منذ استشهاد بولاد قتلا علي يد المدعو الطيب سيخة حرقا بوضع اطار سيارة حول عنقه واشعال النار فيه ليموت محترقا, منذ تلكم اللحظة الاكثر سوادا في تاريخ عصابة الجبهة التي اكلت بنيها شر اكلة واكلت معهم الاخضر واليابس من السودان, نقول منذ تلكم اللحظة ظن علي عثمان ومن ورائه باقي قيادات الجبهة بانه لولا هؤلاء العربان علي صهوات الجياد لكان بولاد ومن ثم جون قرنق انذاك لكانوا الان حكام السودان منذئذ. وخلصوا الي انه لابد اذا من استغلال هؤلاء الاعراب لحماية ظهر حكومة الجلابة التي تقاتل الجنوبيين في الجنوب , ولا بد من تامين جهة الغرب لان الشمال مؤمن ومامون الجانب اذ هم اهل عشيرة وال البيت فلا يمكن ان ياتي منهم من يحمل السلاح بهدف الاستيلاء علي حكم ظنوه كتب لهم وهاهي الايام تثبت لهم عكس ذلك بمجيئ قرنق ومن بعده قريبا جدا اركو مني واوهاج ادروب ومحمد سالح.

وتنفيذا لمخطط الحزام الامني هذا تم التخطيط الماكر والخبيث بتسليح القبائل العربية ودفعهم الي ابادة وازالة العنصر غير العربي من علي وجه دارفور, وذهبوا الي ابعد من ذلك بمحاولة تسويق الفكرة الي زعماء الدول العربية فذهبوا الي القذافي والي السعودية ولكن خاب املهم ووجدوا ان القذافي من اكثر الناس اعجابا بالزغاوة مثلا بل وعدهم من مواطني ليبيا. وعنما لم يجد علي عثمان تجاوبا من القبائل العربية العريقة والذين ناصروا المهدي من قبل , لجا الي حثالة العربان من الذين لا يعتبرهم عرب دارفور الاصليين عربا مثل العريقات كامثال عبدالله صافي النور وادم حامد موسي واغروهم بشيئ من ولاية اقليم هنا في الغرب واخر هناك في الشرق فتكابوا علي التسابق والتنافس علي تنفيذ كل ما يطلب منهم من قصف بالطائرات للقري الامنة كما كان يفعل الطيار المتقاعد المعاد الي الخدمة قصفا فقط, ونهبا لاموال تجار الزغاوة في نيالا كما كان يفعل واليها الذي اقيل بعد كشف وثائق دامغة ممهورة بتوقيعه يوجه الجنجويد الي تنفيذ بعضا من المخططات الاجرامية والتي ستكشف عنها الايام قريبا.

وبعد ان حمل ثوار دارفور السلاح مطالبين بحق اهل دارفور المشروع في تقاسم السلطة والثروة , ورفضا للهيمنة الجلابية علي السودان واهله, جن جنون النظام الظالم وهرعوا الي واد الحركة في مهدها مخادعين الناس بالمؤتمر التشلوري الذي عقد بالفاشر والذ ما كانوا ابدا جادين في الاخذ بتوصياته, فقرروا سحق التمرد ووجههم الرئيس بعم اخذ اسري ,يعني قتل الجميع غير مدرك لحقيقة ان من كان الحق بجانبه لابد منتصرا, وقد كان, فقد اذاق الثوار الحكومة شر الهزائم الواحد تلو الاخر حتي بلغت اكثر من ستين هزيمة في ستين معركة اشهرها تدمير طائرات الموت وهي جاثمة علي مدرج مطار الفاشر.عندها اصاب الهلع والرعب علي عثمان وزبانيته فامعنوا التفكير الماكر والخبيث وخرجوا بفكرة الجنجويد وهم اراذل البشر اتوا بهم من اعماق افريقيا بعد ان رفضت القبائل العربية الحرة والاصيلة بدارفور المشاركة في عمل نتن وقذر مثل هذا, فجاء المجرمون مصاصو الدماء وبداوا في قتل الابرياء من المواطنين غير حاملي السلاح , لانهم لا يستطيعون مقابلة الرجال الذين يحملون السلاح, وحرقوا القري والمزارع ودمروا مصادر المياه كل هذا تنفيذا لمخطط علي عثمان القائم علي سياسة الارض المحروقة عله يجبر المتمردين علي القاء سلاحهم , ولكنه , وكغيره من الطغاة , دائما لا يقراون التاريخ , واذا قراوه لا يعوه, ذلك لانه لو فعل لادرك ان مثل هذه الاستراتيجية طبقها الامريكان في فيتنام فاحرقوا الاخضر واليابس ورغما عن ذلك خرجوا مقهورين منكسرين كما سيكون مصير هؤلاء وقد كان الان.

والسؤال الكبير والخاتمة المقنعة هي انه لماذا يضيع علي عثمان وموسي هلال وكل الجنجويد واهل التجمع العربي جهدهم في ما يسمي بالحزام الامني العربي والنائب الاول بعد غد سيكون غير عربي واكثر من عشرة وزراء غير عرب بل هم من انقي عنصر غير عربي ؟؟ لماذا يرضي موسي هلال وادم حامد بان يستغلهم انسان مثل علي عثمان لا هم له الا السلطة بدليل انه رضي بان يتزحزح من من موقعه كنائب اول ويصير نائب ثان بلا حياء ولا استحياء ؟ لماذا تحاولون انشاء حزام امني عربي في الحدود في دارفور والمركز يعج بغير الاعراب ؟ام لديكم مخطط خفي بابادة كل الغير عرب في السودان بعد ان تضمنوا سد طريق الهروب عبر الحدود لضحاياكم؟

افيقوا يا جنجويد ويا موسي هلال وضعوا ايديكم في ايدي اهل دارفور معا ضد التسلط الذي يمارسه امثال علي عثمان, وحكومة كلها من الجنوبيين او اهل الغرب اوالشرق افضل لكم من هؤلاء الذين جاءوا باسم الدين ورفعوا شعارات الجهاد وانتهوا بعكس ذلك: حكومة علمانية, وسلب ونهب خيرات البلاد, واخيرا نائب اول غير اسلامي ولكنه بالنسبة لاهل السودان خير من المنافق, لان المنافق في الدرك الاسفل من النار يوم القيامة كما جاء في محكم التنزيل.

محمد احمد معاذ

المنامة ,البحرين