ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
هل يرضى الثوارفي دار فور بصيغة المناطق الثلاثةسؤال بقلم الطيب الزين-السويد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/6/2005 3:15 م
هل يرضى الثوارفي دار فور بصيغة المناطق الثلاثةسؤال من المنتظران نحصل على اجابته في خلال الايام القادمة، احمدلله ان جمعتني احدى الملمات بقيادة حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، وهناك تعرفت عن كثب على هؤلاء الثوار وروح العزم والنضال التي تملاء جوانحهم لتحقيق حلم اهلنا الغلابة عموما واهل دارفور على وجه الخصوص، الحلم الذي صادرته النظم الانتهازية خلال الخمسون عاما الماضية تحت شعارات زائفة لا تمت للواقع بصلة، بل رفعتها لادامت حالة السيطرة والتغول والهيمنة على مختلف مناطق السودان وبخاصة جنوب وغرب السودان،هاتين المنطقتين الغنيتين بالثروات الطبيعية والمعدنية من نحاس ونفط ويورنيوم ومناظر طبيعية خلابة وجاذبة للسياحة، وقيم انسانية سمحة، من كرم وشهامة ومروءة، الامر الذي جعلها مسيرة متصلة بين الماضي وامجاده والحاضر وبطولاته التي يسطرها اليوم هؤلاء الرجال الذين يمسكون براية التحدي والثورة للقضاء على الواقع الفاسد من خلال ما يتوفرون عليه من معرفة وادراك واع والمام دقيق ببواطن امور السودان القديم والحديث، وما في جعبتهم من تجارب وخبرات والالآم وغبن كان نتيجة لتصرفات بعض الفئات المحسوبة على جهة ما في السودان الامر الذي اجج في صدورهم مشاعر الثورة على هذا الواقع ودفع البعض الى رفع شعارات يبدو فيها نفس الاقليمية والقبلية كرد فعل على واقع راوا فيه تكريسا لثقافة فئة معينة استغلت الجميع وبخاصة ابناء الهامش والاطراف باسم الوطن والقيم والدين للبقاء في مراكز السلطة ودامت النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي، على حساب الاخرين، الثوار رفعوا صوتهم وقد دعموه بالكتاب الاسود الذي حوى الكثير من الارقام والحقائق التي لا ينكرها احد، وان كنا جميعا نتفق مع ما جاء به هذا الكتاب وما اشار اليه من مظالم الا ان البحث عن حلول يقتضي تجاوز هذا المنطق اي منطق الذين كرسوا هذا الظلم الذي ادى الى هذه النتيجة التي نحن بصدد معالجتها وعلى الاقل محاصرتها قدر المستطاع في الوقت الراهن ولعل هذا ما جعل الكثير من الافراد والقوى الوطنية تدعم وتبارك اتفاق نيفاشا برغم ما جاء فيه من عيوب ونواقص ومهددات حقيقية لوحدة السودان بعد فترة الست سنوات القادمة. واليوم وقد اطلت الثورة في دارفور بمطالبها المتمثلة في رغبة ابناء الاقليم ان يحصلوا على حقوقهم كاملة غير منقوصة وهذا حقهم هذا اذا استصحبنا معنا الغبن الذي يملاء صدورهم وصدور كل ابناء الهامش مما تراكم من مظالم خلال الخمسون عاما التي استشرى فيها الفساد والنشاط الاقتصادي الطفيلي والذي استفادت منه مجموعة قليلة من ابناء البلد وهي النخبة والتي اغلبها من الوسط والشمال وهنا ارجو ان يفهم حديثي على انه تشخيص لحالة وليس موقف سياسي تجاه ابناء الوسط والشمال ، لان هناك من ابناء الوسط والشمال من تصدوا بالنضال والتضحية بدمائهم وارواحهم من اجل بناء مجتمع الدولة الذي يكفل لكل ابناء الوطن