![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
«خطأ وراء خطأ»‚‚‚‚‚ تلك آخر زاوية‚ كتبها قبل اسبوع تقريبا في الصفحة الاخيرة في «النهار»‚ الاخطاء كثيرة‚ هذا ما تقول به «الدوتز» التي اعقبت الجملة التي بين الهلالين‚‚ لكن‚ هل كان سمير قصير‚ يحسُّ ــ بينه وبين نفسه ــ انه سيصبح عما قريب احد ضحايا الـ «خطأ وراء خطأ»‚ وأحد ضحايا جبل الخطايا في لبنان؟ كان جسورا‚ باستمرار كان يحمل روحه‚ في كف قلم‚ وكان باستمرار يحس بذلك‚ خاصة حين غيب الـ «خطأ وراء خطأ» رفيق الحريري‚ بكل ما كان يمثله الحريري من «صح وراء صح»‚ في البلد الذي تراكمت فيه الاخطاء‚ وتراكمت الخطايا ! في النهار‚ اغتالوه‚ اختيار الوقت‚ كان يعني شيئا: اغتيال «النهار»‚ الصحيفة التي كان يعمل فيها قصير‚ والتي تكتب عن الـ «خطأ وراء خطأ»‚ ايضا‚ اختيار الوقت‚ كان يشي بشيء آخر: نحن القتلة لا نعبأ ان يفضحنا النهار ! بالطبع‚ تلك ليست شجاعة‚ ولا تهور‚ ولا حماقة‚‚ وانما هي‚‚ الوقاحة‚ لا خير فينا‚ الضمير‚ يذهب الى هذه الامة‚ التي تتراكم فيها الاخطاء ــ خطأ وراء خطأ‚‚‚ الامة التي تقتل سياسييها‚ وتقتل كتابها‚ وتقتل صحفييها‚ وتقتل حتى احباب الله‚ وتمشي ــ دون استحياء ــ وراء نفسها الى المقابر‚ ما حدث في الاشرفية‚ من اغتيال لـ «القلم»‚ في وضح النهار‚ يمكن ان يحدث في اي ضاحية غيرها‚ ليس في لبنان وانما في اي دولة تلك التي تتلو «نون والقلم وما يسطرون» وتقول انها تحتفي بـ «جوامع الكلم»! ما حدث ليس شجاعة‚ وانما هو الجبن: الجبن من «قلم»‚‚ والجبن من «كلمة»‚ في امة نصف تراثها تدوين‚ ونصف تراثها كلام ! انني لا أعني‚ لبنان‚ انني اتجاوزه‚ لما هو كل ما بين الماء والماء‚ وما بين المائي يباس ! «النهار»‚ لو لم تكن مدرسة في المهنية‚ والشفافية‚ والجسارة‚ لكان ايضا قد انتخبها قلم سمير قصير‚ وانتخبها دون كل صحف لبنان‚ حبره‚ هو يريد ان يكتب في النهار‚ هو لا يريد ان يكون خفاشا‚ ولا وطواطا‚ ولا يريد ان يلتف‚ او يتوارى‚ أو‚‚‚ أولم اقل لكم انه كان جسورا‚ ستقولون: ولكن‚ أوليس القتلة‚ ارتكبوا الفعل الزنيم في النهار؟ أيُّ نهار؟ أيُ ‚‚‚ أي نهار؟ وبقية السؤال: اين هم الآن؟ القلم‚ لا يترغ‚‚ ولا يسقط‚ والكلمة‚ لا تغتال‚ هذا ما يقول به تاريخ الصفحات في الدنيا‚ وهذا ما تقول به صفحة سمير قصير‚ الصفحة التي ما انطوت الا لتفتح على صفحة جديدة‚ من الكتاب الذي يكتب بالدم: كتاب الجسارة !