السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الذكرى السادس عشر للانقلاب الثنائى (الترابى- البشير)تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه -عرض : كوات وول وول

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/3/2005 12:30 ص

(الذكرى السادس عشر للانقلاب الثنائى (الترابى- البشير

بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
الحلقة الاولى: الموتمر العام للجبهة الاسلامية




نقلا عن كتاب :الاخوان والعسكر فى السودان
تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه
عرض : كوات وول وول
الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

الاخوة الاعزاء: لعل الجبهة القومية الاسلامية فى عامها السادس عشر للانقلاب المنبوذ،وهى على استعداد للاحتفال بعيدها الانقلابى، سابداء من اليوم بنشر اهم محطات التى مرت بها الانقلاب من التخطيط للتنفيذ ،واختمها بالجرائم التى ارتكبتها الجبهة فى حق الشعب السودانى. وقد قمت بنقل هذه الحلقة والحلقات القادمة من كتاب المذكور عنوانه اعلى المقال ويشمل الكتاب ثلاث عشر فصلا، يقع فى 342 صفحةويتناول قصة اخوان المسلمين بالسلطة منذ تاسيس التنظيم فى الاربعينات. ولكن سانشر ثمانية حلقات متتالية من الفصل الثانى عشر للكتاب وهو باب الانقلاب، ثم اختمها باربعة حلقات من الفصل الثالث عشر وهو باب المازق اى الجرائم التى مارسها الجبهة ضد المعتقلين فى بيوت الاشباح. ولاننا نعيش فى ظل السلام وعلى اعتاب التحول الديمقراطى التعددى ،يجب علينا جميعا ان نعرف وحشية الجبهة الاسلامية باعتبارها اخر الانظمة الديكتاتوري الاستبدادية، واسوة نظام حكم السودان بالحديد قبل ان يتحول الى صانع السلام
.وداعى اليمقراطية

جلس الترابى خلف طاولة مريحة تتوسط الصالة المعدة للموتمرات بالمركز العام للجبهة الاسلاميةامام عدد لاباس به من الصحفيين فى موتمر صحفى اشبه بان يكون (طارئا). عقده ظهر يوم 6 يونيو1989، متحدثا بطريقته المميزة وصوته المصطنع وكلماته المنتقاة وضحكته المتقطعة ذات الفحيح المثير للانتباه واحيانا للاعصاب،عن الوضع السياسى فى البلاد.

كان الترابى كعادته يستميت فى ان يخفى عصبية ظاهره فى حركة دائبة ليدية. واللافت للنظر فى هذا الموتمر حضور اركان المكتب التنفيذى ومجلس الشورى فى الجبهة الاسلامية مما يوحى بانه
موتمر فوق الطارىء وان مضمونه يحمل اهمية خاصة لم تحملها المؤتمرات الصحفية السابقة.
فى هذا المؤتمر الصحفى اصدر الترابى اعلانين هامين: التعبئة القصوى والجهاد. وباعلان التعبئة القصوى ارادت الجبهة الاسلامية على لسان امينها العام استنفار كل اجهزتها وامكانياتها وحشد مؤيديها فى اتجاه عمل سياسى من نوع خاص وعلى مستوى مختلف.
وباعلان الجهاد كانما اطلقت الجبهة الاسلامية كلمة السر للانقلاب القادم فى الطريق.فى هذا المؤتمر- وقد امتد قرابة الثلاث ساعات-اوغل الترابى فى الحديث عما اعتبره(تدابير دولية)تهدد امن السودان فى تلك المرحلة التى وصفها بالمرحلة الخطر الابلغ. وحملت كلماتها رنة مختلفة لشىء يجرى فى عقله وفى عقل اركان قيادة الجبهة الاسلامية عندما قال بتركيز واضح مشوب بعصبية: ان هذه الحكومة ميئوس منها والخلاص فى اسقاطها.
كلمات لها رنة مختلفة لاهى رنة تهديد ولا هى رنة تحذير لعلها شيئا بين التفكير بصوت عال والتمهيد بصورة درامية لما هو ات، ولكن رغم رنينها ذاك فهى لم تستفز خيال الصحفيين ليتصوروا ان هذه الكلمات تعنى حرفيا ما جاء على لسان الامين العام للجبهة الاسلامية، ربما لان احدا لم يكن قادرا على ان يتخيل ان وراء الكلمات مشروع انقلاب تلوح بيارقه فى الظلام.

ولم يكن احد مستعد ان يغوص فى كل المعنى حينما يرتبط المعنى بحال الجبهة استكشفت مبكرا ان ازمتها السياسية اعمق وافدح من ان يتم تجاوزها بالديمقراطية. فقد تعامل الجميع مع مفردات الترابى بعقل برىء فلم يعتبرونها نوعا من التوريةفى سياق بلاغة سياسية تقول القريب وتقصد البعيد. فماذا فعل الصحفيون غير ان نقلوا الى الراى العام الوجه البرىء للمعنى وهو معنى يقول ان الجبهة الاسلامية سوف تستخدم عددها البرلمانى والجماهيرى للضغط فى اتجاه تغيير الحكومة وليس فى اتجاه تغيير النظام الديمقراطى كله،فكان ذلك هو المعنى الظاهر فى سياق ظروف سياسية فرضت على الجبهة الابتعاد دون رضاها عن الحكومة.

كان المؤتمر الصحفى بمثابة (جرافة)راحت تعمل على التمهيد السياسى الشامل للانقلاب القادم فى الطريق، ففى كلمته جدد الترابى اربع مسائل سياسية سماها(ثغرات)..وهى
الاولى:ان تدبيرا دوليا ينعقد (الان) للاطاحة بالنظام الحاكم فى السودان ويتخذ وسائط داخل الحكومة الراهنة. وفى هذا الجانب وجه الترابى اتهاما مبطنا لمصر عندما قال ان الرئيس السابق نميرى يتمتع بحرية اوسع بمصر، وان الجهات الدولية التى تقابل نميرى ليست بعيدة عن الجهات التى اعلنت عدم رضائها عن الوضع فى السودان وتريد ان تتجاوز النظام الحاكم.
الثانية: ان من النتائج اتفاقية الميرغنى - قرنق ما حصل من تمدد للتمرد وتقليص السيادة على الارض والجو والمحاصرة الدبلوماسية. وفى هذا الجانب وصف الترابى المفاوضات المقرر ان تستانف فى 11يونيو بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بانها جولة جديدة من المناورات، وقال ان لجنة السلام الحكومية لاتحمل فكرة موضوعية لمحاورة جون قرنق ومستقبل العلاقات معه، متهما الذين يتولون المفاوضات عن الحكومة بانهم(اوصياء دوليون). والثالثة:ان هناك عناصر غالبة فى الحكومة تريد اضعاف القوات المسلحة وتعمل ضد اى عمل لتقوية الجيش...وفى هذا الجانب كشف الترابى عن جزء من الوجه العسكرى للجبهة الاسلاميةعندما قال ان الحكومة انخذلت فى عمليات الدفاع عن الوطن مما ادى الى ان تولى الجهد الخاص عمليات الدفاع، واضاف كاشفا مزيدا من المعلومات بان بالسودان الان بضعة وعشرين تشكيلا مقاتلا للدفاع عن ارضه، وان الحكومة يمكن ان تحيط بهذه القوى لو اجازت قانون الدفاع الشعبى.

الرابعة: ان اتفاقية السلام السودانية لاتهدف الى تجميد قوانين الشريعة، وانما تحاول من خلال لجنة العلمانيين القانونيين ان تبرر اصدار قانون لالغائها نهائيا. وفى هذا الجانب اصدر الترابى فتواه القائلة بان هذا هو الوداع الاخير لاحزاب الحكومة للشريعة الاسلامية مما يعنى الردة الدينية عن الاسلام والانتكاس السياسى.
هذا ما طرحه الترابى من مبررات لدعوة (الجهاد)بكل ما تحمله من معنى الحرب المقدسة الشاملة ضد حكومة شرعية جاءت برضاء الناس عبر انتخابات حرة ونزيهة وضد رجال هم قادة دينيون يعتبرون فى راى الاغلبية المسلمة والمسيحية مسلمون ولايعتقد احد انهم كفار يحق فيهم الجهاد. والجهاد فى الفقه يحمل معنى قتال المسلمين للكفار الذين لايتمتعون بحماية الذمة او المهادنة، والعودة الى عقيدة الجهاد كمبرر لقتال قوم هم- وفقا لكل الحقائق والوقائع ولشهادة لااله الا الله التى ينطقونها صباح ومساء وشهادة الميلاد - مسلمون ويعتقدون انفسهم مسلمين، والعودة الى عقيدة الجهادبهذا المبرر يتطلب منطقا اخر وحججا اخرى وفقها اخر غير ما نطق بها الامين العام للجبهة الاسلامية . ومن المؤكد ان يدفع الاستغراب المرء الى ان يسال لماذا لجا الترابى الى دعوة لايسندها منطق فى حين ان الادب السياسى وفى الواقع السياسى كثير من المبررات التى تغنى صاحب الدعوة عن اللجوء الى المعانى الدينية فى شعار الجهاد حيث انه شعار غير ملائم من حيث تحديد العدو ومن حيث منطق العصر الذى يدعو للحوار وبالتى هى احسن خصوصا بين ابناء الوطن الواحد. نواصل فى الحلقة القادمة










للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved