ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الانقاذ وراكوبة الطلح بقلم مهندس/ جبريل حسن-مكة المكرمة/امانة العاصمة المقدسة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/30/2005 1:34 م
الانقاذ وراكوبة الطلح تعاون جماعة الاخوان مع نظام الدكتاتور النميري في ايامه الاخيرة بعد ان شاخ وهد عظامه الفساد مكنهم من الاستفادة من خزائنه فتذوقوا حلاوة المال والسلطة لهذا لم يستطيعوا ان يكونوا خارج السلطة ومركز المدينة .سخروا اموالهم في انهاك الديمقراطية الثالثة التي لاخير لهم فيها ثم قضوا عليها. من الاسباب التي ساعدتهم فبي ذلك تقاطر مجموعات كبيرة من الفقراء من غرب السودان وجنوبه الي العاصمة التي كانت تجلب اليها الخيرات فجاء هؤلاء بدلا عن الخيرات فصارت الحياة صعبة في الماكل والمشرب والمواصلات لدرجة ان كثيرا من المستفيدين من وجودهم في العاصمة حسبوا ان الديمطراطية هي الكارثة التي سوف تقضي عليهم وعلى مصالحهم في ايام معدودة فتملك بعضهم الخوف فخطب في الحافلات مناشدا الوافدين من الجنوب والغرب بالرجوع الى مناطقهم ولكن دون جدوى ومن الاشياء المزعجة لسارقي خزائن نظام النميري صار (ابكر) الذي لم يرضع من ثدي فسادهم من قبل و الذي ينتمي للوافدين وزيرا يوزع الاراضي على اولاد البلد وغيرهم و علي نطاق السودان كما ان حكومة ذلك الزمن عقدت العزم على توقيع مصالحة مع جون قرنق الذي لا تستهويه بضاعة اخوان المسلمين بل يرى فيها الشر المستطير فشعر اخوان المسلمين بالخطر الذي يهدد مصالحهم ومستقبلهم فتحركوا في الظلام الذي اعتادوا على الحركة فيه فذبحوا الديمقراطية ثم تجولوا في غابة الطلح المروي بماء فساد عهد النميري واختاروا من عمدانها اسمنها فبنوا احسن راكوبة في العالم حسب ظنهم نبههم العقلاء بان راكوبة الطلح الاخضر المروي من ماء الفساد الاسن لاتعيش طويلا فلم يسمعوا النصيحة بل تصدوا لكل من قراوا في وجهه عدم الاكتراث بقدومهم او راوا في وجهه حزنا على الديمقراطية المذبوحة واعتبروه يمثل تهديدا لمصالحهم فاصبحت حياة العقلاء في خطر لانهم لا يمكن ان يتعايشوا مع نظام مبني على الكذب و الافك نظام يقيم الحفلات لتزويج الاموات من بنات الحور و يرقص قادته ومثقفيه في هذه الاعراس بينما ابناء الفقراء تاكلهم الحرب الجائرة ولا يجدون عون من القرود واشجار الغابة التي اخبرهم قادة النظام انها سوف تحارب الكفار معهم ، نظام استقل ايمان البسطاء فدفعهم لاتكاب جرائم ضد الانسانية واليوم يطاردهم ليحاكمهم . فر كثير من السودانيين الي الخارج ولكن الحريصين على مصالحهم قالوا (دار ابوك كن خربت شيل ليك منها شلية) وبعضهم قال جاء خريف الاخوان فعلينا انتهاز الفرص التي قد لا تتكرر الحياة ايامها معدودة ولم يسبق ان عوقب شخص في السودان لانه فسد او افسد وهذه خيرات الرب على عباده فرقصوا مع الاخوان في اعراس بنات الحور وحملوا عصيهم وتقدموا المواكب وبعد صيف طويل عم فيه القهر والظلم والفساد غزا السوس راكوبة الاخوان فظهرت فيها ثقوب كثير اسطوانية الشكل وانهمر منها الدقيق الابيض فقالوا للناس ان هذه الثقوب اراد الله ان يزين لعباده الصالحين العمدان بها وانه سخر هذه الحشرات لعمل ذلك وان الدقيق نعمة من الله ساقها الينا لاننا نشرنا الاسلام في بلاد الزنوج وسننشره في العالم . بدات عمدان راكوبة الاخوان في التكسر بعد ان احال السوس لب عمدانها الى دقيق فعم الذعر صفوفهم وخاصة انهم يعرفون ان كل الحملات التي ارسلوها للغرب والشرق والجنوب فشلت وان الروائح النتنة لاموات حملاتهم تحملها الرياح من الشرق والغرب والجنوب الى باب راكوبتهم والى العالم .اعطوا خبيرهم و مهندس انقلابهم كل الامكانيات والصلاحيات لاتخاذ ما يراه مناسبا لمعالجة الوضع السئ الذي وجدوا انفسهم فيه ولكن بدلا من ان يصلح الراكوبة التي نخرها السوس قرر ان يجمع كل اعداء النظام موعودين بالعطايا في الراكوبة لتنهار على الجميع وقد استطاع بمكره ودهائه وكثرة ما بيده من مال ان يحقق ما اراد. هذه الحلول تذكرنا بحلول البصيرة ام حمد، يحكى ان تيسا فحلا سمينا تعود ملكيته لاحدهم ادخل راسه في بخسة تعود ملكيتها لطرف ثاني ليشرب من الماء الذي فيها وعندما ارتوى حاول ان يخرج راسه من البخسة فلم يستطع فتملكه الذعر وجن جنونه فجرى في كل الاتجاهات لا يعود من اتجاه الا عندما يصطدم بشئ فيسقط فيواصل مشواره في اتجاه اخر وبعد جهد امسك به سكان القرية وكان صاحب البخسة يريد بخسته سليمة وصاحب التيس لم يقبل ان يعامل تيسه بقسوة فاتفق اهل القرية و نادوا البصيرة ام حمد لحل المشكل فذبحت ام حمد التيس وتركت راسه في البخسة ثم كسرت البخسة لاخراج راس التيس فصفق انصار ام حمد والطامعين في لحم التيس. مكة المكرمة/امانة العاصمة المقدسة مهندس/ جبريل حسن