السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

النخبة النيلية واليتم الحضاري الإسلامي بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/8/2005 12:58 م

اليُتم والتسول تربطهما علاقة العلة بالمعلول التي لا تحتاج الى شرح, وعندما قال المولى عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وسلم ) «ألم يجدك يتيما فآوى, ووجدك ضالا فهدى, ووجدك عائلا فأغنى,,» فالقرآن انما كان يتحدث عن الجزيرة العربية في شخص النبي (صلى الله عليه وسلم ), فالآيات تتحدث عن الثلاثي البغيض «الجهل والفقر والمرض», كما تتحدث عن اليتم الحضاري للعرب, فهو رسول الأميين, أي الأمة التي لم يكن لها رسالة حضارية قبل الاسلام,أستند الى هذه المقدمة للدخول في محور مقالي الذي يدور حول الصراع الجهوي الحاد الذي وصل درجة الاستقطاب بين المهمشين في السودان ضد النخبة النيلية الاستعلائية ــ الاسمو عروبية, وأود ان أشير هنا الى المقال المسؤول الذي نشره الاستاذ صلاح شعيب بموقع سودانايل بالشبكة الدولية تحت عنوان «تنامي الخطاب العنصري» والذي اشار فيه الى السجالات الحادة لبعض ناشطي الكتابة على الانترنت, وبالطبع أجد نفسي معنيا بشكل مباشر لكوني أتناول ولسنين عددا قضية المهمشين, ومناهضة الاستعمار الداخلي الذي يتخذ آليات الاسلام لعزل الجنوبيين واقصائهم, ويتخذ العروبة كآلية للاستعلاء على ابناء غرب السودان لاقصائهم من السلطة وحرمانهم من الثروة والتنمية, وأحب ان أنوه هنا بأن صراعنا نحن المهمشين مع النخبة النيلية ليس صراع نفي واقصاء, وانما هو صراع اثبات وجود وانتزاع حقوق, هذا من طرفنا, اما الطرف الآخر, النخبة النيلية الحاكمة فهي قد استجمعت كل الموروث الاستبدادي العروبي وأدلجته عروبيا واسلاميا ضد المهمشين في شكل ابادة واستئصال, جرى هذا في جبال النوبة بتسليح القبائل العربية, وجرى في الجنوب ايضا بالابادة والتصفية الجسدية للقيادات الجنوبية, وجرى ذلك في دارفور الاسلامية حتى النخاع بالابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب ! ان صراع الهامش ضد المركز ونخبته النيلية هو صراع ضد «العقلية» الاستعلائية الزائعة, وهو صراع فكري يستهدف اعادة صياغة انسان المركز, بأنه امام خيارين: اما ان يقبل بمشروع المواطنة والمساواة, واما ان يذهب كل انسان لحاله, فالجنوبي مثلا ليس على استعداد لأن يعيش مواطنا من الدرجة الثالثة او الرابعة في وطنه, وكذلك ابن دارفور, حسن نجيلة يكتب حول «الرئيس كما يجب أن يكون» لعل الاستاذ صلاح شعيب يعني بحديثه ايضا مقال الاستاذ د,احمد محمد البدوي من لندن بعنوان «طرد السودانيين من الخرطوم» الذي أكد فيه ان سكان الخرطوم الاصليين هم المهمشون المراد طردهم الآن, وهم «من القادمين من دار الفونغ الى دار برنو» والعبيد الذين لا يدفنون وانما تلقى جثثهم خارج المدينة, وقدم الاسانيد والمراجع التي تؤيد دعواه, اما المقال الآخر والذي أود ان أقف عنده فهو مقال الاستاذ حسن نجيلة والذي بعنوان «الرئيس كما يجب ان يكون (4)», والذي جاء فيه: «بعد تحقيق مستفيض متواصل مع أهل الجذور والاصول وفقهاء القبائل علمنا بأن سيادة الرئيس عمر حسن احمد البشير من اصل قبيلة الفلاتة الافريقية في فرع يسمى (سينار) ونائبه علي عثمان محمد طه ينتمي الى قبيلة البرنو من دولة نيجيريا بولاية ستيت» وذهب يقول «هذه سيمفونية التنصل عن القبيلة إلا أنهما من قبيلة الفلاتة, وهي قبيلة عريقة ومن كبرى القبائل الافريقية ومنهم وزير الأمن الطيب ابراهيم محمد خير الوالي السابق لدارفور وعبدالحليم المتعافي والي ولاية الخرطوم الآن, ومحمد فضل ذكشم وزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي والنذير الكاروري الذي يظن نفسه داعية», هذا ما كتبه الاستاذ حسن نجيلة بموقع سودانيز أون لاين بتاريخ 2/6/2005, تعقيبا على المقالين أعلاه أفيد بالآتي: 1- سودان وادي النيل يعيش أزمة استلاب وتبعية بالتعاقب لآلاف السنين للوراء أسوة بالحالة المصرية التي يشكل سودان وادي النيل امتدادا طبيعيا لها, فمصر محكومة بالاجنبي لمدة ثلاثة آلاف سنة متتالية قبل ثورة 23 يوليو 1952, اما السودان الشمالي في وادي النيل فقد ظل تابع التابعين تارة لمصر وأخرى لإثيوبيا الحالية, وحتى في عهد الدولة المروية فقد ظل السودان تابعا ثقافيا وفكريا وروحيا لمصر, وأحيل في هذا الموضوع الى كتاب «هوية السودان الثقافية» تأليف احمد محمد علي الحاكم ص89-90 الفصل العاشر ــ الحضارة المروية ــ حيث يقول الكتاب: «اما عبادة آمون فكانت هي المحتوى العقلاني الفكري لنظام الحكم والسلطان وايجاد التبرير المنطقي لقيام الحكم واستمراره, فالحكم والسيادة والزعامة والقيادة كلها لآمون كبير الآلهة وقائدهم يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء,, كان هذا هو منطق التيار الحضري والراسب الفرعوني الذي كان قائما على النيل في المناطق الشمالية عند جبل البركل وشمالها» انتهى الاقتباس, 2- باحتلال العرب لمصر في القرن السابع الميلادي انقطع التواصل الفكري بين مصر وسودان وادي النيل حيث خضعت مصر للدولة الاسلامية وبقي السودان جزءا من الحضارة المسيحية وتحولت العلاقة بين مصر والسودان منذ ذلك الوقت الى علاقة جزية (أموال + عبيد), 3- تم ملء الفراغ الفكري في السودان والروحي بالاسلام الوارد من غرب افريقيا حيث الممالك الاسلامية العريقة التي افرزت السلطنة الزرقاء في سنار عام 1505, 4- جددت مصر علاقتها بالسودان عام 1821 على عهد محمد علي باشا, ولكنها لم تكن علاقة فكرية روحية, وانما علاقة «الذهب والرجال», وظل الدفع الروحي والفكري والدعوة الاسلامية تأتي من غرب افريقيا عبر الحجاج العابرين للسودان الى مكة ذهابا وإيابا عبر السودان, 5- مصطلح السودان تاريخيا وجغرافيا يعني المنطقة جنوب الصحراء المجاورة للبيضان وهو مصطلح عنصري, يرمز الى العنصر الزنجي, مركز الحضارة السودانية الاسلامية الاصيلة يقع في تمبكتو على نهر النيجر وحوالي بحيرة تشاد ونهر شاري حيث قامت ممالك اسلامية قوية حكامها من أهل البلد, اتقنوا اللغة العربية وكتبوا بها تاريخهم بخط يدهم, ولم يفرضوا العروبة على الشعوب الافريقية وان فرضوا الاسلام, بل عندما ذهب الفلان الى نيجيريا ونشروا الاسلام هناك تنازل الفلان عن لغتهم لمصلحة لغة الهوسا لغة غالبية السكان, 5- تحرير السودان من الاستعمار المصري الاول ــ دولة محمد علي باشا على يد محمد احمد المهدي وكان بواسطة مشروع فكري قادم من غرب افريقيا «المهدية مشروع ثقافي من انتاج عثمان دان فوديو», عبر عن هذه الفكرة الخليفة عبدالله التعايشي (تورشين) الذي عينه المهدي خليفة له عرفانا بنصره أهل غرب افريقيا «اقليم دارفور كان جزءا من غرب افريقيا ولم ينضم للسودان الا عام 1916», وقد أورد الدكتور عبدالله عبدالمجايد ابراهيم علي ص9 من كتابه «الخرطوم والشعب الدعاة» شهادة دكتور يوسف فضل حسن الذي قال «إن التيار الفلاني من أهم التيارات التي ارتكز عليها الفكر المهدي في السودان» ص308 من بحوث الندوة العالمية بمناسبة ذكرى الشيخ عثمان, جامعة افريقيا العالمية, النخبة النيلية واليتم الحضاري وأعود الى مقال الاستاذ حسن نجيلة الذي نسب فيه الفريق عمر البشير الى قبيلة الفلاتة العريقة, ونسب فيه الاستاذ علي عثمان الى قبيلة البرنو, وأنا أطالب الاستاذ نجيلة بالكشف عن مصادره الموثوقة التي اشار اليها, هل يعترف البشير وعلي عثمان بنسبهما الفلاتي؟ اليوم الذي يعترف فيه عمر البشير وعلي عثمان هو يوم تحرر السودان من الاستعمار المصري, تتمثل مظاهر اليتم الحضاري للنخبة النيلية في بعض النماذج التالية: 1- الانتساب الى قبيلة قريش والى بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ــ الى عمه العباس بن عبدالمطلب ــ يورد دكتور عبدالله عبدالماجد ابراهيم مدير جامعة أم درمان الاسلامية بالانابة سابقا في الهامش رقم «1» من كتابه «الغرابة» تأصيلا نسب الجعليين ان أصلهم من الفور: «يقول ك,م,باربر استاذ الجغرافيا بجامعة لندن وجامعة الخرطوم سابقا في كتاب (سكان السودان) ترجمة هنري رياض وآخرين,, يقول: وترجع اصول الجعليين الى الفور رغم انهم يدعون انهم من اشرف العرب» انظر ص19, فهل يا ترى فظائع الجعليين في دارفور هذه الايام هي جزء من جلد الذات؟, وهل قولهم «البجي من الغرب ما يسر القلب» جزء من كره الذات؟ اليوم الذي يعترف فيه الجعليون بنسبهم الفوراوي هو يوم تحرر السودان من الاستعمار المصري, 2- الادعاء بأن هجرة الصحابة الاولى كانت «للسودان» الحالي وليس الحبشة, 3- الادعاء بأن مملكة سبأ المشار اليها في القرآن كانت في السودان الحالي وليس في اليمن بدليل ان معابد النار لم تكن موجودة آنذاك باليمن وانما في السودان النيلي فقط, 4- نوع الاشعار التي أوردها الاستاذ صلاح شعيب: «نحن عرب العرب» صلاح احمد ابراهيم, النخبة النيلية لها تراث وثني ومسيحي عريقان ولكن ليس لها تراث اسلامي أو دولة اسلامية ولم يكن لها مساهمة في الماضي في الدعوة الاسلامية, اذا قورنت مساهمة شعب الفلان في الجهاد والفكر الاسلامي ازاء مساهمة النخبة النيلية نجد الفرق شاسعا جدا, نحن شعب الفولان شعب دعوة, علمتنا التواضع,, لا نتفاخر بنسب وانما نشكر الله ان هدانا للاسلام وهدى بنا الشعوب الافريقية,, ولله المنّة, 5- النخبة النيلية مستحية من ميراثها الوثني المسيحي ولا تجد في المتحف القومي «بمنظورها سوى أصنام الماضي الوثني المسيحي» لذلك تشعر باليتم الحضاري الاسلامي, فلا تملك الا ان تتسول نسبا اسلاميا وعروبيا ينتهي الى قريش, ويدعون «نحن عرب العرب» في ادعاء مفضوح ! كيف يكون الشخص «سودنيا» ثم يكون عربيا؟ هذا ما لا يمكن ان يعقله الانسان الخليجي ! إنه الاستلاب ! 6- مشروع الاسلمة والتعريب للسودان هو في الاصل مشروع مصري القصد منه ضمان تبعية السودان لمصر لضمان الأمن المائي المصري ! النخبة النيلية في هذا المشروع تمثل دور الوكيل وان شئت العميل لمصر, 7- المشروع الفلاتي في افريقيا هو «دعوة» وليس استعرابا وتعريبا لذلك تجد الفلاني في داخل مكة لمئات السنين يتقن العربية جدا ولكنه يحتفظ بهويته الثقافية الفلانية, وحتى يومنا هذا في مسجد جرول داخل مكة تقام خطبة الجمعة بالعربية وباللغة الافريقية, ان الله امرنا ان نكون مسلمين وليس عربا, بل جعل الله من آياته اختلاف ألسنتنا, لقد ادرك الشهيد وليم دينق منذ أربعة عقود, بحسه السياسي المرهف الفرق بين اسلام الفلاتة الذي لا يهدد الهوية الافريقيةوقال الفلاتة سودانيون وبين اسلام التعريب وتغيير الهوية الافريقية لتكريس التبعية لمصر لضمان الماء,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved