السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اسباب هزائمنا فى عدم التطوير الادارى ( بمناسبة هزيمة مايسمى بالمنتخب الوطنى ) بقلم صلاح الدين حمزة الحسن -لاهاى - هولندا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/9/2005 9:09 ص

اسباب هزائمنا فى عدم التطوير الادارى

( بمناسبة هزيمة مايسمى بالمنتخب الوطنى )

لم ياخذ تطوير العمل الادارى الاهتمام اللازم من جانب المسئولين على مدى عهود طويلة فى وطننا , اذ ظل المفهوم السائد بان العمل الادارى هو فقط عبارة عن احد المعينات التى تساعد فى انسياب العمل وتمامه , لقد تناسى هذا الفهم ان تطوير اى عمل لابد ان يبدأ بتطوير اساسه وهيكله الادارى , واقصد هنا العمل الادارى لكل الجهات الحكومية والشعبية والرياضية والاجتماعية والحزبية ويمكننى القول ان عدم الاهتمام بتطوير العمل الادارى يكاد يكون من المعوقات الاساسية التى تقف فى وجه تطور العمل عموماً وخير دليل على ذلك صعوبة الحصول على المعلومات فى الوقت المناسب و عدم التنسيق بين الجهات المختلفة فى تداول ونشر المعلومات , وعدم التنسيق فى اتخاذ القرارات , وعدم التنسيق و التشاور فى وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط وغيره .

ان تطور اى مؤسسة رسمية كانت او شعبية اواجتماعية او رياضية او ثقافية او حزبية , مربوط بتطور نظامها الادارى ولا يمكن ان يتطور نظامنا الادارى اذا لم نغير مفاهيمنا ونظرتنا نحو هذا النظام بدءاً بوضع وصف وظيفى محدد ثم اختيار كوادر ذات كفاءات تتناسب وهذا الوصف الوظيفى الذى حددناه ثم القيام بالتدريب المستمر والمتطور مع الاستفادة من الجهات العالمية التى طورت نظمها الادارية ثم المراقبة المستمرة للنظام .

لقد ارتبط السلك الادارى لقطاعاتنا المختلفة بالنظم التقليدية والتى اصبحت من الامور التاريخية والتى تجاوزتها كل الانظمة واستبدلتها بالنظم الادارية الحديثة , هذا الارتباط قتل فى اعضاء هذا القطاع روح المبادرة والابداع والابتكار وجعلهم يحسون وكانهم عبارة عن آلات ليس لهم هم سوى تكرار ما قام به اسلافهم من ابجديات العمل التقليدى .

ان دولاب العمل العام لايمكن ان يستقيم طالما ان اساسه الادارى لا يعطى الاهتمام الكافى فى الاختيار ولايعطى الاهتمام الكافى فى المؤهلات ولا يعطى الاهتمام الكافى فى التدريب , فتطوير جهة مربوط بتطوير فهم وتفكير المنتسبين لها و لايمكن ان تتطور الادارة او الجهة او المؤسسة او الحزب او حتى فريق كرة القدم طالما ان اصحابها ليس لديهم الاهتمام او الدوافع او المؤهلات او القدرة على القيام بهذا التطوير , فالنظرة السائدة فى اوساط كثير من الذين يقومون بالعمل الادارى هى فقط التفكير فى الا فى شئ واحد هو فقط كيف يمكنهم الاستفادة الشخصية المادية من العمل ؟! .

ان عدم تغذية القطاع الادارى بالكوادر المؤهلة جعلت هذا القطاع غير قادر على تطوير نفسه الامر الذى يفرز تاثيرات وانعكاسات سلبية على العمل عموماً كما يحتاج تطوير العمل الادارى اولاً لوعى المسئولين باهمية هذا القطاع ومعرفة اثره على كافة القطاعات ومن ثم نشر هذا الوعى على القواعد المختلفة ليكامل الوعى وينعكس على نجاح المؤسسة وتطويرها .

من الاهمية بمكان تطوير فهم القائمين على امر العمل الادارى و لايمكن ان يحدث ذلك اذا لم يحسن الاختيار فى الاساس , والذى يقود الى تطوير الفهم ليمتد الى تطوير التفكير فى الابتكار والابداع والمبادرة , فالادارة علم وفن قبل ان تكون مهنة كما انها تعتبر اساساً يقوم عليه بنيان اى منظومة او مؤسسة فاذا استقام هذا الاساس استقام البنيان كله واذا فسد الاساس انهار البنيان , لذلك يجب علينا البحث فى كيفية التطوير من خلال وضع الاطر المنهجية العلمية الصحيحة ولايمكن ان يتم ذلك ما لم نهتم بالكفاءات والكوادر والتدريب ومراقبة تطبيق اللوائح والقوانين والاستفادة من خبرات الدول الاخرى .

