السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حوار السلام: بين لغة الجسد والدبلوماسية الوقائية بقلم لندن - خالد الاعيسر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/6/2005 3:18 م

حوار السلام: بين لغة الجسد والدبلوماسية الوقائية
لندن - خالد الاعيسر*
[email protected]

الحلقة التي قدمها التلفزيون السوداني "وأعاد بثها يوم الجمعة الماضي الموافق 03/06/2005" مع النائب الأول الأستاذ علي عثمان من داخل الاستديوهات في امدرمان وقائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق من مقر اقامته في رمبيك (أو من شجرته كما أسماها هو نفسه في الحلقة)، واضح من فكرتها الي إخراجها أنها قد اعدت من قبل الحركة الشعبية، فقد سبق للاستاذ ياسر عرمان أن بشر بها في برنامج الواجهة مع الاستاذ أحمد البلال قبل نحو شهر وأوضح كذلك أنه يأمل أن يكون الاستاذ علي عثمان في رمبيك مع قرنق في ذات الاستديو، لكن الترتيبات مضت على غير ما بشر به، الا انها فيما يتعلق بمشاركة القوى السياسية الأخرى لا سيما القوى المعارضة للنظام فقد مضت كما أراد لها ياسر عرمان تماماً، في منهج لم تتهيأ له الانقاذ بعد، فضلاً من أن تدفع إعلامها لإنفاذه وهو مابدا جلياً في أداء النائب الأول وهو يجيب على أسئلة الحلقة ويرد على مداخلاتها.
فقد كان واضحاً أنه أُخذ على حين غرة فلم يكن يتوقع أن يكون مناقشه الأول هو نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، أبعد الأحزاب في الساحة عن بشريات السلام، ولم يتوان الأستاذ عبد الله حسن أحمد في توظيف السانحة "النادرة" التي اتيحت له ووجه الى النائب الأول كل الأسئلة الصعبة الممكنة واصفاً قانون الأمن الوطني بأنه "سيء السمعة" موضحاً أن السلام كان ينبغي أن يتبعه فور توقيعه في التاسع من يناير الماضي جدية في بسط الحريات وتقييد سلطة الأجهزة الأمنية، مذكراً بالوجود الأجنبي "الكثيف" الذي ترتب على ذلك الاتفاق.
ما يعنيني هنا هو لغة الجسد التي فضحتها الكاميرات المتحركة بين البث المباشر للمداخلات وبين النائب الأول داخل الاستديو والدكتور قرنق، فقد أفصحت عن ضيقهما بالرأي الآخر!، وغياب أي تهيئ للمناخ الديمقراطي الذي تؤسس له اتفاقية السلام، فالنائب الأول وهو لم يستطيع أن يخفي مشاعره جسّد الصورة بوضوح أن الانقاذ ماتزال تعيش في عامها الأول، أيام الرائد يونس وأجهزة الأمن وبيوت الأشباح وتحريم الأحزاب والرأي الآخر وتقييد الصحافة، وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا؟.
وهو كذلك ما أشارت اليه ملاحظات الصحفي عثمان ميرغني فهو رغم اشادته بالنائب الأول والدكتور قرنق واعتبار ما انجزاه على صعيد الاتفاقية عملاً تاريخياً يماثل عمل الامام المهدي في فتح الخرطوم، فقد أوضح أن جهاز الأمن مايزال حكومة داخل الحكومة (بتعبير الاستاذ عبد الوهاب الأفندي "السوبر تنظيم") وأنه يمارس الرقابة الكاملة على الصحف بغير منهج أحياناً وعلى نحو مزاجي غير سياسي، كما أشار عثمان ميرغني الى إعتقال السيد علي محمود حسنين قبل يوم من هذه الحلقة التي يعلن فيها النائب الأول أن مفاوضات القاهرة ستكتمل مع التجمع الوطني الذي يمثل السيد علي محمود حسنين نائب لرئيسه في الحزب الاتحادي الديمقراطي وقبل شهر ونصف من التاريخ المضروب لبداية تنفيذ الاتفاقية.
أما النائب الأول "المقبل" الدكتور جون قرنق فقد كان دبلوماسياً في اجاباته على أسئلة كل الذين اسهموا بمداخلاتهم، الا أنه كثيراً ما القى برأسه داخل رمال الفترة التمهيدية "ما قبل الانتقالية"، مذكرا أنه غير مسؤول بالإجابة علي الأسئلة المتعلقة بالظرف الراهن، وأنه سيجيب عليها بعد تاريخ التاسع من يوليو موعد بداية عمله في الحكومة الانتقالية.
دبلوماسية قرنق الوقائية دفعته لرمي الكرة في ملعب الحكومة، غير أنه لم يعط المشاهدين اجابة شافية لتصوره عن بعض القضايا الحقيقة الهامة مثل قضية الحريات وتحريم الأحزاب والرأي الآخر وتقييد الصحافة، لاسيما وأنها في مجملها قضايا تحتاج الى مواجهة عاجلة.
وطريقته تذكر بسمة تميزت بها الحلقة وهي أن كل طرف حاول التخلص من الأسئلة الصعبة برميها في ملعب طرف أخر، فقرنق القى بها على كاهل النائب الأول والنائب الأول القى بها على اكتاف الرئيس.
***
نتمنى أن تمثل هذه الحلقة بداية لفترة ديمقراطية أكثر نضوجاً وبعيده عن دوائر الحيل والمكائد ليكون الحوار حواراً خالصاً هدفه تأصيل جذور السلام.

* صحفي بصحيفة الزمان - لندن
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved