محلية كتم بين ازدواجية السلطات واصطناع التصالحات
ازمة دارفور التى شغلت الرائ العام المحلى والدولى
ما فتئت تتعقد يوم تلو الاخر وتدخل عامها الثالث دون ان
تحدد لها موقع الداء الحقيقى او التشخيص الحقيقى للازمة
من حيث الموقع والاسباب وهذا لا يعنى عدم المعرفة فحسب
فى الوقت نفسة الحكومة وحليفاتها من الجنجويد والاطراف
الاخرى يعلمون جيداً مواقع الداء ويلتفون حولها .
فالبؤرة الحقيقية للازمة هى محلية كتم شمال دارفور فلا
داعى لدفن الرؤوس فى الرمال .
محلية كتم محافظة شمال دارفور سابقاً بتاريخها الحافل
وارثها الثر الفتى ةالتى تمثل السودان المعتصر كانت لا
تعرف للقبلية والعرقية حدود فى اراضيها الطيبة الفتية
واهلها الطيبون الذين اثروا انفسهم على ان يستقبلوا اخوة
لهم فى الدين ليعيشوا جنباً الى جنب متحابين فى الله
ورسوله على اساس الناس شركاء فى الماء والكلأ وفتحت لهم
كل الديار بابوابها السبعة المتمثلة فى الادارات الاهلية
السبعة وهى : (( اٍدارة بيرى ، اٍدارة الحمرة ، اٍدارة
سوينى ، اٍدارة فروك ، اٍدارة فورنق ، اٍدارة جانقا ،
اٍدارة اٍنقا )) وهى وهى عبارة عن حواكير وحيازات مملوكة
لاسر وقبائل بعينها وبحدودها الجغرافية المعروفة عرفاً
وقانوناً على المستوى المحلى والدولى والمعترف بها فى كل
الانظمة والحكومات المتعاقبة على السودان حكومات وطنية
وغير وطنية.
محلية كتم محافظة شمال دارفور سابقاً كانت من اقدم وأعرق
المحافظات فى دارفور الام وكانت تتبع لها محلية كبكابية
ومحلية الطينة ومحلية مليط قبل التقسيم ومن الناحية
الاخرى تمثل اغنى المحليات بشمال دارفور من حيث اراضيها
الخصبة الغنية بالفواكة والخضر والمحاصيل النقدية
والمراعى الشاسعة الغنية ومن طبيعة ارااضيها سكانها
يمارسون حرفة الزراعة والرعى والتجارة وبالطبع توجد
مسارات ومراحيل للرعاة متفق عليها حسب المواثيق والاسس
المتبعة فى الدولة منذ عهود بعيدة دون ان يتعدى اى طرف
على الاخر . وعلى سبيلها هاجرت اليها كثير من الرعاة من
مناطق مختلفة فى اطراف السودان الشاسعة ودول الجوارعلى
سبيل المثال العرب الرحل حيث استضافتهم محلية كتم على
رأس اهلها الطيبين داخل حواكيرهم واحتضنتهم بكل ثقة
ومحبة فى الله دون ان ينم فى نفوسهم شك او ريبة يوم من
الايام ليدخل البغض والكراهية بينهم فنشأت الدمر
والفرقان جنباً الى جنب القرى
والحلالات وتطورت الروابط ومزجت الدماء بالمصاهرة
وتوثقت فى صلات الرحم ودخلت الطمأنينة فى نفوس اهل البلد
ومن ثم بدأت الأطماع تدب فى النفوس الشيطانية التى تسعى
دائماً لتفريق الامم والشعوب على غرار المصالح والمكاسب
الشخصية الضيقة على حساب الاخرين من الضعفاء والعجزة
والاطفال .
فجأءت فكرة تكوين مجلس للرحل بمدينة كتم لكى تقدم خدمات
للرعاة المتجولين دون تمييز لهم داخل محافظة كتم بقيادة
ضابط اٍدارى يتبع لادارة المحافظة ضمن مجالس المحافظة
انذاك (( مجلس ريفى كتم ، مجلس المدينة ، ومجلس ريفى
كارنوى )) .
وبدأت النفوس الشريرة تظهر مخططاتها شيئاً فشيئاً ما ان
طورت مجلس الرحل الى مجلس العرب الرحل وهنا ادخل
التمييز العرقى والقبلى وما ان جاءت ثورة الانقاذ الا
وان تَفاجئ القوة الشيطانية (( قوة الشر)) بدس السم داخل
العسل دون خجل اوحياء وتتقدم بمحلية الواحة المزعومة
داخل محلية كتم العريقة الصامدة بأذن الله . ومن قبل
لوحت تلك القوة الشيطانية تتلمس بعض المناطق بالمحلية
لوضع حجر الاساس لاٍدارة المحلية المزعومة فكان خيارهم
الاول رهد الجنيد باٍدارة سوينى ادارة الملك شريف ادم
الطاهر فباءت بالفشل فغلبت عليها البغضاء فبدأت بالهجوم
على القرى والحلالات وحرقتها وشردت اهلها وقتلت رجالها
ونسائها لتصبح الارض خالية من اهلها حتى تمكنها من تنفيذ
مخططها الاجرامية وبالفعل نجحت فى تهجير اهل القرى
والحلالات الي المعسكرات بعد ان نهبت جميع الممتلكات
وحرقت القرى تماماً واصبح اكثر من 80% من سكان المحلية
داخل معسكر كساب المعروف من اكبر معسكرات ولاية شمال
دارفور وبداخل المعسكر اكثر من 64 عمدة وشيخ يمثلون
الادارات الاهلية لمحلية كتم .
السؤال الذى يطرح نفسة ما هى الحدود الجغرافية لمحلية
الواحة المزعومة؟.. بما ان لمفهوم المحلية ان تكون لها
مساحة جغرافية محددة فى ارض محددة وان لم تكن ذلك كذالك
فإن ازدواجية السلطات التى مزقت البلد وازمّت المشكلات
وعقدتهامن قبل فسوف تطال وستظل الازمة قائمة الى ان يرث
الله الارض ومن عليها .
اما التصالحات المصطنعة التى تمت بمدينة كتم فى التاسع
عشر من شهر مايو 2005 بصفة خاصة ومن قبلها ام كدادة
وكبكابية وباقى الولايات واخَص التصالحات التى تمّت بين
ادارات تابعة لمحلية كتم وادارات تابعة لمحلية الواحة
المزعومة انها وثيقة تزوير، كلمة حق اريد بها باطل ولا
يمتَ باهل محلية كتم بصلة وذلك من واقع الاحداث وان
الذين وقعوا على الوثيقة لا
يمثلون الا انفسهم لان 80% من اهل المحلية بالمعسكرات
بعد ان فقدوا جميع ممتلكاتهم وحرقت قراهم وقتل من قتل من
زويهم ظلماً ، فإن كان هنالك تصالح حقيقة فلماذا لم
يشارك هؤلاء فى المصالحة؟ وكيف يتم التصالح دون ان ترد
المظلام لاهلها ؟ ومن المفوض او يستطيع ان يعفوا ارواحاً
سحقت ظلماً من غير اهلها ؟ ...هذه هى جريمة اخرى يسطرها
التاريخ فى حق الابرياء والغلبة يتحملها الموقعون على
الوثيقة وسوف يسجلها التاريخ ليوم الحساب . بالرغم من ان
لا احد يرفض التصالح ولكن التصالح الحقيقى يتم بعد رد
المظالم لاهلها ومحاسبة المجرمين ويتم التصالح مباشرة
دون وسيط ولا تحت ضغط وتهديد السلاح ولا عن طريق شراء
الذمم فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً
سؤال اخر يطرح نفسة هل هنالك خلاف حقبقى بين تلك
الاٍدارات التى وردت بالوثيقة ؟ بالطبع لا يوجد اى خلاف
قطعاً بل كانت الاعتدأءات التى تمت دون مبرر او حجة
مقنعة لذلك اصطنعت تلك التصالحات فى هذا الظرف الحرج فقط
للتأكيدبوجود محلية تسمى الواحة داخل محلية كتم وتثبيتها
عبر هذه الوثيقة المزورة وتكون حجة فى المرحلة المقبلة
مرحلة السودان الجديد .
نواصل
حبيب ابراهيم عبد الرحمن
محلية كتم