من البين أن أغتيال رفيق الحريري ، والذي هو أغتيال لاحلام ورهانات كثير من اللبنانيين في الاستقرار الاقتصادي والتوازن السياسي ، وقرارات المنظومة الدولية في هذا الشأن الداخلي ( وخاصة القرار 1559 ) قد ألهبت ظهر اللبنانين سياسياً و أتت أكلها مبكراً .. حين اختارت سوريا مرغمة رغم تنطع وزير خارجيتها المحنك فاروق الشرع بسحب قواتها والانزواء بعيداً ، لادراكها ولو متأخرا أن الالتفاف والتلكؤ في شرح وفهم ابعاد القرارات الدولية لها عواقب وخيمة علي المدى القريب والبعيد خاصة بعد أن جسد صدام حسين شعار االبعثيين العرب ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ! ) بأن أصبح الغسال الاوحد لملابسه واوزار كل قادة الامة العربية !! وأضحي تهوره وغطرسته في حق العراقيين وعدم فهمه للقرارات الدولية رسالة لاتستوجب كثير ذكاء لقراءة مابين السطور لمعرفة مآلات ومصير معظم الحكام العرب .
ومن البين ايضا أن القوي السياسية والطائفية اللبنانية .. والعميلة منها قد سئمت هذه اللعبة واضحة السفور .. في ممارسة الادب السياسي بحق الوطن .. ! والالتفاف رغبة أو كرها حول أتفاق الطائف المشهود الذي أوقف سنوات من الاقتتال والتمزق والتشرزم وفق مسميات شتي ( مليشيات – قوات – طوائف - أحزاب - عملاء ) لتصويب رصاص اللبناني الي صدر أخيه اللبنانيي .
من هذا المنظور وهذا الارث المؤرق من دماء الماضي القريب ، إرتأت لبنان الدولة مكرهة أن تنظم صفوفها وأن لا يقودها دماء الحريري الي مزيد من أنهر الدم والاحتقانات .. !! فتوجهت الي خيارات المجتمع الدولي والتي تمثل ارادة الشارع اللبناني الواعي باستحقاقاته في ممارسة خيارات الديمقراطية ، وأولها التوجه الي صناديق الاقتراع النيابية بمراقبة دولية نزيهة .. وأقول الاقتراع لا الاستفتاء ..!! كما عهدتنا الانظمة العربية الشمولية اللجوء اليها لتزوير الارادة الشعبية .. ورهن العباد والاوطان ولفها تحت عباءة أجهزة الامن .. وديسها باقدام جوقة السلطة التي تهوى المظاهرات مدفوعة الثمن والشعارات الجوفاء الخاوية التي لاتصمد كحبال لنشر غسيل صدام الوسخ !! .. والتملص من عتب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية .
واذا كان القرن المنصرم والقرن الحالي قد شهدتا طفرة علمية وصناعية وإتصالاتية لدي معظم شعوب العالم المتحضر وغيرالمتحضر .. فأنه يمثل عصرصناعة الشعارات بالنسبة للحكام العرب واجبار الشعوب علي لوكها صحواً ومناما ، حتى لم يعد لدي الشعوب أسنان أو غباء لطحن البعض منها .
واذا قدر للانظمة الشمولية الاستحواذ علي اختراع بمقدرات وثروات الاوطان العربية مجتمعة لتمنت وسعت لامتلاك واحتكار قطاع الاتصالات بشقيها السمعي والبصري .. حصرياً لبث فرياتهم .. ! لانها فضحت زيفهم .. وخداعهم .. وفظاظتهم .. تجاه الشعوب ، عوضاَ عن السرقة والنهب .
عندما نتأمل في الحالة اللبنانية لانجزم أنها مثالية للحظو بها ... ولكنها الاقرب للتبصر .. ونحن نعاني من هذا العمي والاعتباط الانقاذي الذي أفرط مشرطه في إستئصال كل الاعضاء النابضة .. وإقتناء كل ثمين بعد الاجهاز علي السودان كوطن ..!! وبيع مايصلح من أعضاءه بالمناورة والمزايدة الرخيصة ..!!
سادتي اتذكرون البيان الاول لثورة الوحل .. ! (ما يسمي بالانقاذ ..!! ) . أعلم أننا نعاني تخصر ووهن بالذاكرة أو أدناه إشمئزاز من التذكر .. لقد كانت فريتهم للوثوب علي الديمقراطية العرجاء وكسر ظهرها ..!! ( أن العقيد جون قرنق علي أبواب الخرطوم وانه حتما سيشرب قهوة الصباح في المتمة !! وأنه آن الاوان لوقف التناحر القبلي في دارفور ! وانه لابد من وقف تدهور العملة السودانية !! ) هذه هي الفريات الانقاذية بعد أن عصرنا مابقي من ذاكرة ...! فعلاما نتبعها الي منتاها ؟
**
فياليتنا تدافعنا ودافعنا عن إتفاق كوكادم بين المرغني وقرنق والذي كان سيفضي الي معالجة العرج الديمقراطي بجبر صحيح !! ويسمح لقرنق وجموع السودان الواحد التلذذ بقهوة المتمة .. ومنقة جوبا .. مناصفة دون ثنائية مستحوذة برغبة الاقصاء . لا يلام قرنق لانه فرض ارادته نضالا كالأسد الهصور .. وفرض شروطه التفاوضية..وأستحقاقات الجنوب التاريخية .. بحنكة ودراية ... حين إرتأت الانقاذ أن تمارس العادة السرية ! بعيدا عن أعين الشرفاء .. والسواد الاعظم من الشعب مصلوب الارادة!!
**
اما حالة دارفور .." فقد اعتبرت الانقاذ ان مؤتمر الصلح بين الفور وجموع القبائل العربية .. في يوليو 89 من ابرز انجازاتها ولكنها لم تتردد في مواصلة سياسة الانحياز للقبائل العربية . فأعتقلت 90 من قيادي قبيلة الفور في يونيو1990 واودعهم سجن ( شالا ) بحجة أن قبيلة الفور قد كثفت من عمليات التسليح لمليشياتها " ...وقد ادان السيد احمد ابراهيم دريج هذا الاجراء حينذاك وقال : هذا الاجراء .. يوضح عدم العدالة ... قبل تجريد قبائل الفور من السلاح يجب علي الحكومة ان تؤمن لهم الطمأنينة .. وليس من العدالة نزع السلاح من المعتدي عليهم واعتقال قيادات الفور بزعم انهم متمردون .. ان ضيق نظر الحكومات السابقة أدي الي التفرقة بين العرب وغيرالعرب في السودان وهذه ظاهرة خطيرة تؤدي الي تفتيت الوحدة الوطنية في البلاد ... المشكلة المختلقة في دارفور سياسية في المقام الاول وليست قبلية .. " ( محمد سليمان - محمد نقلا عن جريدة الحياة – 11 و12 –6 /1990 ) .
وقد تبنت الانقاذ خطة عرابه الدكتور الترابي لتمزيق دارفور بعد أن توصل إلي إستنتاج مفاده أن :
" الاسلاميين من القبائل الزنجية صاروا يعادون الحركة الاسلامية. وتهدف خطة الجبهة الاسلامية الي تأييد القباائل العربية باتباع الخطوات التالية : التهجير القصري للفور من جبل مرة وحصرهم في وادي صالح ونزع سلاحهم كليا .، وإعادة توطين المهيريا والعطيفات والعريقات ( قبائل عربية ) ، وعدم إعادة السلاح للزغاوة وتهجيرهم من كتم الي أم روابة ( ولاية شمال كردفان ).، وتسليح القبائل العربية وتمويلها بحيث تكون نواة التجمع العربي الاسلامي " ( المصدر السابق )
هكذا تقرأ حالة دارفور مقرونة ببيانات قريش ! وآلية اللواء صلاح علي الغالي* .. لبسط هيبة الدولة – وتقرير لجنة عثمان علي كوداي * .. الذي ذهب ادراج الرياح ..!! مع توصيات وقرارات مؤتمر الفور بنيرتتي *.. وقرارات مؤتمر القبائل العربيةفي محافظة كاس .. واسترضاء قادة الجنجويدالقريشيين في السلطة ( اللواء عبدالله صافي النور ، عبد الحميد موسى كاشا ، عبدالله مسار ، ادم حامد موسي ، موسي هلال ............ الخ القائمة )
لقد أفضى النهب المسلح والتحارب القبلي خلال سني التمزق ما قبل الانقاذ وبدايات الانقاذ الي حرق ( 300
قرية) ومايزيد عن ( 1500 ) قتيل دون أي معسكر لايواء نازح ، أو لاجي خارج الوطن !
فماذا فعلت الانقاذ ؟؟؟ حتي نلفظ هذه الفرية الكابوس من مخيلتنا .. !!
لم تدعها قبلية كما كانت ... بل انحازت بسفور صارخ ! وحقد دفين للابادة !! والارقام تحدث بذلك ... ( أكثر من 2 مليون نازح ولاجي ومشرد – ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسون الف شهيد .. مايزيد عن خمسة الف قرية محرقة مع سبق الاصرار والامعان ... مخيمات بعدد ولايات السودان !! ) . نبئوني سادتي ( بدواس ) قبلي منذ داحس وغبراء ..!! هذه هي فداحة الخسائر فيها ... ! اليس هذا هو توظيف للدولة العرقية ؟ إن الآلة الحربية الامريكية وصولات الزرقاوي وفلول صدام تكابد منذ آمد لبلوغ جرم الانقاذ بحق البشرية ...!!
هكذا نفهم لماذا تتزين الانقاذ وتجتهد وتتهجد في انتاج واخراج مسرحيات الصلح القبلي المضحكة ! حتي تبعد عن نفسها جنحة الجريمة بعد أن أستوفت كل شروط الندالة والخسة .
فاذا كانت حرب قبلية قبولا بمزاعم الانقاذ ... فأنني أستعجب وأتسأل عن عمي رصاص ابناء الثورة من الزرقة في إصابة شخوص وقري الجنجويد والقبائل المتحالفة مع الانقاذ !! في الوقت الذي كانوا يمطرون مطار الفاشر والتجمعات العسكرية .. !! فهنالك تأويلات ثلاثة على صحاف الفاشر التقاطها مني مباشرة :
1/ ان تكون الاسلحة والذخائرة المرسلة من قبل إسرائيل للثوار ( حسب زعم الحكومة ) فشنك في فشنك !! وعلي الحكومة في هذه الحالة توجيه خطاب شكر لاسرائيل وتطبيع علاقاتها عرفانا بالجميل ...!!
2/ أن يكون الجنجويد قد بالغوا في التهجد .. ! وقيام الليل ... وقراءة ( بسم الله الرحمن الرحيم ... وأغشيناهم وهم لايبصرون ... ) . فعلي الحكومة مواصلة دعمها السخي لزيادة الورد !! التي حتما سوف يغشي عنهم أعين قضاة لاهاي الخضراء ..! وتستبدلها باعين سوداء خربة ..! وذمم تالفة تتوق للدينار الانقاذي ... !!
3/ أن تكون الاسلحة والذخائر التي حصل عليها الثوار من مخازن وتجريدات الحكومة .. مضروبة ومخشوشة وهذا فطنة القيادة العسكرية الموردة للاسلحة ! لانها استفادت من فلوس الصفقات العسكرية لتحسين الحال .. وفي هذة الحالة لاتشملها الصالح العام .
هذه هي الخدعة والمهرجان الذي أتى عمرو موسى لحضورها .. ! بعد ان فشل في إصلاح البيت العربي من الداخل ... فانفلت منه القذافي مستهزئاَ وانطلق الاخرون في خصام وفجور ... إستعانوا فيها ببابا امريكا والالفة إسرائيل ... !! ولم يستحي البعض من الاعضاء بطلب تزكية إسرائيل لشراء مقعد مجلس الامن المقترح ... !!
اذا تحسب لدارفور أنها جمعت أفئدة العرب .. بعد أن سئمت كرها القضية الفلسطنية .. !! وتريد التخلص من تبعياتها المثقلة.. بالتطبيع.. والتعاون الثنائي خلف الستارة ... عليك يادارفور ان تكوني طللا ومنبرا لخُطب معتنقي نظرية المؤامرة.. والهاربون من الاصلاح الديمقراطي ومؤسسات المجتمع المدني ... عليك أن تكوني مبكي ... وقنبلة أجيال.. موقوتة بالثأرات .. إذا لم نعدل الحلول .
أما فرية التدهورالاقتصادي : فهذه هي الاضحوكة القاصمة لظهر الاقتصاد ..!! أبتلعنا الشعارات ... ( نأكل مما نزرع ! ونلبس ممانصنع.. ). فتفرغ كلاب الانقاذ في أكل مؤسسات الدولة وخصخصتها والاستحواذ عليها ..!!
وتم التكوييش على العملة القديمة لافقار التجار الوطنيين .. وتمكين محسوبي الانقاذ .. ولم يكفيهم هذا بل مضوا في تدوير عملتهم الدينار ..!! حتى حسبنا أن لكل إنقاذي ماكنة ورقية لسك العملة ..!! فكان لهم .. تمكنا ..!! وتمددنا .. وتناطحنا !! ( تناطحوا في المباني الفارهة ) ( وتناطحوا في إقصاء بعضهم البعض ).. وعندما فرغنا من مضغ ولوك شعارهم ... لم نجد من الزرع والضرع ما نسد به رمق الجوع .. !! .. ولم نجد من الكساء ما نستر بها عوز الفقر !! أو نلتحف به كفنا في القبر !! فأصبح الارخص المتاح هو القتل والتشريد !! وأحسب أن ما أُزهق من أرواح في عهد الإنقاذ تفوق ما قبلها منذ بروز السودان بخريطته الحالية من قتلي تناحر وقحط ومرض .
إن المؤسسات الاقتصادية الانقاذية حقيقية.. !! ليس بمردودها ودعمها للشعب السوداني..؟ بقدر مساهمتها في إثراء الانقاذيون وطغمتها .. وتكريس هذا الاثراء لمزيد من تشديد الخناق !! فأصبح الشعب السوداني بأكمله بوابا يحرس أملاك الانقاذ ويسهر عليها مقابل فتات يسد به الرمق بالكاد .. !! أوشحاتا يستجدي العطاء ..
أسعفوني سادتي بسلعة واحدة هبط سعرها ! أو أنقاذي بات جوعانا وأفقر .. !!
إن السلعة القيمة التي حبطت هي أخلاق شبابنا .. وشابتنا .. وقيم المجتمع المتوارثة والفريدة في مجملها ... !!
إ ن، السقوط الاقتصادي ونهب الثروة يمكن تداركه يوما ما بمزيد من الانتاج والتحفيز .. أن لنا تدارك العفة التي سقطت والحياء الذي إنهزم أمام جحافل الفقر والعوز ... إن الانحلال والتبرج في شوارعنا تفوق معدلاتها شوارع باريس وملاهي لندن ...!! شبابنا أُ رهق وتزمت فكريا وأخلاقيا .. والسعيد منهم من هاجر ونفد بجلده ودينه ... ليتحمل مرغما النهب الضريبي والعتاوات التي تفرضها السفارات ..!!
إن تركة الانقاذ لجد ثقيلة إن رضينا بالامثولة اللبنانية لتقاسمها وفق محاصصة منطقية نتسابق فيها نحو صناديق الاقتراع النيابية والقروية .
إن المشهد السوداني السياسي لايدعو الي التفأول ، مقارنة بلبنان .. فأذا كانت الخطوة اللبنانية الانتخابية أقرب الي منطق الصيرورة نسبة للرهق السياسي الفارغ .... !! فإن ماضي الاحتراب ماقبل إتفاق الطائف يطل كجرف ينزلق اليه ابناء السودان وفقا لعبط الانقاذ ورهاناته الخاسرة في الاستفراد بالحلول الثنائية مع كل الاطراف لنيل نصيب الاسد من قسمة ضيزى .
وإذا كان الامل يجدي عن احباطات الواقع المرير فلكم نأمل أن نفيق علي التجربة الانتخابية اللبنانية الحاضرة ونغمض أعيننا عن أنهار الدماء التي سالت ، وطوابير مدن الهامش والنازحين المحدقين دهشة في المعاناة ... وآملا في غدِ أفضل .
** حواش **
آلية بسط هيبة الدولة :
* في لقاء تلفزيوني – أجراه المذيع ( عبد الماجد هارون ) تلفزيون السودان 28/9 /2002 مع اللواء صلاح علي الغالي ( رئيس الية بسط هيبة الدولة بولايات دارفور الثلاث استفز اللواء زعامات الفور القبلية وأمعن أكثر من ذلك عندما هدد بالاعتقالات ..! وفعلا حول دارفور الي معتقل أمني .. وسعى الي القاء نظام الحاكورة .. ومحاولة إلصاق التمرد بقبيلة الفور وايجاد مبرارت لذلك وفقا لمخطط التجمع العربي .. ومنح الشرعية والمبرارات للرعاة الرحل بالاعتداء والرعي في مزارع المقيمين تجاوزا للاعراف السائدة...وإستقلال الاعلام القوميي في الترويج للهيمنة القبلية وإثارة النعرات والفتن والافلات من العقاب .. ( وصلاح الغالي وشقيقه حاتم الغالي منحا مشروعا استثماريا بجنوب دارفور يبلغ مساحته 150الف هكتار(مايفوق 3مليون فدان ) راجع جريدة الانقاذ الوطنيتاريخ 20/4/1993 م –( او محمد سليمان محمد – السودان حروب الموارد والهوية ).
**
مؤتمرقيادات الفور:
عقد في الفترة من16/8 – 22/8/2002 بحضور سلطان عموم الفور المرحوم المهندس ( حسين علي دينار )وبعد المداولات المطولة والاستماع الي الي الافادات وتقييم الاحداث توصل المؤتمر الي القناعات التالية :
1/إن النهب الانتقائيالمستمر لممتلكات الفور وقتلهم وحرق قراهم وتهجيرهم واستهداف ارضهم سبب غبنا وصل بهم حد الانفجار .
2/قناعة المواطنين بعدم وجود حماية لارواحهم وممتلكاتهم من قبل الدولة .
3/ان الممارسات العديدة من بعض افراد القوات النظامية والاذلال المستمر كلها ادت الي استفزازمشاعر المواطنين
4/ عدم وجود أي قوات اجنبية بمنطقة جبل مرة .
5/ الفور قادرون علي احتواء جميع التطورات الامنية الحالية في مناطق جبل مرة وما حولها .
6/التاكيد علي عدم وجود أي تمرد او معارضة للنظام الحالي في مناطق الفور .
7/ عدم تمكين وتفعيل الادارة الاهلية الاطلاع بدورها في حفظ الامن وسلامة المواطن .
9/ انه وطوال سنوات المحنة لم تمد لاهل المنطقة يد العون من الحكومة لتخفيف المعاناة عنهم رغم ضخامتها عند نهب اموالهم وقتل ارباب الاسر وحرق قراهم ومزارعهم - بتعويضهم ورعاية الايتام والارامل واعادة التعمير .
التوصيات :
1/ ضرورة اطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب الاحداث الاخيرة لان خروجهم يساعد ويسارع في حل المشكلة وعدم جنوح الاخرين للتعبير السالب .
2/ ضرورة وقف أي ملاحقة او اعتقالات جديدة حول ما يدور في جبل مرة وما حولها .
3/ ضرورة توجيه القوات بعدم استخدام العنف المفرط ضد المواطنين وضبط سلوك بعض افرادها المرابطة عند المواقع الآهلة بالسكان لما يسبب ذلك من غبناَ يوصلهم لمرحلة الانفجار .
4/ قيام الدولة بواجبها تجاه وقف الاعتداءات المتكررة من قبل بعض القبائل العربية ( الجنجويد ) علي ارض وممتلكات الفور بصورة حاسمة .
5/ضرورة تسهيل مهمة قيادات الفور ومساعدتهم لحسم ما يدور في منطقة جبل مرة وماحولها .
6فتح نقاط رباط عديدة بين مناطق جبل مرة .
7/ ضرورة مساهمة الشرائح المختلفة في حفظ الامن واشاعة الطمأنينة .
8/ اعادة فتح الاسواق والطرق بالمنطقة .
9/ تنفيذ مقرارات الصلح بين الفور وبعض القبائل العربية .
10/ تفعيل وتمكين الادارات الاهلية بالمنطقة والتبعية الادارية للمواطنين الذين استقروا بتلك الادارات .
11/ اغاثة واعادة تعمير القري التي احرقت والتي هجرت بما فيها قري جبال كرقو.
وقد سلم القرارات والتوصيات الي رئيس بسط هيبة الدولة والجهات المعنية بالمجلس الوطني حينذاك مع ملاحق بالاعتداءات والخسائر .....
* تقرير اللجنة المكلفة من المجلس الوطني بموجب القرار 4 لعام 2002م . * .
تكوين اللجنة :
1/ عثمان علي كوداي رئيساً
2/ وعضوية كل من( – عبد القادرمنعم منصور – علي يوسف عمارة –احمد محمد ابو الريش – ابريهم البينو أكوت –رحمة المولي محمد امد – احمد الافندي يوسف –بلال عبدالله ابراهيم – الصافي عبد الحميد مادبو – د0 ادريس يوسف احمد . )
مشاهدات اللجنة :
أ/ محاغظة جبل مرة : محلية جلدو- وقفنا على ثلاث قري هي : أم حراز المدرسة – أم حراز العمدة – دبة نائرة . تم حرقها حرقا كاملاَ بما فيها من مباني وأمتعة وما يدخرون من المؤن الغذائية . وقد لاحظنا أن الترتيبات الادارية لأسعاف هؤلاء المواطنين ضعيفة وبطيئة .
ب/ محافظة كبكابية : فقد تم حرق ثلاث قري – كرندا – وشوبا – وكتية – حرقا كاملاً وحالهم ليس باحسن من حال أخوانهم في محافظة جبل مرة ، ومن المؤسف حقاً أن هنالك ارواح أزهقت في هذه الحوادث من النساء والاطفال والرجال .
" وبعد عودتنا من غرب دار فور سمعنا بأن هنالك أحداث في شرق الجنينة وأن هنالك قري تم حرقها بشرق جبل مرة تتبع لولاية جنوب دارفور .
وقد لاحظنا أن كل هذه القري سكانها من قبيلة الفور وأن ما قدم لهم من معينات أسعافية وغذائية أقل بكثير مما هو مطلوب لتوفير حياة مستقرة لحين إكمال مبانيها وإستعادة روحهم المعنوية ونسيان ما فقدوه من أفراد في هذه الحوادث ، وما يجدر ذكره أن هنالك قنابل حديثة " إنجرجيا " استعملت لحرق القرى من مسافات بعيدة .
توصيات اللجنة :
1 ) إستعجال دعم الآلية التي كونها رئيس الجمهورية ماديا أي بالمال والمعينات التي تمكنها من بسط هيبة الدولة وسلطانها .