حقوقهم كاملة غير منقوصة، لكن القوى الطفيلية من كل انحاء السودان كانت تقف في وجه هذا التطور والتقدم السياسي والاقتصادي، لكن في الجهة الاخرى كانت القوى الطفيلية والانتهازية تعمل على اعاقة هذا التطور بما كانت تشيعه من مفاهيم وافكار تصادر حقوق الاخر وبخاصة اخوتنا في جنوب السودان بحجة انهم نصارى وكفار مما اشعر ابناء الاقاليم والاثنيات الاخرى بان هناك ثمة مخطط للتخلص منهم لاحقا وهذا لمسوه في المدارس والمعاهد والجامعات ومؤسسات البلاد المدنية والعسكرية والسياسية والتي كانت حصيلتها هذه الاوضاع البالية التي كرست روح التعالي والعنصرية والهيمنة والتهميش الاجتماعي والسياسي خلال الخمسون عاما الماضية وبخاصة بعد انشقاق الحركة الاسلامية الى حزبي المؤتمر الشعبي والوطني الى الحد الذي لم يترك امام ابناء الهامش من خيار سوى خيار الثورة والنضال لاسترداد حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية التي سطا عليها الانتهازيين سمهم ما شئت ، هذه الزمرة من الناس لا هم لها سوى سرقة فرص وحقوق الاخرين الامر الذي جعل ابناء الهامش يشعرون بانهم غرباء بل اجانب في وطنهم لا قيمة لهم، ولا دور لهم سوى دور الهامش سواء على صعيد التوظيف او السكن، فان ارادوا التوظيف فعليهم ان يرضوا بدور الجنود في المؤسسات العسكرية وعمال وحراس في المؤسسات المدنية وان ارادو السكن في المدن الكبرى او العاصمة فسكانهم هي الاطراف حيث انعدام الخدمات الاساسية، والعزلة السياسية والاجتماعية والانسانية وفوق ذلك ينظر اليهم بانهم دون المستوى اينما حطت اقدامهم ولعل هذا الامر لمسته الطبقة المثقفة من ابناء الهامش التي حالفها الحظ بدخول المعاهد العليا والجامعات هناك حيث يجب ان يكون الجميع منصهرين في بوتقة الحياة الجامعية التي تنضج العقول وتوسع المدرارك من خلال انشطة الروابط والجمعيات الفنية والادبية والرياضية والثقافية التي تؤدي الى تشكل المجتمع الجامعي على اساس الانتماء الفكري والسياسي والثقافي ومن ثم يتعمق الشعور الوطني وان كان ذلك واردا في بعض الاحيان الا ان الشعورالملموس والمعاش هو غلبة النزعة العنصرية والتعالي لدى المنحدرين من هذه الاوساط الانتهازية، هناك يتكتلون في شكل مجموعات بفهم انهم الاكثر مدنية وتحضرا وبالتالي وجاهة وقبولا لدى الاخر في حين انهم في نظر زملائهم من الدول الاخرى سودانيين فقراء وبسطاء لا وزن لهم سواء كانوا من سكان العمارات، او سكان احزمة الفقر ، ما دام السودان اصبح سلة الاستجداء العالمي. المفارقة.. والمضحكة حقا، هي ان هؤلاء الذين يحاولون الظهور بمظاهر الفخفخة والبحبوحة التي هي حصيلة سرقة ابائهم لحقوق وفرص الاخرين من تعليم وتنمية وعلاج ورعاية للاطفال والشباب، فهذه الاوضاع المزرية هي وليدة حقبة الخمسون الماضية التي كان للمؤسسة العسكرية السودانية الدور الاكبر في تخريب لحمة النسيج السوداني، هذه المؤسسة التي ادمنت امتصاص دماء الفقراء من خلال تغولها الدائم على حقوق الاخرين باسم الوطن والدين للاجهاز على النظم الديمقراطية، هذه المؤسسة ظلت حكراً في يد ابناء الطبقة الطفيلية التي عملت على الحيلولة دون ان يصل ابناء الفقراء واصحاب العقيدة الثورية