ليس هناك سودانى ينسى ذكرى ذلك اليوم الكئيب 89/6/30 حيث اغتيلت الديمقراطيه بليل…وصحوت فى صباح ذلك على صوت جارى يوقظنى ويقول حصل انقلاب واستمعت لنواح الموسيقى العسكريه وعرفت اننا فارقنا الديمقراطيه …..وعند الملمات يبحث الانسان عن من يواسيه وذهبت لدكان عبد الله المجاور وكان الكل كداب السودانيين يدلى بتحليله وحضر مولانا عبد المنعم سوار الدهب ليخبرنى ان الانقلاب جبههوالسودان لايخفى فيه شىء وسرعان ماسمعنا صوت يونس التعيس والذى ارتبط فى ذهن الناس بتلك الشتائم والردحى فى حق المعارضين والملوك والرؤساء فى ابتذال لم يسبقه عليه سودانى فقد عرف السودانيين بالتهذيب وعدم الفحش فى
الخصومه ولكن يونس كان شى اخر
أخفى رئيس الانقلاب اسمه الكامل وبدات الانقاذ عهدها بكذبة انها ليس جبهه وذهب عراب الانقلاب للسجن فى عمليه تمويهيه تنبىء بان العهد الجديد بلا اخلاقيات
ذهبت ظهر يوم الانقلاب الى رئاسة شرطة امدرمان فوجدت العميد ابو حراز وهو من اميز ضباط الشرطه تخلصت منه الانقاذ سعيا وراء التمكين وشاهدت جنود الانقلاب كانوا حوالى سبعه كانت تبدو عليهم السمه المدنيه اكثر من العسكريهوقال لى ابوحراز انه لو تلقى تعليمات لاستعاد هذا الكبرى بجنود الشرطه فحتى ذلك الحين لم تظهر دبابه ولكن من الواضح ان قيادة القوات المسلحه كانت قد انهارت بلا مقاومه وان القيادات السياسيهقد فكرت فى انقاذ نفسها ونست السودان ….وجاء احد رجال المباحث ليخبر العميد ان هناك اجتماعا للانصار فى منزل عثمان صالح فقال له ابو حراز ليس لدينا اى تعليمات وحتى تلك اللحظه لم تتصل الانقاذ بقيادة الشرطه وكانت هذه ثغره يمكن ان تستغل فتفقد الانقلاب توازنه خاصه وان سلاح المهندسيين لم يؤيد الانقلاب حتى تلك اللحظه وان الانقلاب تم بسلاحى المزيكه والطبى وبعض المدنيين من الجبهه وقد اخبرنى احد زملاء محمد طه محمد احمد انه !!راه بالزى العسكرى فى كبرى امدرمان
وبدات الانقاذ كابشع ما يكون الانقلابات بالمداهمات والاعتقالات العشوائيه وتسور المنازل بحجة البحث عن المخازن والمحاكم الخاصه التى تفتقد ابسط مقومات العداله ويعوزها الضمير الانسانى وقد اخبرنى احد المحامين بقصة موكله الذى ذهب للسعوديه لقبض الديه فى مقتل شقيقه ليحضرها لابناء المرحوم وحصل الانقلاب المشئوم وجاء الرجل عن طريق بورتسودان وعندما وصل مشارف العاصمه كان هناك قرار قد صدر بمنع تداول العمله ولم يسمع به الرجل وقبض على الرجل ومعه مبلغ الديه بالعمله الصعبه وترجى الرجل ومحاميه المحكمه العسكريه بان يسجنوا الرجل ماشاء لهم فقط لايصادروا اموال الايتام وقدم الرجل كل مستنداته ولكن لاحياة لمن تنادى فصودر مال الايتام وارسل الرجل للسجن لسنيين عديده وهكذا افتقد الايتام اموالهم وافتقدوا عمهم عائلهم الوحيد بعد موت ابيهم….وهكذا ترفع الانقاذ القران شعارا وتعمل !!!ضده فقد قال القران واما اليتيم فلا تقهر والانقاذ قهرت اليتيم
وظنت الانقاذ ان مشاكل السودان يمكن ان تحل بالتخويف والتمكين فاقامت دولة اللاقانون فشردت القضاه واتت بمنسوبيها ليحلوا محلهم فاصبحت تقبض وتسجن وتعذب ….واطلقت يوسف عبد الفتاح(رامبو) لينشر سياسة التخويف فهو يقف بمسدسه فى الشوارع ويامر اصحاب العربات الخاصه لحمل الركاب فى تبسيط ساذج لحل ازمة المواصلات ويهاجم السوق المركزى ليمارس ضرب المخالفين للتسعيره بيديه ويركب الهيلكوبتر ليطارد تجار المواشى وهو القائل من ثكلته أمه فاليقفل دكانه …..وهكذا كانت هذه الحلول الفطيره التى اتت بها الجبهه لحل مشاكل السودان وحاولت حكم السودان بنفس العقليه التى كانت تدير بها اتحادات الطلاب وبدل استخدام السيخ اصبح الكلاشنكوف
واستخدمت الجبهه لاول مره سلاح قطع الارزاق ولم تكتفى كالحكومات العسكريه السابقه بفصل المعارضين بل طاردتهم لقفل باب الرزق امامهم فى كل اتجاه وحرمتهم حتى من الهجره والرسول يقول دخلت امراه النار فى هره لانها حبستها ومنعتها حتى ان تاكل من خشاش الارض فما بالك بمن يحرم !!!!!الالاف الاسر من ان يضربوا فى الارض ليسترزقوا
ولم تكتفى الانقاذ بطرد معارضيها فى القطاع الخاص بل طاردت معارضيها واستخدمت قطع الارزاق فى القطاع الخاص فلاحقت البعض بالضرائب والزكاه وحتى بمخالفات المرور فى استخدام خسيس لكل ادوات السلطه
وحتى الحرب ففيها بعض الاخلاقيات فمن يرفع يديه مستسلما لايطلق عليه النار ولكن الجبهه افتقدت حتى اخلاق الحرب فنرى رجل امنها قد اطلق النار على المعارض راسخ وهو يرفع يديه علامة الاستسلام وقررت المحكمه ان يدفع رجل الامن 200000 حنيه ديه (اقل من مائة دولار ) دفعها رجل الامن وتم تعيينه بعدها فى السلك الدبلوماسى!!!!!وعذبت دكتور على فضل حتى الموت وثبت ذلك بتشريح الجثه وأمر قاضى امدرمان جنوب بشاره عبد الله بشاره بفتح بلاغ ضد رجال الامن فجاءت عربة الامور المستعجله من رئاسة الهيئه القضائيه (فى عهد مولانا جلال على لطفى ) لتحمل البلاغ الى جهه مجهوله واختفى البلاغ وبعدها اختفى القاضى بشاره من المحكمه بعد احالته !!!!للصالح العام
وجعلت الانقاذ من السودان ماتما كبيرا فى كل جهاته فقتلت مليون فى الجنوب و300000 فى دارفور ومجزرة بورتسودان ومذبحة 28 ضابطا فى صباح يوم العيد
وانتم يا اهل الانقاذ ترفعون المصاحف وتدعون سعيكم للصلح والسلام وتخفون الخناجر خلف ظهوركم …وتسربت مقولتكم المشهوره (بس خلى قرنق والميرغنى يصلوا الخرطوم) وقد اخبرنى احد الاصدقاء ان قريبه أحد الحمسه الكبار قال له عن المفاوضات مع المقاتلين فى دارفور(تحت تحت نحن نقول لناسنا نظفوا ونحن نفاوض ) وهكذا تضمرون السوء وانتم تمدون ايديكم مسالمين فانتم نواياكم غير صادقه وقد كتب احدهم فى الصيف الماضى فى عمود وراق ان اجتماعا تنويرى تم فى الكلاكله للانقاذيين طمنتم من خلاله اتباعكم بانكم مضطريين للتنازل عن بعض المناصب فاليقبلوا التضحيه لحين ولكن الانقاذ ستعود سيرتها الاولى واقوى مما كانت وستسترد كل المناصب ويثبت ذلك قول البشير مؤخرا (والذى يصرح بالممنوع عند الارتجال) فى حفل الشرطه لوداع عبد الرحيم واصفا تنحى عبد الرحيم بانها استراحة محارب !!!!ويتردد فى مجالس الخرطوم الحديث عن الكتائب السريه فى الاحياء التى كونتها الانقاذ لتتولى أمر المعارضين القادمين وكل الؤشرات تشير الى انكم تحضرون المسرح لجوله نهائيه تنتظرون اللحظه المناسبه لها فاحداث الجامعه الاهليه شاهد على انكم غير مقبلين على سلام ووئام
اما عن الفساد والانقاذ فهذا يمكن ان يتحدث عنه اى طفل فى شوارع الخرطوم باسهاب ويجهله رئيس النظام والذى يردد دائما من لديه دليل على فساد فاليذهب للقضاء والدليل فى وسط سوق الخرطوم لكل من يمعن البصر فمكاتب اخوان المسئولين وابناء اخواتهم كلها تعمل تحت غطاء هؤلاء المسئولين وبسلطاتهم وهكذا لتكون الحكايه مستوره
وكثير من القراء قد تابع قبل فتره المجادعه بالفساد التى كان مسرحها جريدة الصحافه والتى اتهم فيها نايل ايدام وزير الشباب السابق يوسف عبد الفتاح باختلاس مبلغ 400000 دولار اموال المدينه الرياضييه ورد يوسف ان الذى استولى على المبلغ ايدام وقد وضح جليا ان 400000 دولار من اموال هذا الشعب المسكين قد ضاعت بين الوزيريين ولم يتحرك النائب العام ولا رئيس القضاء لفتح بلاغ بهذا الخصوص مع انه قد نما الى علمهم ان هناك !!مال عام قد اختلس
أما عبد الرحيم احمد حسين فقد طلب احد الكتاب بان يجمع مرتب عبد الرحيم منذ ان بدا يعمل ويتم تقييم تكلفة العماره ذات البرجيين (والذى حسب ماوردنى من احد القراء انها فى قاردن سيتى ومستاجره بمبلغ 12000 دولار شهريا) ويتم خصم مرتب عبد الرحيم من التكلفه واقول عندها سيظهر مبلغ الثراء الحرام ويضاف عليه الحساب فى البنك فى السودان ومليزيا
والانقاذ تشير هذه الايام لمنجزاتها ولا اعرف لها انجاز غير انجازها الواضح فى النقله التى احدثتها لمنسوبيها من الفقراء ومتوسطى الدخل الى خانة الثراء الفاحش ويتحدث البعض عن استخراجهم للبترول ليتهم لم يستخرجوه فاين اموال البترول؟ ان السودان ينتج حوالى 400000 برميل وسعر البرميل حوالى 50 دولار فالدخل حوالى 20 مليون فى اليوم تحصل الانقاذ كما صرحت على 80%اى انها تحصل يوميا على 16 مليون دولار فاين هى ؟فمن من المواطنيين احس بهذا المبلغ فى حياته غير ناس الجبهه ان حال اى مواطن قبل
البترول كان احسن مما بعد البترول
يااهل الانقاذ لقد جوعتمونا وشردتمونا فى المنافى ليعاتى الذى فى الداخل والذى فى الخارج والذى فى الداخل يتمنى حال الذى فى الخارج ….واصبح السودانى حائر وتائه ومشتت لايعرف له مستقبل ولا لابنائه ولا الى اين سترسى مركبه فجميعنا تائه فى غربه لاحدود لها وكل سودانى كان به مس من الجنون فالذى فى استراليا يريد الخليج والذى فى الخليج يسعى لامريكا والذى فى امريكا يسعى لمصر والذى فى مصر يسعى لكندا والذى فى الداخل اكثرنا توهانا….وكبير الانقاذ ينادينا بالعوده العوده الى اين؟ الىسودان الانقاذ الذى لانكاد نتبين انه نفس السودان الذى عشنا فيه احلى ايامنا افقرتم يااهل الانقاذ الناس حتى من الاخلاق فاصبح السودان غير السودان والناس غير الناس ….ويبشرنا كبيركم بمشاريع ومفاحأت فى 6/30 ماتمنا الكبير ونحن لانريد مشاريعكم فمشاريعكم مردوده عليكم نحن نريد ان تعيدوا لنا سوداننا الذى عرفناه قبل الانقاذ ….سودان الديمقراطيه والسلامالذى يظلله وكل الحب والود العامر بين ابنائه حيث لانعرف النوباوى من البيجاوى نعيش فى تحابب مسلمين ومسيحيين ولادينيين …صالة غردون بجوار جامع فاروق
خذوا ياأهل الانقاذ بترولكم وعماراتكم واموالكم وأعيدوا لنا السودان بلا انقاذ
أذهبوا بفسادكم وحقدكم واعيدوا لنا سوداننا الذى عشقناه …..السودان باخلاق نسائه الساميه وباخلاق رجاله ناس الحاره ….اذهبوا لتعود الثقه بيننا …والامانه …والنزاهه والكرم وكل القيم النبيله التى كنا نتمتع بها
لقد سممتم السودان منذ قدومكم ياأهل الانقاذ فضاعت منا الاشياء الجميله ونشرتم جرثومة الفساد والتحلل الاخلاقى ورعيتموها حتى اينعت ….. ولقد تعبنا منكم ومن اكاذيبكم ومؤامراتكم وضلالكم فارحلوا عنا ومعكم عرابكم وتمثيلياتكم التى سئمنها واتركزنا سندبر حالنا وستعود البسمه الى وجوهنا ويومها سنقول لكم اذهبوا فانتم الطلقاء

محمد الحسن محمد عثمان-امريكا
E mail [email protected]