ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
نعم ذهبنا الى باريس يا استاذ / جوك بيونق ( فنلندا) بقلم الطيب الزين-السويد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/30/2005 2:31 ص
نعم ذهبنا الى باريس يا استاذ / جوك بيونق ( فنلندا) اولاً دعني احييك يا صاحبي العزيز، كيف لا احييك وانت حاضر بقلمك في مواقع النت المختلفة من اجل التواصل مع ابناء الوطن من خلال طرحك الصادق، النابع من الدواخل، الذي بلاشك انك ترمي من ورائه الى تغيير مفاهيم سودان الماضي البالي الذي لم يكن فيه مكان او قيمة لانسان الجنوب والغرب والشرق الى درجة ظن فيها الكثير ان السودان، ملك لفئة بعينها، وبالتالي من حقها، ان تستأثر بكل الخيرات والثروات والسلطات، اما الاكثرية، من ابناء الشعب، فعليها ان تنتظر عطف وامتنان تلك الاقلية المجرمة، مما ولد الكثير من الاحباطات والنزوعات القبيلة والاقليمية للحصول على الحقوق التي ضاعت بسبب العفوية التي اتسم بها موقف الاغلبية من ابناء الشعب بالاخص اهلنا في الجنوب ودارفور وكردفان والتي تصل حد السذاجة في بعض الاحيان، الامر الذي وجده اولئك الانتهازيين، ثغرة نفذوا من خلالها، لبناء عروشهم وامجادهم الخاوية من القيم والضمير،على حساب اهلنا البسطاء، الذين يكابدون كل اشكال المعانأة والحرمان،المتمثلة في غياب التنمية من خدمات وطرق وفرص العمل ، والعلاج، والتعليم،لقد كتب على اهلنا ان يعطوا من ثرواتهم وخيراتهم ويدفعوا ارواحهم دون ان يحصلوا على شيء مقابل ذلك، انها الانانية والبلطجة وحب التكويشعلى شيء ،تحت شعار الوطن، لكن تلك الالاعيب والاكاذيب ما عادت بعد كل ما حدث تنطلي على احد، بل انكشفت على حقيقتها بعد حرب الجنوب التي راح فيها الملايين وماسأة دارفور الماثلة، ثم انشطار نظام الانقاذ بين ابناء الغرب والبحر الذين تآمروا على شيخهم تغليبا للاقليمية على المبدئية، الامر الذي عراهم امام الشعب بل واظهرهم على انهم اصحاب نزعة عنصرية مريضة، لا تعرف وطن ولا دين، تآمروا على شيخهم كما تآمروا على كل الشعب السوداني كل قبل سته عشر عاما من الان. نعم انهم سيحتفلون ويبذرون اموال الشعب في ذكرى انقلابهم الخائب، ظنا منهم ان ذلك سيمنحهم شرعية او سيغير من حقيقة خيانتهم للامانة والشعب، ان التاريخ لن يرحمهم،لانهم ادمنواالظلم والفساد، ولان بصيرة الشعب ما متقدة والذاكرة الجمعية ما زالت حية، لذا لن تنطلي تلك المسرحيات على احد، ها هو الجنوب قد تحرر والى الابد من هيمنة الحفنة الطفيلية، التي سرقت ثمرة عرق الغلابة، تلك الحفنة التي ما انفكت تتجاربالشعارات الفارغة، ولك ان تحسب كم ضيعنا من وقت وجهد ومال خلال السته عشرعاما الماضية، كان بالامكان ان نوظفها للخروج من نفق الفقر والجوع والتخلف، لذا يا عزيزي،كم هو حريا بي وبك، وبكل الشرفاء الذين يحسون بالقضية والوجعة والاذى، الذين حملوا الوطن في حدقات عيونهم خلال الخمسون عاما الماضية ومازالوا قابضون على جمرته ان لا يفوتوا هكذا تظاهرات ومشاركات لانها تمنح الانسان ما يحتاج اليه غذاء الروح والفكر والنفس،لاسيما في عاصمة، كعاصمة النور والحرية باريس، التي خاضت ذات المعركة ضد الظلام والظلم والفقر منذ قرون خلت، مما جعلها بالامس واليوم، قبلة لكل الاحرار والمبدعين والشعراء والمناضلين، هناك التقينا مع كل احرار العالم من كل ارجاء المعمورة، جاءوا كما جئنا لمناصرة المناضلين من اجل الحرية وحقوق الانسان، بل لا اكذبك القول ان قلت لك بأني ساجعل منذ الان فصاعداً جوادي مسروجا حثيما اقتضى الامر للمشاركة في هكذا تظاهرات.. وكم اتمنى عليك وعلى الكثير من شبابنا في اوروبا ان يكونوا حضورا في هكذا تظاهرات، لاننا قادمون من واقع يفرض علينا ان نكون دائما الى جانب الحق والفضيلة وفئة المظلومين والمقهورين المغلوبين على امرهم وان نبحث عن طريق النور والخير لشعبنا لاننا عانينا ذلك في ارض المليون ميل، برغم ما تزخر به من خيرات وثروات الا ان السواد الاعظم من شعبنا عراة وحفاة، عزيزي جوك قل لي ما طعم الحياة في اوروبا او امريكا واهلنا في السودان يكابدون مفردات حياة مرة، كانما كتب عليهم ان يعيشوا هكذا واقع منذ لحظة مجيئهم الى وحتى ساعة مغادرتهم الحياة، بسبب الظلم والظلام والانانية والنرجسية وضيق الافق الذي لازم مسيرة البلاد منذ الاستقلال حتى اللحظة، نحن ذهبنا هناك لأننا نريد حاضراً ومستقبلاً مغايراً لما عرفناه وعنيناها، وها هي معالم ذلك المستقبل بدأت تتشكل على اكثر من صعيد.منذ التاسع من يوليو القادم سيكون قائد الحركة ورفاقه الميامين ممثلون للمشهمين،سيكونون حاضرون في صنع القرار السياسي والاقتصادي وفي هذا نصراً ايما نصر لكل القوى المهمشين والقوى المستنيرة،قوى الخير والنورمن ابناء الشعب من حلفا الى نوملي، ومن نيالا الى بورسودان، وغدا تاتي دارفور وكردفان والشرق والاقليم الاوسط والشمال الاقصى، لنبني وطناً يسع الجميع، وطنا خاليا من الفقر والجوع والظلام ، وطنا خالياً من العنصرية والتهميش والتطرف، وطنا يضع حداً ماضينا الراعف بالحزن والدماء، لنقول معا كفى للبؤس والحرمان، تلك المرحلة السوداء من تاريخ بلادنا، مرحلة الاستغفال والاستغلال وامتصاص عرق ودماء سكان الاطراف والاقاليم لاسيما الاقليم الجنوبي، لذلك يا عزيزي دعني احييك واحي واهنيء كل ابناء جنوبنا الحبيب بل كل ابناء السودان بالانجازالتاريخي بقيادة العقيد جون قرنق ورفاقه ، فهنيئاً لابناء الجنوب هذا النصر، والذي اتمنى ان يكون محفزاً ودافعاً لكل ابناء الاقاليم الاخرى وبخاصة كردفان للدفاع عن حقوقها التي تسرق في وضح النهار عينك يا تاجر، لكن عزاءنا هو، ان ابناء كردفان قرروا ان يتصدوا لهذا الظلم تعزيزًا وتاكيداً لروح الثورة والحق في ربوع البلاد ، لذا شدوا الحيل واربطوا الاحزمة كل من موقعه للقضاء على الظلم الذي حاق باهلنا الذين عاشوا ومازالوا يعيشون تحت ظروف استثنائية قياسا بواقع انسان القرن الحادي والعشرين، لذا اوافقك الرأي ان الديمقراطية التي نعيش في كنفها هنا في اوروبا او الغرب عموما هي حقوق وواجبات، وليس كما هي في بلادنا هي مطية يمتطيها زعماء احزابنا للوصول الى قبة البرلمان، والتي يحولونها الى بازرات،لجني الاموال بدلاً من ان تكون مؤسسات سياسية لخدمة المواطن وصيانة حرمة الوطن. عزيزي، جوك، اتفق معك تماما فيما ذهبت اليه ان الديمقراطية عندنا هي كلام في كلام واخرها طوفان وظلام، اما هنا في الغرب فهي صدق وعمل واخلاص للوطن والمواطن، لا فرق بين هذا اوذاك بسبب اللون او العرق او الدين، وانما الجد والعطاء والمثابرة على العمل والاخلاص في الواجب هو المعيار، هذا العالم الذي نعيش بين دفتيه لا يعرف المستحيل ، عالم قائم على الافاق المفتوحة، والاستعداد الدائم لمجابهة تحديات الطبيعة ومتطلبات التقدم للقضاء على الفقر والامية، لكل هذا اقول نعم للسودان الجديد الذي ينتهي فيه عهد الدكتاتورية وحكم الاقلية وتتحقق فيه مفاهيم وقيم الحرية والديمقراطية الحقة للخروج من شرنقة الماضي والحاضر،وبناء قاعدة معرفية حديثة في الفكر والسلوك تستجيب بوعي ورشاقة لحركة التطور والتقدم الانساني في عالم اليوم الطيب الزين السويد
للمزيد من االمقالات