إلى رابطة أبناء كردفان بالخارج

سعدنا كثيراً بنبأ تكوين رابطة أبناء كردفان بالخارج ؛ انها بشارة خير لنا نحن ابناء كردفان الحاملين هموم أهلنا الطيبين ؛ نحن المثقفين الشرفاء تخرجنا من الجامعات و المعاهد العليا و عملنا موظفين مع حكومات السودان المختلفة ... فلم تكفنا مرتبات الدولة ... نقتسم الراتب مع أسرنا و أقربائنا و أهلنا ... هاجرنا إلى كل بقاع الدنيا لنعمل ... نقبض الراتب فنحوله الى طالب محتاج و عجوز معوز وعم مريض و أخت نفساء... ثم نهرب الى الامام في الإغتراب و الهجرة ... و من خلال هذه التجربة و المعاناة ادركنا ان مشاكل اهلنا في كردفان و في كل بقاع السودان لا تحل الا بالتنمية ؛ و التنمية لا تحقق الا بواسطة من يملك القرار السياسي التنفيذي...

و قد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال: ( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم و لكن سعوهم ببشركم و اخلاقكم.)

بمعنى إنك أخي المغترب مهما إجتهدت في جمع المال و كنت كريماً متصدقاً على اهلك و اقربائك و اهل قريتك من الجيران و المعارف لن يكفيهم مالك و لن يسد حاجتهم ... و تصير انت فقيراً صفر اليدين!!!

و لذلك تعالوا يا أبناء كردفان الشرفاء من الطليعة المثقفة و أدوا حق اهليكم الذين بذلوا الغالي و الرخيص من اجل تربيتكم و تعليمكم حتى بلغتم هذه الوظائف العالية ... هذا الجاه و العز الذي انتم فيه عليه زكاة و صدقة كما قال الإمام الشافعي:

و أدٌ زكاة الجاه و أعلم بأنها

كمثل زكاة المال نمَ نصابها

تعالوا يا أبناء كردفان الأحرار الى ما قاله الشاعر:

و إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها ( عرابة ) باليمن

ها هو جنوب السودان قد نال حقوقه السياسية كاملة و يزيد بموجب إتفاقية ( نيفاشا) و قد بدأ تنفيذ الاتفاقية بكل حزم و جدية تحت ضمانة الامم المتحدة و المجتمع الدولي...

و ها هي دافور الأبية أقامت الدنيا و لم تقعدها من أجل حقوقها السياسية و هي على وشك الحصول عليها في منبر أبوجا رغم أنف الأنقاذ ورغم أنف الجنجويد!! و بضمانة الأمم الإفريقية و الامم المتحدة و المجتمع الدولي أيضاً...

و قبل هؤلاء كان أبناء جبال النوبة بجنوب كردفان قد حظوا بالسلام و بحقوقهم السياسية ...و أبناء الفونج في جنوب النيل الازرف...

و ها هو ذا شرق السودان يغلى ... حيث حيث خطت نظام الخرطوم بالامس خطوة غبية حينما تقدمت بشكوى لدى الامم المتحدة ضد دولة إريتريا و بهذه الخطوة تكون حكومة الخرطوم أي والله حكومة الخرطوم فقط قد اقدمت على تدويل قضية شرق السودان ! فالى متى يا أحرار كردفان يا احفاد النور عنقرة ؛ و الفكي المنا؛ و نوايَ الحازمي ؛ و حامد ود السنجك البديري و قراض القش ناظر عموم حمر و بابو نمر ؟؟

إن الطلائع الاولى التي إنتفضت من اجل رفع الظلم عن كل غرب السودان ( دارفور وكردفان) كان قادتهم من أبناء كردفان !! الشهيد المقدم حسن حسين عثمان قائد انتفاضة سبتمبر 1975 المسلحة و الشهيد محمد نور سعد قائد انتفاضة يوليو 1976 ...

ايها الاحرار ... الآن هناك نفير لكل المظلومين من اهل السودان ... فأين أنتم ... أين أنتم؟؟

لا تكونوا مثل ما قال الشاعر:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها * و أقعد فإنك انت الطاعم الكاسي!!

إن ركوب المخاطر و المجازفة اذا كنت على الحق لا يقرب أجلاً ز... بل نقيض ذلك هو الصحيح .. كما قال سيدنا أبوبكر رضى الله عنه في وصيته لأسامة بن زيد ... إحرص على الموت ؛ توهب لك الحياة !!

و كما هو مفهوم المخالفة في الأية الكريمة من سورة الأحزاب ...( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل و اذاً لا تمتعون إلا قليلا ) آية...

إن مؤسسة الجلابة تقاتل الآن في غرب السودان كقبيلة و ليست كدولة ... و الجرائم ضد الإنسانية و التطهير العرقي التي ارتكبت في دارفور و أرقت الضمير العالمي نابعة من أحاسيس و مشاعر قبلية موروثة لدى مؤسسة الجلابة منذ الثورة المهدية إنها أحقاد الماضي لم يتخلصوا منها حتى الآن رغم مضي أكثر من قرن من الزمان!!

أريني سلاحي لا أبالك إنني

أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا

فلا صلح حتى تحمل الخيل بالقنا

و تثأر من نسوان كلب نسائبا

و قد بنيت المرعى على دمث الثرى

و تبقى حزازات النفوس كما هيا

إن مؤسسة الجلابة ( الظلمة أبناء الظلمه) تلفظ أنفاسها الأخيرة ... و لذلك تتجمع مفرداتها السياسية و الإجتماعية علها تتقوى لتصمد أطول مدة في الحكم!! و لكن هيهات ... لقد تنادى النفير السوداني من الغرب و من الشرق و بين ذلك ... فلا يفوتنكم النفير يا أحرار كردفان و لا يسبقنكم ركب الثورة ؛ ثورة الفقراء المستضعفين الذين نصر الله بهم رسله و أيد دينه و أرسى بهم العدل و الكرامة الإنسانية للجميع ... قال الله تعالى( و تلك القرى اهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعد)

لقد آتى الموعد... إن شاء الله ... موعد هلاك مؤسسة الجلابة!!

و نحن أهل غرب السودان الذين يسخرون منا بأسماء أبكر و آدم و هارون ... نقول لهم :

و قل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا!!

و نقول لهم أيضاً :

أتي (( هارون)) يرعد بالمنايا

و يبرق بالمذكرة الغضاب!!

إسماعيل إدريس نوٌاي

من أبناء وسط كردفان

موظف سابق ثم مغترباً في المملكة العربية السعودية
عضو القيادة السياسية العليا لحركة / جيش تحرير السودان

قاضي محكمة الإستئناف بالاراضي المحررة

عضو وفد حركة / جيش تحرير السودان لمفاوضات أبوجا

حرر في أبوجا 29/06/2005