قال اخر
لولا التعاون بين الناس ماشرفت
نفس ولا اذدهرت ارض لعمران
العالم يتجه نحو الوحده وتتلاشى النعرات الا نحن ابتلانا الله بالتعصب القبلى والجهوي السلبي وليس الايجابى وارتفعت للاسف وتيرة هذه النعرات فى ظل نظام يقال انه اسلامى ولعب اهل الانقاذ دور كبير فى تعميق الفهم القبلى بشكله الدامى الذى يؤدى الى التمزيق لا الى التكامل حتى المثقفين والمتعلمين اصبحوا ينطلقون من هذا الفهم القاصر ولا اقول الكل فهناك بالطبع استثناءات .
وبدا يطفؤ للسطح السؤال الذى يدل على مدى تخلفنا ماهو جنسك ؟ وكلمة سودانى غير كافيه وتعاد الكره ومن اى جهه وان قلت الشمال لا يكتفىالسائل بل يقول ومن اى قبيله وتجد نفسك فى دوامه غريبه ...هل بهذا التعصب يمكن ان نبني سودان موحد قائم على التنميه المتوازنه وخاصه وان التهميش لا يقتصر على منطقه دون اخرى فالتهميش طال الشمال فعندما زرت اهلى بالشماليه اندهشت الى الوضع العام فى المنطقه من تدهور فى الاوضاع الصحيه والتعليميه وقلت بينى وبين نفسي كم هم يعانون ؟فالتهميش لا يقتصر على مناطق محدده بل يمكن ان نعممه على معظم ولايات السودان مع تفاوت النسب فالامر يتطلب ان ننزع من الدواخل النزعه القبليه ونتوجه نحو القوميه ويكون لسان الاغلبيه الحديث عن السودان الذى يحتاج الى سواعد ابنائه لبناءه وعقولهم وخبراتهم لتسهم فى نهضته. وتطور الامر الى اصبح البعض يشكك حتى فى سودانية القبائل مع العلم كل من عاش فى هذا الوطن ونال الجنسيه السودانيه فهو سوداني مطلوب منه حماية وتنمية السودان الذى قادنى الى هذا كتاب مطالع وخواتيم الذى تناول فيه الكاتب الصحفى عبدون نصر عبدون تحت عنوان اكذوبه هل القبائل السودانيه مهاجره ؟ هل كل القبائل قدمت الى السودان من الخارج؟
ويقول الكاتب ماجعلنى اطرح هذا السؤال الواحد بصيغ مختلفه كلام قراته للاخ الاستاذ محمد طه احمد جاء فيه ان الدكتور على الحاج الوزير بديوان الحكم المحلى قال (كل القبائل السودانيه مهاجره )وكان الدكتور بذلك يرد على حركة قرنق التى شككت فى سودانيته بحجة ان قبيلة البرنو التى ينتمي اليها على الحاج قدمت من غرب افريقيا .
ويواصل الكاتب عبدون لو جارينا الحركه الشعبيه فى هذا الفهم لقلنا الخليفه عبدالله اجنبى فاصوله تونسيه ومحمد عثمان الميرغنى اجنبي فاصوله حجازيه وفى رواية اخرى تركمانستانيه وزين العابدين الهندى والصادق المهدى اجنبيان لانهما حسب ما قرانا فى شجرة العائله ينتميان الى هاشم بن مناف.
ويواصل الكاتب ويقول والحقيقه ليس كل القبائل السودانيه مهاجره وانما هناك قبائل اقامت فى السودان ومنذ عهد الفراعنه بل ومنذ مابعد سفينة نوح الدناقله فى الشمال والبجا فى الشرق وقبائل كثيره غيرهما لا تنتمى الى اى جد خارج السودان
ويؤكد الكاتب ان السودان لم ير النورسنة1504هجريه حينما انتصر عبدالله جماع وعماره دنقس واقاما السلطنه الزرقاء ولكنه راى النور زمان فى الازل البعيد
وعلى حد قول الكاتب مازالت القبائل تتحاور وتتصاهر وتتداخل وهى عمليه طويله استغرقت قرونا ومازالت مستمره رغم ان الانصهار الكامل لم يتم لا ان هناك الان شكلا لا تخطئه العين للانسان السودانى وللفن السودانى وهو اى السودان وطن الجميع وطن الذين قدم اجدادهم من الخارج ووطننا نحن الذين لا نعرف لنا خارجه جدا او ابا او اصلا او فصلا وهو هنا يعنى الدناقله تلك القبيله التى ينتمى لها الكاتب وانتمى لها ولكن رغم القضايا التى يتحدث عنها اهلى ومشاكلهم ومعاناتهم كنت اقول لن ينعم السودان لا فى ظل حكم رشيد وتقسيم عادل للثروه والسلطه ومع كل ذلك لابد من وجود قياده وطنيه اول بنود اجند تها تنمية الوطن ويكون الولاء خالص للوطن بدون وجود اجندات حزبيه او مصالح شخصيه بالاضافه الى تفعيل قانون من اين لك هذا والعمل الجاد على محاسبة المفسدين ومحاربتهم وبالتالى يمكن القول بان هناك سودان جديد ولكن طالما القبليه تسيطر علينا والمصالح الشخصيه هى فى اول الاجندات والسلطه هدف لتحقيق تلك المصالح لن تزول المعاناه وسنظل ندور داخل حلقه مفرغه . فالسودان يحتاج الينا مجتمعين برؤيه جديده وقيادات جديده لا تخاف الا الله واكرر وطنيه عاشفه لارض هذا الوطن الحبيب هل سيجود علينا الزمان بقيادات من هذا القبيل؟
واخر المداد
عبارات اعجبتنى تغنى بها الفنان عمر احساس :
زغاوه وفورنعيشو سوا ...رزيقات وفور نعيشو سوا ....مساليت وفور نعيشو سوا.....فلاته وفور نعيشو سوا
بنى هلبه وفور نعيشو سوا ...عرب وفور نعيشو سوا...........هبانيه وفور نعيشو سوا......
واتمنى ان ياتى اليوم الذى لا نشعر فيه سوى اننا سودانيين ولدينا هذه الاراضى الشاسعه التى تحتاج منا التعمير والى ان ياتى ذلك اليوم يجب ان نتوحد ونتعاون ونتجاوز الصغائر من اجل المصلحه العليا وان يكون الجيل القادم جيل لا يقاد بل يقود الركب مؤمن بان للوطن قضايا تستوجب الحل بدون استثناء اواقصاء
وادعوالله ان يجمعنا هذا الوطن ويضمنا جميعا ....