والوطنية من خلال متابعة نشاط القوى الوطنية داخل القوات المسلحة ولعل هذا ما اشار اليه راس النظام الحاكم الان في احدى مقابلاته للتلفزيون السوداني اذ استعرض دورهم الخسيس في منع قوى اليسار من الوصول الى السلطة عبر القوات المسلحة منذ السبعينيات عندما كان تنظيمهم ضعيفا داخل المؤسسة العسكرية لذلك كانوا يقومون بدور الجاسوس المجاني للاخرين من خلال رفعهم لتقارير الى القيادات العليا عن تحركات مريبة من بعض ضباط القوات المسلحة وفي بعض الاحيان يرفعون تقارير عارية من الصحة للتخلص ممن يشكون فيه وليس لوجود تحرك حقيقي على الارض، هذا ما اعترف به سيادة المشير البشير بعد ان حدث الطلاق البائن بين ابناء الغرب والبحر داخل الحركة الاسلامية، او بالاصح بين اصحاب المبدأ واصحاب المصلحة فاذا كان سيادة المشير قد تربى على هكذا سلوك تآمري فما الذي يرجى منه بعد ان صاربقدرة قادر الشخص الاول في البلاد، بلا شك انه سيستمر في هذا السلوك التآمري وذلك لان من بشا على شيء قد شاب عليه،اذن ليس غربيا ان يتآمر على الحركة الشعبية في الايام القادمة تحت حجج وذرائع لا ستعصى على مخليتهم المشحونة بالخبث والمكيدة ولعل تآمرهم على شيخهم حسن عبد الله الترابي وعلى كل الحركة الاسلامية، انصع دليل على ذلك اذن هكذا نظام يقوده شخص بهذه المواصفات لا يرجى منه امل لانه ادمن الخيانة والتآمر منذ صباه،اذ سيستمر في هذا النهج حتى لو ادى الى خراب سوبا، وخاصة وانهم يعرفون بان محكمة الجنايات الدولية في انتظار وانهم سيخضعون يوما ما للمحكمة الدولية لذلك نراهم يدفعون بالامورالى الهاوية والا من كان؟ يظن ان يصل السودان بعد كل تلك الملاحم الوطنية العملاقة التي انصهر فيها الشعب السوداني بدءاً من الثورة المهدية التي وحدت السودان من حلفا الى نمولي ومن بورسودان الى الجنينة وما تبعها من ملاحم في عام 1924 ثورة اللواء الابيض وانتفاضة عبدالقادر ود حبوبة وانتفاضات جبال النوبة وثورة الجلعيين بقيادة المك نمر وغيرها حتى فجر الاستقلال ودخول الحركة الوطنية في صراع ضد القوى الطفيلية والرجعية التي تعمل ليل نهار للحيلولة دون صعود قوى التنوير والتحديث الى مراكز صنع القرار الوطني من خلال طرحها لبرامج تخاطب قضايا الناس الاساسية المتمثلة في توفير فرص العمل، وتوسيع رقعة التنمية وزيادة اهتمام الدولة بالعلم والعلاج للجميع بعيدا عن العنصريات والجهويات التي اقعدت مسيرة البلاد والتي ادخلتها الان مرحلة خطيرة جدا ، فبدلا من ان يزداد التفاعل والتمازج والانصهار بين ابناء البلد نرى ونسمع اليوم تلك الاصوات التي تنادي باسم الاقليم والقبيلة والطائفة واذا استمر هذا النظام في السلطة فليس غريبا البته ان تتقسم حتى الاقاليم والقبائل والطوائف غدا الى وحدات اصغر وبالتالي نصل مرحلة تجزئة المجزء ويكون الاقتتال حينها هو الخيار بعد ان نفقد الرابط الوطني الذي يجعلنا نقول للشاقي او الدنقولاوي او المسيري او الدينكاوي او البجاواي او النوباي او الفوراوي او الزغاوي انك اعور اذا كان هناك ثمة ما يجعلنا ان نقول ذلك، لكن في غياب الرابط الوطني لا احد يجرؤ على ذلك اذ عندها سيكون الرابط هو رابط القبيلة والطائفة وهذا ما سيقودنا اليه هذا النظام باستراتيجيته التفكيكية الحالية التي تتهرب من الاستجابة متطلبات الحل الوطني الشامل وذلك من اجل البقاء في السلطة على حساب الوطن والمواطنة بعد ان نهبوا كل موارد البلاد وحولوها الى البنوك الاسيوية والسويسرية انهم يسرقون اموال الشعب باسم الدين والوطن، انهم لم يتركوا شيئا سمحا وجميلا الا خربوه لان عقيدتهم لم تبني اصلا على البناء والاصلاح وانما بنيت على الخراب والتخريب، فقد خربوا الحياة السياسية، اذ شقوا الاحزاب وقسموها حيث استغلوا في ذلك ضعاف النفوس بشرائهم بحفنة من دورلات البترول الذي يسرقونه من الجنوب وكردفان بل من كل السودان، كذلك خربوا المؤسسة العسكرية بتشريدهم للوطنيين من صفوفها من خلال حملات الاعدام الجائرة لاشرف رجالها بقيادة( خالد الزين ) ورفاقه الميامين، وكذلك خربوا الشرطة وقسموها واعطوها مسميات لا حصرلها الى الحد اصبح فيه رجل الشرطة ليس لديه الثقة في زميله بل حتى نفسه،ايضا التعليم قد نال نصيبه من ذلك كم هائل من الجامعات لكنه بلا محتوى او نوعية، الاقتصاد وهو عصب الحياة الحقوه باقتصاد العولمة التي لا ترحم باتباعهم لسياسة التحريرالتي ابدع فيها السيد عبد الرحيم حمدي حيث رفعت الدولة يدها عن دعم المواطن بعد باعوا مؤسسات القطاع العام لمحسوبيهم بل لم يقفوا عند هذا الحد بل فرضوا ضرائب لا قبل المواطن بها الامر الذي ادى الى مضاعفات اجتماعية خطيرة جعلت كل الشباب همه الهجرة ، كما انهم اغلقوا ابواب الحل السياسي عبر الحوار السلمي عندما قال سيادة المشير من اراد الوصول الى السلطة فعليه بالسلاح لذلك لجأ ابناء الهامش الى السلاح كخيار اخير للوصول الى تطلعاتهم المشروعة في التنمية والاستقرار، ولكي يحببوا هذا الخيار الى الاخرين استجابوا للضغط الدولي بالتوصل مع الحركة الشعبية الى اتفاقية نيفاشا، مما حرض الاخرين على حمل السلاح للحصول على حقوقهم ، لكل هذه الاسباب نقول ان بقاء هذا النظام هو كارثة في حد ذاته ، لانه حتما سيظهر غدا اقليم اخر يطالب بحقه في السلطة والثروة على غرار اتفاقية نيفاشا ، انا هنا لست ضد حصول كل اقاليم السودان المختلفة على حقوقها ولعلي من واحد من ابناء تلك الاقاليم ضحية الحقبة السوداء ولكن ارى ان يتم ذلك في اطار الحل الشامل الذي يشارك فيه كل ابناء الوطن لان البدايات الخاطئة تقود الى النتائج الخطأ والسودان ليس ملك لاحد او فئة وانما لكل ابنائه ، فالتعسف والشمولية لا يؤديان الا الى الانتحار، وفي بعض الاحيان انتحار الاوطان ، وهذا ما تشير اليه كل المؤشرات الحالية والمستقبلية رغم كل محاولات النظام لتسويق استراتيجيته الحاليه التي ستقود حتما الى ضياع كل الوطن، لهذا لا اعتقد ان ابناء دارفور سقبلون بصيغة المناطق الثلاثة بل سيكون سقفهم الادنى هو ما جاءت به اتفاقية نيفاشا من مكتسبات لابناء الجنوب وربما ذلك يدفع بقية الاقاليم الاخرى لرفع السلاح في وجه النظام للحصول حقوقهم وعندها ستزداد الكارثة في ضوء ما ينتظر رموز النظام من تبعات جراء ما اقترفته يد الظلم بحق ابناء دارفور من مجازر وابادة وانتهاك لحقوق الانسان صدرت بشانها قرارات دولية في طريقها الى التنفيذ وان طال الانتظار. الطيب الزين السويد