فى وحدوية الدكتور قرنق ، و يتهمه بالترويج للانفصال . اقول لك كفاك نفغاً ايها الاخ و دعنى انصحك بقراءة كتاب الدكتور جون (the new Vision of the New Sudan Questions of Unity & Identity ) ان الحركة منذ تأسيسها حركة وحدوية و كانت تلوح بشعارتها الوحدوية فى جميع المناسبات و المحافل الدولية بكل مصداقية ، و يكفى ان اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان خير دليل على الوحدة و جمع فى قياداتها كل اطياف الشعب السودانى ، الم يكن هذه هى الوحدة التى تتشكك فيها ، و هل سألت ضميرك يوماً ، لماذا يريد الدكتور جون تحرير السودان ؟ و ممن يريد ان يحررها ؟ و اذا كنت لا تعرف اجابة هاتين السؤالين فانها المصيبة الكبرى ، و دعنى اجب لك : اولاً لان الدكتور قرنق سودانى حتى النخاع ، و يريد ان يحررها من التخلف الذى يعتريها بسبب سياسات القائمين على امرها و انهم زمرة عاثوا فى السودان فسداً ، الم يجب تحرير السودان منهم و من افكارهم الطالبانية المنحرفة .
وفيما اوردته فى ان لا يوجد نص فى الدستور السودانى يحدد دين من يرشح للرئاسة ، فى هذه الجزئية اظهرت مدى تخلفك السياسى و انت ليس بالممتتبع الجيد للاحداث و يجب ان تعلم ان كل الدساتير التى صيغت منذ الاستقلال تحرم هذا الحق ان لم نقل لا تعطى ، و هل تسألت يوماً ، لماذا ونحن شعب دولة واحدة لا يتولى جنوبى حتى لو كان مسلم رئاسة الدولة ؟ او اى مسلم من اى قومية ؟ مثلاً الفور ؟ الم يكونوا مسلمين ؟ و اين الديقراطية التى تتحدثون عنها بعد ان فشلت كل الديقراطيات وحكامها فى الخروج بالسودان الى مصاف الدول الديمقراطية ، و الى اين اوصلتنا دستور النظام الحاكم ؟ الم يوصلنا الى مقدمة الدول الراعية للارهاب .
ما هى الشراكة التى تتحدث عنها ؟ ان كنت تقدر دور الشريك الاخر و اعطيته الفرصة ربما يحمل معه الوصفة السحرية لعلاج امراض السودان المزمنة و يخرجها من الحالة التى لايرثى عليها ويضعه فى مقدمة الدول النامية و يعيدها الى سابق سابق عهدها .
فيما يخص دعوتك لتكن كل الجهود موجهه للوحدة و على قرنق مخاطبة الانفصالين وتقريبهم من الوحدة . اود ان اذكرك ان الدكتور قرنق ظل قرابة العقدين يخاطب الانفصالين الشماليين و اذا كنت تقصد الانفصاليين فى صفوف حركته للاسف لا يوجد احد ، ان الانفصاليين مما لايدعو للسخرية هم من الشماليين و مواليين للحكومة و هم قادة العمل الوطنى كما تزعم لنفسها.
والدكتور بذل جهداً جباراً فى هذا المعترك خلال العقدين الماضيين و اكثر من ذلك ماذا تريد من الدكتور ان يفعل ؟ وهنا اريد ان اطرح عليك سؤالاً ،من اختار الوحدة مع من ؟ الم يكن هم الجنوبيين الذين اختاروا الوحدة مع الشماليين اثناء الحكم الانجليزى؟ و الم تخذلوا الجنوبيين بنقضكم للاتفاقيات الموقعة بينكم و بين حركات التحرر فى الجنوب؟ واذا اوجدت اجابات صريحة لهذه الاسئلة يمكنك الخوض فى هذا الموضوع الشائك.
و اما فى ما يخص مكانة ووضع السودان و السياسة الخارجية ، فحدث ولا حرج ، ا خى انت تعلم ما يدور فى فلك السودان ووضعه تماماً ، انه مدرج تحت قائمة الدول الراعية للارهاب، و انه سوابق فى انتهاكات حقوق الانسان ، ومسجل خطر الان فى الابادة البشرية الجماعية و القائمة طويلة لاتسعها هذه الورقة و اما السياسة الخارجية انها مضللة و مراوغة تزيف الحقائق و لم تدرك ان العالم الان اصبح قرية صغيرة لكثرة وسائل الاعلام مما يتيح للعالم معرفة ما يدور فى السودان فى الحال ويحدد وضعه وسياسته الخارجيةو ليس تصريحات الدكتور قرنق .
ولم يقف الكاتب عند هذا الحد بل ذهب الى ابعد من ذلك وتطرقة فى مقاله الى التحفظات الى ابدتها الحركة حيال ارسال قوات دولية لحفظ السلام فى السودان ضد الدول الاسلامية و الدول التى لها مصالح نفضية وهذه الحزئية اود ان انصحك ان لا تسلك هذا الطريق لانه مملوء بالالغام و اذا انفجرت هذه الالغام سيكون ضحاياها كثير و سيكشف العورات ، و ارجوك كفاك تبجح وسط هذا الزخم الاعلامى .
يا اخى اذا ارد الخوض فى ما يخص الحرب و السلام انصحك اته طريق شائك و مملوء بالالغام و من اراد ان يسلكه فعليه بالصدق و الحياد لان هذه المعترك فى غاية الحساسية و لفقرك بمجريات الامور فى التاريخ السودانى ارجو منك ثقل معرفتك نالتاريخ و الجغرافيا و العلوم لان فى مقالك هذا لقد ابرزت من خلالها مدى جهلك التام بالاحداث فى السودان .
جوزيف لورو