واخيرا , وبالامس القريب ذهب دستور عصابة الانقاذ الي بئر النسيان ووضعوا الدستور الانتقالي الذي ربما لا يستمر هو الاخر للستة سنوات القادمة.
اذا ما الفائدة اصلا من وضع دساتير تتغير بتغير الوجوه السياسية؟ وما الهدف من وراء انشاء دستور؟ اظنه في السودان الهدف منه تمكين وتثبيت الاشخاص في مواقع السلطة وليس كما في الدول ذات الدساتير الدائمة فعلا حيث الحكومة والدستور هدفها خدمة وحماية الدولة والمواطن. تذهب الاحزاب وتتغير الوجوه في تلكم البلاد ولكن الدستور الذي ولد مع ميلاد الدولة باق لا يتغير, فامريكا مثلا دستورها اليوم هو دستورها قبل اكثر من مائتي عام هي عمر الولايات المتحدة, ويذهب الجمهوريون وياتي الديمقراطيون والدستور هو هو. وكذا الحال في بريطانيا والهند وهلم جر. دساتير لا تتغير بتغير الحكومات او الافراد انما تضاف اليها مواد جديدة حسب ما يطرا من تغير في العالم حتي يكون ,اي الدستور,مواكب, مثل ما حدث في الدستور الامريكي عندما اضيفت مادة تجرم السرقة الالكترونية حتي تتم محاكمة سارقي الانترنت ,او ما يعرف بالهاكرز, وفقا للدستور.اما عندنا فان الرئيس والوزير وحتي الشرطي يمكنه ان يتصرف خارج الدستور ولا احد يحاسبه.
اظن انه ان الاوان لما يدعو اليه اغلب الشعب باقامة مؤتمر دستوري يشارك فيه كل اطراف الشعب السوداني لوضع دستور دائم حقا لا يلغيه ال قيام الساعة, وبهذا وحده نسد الطريق امام لصوص السلطة ولا يكون هناك مجال لان يظلم احد احدا ولا ان يتصرف زيد من الناس حسب هواهم لان الدستور لهم بالمرصاد , ولا كبير علي القانون حينئذز