لتطوير العمل الادارى يجب علينا اولاً تحديد المشاكل و من ثم العمل على بحث السبل الكفيلة بالعلاج , ويمكننى وصف مشكلاتنا الادارية بانها ازمة فى فهم اهمية العمل الادارى بالنسبة للقطاعات المختلفة , بذلك لايمكننا حتى الحديث عن تطوير وترقية العمل الادارى ما لم نعمل على ازالة هذه الازمة اولاً .

لقد ادركت الدول الكبرى معنى و اهمية الادارة فعملت على تطويرها والاهتمام بها لذلك نهضت وتقدمت وقد تطور العمل الادارى بتطور فهم القائمين على الامر وذلك بادراكهم بان النهضة والتطور لا يمكن بلوغهما الا بتطوير العمل الادارى فكانت الدراسات المتقدمة فى مجال الادارة والدليل على ذلك ارتفاع تكاليف الدراسات العليا فى مجال الادارة من بين المجالات الاخرى لأهميتها وتأثيرها على كافة الاعمال والتخصصات , وقد وصف الشاعر السعودى أ.د محمد بن ابراهيم التويجرى العمل الادارى المرتجى بقصيدة رصينة اوضح فيها معنى الادارة وضرورة تطوير العمل الادارى و الاستعانة بالتقنيات الحديثة حيث قال فيها :

ما الادارةُ الا تبســيط ُاجراءٍ وسرعةُ استجابةٍ وخدمـــــةُ مستفيدِ

وتهذيبُ سلوكٍ وتطبيـعُ ثقافةٍ ونقلُ تقنيــةٍ وتطبيـقٌ بتجديدِ

وتمثُلُ ثقافةٍوتعددُ نشــاطاتٍ وتصميمُ شـبكةٍ ومرونةً بتمديدِ

وصياغةُ رؤية وولادةُ رسالةٍ وتحقيقُ غاية باســـلوبٍ فريدِ

وتحديث مسـارٍ وتفعيلُ خطةٍ وبناءُ اســتراتيجيةٍ لوقتٍ مديدِ

وتهيئةُ مناخٍ لعمــلِ مبادراتٍ وتكوينُ علاقاتٍ بطابـعٍ جــديدِ

وتحسينٌ مستمرٌ وقيمةٌ مضافةٌ وتجــديدُ ذهنيةٍ وتقنيـةٌ بتجويدِ

واستغلالُ وقتٍ وتدبيرُ معلومةٍ وتطويرُ مسـاراتٍ وظيفيةٍ بتجديدِ

وتحفيزُ افرادٍ وتطــويرُ قياداتٍ واستشـرافُ مستقبلٍٍ لماضٍ تليدِ

يغذيــهِ تدفـــقُ معلوماتٍ عبرَ قنواتُ اتصــالٍ مرنٍ جديدِ

ويدعمهُ صنعُ قرارٍ ســـليمٍ خلال اسـلوبٍ قويمٍ حركىٍ عتيدِ

يحرســــهُ دوماً نظامٌ دقيقٌ يدعـــو الى التطويرِ والتجديدِ

يترجمُ فكرهُ تطبيقٌ بنســـقٍ من مدخــلاتٍ ومخرجاتٍ حميدِ

فطوبى لمن اتخــذَ من الادارةِ منهجــاً وطبقَهً بشــقفٍ شديدِ

ولتوير العمل الادارى علينا عقد ورش العمل و السمناررات لبحث سبل تطوير العمل الادارى وذلك بالتعاون مع الاجهزة المختصة فى المجال , واهم شيئ هو اختيار الاشخاص المؤهلين وذوى الكفاءات المقتدرة حتى فى حالة فرق كرة القدم ( الاهتمام بالعقل قبل الجسم ) . وللاستفادة من الخبرات الاجنبية علينا ابتعاث القائمين على امر الادارة فى دورات تدريبية قصيرة وطويلة المدى داخل وخارج البلاد مع اعطاء الفرصة للاداريين للمشاركة فى المؤتمرات والسمنارات وورش العمل الخاصة بتطوير العمل الادارى داخلياً وخارجياً .

صلاح الدين حمزة الحسن

لاهاى - هولندا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved