السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أدركوا مفاوضات دارفور من هذيان المحجوب بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/7/2005 2:21 م

آدم اطر الثلاثاء 7/6/2005م
البحث عن السلام في بلادنا مهمة عسيرة وشاقة لكنها على وعورة طريقها ومسالكها ليست مستعصية أو بعيدة المنال إن صدقت النوايا وتوفرت الإرادة لدى حركات دارفور المسلحة ، وشواهد ذلك كثيرة إذا ما استحضرنا مسيرة سلام الجنوب بمراحلها المختلفة وعقباتها الكثر وتقاطعاتها الإقليمية والدولية بمصالحها المتباينة ، رغم ذلك أمكن إنجاز الاتفاق التاريخي من نيروبي بإرادة سودانية خالصة علت فيها روح الوطن وقويت خلالها إرادة السلام وتعاظم تياره وأنصاره وتوطنت ثقافته وتجسدت معانيه واقعا يعيشه أهل الجنوب والسودان بصفة عامة على ما أحاط به من تدخلات خارجية رمت لعكس النفوذ والمطامع الدولية وتقزيم العزيمة الوطنية والحس القومي إزاء الأطراف المكونة لها . وبناء السلام ينطلق وصرحه يشيد لا يوجد عاقل يقول بان علاج المشكلات الماثلة الآن في السودان كانت في الجنوب أو الغرب أو الشرق يمكن أن يكون الطريق إليه عبر الحروب وامتطاء موجة النعرات القبلية و العرقيات والجهويات على نحو ما تقوم به حركات دارفور والشرق على نقيض الأجندة الوطنية وترجيح مصالح الوطن ، فهي تعمل على عكسها تماما بإعلائها للأجندة الخارجية والمراهنة عليها والتي تجلت في تماديهم في تصعيد العمليات العسكرية وتكثيف انتهاكاتهم وخروقاتهم لوقف إطلاق النار وهروبهم من مائدة المفاوضات ومراوغتهم لأكثر من ستة اشهر انتظارا لما ستسفر عنه وعود الخارج وقرارات المؤسسة الدولية التي أضحت طرفا أصيلا في هدم دواعي الاستقرار في بلادنا . بامكان هذه التوجهات التي تقوم على إشعال الحرائق والفتن أن تحدث دمارا وخرابا هائلا في الممتلكات العامة والبنيات الأساسية في المناطق التي تحيط بها الأزمات التي تصنعها هذه الايادى التي لا تمت للوطن بصلة ، كما كان بالأمس في الجنوب واليوم في دارفور وإرهاصاته غدا لا سمح الله في الشرق ، بل بمقدورها أن تزهق الارواح البريئة وتفتك بالأنفس الطاهر وتكلم الأسر وتفكك نسيج المجتمعات المحلية وتقوض أركان السلم المجتمعي وتلاحمه وانصهاره وتهدد امن الدولة وكيان الحكم فيها واستقرار الإقليم بكامله، وبفعالها المتآمرة هذى ربما أمكنها أن تجد من الإعلام والدعاية والرعاية الدولية والترويج عبر الدول والمنظمات والكنائس التي ترعاها وتدعمها كما هو الحال مع حركات دارفور والصدى الذي وجدته على ما أوجدته من خراب ، لكن ذلك كله لا يمكنه أن يؤسس حقا وان بدا وجيها أو يقيم مطلبا وان كان مشروعا وعادلا . ذلك لان النهج المتخبط الذي تسلكه هذه الحركات يكشف عن فقدانها بوصلة الطريق وخارطته وهى تحمل حملا على الحل السلمي الذي يصادم منطلقاتها التي تقتات منها وهى تتاجر بدارفور وإنسانها، وان المعالم الفاصلة بين الوطنية والخيانة قد انبهمت تماما عند هذه الحركات ، والترتيبات تجرى لعقد جولة ابوجا الرابعة في 10/ 6 والجهود تبذل وتتعاظم لإنجاحها وجعلها حاسمة لتصلها بسفينة السلام ، ولكن الروح واللغة التي يعبر بها ناطق حركة تحرير دارفور تريد أن( تنقل الحرب إلى الخرطوم وأزقتها وتلبدها بالغيوم بوجودها في الخرطوم بكل عتادها ) كما يصرح المحجوب لسودانايل من لندن في يوم 7/6 الجاري والحكومة البريطانية تسمع وترى لغة العنف والإرهاب و إعلان الحرب على دولة وشعب من أراضيها وتباركه دون مساءلة أو إجراء تجاه من يقوم على هكذا فعال !! .
الذي يتتبع ما يقول به محجوب حركة تحرير دارفور وسيل التصريحات الصادرة عنه و التي تكشف بجلاء عن ما يضمره وحركته من حقد دفين على دارفور وإنسانها والسودان وطنا وشعبا ، ولا ترتكز إلى منهج معروف في مدارس الإعلام ومراحله سوى إعلام التمرد الذي يعيش ويتغذى بالإثارة والتشويش من لدن عرمان فيما مضى عنه، إلى حاتم سر التجمع مرورا بأحمد العدل والمساواة وغيرهم من (العباقرة ) حاطبى الليل في دنيا الإعلام السوداني من الذين جسموا على صدر شعبنا وقضاياه في غفلة من الزمن وسخرية من قدر وافتئات من أهله، دون أن يكون لهم سابق كسب أو رصيد وطني سوى هذه الترهات التي يسوقونها والبطولات المصطنعة والأمجاد المزيفة التي يمنون بها أنفسهم من خلال الفضائيات والمواقع الالكترونية . ظل يخرج علينا هذا المحجوب من حين لآخر بأفكار نشاز من بنات فكره السقيم لا تعكس غير جهله الفاضح وتهوره وشطحه المتصل دون وعى أو إدراك لمغزى وتبعات ما يقول به ، وليس فيها أدنى مسحة من قيم أهل دارفور وأعرافهم وتقاليدهم السمحة ، ولا هي بالتي تدفع بمطلوبات الأمن والسلم وتحقيق الاستقرار فيها أو تعبر عن مكنونهم وارثهم التليد في التعايش والتمازج ، ولا من بين ما تحمل من سموم ومتناقضات ما يعبر عن تطلعات مواطنها ورغبته في العيش الكريم داخل تراب الوطن ولحمته . ولا مثل هذه التهويمات الشذر والأطراف تقبل على التفاوض تدلل عن أن ناطقنا الهمام هو من دعاة التسوية السلمية ورفاه دارفور، أو هو من أهل الحل والعقد وله من الرؤى والحجج المنطقية ما يسوق به حركته وافكارها التي يبثها هو عبر هذه المقالات الطلاسم التي تحتاج إلى الشُرّاح والفقهاء لفك مفرداتها ورموزها وغاياتها ، وليس بعيدا أن يكون هو نفسه محتاجا لمن يفسر له ما يكتبه بقلمه ، تراه يحشد من الكلمات والعبارات الرنانة خاوية المضمون في حريق دارفور ببعدها عن واقع ما يجرى وتعبيرها عنه ، وينسج من السفسطة ولغو الحديث ما يعبر عن أزمة نفسية وذهنية مريضة داخله بدافع تبعات وجنون الفتن التي أوقعوا فيها دارفور . والمصيبة أن المحجوب يتباهى بهذا النهج الجاهل والكلمات غير المترابطة والجمل المحشورة حشرا ، ويظن انه بوحي ما يكتب قد شفى غليل أهلنا في دارفور وعبر عن ما يعتمل في صدورهم وما يحيط بهم من هموم وآلام وأوجد من آليات الحل ومحدداته ما أوجد ، بل ربما ناهز د. منصور خالد أو د.الشوش أو د. السيسى أو د.إسماعيل الحاج موسى وربما بونا ملوال وغيرهم من أساطين الكتابة والفكر والتحليل في بلادنا، ليتهم اطلعوا على ما يكتب هذا الشاب (المعجزة ) وافهمونا مراده وهدفه فيما يكتب ويقول طالما أشكل على بعضنا الاحاطة بلغته وسبكه الفريد في الكتابة والتحليل والقراءة التاريخية وهو على هذا الجهل المركوز، وهل حركته تقرأ وتقر ما يكتبه هذا الأديب الأريب فيلسوف دارفورالقادم ؟ وتعتقد بصحة هذا الهذيان بوصفه معبرا عنها وعن برامجها وأهدافها ومخططاتها وراء الحريق !.
أقول بذلك ليس من باب التجني والنقد غير المؤسس والجرح على هذا الاسم ( الموسوعة) لأنه لا يمثل رقما في المعادلة الدارفورية أصلا ، ولكن من واقع ما وقفت عليه من تصريحاته ومقالاته الهراء ، التي أدعو الجميع أن يطلع عليها ليحكم له أو عليه وهو شديد التجني لوجدان شعب وأشواق أمة بأكملها . فهذا الشاب قد عرف عنه مكابرته على الباطل وهو يقرع طبول الحرب الشاملة بمسميات كثر وبدعوته الجهرية دونما تفويض من أهلها لعلمانية دارفور دون اكتراث منه وحركته لماضي هذه الولايات ومكونات مجتمعها ، ولا اعتداد لهم بسهمها الأصيل في تكوين بناء السودان وتركيبته، ولا تهمه نيران القرآن وجذوته فيها ولا هو يقرأ في تاريخها لسقيا الحجيج وكسوة الكعبة المشرفة ، لان قضية كهذي لابد من أن يتداعى لها كل أهل دارفور ليستفتوا فيها ولا يمكن أن يقررها المحجوب بمفرده على عبقريته أو تفرضها حركته بقوة السلاح وهى لا تمثل اى رمزية في دارفور غير شواهد الحريق والمعاناة . هذا (النابغة) بتاريخه اللندني ونضال الفنادق والسرادق ليس له من الخلفيات الفكرية والألقاب والكتب والشواهد ما يجعلنا نطمئن لغزله الذي يريد منا تصديقه ، وخطرفاته في المفاوضات التي حملت حركته لإسكاته وحجبه أكثر من مرة جراء هذا الطيش ، بل هذا (العّلامة) المتهور هو اسبق من يمشى بالحرب وأجندتها ونتائجها خدمة وترويجا للثمن الذي يقبضه وحركته ، لذلك تراه يعوى كلما أذيع عن جولة للمفاوضات أو اقتربت اطر الحل للمأساة التي أوقدها على نحو ما كتب اليوم بذات الموقع ليضيف إلى رصيده الوافر في القفز على الهواء ( لله دره ) . هذا الناطق الرسمي و(الكاتب العظيم) يختزل الحركة في شخصه ومفاهيمه العرجاء ومغالطاته التي لا تقوم على حجة ويستبق جولة لمفاوضات آتية قد تمتد لأكثر من 3 أسابيع ويقطع فيها بيقينيات من عنده إن لم يستجاب لها ستكون النهاية حاسمة برأيه ضمن مفردات كثيرة ساقها ( ليبقى الطوفان هو سيد الموقف، والبدء عمليا في بحث وضع الإقليم في حق تقرير المصير العام للانعتاق النهائي ، على حد قوله ) ، هذا ما يريده المحجوب وحركته أفصح عنه قبل أن تلتئم المفاوضات بمقال مطول ، وسؤالنا باسم من يطلب المحجوب تقرير المصير لدارفور؟ واى حق هذا الذي يجعله يقول بذلك والى اى وزن يرتكز ؟، هل هذا رأى حركته من باب إعلاء سقوف المطالب والمزايدات والتفاوض يبدأ أم من اجتهاداته الشخصية بعد أن تصدعت حركته و انحسر وجودهم الميداني وتراجعت فاعلية القرارات الأممية وتناقص السند الدولي ولم يعد هنالك من خيار سوى الحل السلمي ، ولا شي في معينه الناضب غير أن يقابل الأجواء القادمة بهكذا دعوة لانفصال جديد .
هذا الشاب يظن انه( المحجوب) أو سميا له في عهده وألقه عليه رحمة الله بما يدعيه من ثقافة ومعلوماتية على شاكلة البضاعة التي يروجها بعضهم في هولندا والمراكز التي تنسق أمر دارفور هناك ، وهو يحسب هذه الفذلكة الكلامية والعبارات المبهمة والجمل المتكلفة أنها تنبئي عن فكر ورأى يعتد به ينتظره المفاوض لإيجاد الطريق إلى تسوية الحريق في دارفور ، أو من شأنها أن تحشد صف دارفور خلف شعاراتهم وأمانيهم الكذوب ، أو يعتقد انه بهذا الخيال السقيم والفلسفة المدعاة ربما سلط على نفسه الأضواء وتوهم انه العراب الذي بيده مفاتح الحل في ابوجا القادمة ، أو خيل إليه من وحى الهالة التي جلبتها له ضوضاء الحرب والمتاجرة فيها في العواصم الغربية انه سيكون ذو حظ و شان من مستقبل دارفور وحكمها وريادتها على جهله . كلها علل الفتن وأمراض الذات والطموحات الواهمة لا تأخذ بروح الاتفاقات التي أبرمت معهم والتعهدات التي قطعوها للأطراف الإقليمية والدولية بضرورة التكيف مع مطلوبات المسيرة السلمية التي أبحرت وهى ستصل إلى غاياتها بإذن ربها مهما كلفت من رهق وعنت لا يستطيعون إيقافها اوالسباحة ضد تيارها الجارف إلا مغالبة وكبر نفس ما هم ببالغيه . والذي يعي قيمة التفاوض ومستحقات التسوية السلمية لا يمكنه إن يقول بمثل ما يقول المحجوب ، والذي يدرك أهمية الحوار وضرورة الوصول إلى حل لما يكابده إنسان دارفور من شقاء لا يمكن أن يكتب مثل هذا الهراء ، وان كان في هذه الحركة من راشد لا يمكن أن يجعل مثل هذا الشاطح متحدثا بلسانه ، وان كانت هذه هي صفات القيادة ورموز الحركة وصفها الأول فلتهنأ دارفور بأيام خوالد في مقبل أيامها ، وان قبل أهلها بان تقودهم مثل هذه الأوهام والخطرفات التي لا توصل إلى غاية أو سبيل فلا نملك غير الحولقة . وان يرى المحجوب إن النضال والثورية على غرار ما يكتب فان المفاوضات القادمة تحتاج إلى تراجمة وكهنة لقراءة أفكاره ومعتقداته حتى نصل إلى بر يفضى إلى ذات السلام في دارفور . لقد انتهى عهد التهويم والهذيان ، وان مثل هذه العدائيات أول ما ترتد ستكون إلى نحر المحجوب ومن على شاكلته، ولا مجال لمثل هذه البضاعة الكاسدة في سوق لا يقبل غير الرشد والمنطق والموضوعية التي يفتقدها ناطق تحرير دارفور، وبمثل ما صبر أهل دارفور على بلواء التمرد وصلفه سيصبرون على خواء المحجوب وفكره البائس حتى يكتب لهم الله الأمن والطمأنينة والاستقرار ، ولنعمل جميعا لنعصم هذه الجولة من تهور محجوب تحرير دارفور وما يبثه من أحقاد وترهات ، والله غالب على أمره ......

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved