السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أزمة أسمنت في الخرطوم..وفجوة غذائية في الجنوب ..رفاهية في المنشية بقلم مبارك ابراهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/29/2005 9:50 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

أزمة أسمنت في الخرطوم..وفجوة غذائية في الجنوب ..رفاهية في المنشية

كيف يمكن لنا نتخيل بوجود فجوة غذائية في جنوب السودان في دولة يقال أنها جديرة بان تكون سلة الغذاء العربي وتصدر ما يقدر بنصف مليون برميل من النفط يوميا وربما لا نجافي الحقيقة إذا زعمنا بان الرقم الحقيقي المدفون في ماليزيا اكبر بعشرات الأضعاف عما يعرفه المواطن البسيط من خلال تصريحات المنافقين الذين يحجبون الحقائق عن المواطن تفاديا من وقوع ما لا يحمده عقباه وخاصة إذا

هل يعقل ان تكون هنالك فجوة غذائية في (سلة الغذاء العربي ) التي تبشر شعوب المنطقة بالانعتاق النهائي من مرض التسول علي موائد الآخرين؟ هل يعقل ان نناشد شعوب العالم بالإسراع في تقديم مساعدات غذائية لأشقائنا الجنوبيين حتى لا يكتسحهم المجاعة ويبدهم عن بكرة أبيهم ؟ هل هي أصلا فجوة غذائية أم أنها في الواقع أزمة مجاعة حقيقية غير معلنة خوفا من تداعيات الإقرار بوجودها؟ ألم يوجد هنالك فجوة أسمنتية في الخرطوم؟ ألم يوجد هنالك ملايين الأطنان من الأسمنت مكدسة عمدا في مخازن حي المنشية والرياض ومستودعات ميناء بورسودان؟ فما الجدوى من استرداد مواد البناء وتكديسها في المخازن والمواني والبيوت إذا كان هنالك فجوة غذائية في الجنوب ومجاعة في الغرب والشرق ؟ لماذا لم يتم سد الفجوة الغذائية قبل ان يتم استيراد الأسمنت واحتكارها في المخازن؟ ولماذا نشيدّ المباني وفنادق خمسة النجوم الفاخرة إذا علمنا بوجود فجوة غذائية في جنوب البلاد؟ أليست هذه مؤامرة خبيثة تستهدف حياة الجنوبيين ويجعلهم في مهب شبح الانقراض؟

إلى متي سيظل المواطن السوداني جاعا في مستودع الغذاء العالمي ..إلى متى ستظل فجوة الغذائية قابعا في بطون الدار فوريين والكردفانين والجنوبيين.. ..التي متي سنظل نتسول علي موائد الجيران ونناشدهم بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة حتى لا نموت من الجوع والمرض..إلى متى ستظل الخرطوم تلتهم غلال الجنوب ولحوم الغرب..سمسم القضارف وسمك العربي الكردفاني وأهلها يئنون بين أنياب المجاعة ومخالب الأمراض وبراثن الفجوات الغذائية المستشرية هنا وهناك..تارة في الجنوب والغرب وتارة أخرى في الشرق وهكذا إلى يوم القيامة .

والله منذ ان ولدتنا أمهاتنا لم نسمع يوما بوجود فجوة غذائية في الخرطوم وفي بيت عوض الجاز وعلي عثمان وباقي التماسيح الكبيرة الذين تورمت أوداجهم من الشبع والرفاهية والسعادة واسوّدت أجفانهم من كثرة أداء القسم الغليظ وما اقترفوه من جرائم بشعة تقشعر لها الأبدان سواء كان ذلك في الجنوب أو الغرب أو الشرق ناهيك عن مذبحة بورسودان .

بناءا علي ما تقدم من المفارقات العجيبة المتناقضة ..فجوة في الجنوب ..تخمة في الخرطوم ..شقاء وتعاسة في الغرب...سعادة ورفاهية في حي الأندلس والرياض والمنشية.. وهنالك مزارعا عاريا حافي القدمين متكورا علي ظهر دابة واهنة وبجانبه سيارة مر سيدس فاخرة وعلي متنها تمساح كبير متورد الخدين يتغزل في فتاة ممشوقة ناعمة تترنح دلعا بجوار تلك السيارة الفاخرة التي تقف بجوار ذاك القصر الفاتن المشيد بأموال هذا الشعب المغلوب علي أمره ويقف جائعا..حائرا.. قلقا..مرتكبا.. متوجسا..خائفا من الحاضر والمستقبل الذي يترنح علي كف العفاريت ويعبث به سماسرة دين الله الحنيف الذي يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر.

في سياق هذه المهزلة العبثية التي تستخف بعقول الناس بإخفاء الحقائق والمجاعات والفجوات والأمراض نجد أنفسنا مضطرين لتحريض أشقاءنا في الجنون وفي الغرب وفي الجزء الشمالي المنسي والشرق الذين يتربص بهم المجاعة سنويا ويهددهم بالآباد والانقراض ما لم يكثفوا زحفهم صوب العاصمة والمدن الكبيرة الغارقة في رغد العيش والرفاهية والسعادة وهذا يعني ان الحل الوحيد الأمثل هو زحف هؤلاء المساكين صوب المدن والعواصم حتى يتمكنوا من انتزاع حصتهم من بين أنياب تماسيح الكبيرة السمينة القابعة في داخل قصور وفلل الرياض والمنشية وغيرها من أحياء الحناكيش الراقية المحاطة بالأسلاك الشائكة المكهربة .

آما الرعيل الأول من المهاجرين الذين يتكورن من الإحباط والاكتئاب واليأس ويعيشون علي هاميش العاصمة ويفترشون التربة النيلية الحمراء وشبح الفيضانات والامراض يتربص بهم من هنا وهناك ويسرق منهم النوم والراحة فهؤلاء (المهاجرون) المعذبون فوق ارض بلادهم فلا يوجد امام إلا حل واحد كفيل بنقلهم من مربع التهميش والنسيان والاهمال والكوارث الذي يحيط بخصر عاصمة الحناكيشية ( الخرطوم). فهؤلاء المواطنون المعذبون الذين يتربص بهم شبح الترحيل القسري فيجب عليهم ان يزحفوا الي داخل العاصمة ..صوب الرياض..المنشية ..وغيرها من الاحياء الراقية التي تنعم بخيرات البلاد وتترنح من السعادة والرفاهية.

يا اشقاءنا في الجنوب الذين يتربص بهم المجاعة .. ويا اهل الغرب ...ويا ساكني المخيمات...يا مفترشي التربة الحمراء الذين يتربص بهم شبح الترحيل والطرد القسري في اي لحظة ...يا مواطني الشرق الذين يتربصبهم طائرات الانتينوف الفتاكة..انتم جميعا وفقا لقوانين الطبيعة ونواميس الكون مطالبين بالزحف نحو العاصمة لانتزاع حصتكم من الزيت..السكر..الدقيق..حليب البقرة الهولندية ..البطاطين..النواميس..الملابس...ادوات المدرسية لماذا تبيعون ابقاركم وجمالكم من اجل شراء كتب وكراسات لابناءكم وبناتكم.من الان وصاعدا يجب ان تعلموا جيدا بانكم لستم ملزمين باشراء هذه الاشياء من السوق ..لماذا تشترون هذه الاشياء إذا علمنا بانها مكدسة في مخازن التماسيح الكبيرة الذين يمتصون دمكم ويخدرون بوهم الصبر وتحمل الشدائد.لماذا هم لا يتحملون الشدائد..لماذا يتربص بنا المجاعة والامراض ولا يتربص بهم..لماذا حلال عليهم وحرام علينا...لماذا نحن ننام جوعى وهم ينامون في النعيم ..لماذا يغزو البعوض بيوتنا ولا يقترب من بيوتهم...لماذا نحن نشرب مياه ملوث ببول الحمير وهم يشربون ماءا مقطرا مستورد من الخارج..هل هم من طينة ونحن من طينة اخرى ام كلنا من نفس الطينة إذا كنا فعلا من نفس الطينة فيجب علينا جميعا اما نموت جوعا او نعيش معا في النعيم ..

طالما نحن كلنا من نفس الطينة فينبغي ان نزحف جميعا صوب العاصمة والمدن الكبيرة ونترك الفجوة الغذائية والمجاعة والامراض خلف ظهورنا ..اتركوا المجاعة والفجوة الغذائية لوحدهما في الغابات والصحاري والجبال وازحفوا في تجاه الفلل حيث السعادة والرفاهية

مبارك ابراهيم

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved