بمناسة الاجتماع الاستثنائى للجنة المركزية بتاريخ 14/1/2005م
ان اعظم ما قدمه الفكر الشيوعي واضاعته ممارسة الأجهزة الحزبية هو الانسان من كل النواحي ابتداء من حق ابداء رأيه الخاص حتى حق المشاركة في اعداد القرارات والرقابة على تنفيذها. فالفرد الحر قيمة اساسية في الشيوعية ولأن حالة الاستلاب للحرية في الممارسة الادارية الاوامرية المركزية فرضت انعدام الرقابة كاملاً من قبل اعضاء الحزب على هيئات قيادية ثم انتخابها في المؤتمر الرابع وظلت تدعي كافة الحيل للاستمرار في الهيمنة على المواقع القيادية واهم واذل هذه الحيل هي الغاء حرية اعضاء الحزب.
كان للاسف صدور خطاب من اللجنة المركزية "ان وجدت" مناسبة خاصة يفرح بها الشيوعي ولكنها لجنة جهاز المتفرغين الستاليني الذي اعمته مكاسبه الشخصية الشحيحة عن معاني ورموز الفكر الشيوعي وازمة القيادة المتمثلة في منهج فئة من الافندية تسيطر ادارياً على منهج وحياة الحزب لا يرى سوى سطح هذه الازمة القيادية الطاحنة الا في القضايا المتمثلة في الطلب.
» دعم المكتب التنفيذي للتنظيم .... ومراجعة لجنة الصلة وتصفية التوصيلات المتراكمة واستيعاب المناطق للزملاء الذين انقطعوا من الحزب ولم يتخذوا مواقف عدائية.... «
لم تسأل اللجنة المركزية الموقرة افنديتها ذوي الكفاءة العالية عن لماذا انقطعوا الزملاء ونعرف انهم الذين يعادون الخط البيروقراطي الضيق الأفق ولذا تم فرض الانقطاع عليهم ومن ثم تم وضع دبياجة » ولم يتخذوا مواقف عدائية «فكل من يرفض العمل تحت قيادة جهاز بيروقراطي ( وليس سياسي هل تعرفون الفرق !! هاها!!) لانه يرفض اسلوب الموظفين العمومين لمراجعة ادائهم – هؤلاء وامثالهم وجهاز الخدمة العامة حتى !! يصبحون هم الحزب فتكسير الثلج وحرق البخور بلغة صغار ضباط الشرطة الذين يصفون زملائهم من اهل التملق لأجل تكوين رأي عام ديمقراطي احترافي فان معاداة هؤلاء تعني انهم شيوعيون يفهمون ان الحزب اتحاد طوعي من مناضلين متساوين في الحقوق والواجبات ( لا فرق بينهم الا بالتقوى وهي اشارة للضمير الملتزم بالمبادئ)
لم تسأل اللجنة المركزية افنديتها عن الفضيحة الفكرية التي لازالت – لان الاختشوا ماتوا- تعتمل في صدور افنديتها الكرام في السعي الدؤوب امام اجهزة الاعلام – ولم تكن قد اكملت دورة هامش الحريات – حول تسريب وثائق الهزيمة والارتداد عن الشيوعية فكراً وممارسة وتغييراسم الحزب كواجهة نضالية. الحزب الشيوعي ليس اسماً يصدر به اعلام شرعي فيتم تغييره انها علاقة جدلية بين الشكل والمحتوى بين المظهر والجوهر- ونقول جدلية – لان الدياكتيك الفلسفي المرتبط بالمنهج التاريخي هو اسلوب فكري ثوري يمثل عصب الفكر الشيوعي وجوهره ويمثل العلم الذي يساعد كل من يبيع قوة عمله فان يدرك آليات الاستغلال اللانساني للقوى المنتجة لساعات عمل هي غير مدفوعة لهذا العامل – كان عاملاً ذهنياً او يدوياً ماهراً او غير ماهر-
كيف تسمح اللجنة المركزية – ان وجدت- لكل من اشترك في هذه الطبخة التي اهدرت موارد مادية وبددت طاقات فكرية وصارت رصيداً للمد اليميني ليصل باكثر الوسائل بدائية » الدولة الثيوقراطية« غير الممكنة التحقق منذ ان انهارت مقوماتها وضرورتها التاريخية في القرون الوسطى– امكن بهذا الاستدعاء المبتذل من التاريخ- ان تدعى فئات البرجوازية الطفيلية انها قوى حديثة صاحبة رسالة في الحداثة والمعاصرة.
لقد قام رئيس الأفندية – السكرتير المكلف للجنة ومنذ عام 1990م بتحويل مجلة الشيوعي لخط تيار واحد في الحزب يمثله هو وبطانته من افندية اللجنة المركزية وعزل قواعد الحزب وتحويلها لمستهلك لتلك الغثاثات النظرية التي لا تعبر عن اعضاء الحزب بل محدودية قدرات هذا الكادر فلا هو ادراك قيمة الفكر الشيوعي المتطور ولا هو ادراك قيمة فشل التجربة السوفياتية ليضيف للمنهج الجدلي التاريخي لان الشيوعية في السودان هي معيار الوطنية مستودع فكر العاملين في تطوير علاقات العمل البرجوازي بتخليصه من اساليب سالبة ناتجة عن بنية الاقطاع والتفرقة لنمط الاقتصاد الطبيعي المسنودة بالدين والعشائرية. شكلت هذه البلبة الفكرية سنداً للهجوم الامبريالي الشرس على قواعد المجتمع المدني المتمثلة في اتحاد النقابات العمالية والمهنية والمزارعين. وشكلت ايضاً رصيداً لحملة الامبريالية في فرض هيمنة الاحتكارات وادعائها ان على الطبقة العاملة ان ترضى بما يعطية السادة الملاك من هامش الحريات او فتات الموائد. فكان دور جهاز المتفرغين داخل الحزب الشيوعي تدجين الممارسة السياسية وعزل الحزب والتقوقع على الذات ونشر الفشل والهزيمة والاصرار بمناسبة وغير مناسبة – باننا حزب صغير وضعيف وفي حين المطلوب الحفاظ على المعنويات الثورية للعمال تماماً كما فعل ماركس بعد هزيمة كميونة باري.
لماذا لم تسأل اللجنة المركزية الموقرة – ان وجدت- تحت اي راية ايديولوجية يجري التحضير للمؤتمر الخامس- هل راية الماركسية الشيوعية الخلاقة المتجددة كحزب ثوري الذي يمارس النقد والنقد الذاتي وفق اقرار تام بقوانين وحتمية الثورة ام تحت راية المرجفين والمترددين والخائرين من ممثلي وطلائع التيار اليميني التصفوي. وكقاعدة كل طلائع هذا التيار لم يلامسوا الحياة العامة وانسحبوا منها منذ نعومة اظافرهم ولم يختلطوا بالعمال والزراع والرعاه والجنود وكانوا طلاباً فاشلين لم يكملوا دراستهم وتم ارسالهم في بعثات حزبية درسوا في جامعات حين جاءت البروستوريكا واعادة البناء تم حلها لانها كانت مدارس حزبية حنطت الفكر الماركسي في النصوص المدرسية وقطعتها من شرايين الحياة التي تمدها بالحيوية والابداع والمتمثلة في عرق الكدح الشريف.
هذا التيار لا تهمه الديمقراطية الحزبية لانه يعلم انه اقل اعضاء الحزب مقدرات فكرية وعملية يتدثر بالسرية ليضمن استمرار واعادة انتاج ذاتيته الفاشلة ويتوهم النجاح في التمشدق بالشعارات ولازمة التذبذب والتأرجح بين هشاشة اطلاعه النظري وضعف تجربته العملية ويشده اصله البرجوازي الصغير وبقوة – مع تواتر الضعف الفكري- لينتمي لبرجوازيته فينحني امام قيادتها المتمثلة في رأس المال المالي ودهاقنته خائفاً ومصدقاً لأجهزة دعايتها حول فشل الشيوعية ووصم الشيوعية بالديماجوجية والتحجر. كأنما ان الموضوع هو في اساليب تنفيذ الافكار وليس في واقع الحياة اليومية في لقمة العيش والدواء والكساء والمسكن والالتزام الصارم بقيم الحرية والعدالة والمساواة. لماذا تسأل اللجنة المركزية – ان وجدت- عن كل هذا وتطلع الاعضاء في هذا الامر ؟!!؟.!!.
ومرة اخرى تصدق اللجنة المركزية المفترى عليها – ان حفنة الافندية التي لغت الحزب من قاعدته وحتى قمته وتركت مؤسساته خاوية على عروشها وتمارس الايهام البيروقراطي بان هناك انجازات سياسية فوقية مثل دور الحزب في التجمع » نعمل من خلال التجمع...الخ ما ورد في الخطاب عن التجمع ويرهن دور الحزب تحالف تضربه التنقاضات والضبابية ولم يستطع ان يسطير على عضو واحد يجعله يفاوض باسمه وهو الحركة الشعبية كيف تقبل اللجنة المركزية نفس الضبابية التي مارسها طاقم افنديتها » في نظريته الجديدة وحزبه الجديد « تتكرر في تكتيكات الحزب لمواجهة قضايا المرحلة المتمثلة في استعادة الديمقراطية » التعددية «وليست ديمقراطية » الحزب الغالب او التحالف الغالب « التي ابتدعتها CIA في حكم نظم امريكا الجنوبية وامريكا الوسطى منذ الثمانينات وحطمتها شعوب تلك القارات وابدلتها بديمقراطية تعددية حقيقية تمكنت من التصدي من تحويل الديون الضخمة من حبل في اعناقها لاداة ابتزاز للرأسمالية الاحتكارية الهشه وقي خوفها من افتضاح ثرائها الورقي الزائف تدفع بسخاء وتجلس وتعيد جدولة الدين الموهوم لاحداث تنمية حقيقية لشعوبها. وبالطبع مثل هذه المعلومات البسيطة والتي تعج بها صفحات الانترنت والمجلات الجادة لا يجرؤ افندية لجنتنا المركزية الموقرة على ذكرها لانها تصب في اطار تطوير العمل الفكري الخلاق الملتزم بالقواعد الاساسية للفكر الماركسي الشيوعي. واذا كانت اللجنة المركزية تبصم على هذه الغاثاثات البيروقراطية فمن يسأل او يحاسب هذا الجهاز الاداري الاوامري الذي شرب عليه الدهر واكل ونجـيب
انهم اعضاء الحزب الذين هم شيوعيون حتى النخاع ولا يعادون الحزب القضية ولكنهم يصادمون وحتى الموت المنهج اليميني التصفوي المختفي داخل اجهزة الحزب ومؤسساته- السكرتارية المركزية- اللجنة المركزية – لجنة مديرية الخرطوم وسيتم اقتلاعهم من جذورهم – مثل كل الطفيليات في التاريخ- لتعود رايات الماركسية الخلاقة هي التي يستهدي بها الشيوعيون السودانيون رغماً عن المحاولات التعيسة والمهزومة منذ يوليو 71 وحتى الان لفرض التهميش على الحياة الحزبية وتحويل الكيان الديواني لمؤسسات حزبية. وهامش الحريات الذي استرده شعب السودان سينبثق عن فكر ديمقراطية حزبية صارمة تعيد التاريخ الوطني لمساره الصاعد في طريق العدالة والمساواه وينزوي فيه التيار اليميني في خانة حجمه الطبيعي – يشد الانسانية بعيداً عن الإرث الثوري وهذا دور ايجابي له وان اصر على دوره السالب يتم تخطيه وللابد. ونهمس في اذن اعضاء اللجنة المركزية الموقرة – ان وجدت- الم تسمعوا بان فاقد الشئ لا يعطيه فكيف تتحدثون عن ديمقراطية المجتمع وانتم لم تبذلوا ولو جهد المقل في التمسك بالعملية الديمقراطية داخل الحزب – حتى في شكلها السطحي التمثيلي- اما حين نطبق المنهج المادي التاريخي (الماركسية) على ما يسمى باللجنة المركزية المعنية فان ازمة القيادة وسط الطليعة – كما هو الدرس الوحيد الذي يجب حفظه من التجربة السوفايتية- هي ازمة ديمقراطية بين الكادر وقاعدة الحزب ودون حل هذه الازمة لصالح اوسع حرية وديمقراطية للشيوعيين فان ازمة الديمقراطية في المجتمع المعني تتفاقم حتى تصبح معاملاً لاستمرارية الدولة الثيوقراطية – في حالة السودان- التي تعلن معاداتها للديمقراطية.
ان ايسط قواعد اللياقة اجراائياً ان تطرح اللجنة المركزية اجندة اجتماعها على مجمل اعضاء الحزب وان تلزم افنديتها بالشفافية لنقل ملخص مناقاشات الفروع- ولو عينياً- للجنة الموقرة التي تقوم بوضع قرارات ما حدث عمل شائن بكل المقاييس واختزال لابسط قواعد ادارة الصراع الفكري واعلان افلاس اقلية بان قدرتهم على الاسهام قد نفدت لان من انتخب منهم كان ذلك في المؤتمر الرابع في عام 1967 ومن بقى منهم مدعياً انه لم يصاب بالشيخوخة والكبر فانه ساذج ومن يقوم بتعينه شخص يعاني من الشيخوخة والافلاس الفكري لعضوية اللجنة المركزية سطحي وضعيف فكرياً لانه جاء بناء على رغبة شخص يعاني من انعدام الشفافية تجاة الديمقراطية عموماً والديمقراطية الحزبية على وجه الخصوص ويوم تم انتخابه كان الوضع غير الوضع ( الاتحاد السوفياتي العظيم ) والحياة غير الحياة. وكان شعار مجانية التعليم والصحة والخدمات واقعاً تمارسه الدولة البرجوازية الوطنية كرشوة للقوى المنظمة في القطاع الحديث لانها تحرس مكتسباتها فروع وفراكشنات الحزب الشيوعي. وبالرغم من ذلك شكى عبدالخالق محجوب بان اعضاء الحزب متقدمين على كادر الحزب وان مجمل الحركة الجماهيرية متقدمة على الحزب. لم يذهب عبدالخالق ورفاقه الشهداء لانهم لازالوا ينيرون الطريق لاعضاء الحزب الجادين في الانتماء الفكري للشيوعية ولولا قوة ومتانة ذلك الاساس في بقايا الممارسة الثورية لتمكن الجهاز البيروقراطي تحويلها لكوم من اجراءات فاشلة تعبر عن مستوى قدرات متدنية في النظرية والممارسة. هذا الارث هو الذي هزم جماعة النظرية الجديدة والحزب الجديد وسيظل يلاحق كافة اساليبهم بالكشف والنقد الصارم. وهذا الطريق الشائك يفرض على اعضاء الحزب لا عبء المعيشة ودكتاتورية الطفيلية بل اصلاح الحزب من تحت الى اعلى كجزء من حركة التغيير التي تستبطن الشيوعية والتي تعني الانسان الذي لا يقبل سوى الفوارق الطبيعية بين الناس.
عاش نضال الحزب الشيوعي تحت رايات الماركسية
ونسير على درب عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق حتى النصر المبين