2) لابد من دعم القرى المتأثرة بالحوادث بما يعينها على الحياة الكريمة وإعادة التعمير .
3)لابد من متابعة الجناة وتقديمهم للمحاكمة ، حتى يثق المواطن في هيبة الدولة والاجهزة الامنية التي يجب دعممها بوسائل الحركة والاتصال اللازم .
4) لابد من مراجعة أمر السلاح ومصادره والجهات التي تموله .
5)لابد من دراسة ظاهرة المليشيات التابعة للفور والجنجويد التي تتبع للعرب وادخالهم في أجهزة أمنية مشروعة حتى تكون تحت سيطرة القانون .
6) نرى أن لايعمم هذا الصراع ، بل يحصر في محافظتي كبكابية وجبل مرة ويكون قدر حجمه ، مؤكدين أن قبائل الفور لم تشترك كلها في الصراع وكذلك القبائل العربية ، وهذا التعميم يزيد من شدة الصراع وتوسيع قاعدته وهو ما لا تحمد عقباه .
7) لابد من الاهتمام بالمسائل التنموية خاصة التي ترتبط بالمرعى مثل الحفائر والسدود وتنظيم المرعى والمسارات حتى يجد كل صاحب حرفة مايعينه على الحياة الكريمة ولايلجأ الي العنف بحثا عن الماء والكلا .
8) لا بد من إكمال الطرق خاصة طريق الانقاذ الغربي وطريق الفاشر كبكابية وتأهيل طريق نيالا كاس نرتتي زالنجي .
9) لابد من فتح المسارات المعروفة وتفعيل القوانين التي تنظم هذا الأمر.
10) لابد من تفعيل وتمكين وتقوية الإدارة الأهلية وتحميلها المسؤلية نحو مواطنيها وتواجدهم في هذه المناطق ومراجعة الإدارات الأهلية الجديدة .
هذا هو تقرير لجنة عثمان كوداي السرية بحذافيرها دون حذف مني والتي ذهبت أدراج الرياح ... !!
**
" ونحن ايها السادة نريد أن ننبهكم أن الحرب الشاملة علي الفور والتي بدأت بعد مؤتمر القبائل العربية في كأس 11/9/2002م إنما يهدف في واقع الأمر إلي إحتلال المزيد من اراضي الفور من خلال إجبار سكانها على النزوح بعمليات إغارة مستمرة ولا أدل من ذلك مثال الإعتداءات المتكررة على قرية سقلا كويا – بمحافظة كأس – والتي نعتقد فيها بصراحة أن أفراد من الإستخبارات ضالعة في مخطط تهجير هذه القرية ، حيث أننا لانجد تفسيراً ولاتبريراً لقيام قوة – طور- على هجوم هذه القرية عند الفجر وإفزاع أهلها باطلاق عشوائي للاعيرة النارية فوقها " . ( السلطان / المرحوم / حسين ايوب علي دينار ، في رسالة موجهة لرئيس الية بسط هيبة الدولة 1/10/2002 م . )
هذه سادتي متابعي اللبننة الدارفورية ..!! ومسرحية شاهد ماشفش حاجة للصلح القبلي الدارفوري ... !! بعض الارهاصات التي قادت الي المأسأة والانفراط الامني .
ألا ترون أن فصولها أتت متأخرة بعض الشئ ... وأن المخرج الانقاذي نسيي أن أحد أطفال الغبن .. !! قد شب والتحق بركب الثورة تحالفاً مع المغبونين المسحوقين ... ؟ .. وأن المخرج قد إنحاز لاحد الاطراف ومضي يقاسمه البطولة قتلا وتشريداً ... إنه مسرحية فاقدة للمصداقية...وإن أعجبت القذافي وعمرو موسى .. !! فإن نهاية فصولها قد تقود الي الصوملة أو البلقنة .
أحمد الحسكنيت / الرياض /7/6/2005 /