ومن ضمن المقالات التي اثارت حفيظتى واجبرتني ان اعقب عليه مقال المدعو (الطيب) المنشور بموقعكم بتاريخ 7/6/2005 وذلك لما يحمله كاتب المقال لحقد دفين واعمى على الشماليين ولم اتصور لماذا كل هذا الحقد؟ولماذا كل هذا الافتراء؟ وانني اقول امتثالا لقوله تعالى(يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)صدق الله العظيم.

المدعو الطيب يبدأ مقاله بلعن حظهم العاثر بان بعد خروج المستعمر الانجليزي حل محلهم مستعمرون جدد سموا انفسهم الوطنيين وانا بدوري اسأله اي افتراء هذا وان وصلت بك الوقاحة والحقد ان تسمي سكان اصليين واهل بلد بمستعمرين؟اذن بماذا تسمي الانجليز.

ويقول ايضا ان الشماليين خدعوا اهل السودان وان كان يقصد اهله في دارفور باسم العروبة والاسلام واسائل بدوري من اي ملة انت؟ والى اي فئة تنتمي؟ حتى تقول ان الاسلام والعروبة ما هي الا خدعة وانك لا تجد من يوافقك الرأي فان الاسلام هوالدين الرسمي للبلاد والعروبة هي المكانة الارقى والتي يتطلع الافريقيون الاقل تأهلا الى الانتساب اليها ويعتبر انتماء السودان للعروبة ارتباطا عرقيا وثقافيا ويعد الاسلام المكون الاساسي لهذا الانتماء, وان الهيمنة العربية الاسلامية التي ترفضه وتبغضه هي الاساس الوحيد لبناء السودان, ثم تدرجت في مقالك لموضوع الثروة وكيفية تقسيمها وكيف ان الشماليين يسيطرون على ثروة البلاد ويوزعونها على بني جلدتهم اي ثروة تتكلم عنها؟ وما مقدار الثروة التي تنتجها ولايتك دارفور حتى يسيطر عليها الشماليين واني احزرك ان تطلق الاتهامات جزافا وانك لست بقادر ان تثبتها بدليل واحد.

اما ان سيطرة الشماليين على السلطة وهذه حقيقة ولكن اليس ان ادارة البلاد تحتاج على عنصر الكفاءة والوعي والتعليم الكافي حتى تكون باستطاعتك ان تحكم دولة بحجم السودان ,وانك تعلم ان الشماليين هم اكثر اهل السودان تأهيلا من حيث الوعي والتعليم والحضارة وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر والدليل على ذلك ان البريطانين بعد خرجوهم من السودان سلموا السلطة لاكثر المجتمعات وعيا وتعليما وهم اهل الشمال وبعد هذا تريد تدرك من هو الكفء لكم السودان, وقلت ايضا ان شباب الشمال يسيطرون على ادارة كبرى الشركات في الدولة وهم دون الثلاثين من العمر وانني اعزي هذا وكما اسلفت الذكر الى عامل التعليم والتأهيل وليس التمييز كما تدعي حيث قامت الحكومات الشمالية بتعليمكم وتثقيفكم وبعد هذا تقومون بالاساءة اليها وهذا يطابق قول الشاعر:-

صرت اعلمه الرماية كل يوم*** فلما اشتد ساعده رماني

ثم قمت بمقارنة الخدمات العامة من صحة وتعليم وطرق بين الاقليم الشمالي واقليم دارفور وانني لا اريد ان ارد عليك في هذا ولكن اقول لك ان مقارنتك تفتقر للموضوعية ولا اساس لها من الصحه واحمدوا الله ان الشماليين المستعمرين هؤلاء كما تقول ساهموا في تعليمكم وبعد هذا قمتم بدور ناكر الجميل(اتق شر من احسنت اليه),كما ورد في مقالك ان الشماليين يسيطرون على السلطةولا يريدون ان يشاركوا غيرهم لاخراج السودان من النفق المظلم واسألك بالله كيف تساهمون في اخراجه من ظلاماته وانتم الذين تقومون بالتمرد في دارفور وتطالبون بالتدخل الدولي وانت وامثالك هم الذين ساهموا في تدويل قضية دارفور بالتحريض والكذب والتضليل فكيف تخرجونه مما هو فيه.

ثم تقول انكم تريدون ازالة نظام الانقاذ ولكن هيهات فان الانقاذ باقية والاسلام باقي وان العروبة باقية رغم الحقد الدفين لك ولامثالك يبقى السودان بلد حر وذو سيادة وتظل العروبة قائمة الى يوم الدين حتى اخر قطرة دم واننا نحزركم ان ترجعوا الى ثوابكم والا قد تجنون السراب الذي يحسبه الظمأن ماء,وتقول ان الشماليين هم الشر الذي يعاني من السودان منذ استقلاله واسباب تخلفه وانهم شردوكم من دياركم ولكن من الذي بدأ الحرب في دارفور؟ ومن الذي قام بالتمرد والعصيان على سلطة البلاد الشرعية؟ ومن الذي احرق ممتلكات الدولة من طائرات في مطار الفاشر؟ الم تكونوا انتم الذين احرقتم طائرات تساوى مليارات الدولارات وممكن تدعم اقتصاد الدولة,فانني ارى انكم لا تستحقون الحياة في بلد متسامح كالسودان ومكانكم اللائق هو الغابات والجبال لان ما قمتم به يدل على التوحش وليست من صفات البشر وصدق شاعر الانقاذ الذي قال:-

طلقة واحدة لكل خارج*** طلقة تعرف وين مكانها

فمصير كل متمرد وخارج وخائن لوطنه ان يقتل الف مرة حتي يعرف كل من تسول له نفسه بالخيانة بان مصيره الموت وضرب بيد من حديد,ويكون على علمك باننا كشماليين لا نفرط في سيادة البلد حتى لو تدخل الامم المتحدة مجلس الامن الذي تراهنون عليه فانه لا يحل مشكلتكم كما تدعون وسوف تظلون متشردون ونازحون حتى تكفوا وتتوبوا عن التمرد وتغتسلوا بماء النيل العظيم سبع مرات بعد ذلك يمكن ان نغفر لكم خطاياكم وخيانتكم للوطن ,وتقول ان شعب السودان عانى صنوفا من الاهانات والعنصرية من الشماليين اي اهانات واي عنصرية؟ فاننا نحترم كرامة اي انسان متسالم ولكننا لا نتهاون ولا نساوم مع المتمردين والخوارج الذين باعو البلد بابخس الاثمان ولعل هذا هو مربط الفرس الذي لا يفهمه من يحملون الاحقاد وعميت بصيرتهم عن رؤية الحقيقة.

[email protected]