السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بعد صفر المونديال....هل يحصل النظام المصري علي صفر آخر في ترشيحه كعضو دائم بمجلس الأمن !! بقلم نورالدين بلال- القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/8/2005 1:30 م

يتمني المصريون الفوز بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي!!! لم لا يسعون؟ … وهناك فرق بين أن يتمني المرء شيئا وان يسعي جاهدا للحصول عليه أو نيله. فهل يسمح قانون هيئة الأمم المتحدة و مجلس الأمن، لدولة كمصر كانت المنية وعلي مدي نصف قرن ولا زالت، العامل الحاسم في تغيير حكامها وأنظمتها، فهل تكون جديرة بالتبوء لأخذ مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.. أم انه فقط ، التمني.؟؟؟؟؟

لا بأس علي الأفراد والجماعات والشعوب في أن تحلم ... ولا بأس أن تمّني نفسها بكل ما تبغيه... لا بأس في ذلك، ولكن من الضرورة أن يكون لهذا الحلم أقداماً طويلة مغروسة في ارض الواقع. ويجب علي قادة النظام الحاكم ومفكريه أن يحترموا عقول مواطنيهم البسطاء وان لا يكون الهروب من متطلبات المواطن لأساسيات حياته البسيطة والضرورية، بدفن رؤوسهم في رمال التمني... والتوهان... وعلي المواطن أن لا يستكين للجرعات المسكنة التي تسعي الأنظمة لصرفها لهم بين الحين والآخر كلما ارتفع صوته مطالبا بحقه في حياة كريمة.

ولنعود مرة أخرى للتمني .. ولماذا أسميته تمنياً... وقد يبادر أحدهم أو يباغتني بسؤال لماذا لا يكون سعياً واجتهاداً.. ولكل مجتهد نصيب..؟؟؟ نعم لكل مجتهد نصيب.. وأقول "ليس علينا سوي إعمال العقل الناقد المفتوح في تحليل بعض الحقائق والوقائع ذات الصلة بالحياة السياسية المصرية الداخلية والخارجية والتي في رأيي ربما تقودنا إلى التفرقة بين جدية النظام المصري للحصول علي مبتغاه، وأحلامه السرابية، ثم الحكم وفق النتائج المستقاة"...

لا نستطيع أن نتجاهل دور مصر التاريخي في ستينيات القرن الماضي في تأسيس ودفاع وقيادة الكيان العربي والأفريقي..والتصدي لكل قضايا المنطقة والإقليم بفعالية عالية وتكريس مقدراتها السياسية والعسكرية للمساهمة في الدفاع وحماية الكيان العربي والإفريقي.إضافة إلى مساهمتها الفعالة في تأسيس منظومة دول عدم الانحياز ..لا أحد ينسي ذلك.. غير أن التاريخ وحده غير جدير بمنحك الريادة أو القيادة !! فلا بد من استمرارية التفاعل والتأثير الإيجابي في كل القضايا المحيطة بك خاصة في عصور التكنولوجيا والعولمة. وإلا فان الركب سوف يفوتك. ففي الواقع تراجع دور مصر الريادي في كل المحافل الدولية والإقليمية وحتى الثنائية خلال العقدين الأخيرين ، إضافة إلى نشوء بعض المشكلات الداخلية والتي تمثل عائقا لكل عملية تقدم..

· تقلص دور مصر الريادي القيادي في تقديم التجارب أو المساهمة في حل بعض القضايا الإقليمية العالقة في بعض دول المنطقة... فمثلا ابتعادها أو استبعادها من مفاوضات السلام السودانية(رغم العلاقات التاريخية التي تربط ين الشعبيين) والتي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام لأطول حرب أهلية في القرن بين الحركة الشعبية وحكومة السودان تحت إشراف دول الإيقاد وشركائهم الأوروبيين،.. إضافة إلى رفض حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان أن تكونا طرفاً في مفاوضات مع حكومة السودان تحت إشراف الحكومة المصرية... و في انعقاد مؤتمر المانحين الخاص بالسودان في أديس أبابا بإثيوبيا...

· دورها الضعيف أو غيابها التام للمساهمة في عملية التحول السياسي والاجتماعي الجارية في العراق الآن...

· انكباب كل جهودها الدبلوماسية والأمنية في التوفيق بالجمع بين رأسي حماس وفتح الفلسطينيتين. ومن أهم القضايا والمؤشرات الدالة علي ضعف النظام المصري وانحسار دورها المؤثر في الشعوب والدول المحيطة بها هو ما تعرض له وزير خارجيتها السابق من ضرب مخجل ومشين من قبل بعض المواطنين الفلسطينيين الحانقين علي طبيعة وأسلوب التدخل المصري في معالجة القضية الفلسطينية...

كما ذكرت تشير هذه القضايا والتي قمت بذكرها إلى ضعف السياسة الخارجية المصرية وعدم قدرتها علي مد جسور الثقة بينها وبين اكثر الدول قربا لها وعدم قدرتها علي المشاركة بفعالية في حل معظم القضايا وأكثرها حساسية لشعوب المنطقة..فكيف لها التأثير بالرأي والفعل في قضايا تهم المجتمع الدولي كله!!!!! أضف إلى ذلك بعض القضايا الداخلية ... مثل

· أل (BIG ZERO) الذي منيت به أمام كل من جنوب أفريقيا والمغرب للدول الأفريقية المرشحة لتنظيم مباريات كاس العالم لسنة 2010 فهذا الصفر ذو معان ودلالات كثيرة متشابكة... فليس المعني به صفر للملاعب الخضراء الجميلة والميادين الواسعة فقط... إنما هو صفر لانعدام الأمن والخدمات، صفر لعدم صحة مياه الشرب وتلوث الجو والسمع، صفر لعدم الالتزام أو احترام النظم والقوانين، وصفر للسياحة وهذه هي الطامة الكبرى...

· بعض الإحصائيات الصادرة من داخل الدولة تشير إلى أن تعداد الفقراء يبلغ حوالي 52 مليون شخص منهم حوالي 20 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر.

· عدم استقلال القضاء وتبعيته للسلطة التنفيذية، وما يجري علي مدي ثلاثة عقود من تزوير الانتخابات البرلمانية وتزييف إرادة الشعب، وحالة الطوارئ المطبقة منذ اكثر من عشرين عاما وما يتبعها من قبضة أمنية وكبت للحريات والاعتقالات وممارسة التعذيب داخل السجون والمعتقلات وأقسام البوليس .

هذا قليل من كثير جدا... والقصد منه هو ضرورة النظر إلى ذاتنا بموضوعية وتجرد، والعمل علي قراءة وتحليل الظواهر المحيطة بنا، أو ذات الصلة بكل هذه القضايا لمعرفة المسببات التي أدت إلى ما آل إليه النظام، ومحاسبة المسئولين.. والعمل علي إقامة نظام ديمقراطي تعددي واطلاق الحريات العامة واستقلال القضاء وحيدته.. بهذا وحده تمكن الغرب من ردم الهوة بين الحلم والواقع...وبهذا وحده تستطيع مصر وغير مصر أن يكون لها مقعد دائم بمجلس الأمن لا بالتمني...

نورالدين بلال

سوداني مقيم بالقاهرة

باحث ومتخصص في شئون السياسة المصرية

E-mail: [email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved