ومالكم كيف تحكمون

لا شك ان المتابع للساحة السودانية السياسية وهي تتراوح ما بين اتفاق واحتفال توقيع وتفاوض بدءاً بنيفاشا ما بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والتي وجدت الحركة فية ما لم تستطيع تحقيقه في الميدان اي ما كانت تصبو اليه وزيادة , ثم اتفاق القاهرة بين وفد التجمع الوطني بقيادة محمد عثمان الميرغني والذي لم يجد فيه التجمع شيئاً مما يصبو اليه طيلة الفترة الماضية وبعد خمسة عشر عاما من الإغتراب يعود التجمع بخفي حنين اللهم إلا إذا كانت هنالك صفقات سرية وشخصية وهو إتفاق ربحت فيه الحكومه وغنمت من غير معركة ولكن في حقيقة الامر وتبين لنا من خلال هذا التوقيع الهزيل انه لا يوجد شي يسمي التجمع الوطني فقط افراد لا يزيدون من اصابع اليد الواحدة مثل اقربائهم الذين يقودون دفة حكومة الخرطوم وفي ايديهم مستقبل ست وثلاثون مليون مواطن وموارد مليون ميل مربع يتلاعبون بها كيف ما يشاءون بمنتهي الإستهتار والإزدراءوعلي راس هؤلاء علي عثمان محمد طه راس الحية وكبير النفاق والمخطط الاول للظلم والجبروت والتنكيل والتعذيب ومعه اربعة اخرون نافع علي نافع ومجذوب الخليفة وصلاح عبدالله قوش والرئيس البشير الذي يهتف في حضرته لا سودان بلا عثمان في إشارة واضحة لنائبه والمغشوش الميرغني الذي وقع علي الإتفاقية وهو لا يدري علي ماذا وقع والمضحك المبكي هو انه يدري انه لا يدري .

اذا إفترضنا جدا انه يدري ان نسبته تتراوح ما بين 14% الي 17%كيف تقسم هذه النسبة علي افراد التجمع بكلياتها ولا سيما حركات دارفور المسلحة وشرق السودان وهو تنصل واضح من المسئوليات ونوعا من اللامبالاة . وهل التجمع جزء من حركة قرنق ام ان حركة قرنق جزء منه وهل منطق العدل اذا وجد العدل ان نسبة الفرع تكون اكبر من نسبة الاصل .

اي اجابة بديهية من عاقل تدعم قولنا السابق انه لا يوجد تجمع وهذا الإتفاق الشحيح تشيع لجنازة التجمع لمسواه الاخير ومن حقه ان يدفن في ارض الوطن ومن حق الحكومة ان تتبرع بالاكفان وترث المرحوم مجهول الهوية السياسية عديم الرؤي ويااااااااااليتهم استثمروا فترة اغترابهم في دراسة مبادئ السياسة وياااااااااليتهم قرءوا ديوان الامام الشافعي ليعرفوا معني الصبر . ما كنا نظن انهم نمور من ورق ما كنا نظن انهم هياكل خاوية بلا ضميرحي صورة طبق الاصل من قادة نظام الخرطوم والفارق انهم اذكي من اهل التجمع في اللعب بالنار وتوزيع كبسولات التهدئه للشعب السوداني حتي لا يفيق من غفوته ويستمر حكم الظلمة .

وقع التجمع علي اتفاق قاهرة المعز وهتف اعضاءوه بعد خمسة عشر عاما عاش ابو هاشم وليته لم يعش وهو يختم حياته بمثل هذا التوقيع ويترك جبهتين هامتين مشتعلتين في الشرق الحبيب ودارفور العزيزة وابناء الشرق والغرب ما زالت قراهم تحرق ويزج بابناءهم في السجون ويحالون الي الصالح العام في سياسة قهرية تركيعية تعني بلغة الاقدمون فرق تسد او جوع كلبك يتبعك

واخلص القول وادق التعبير هو ما قاله الدكتور جون قرنق في ليلة توقيع اللاتوقيع حين قال مبروك عليكم شمال شمال وهو تعبير علي درجة عالية من الصحة بان تاريخ موقعي الاتفاق مشترك كلهم من شمال الخرطوم وكلهم حكموا السودان وكلهم من بقايا موظفي التركية الاولي من جباة الضرائب كلهم من سلالات الذين تامروا علي تقويض دولة المهدية بلعب اقذر الادوار الجاسوسية تارة وخبراء مسار جيش المستعمر تارة وجنود تحت قيادة كتشنر تارة اخري يجدون عرف مدفع المكسيم الشهير الذي حصد ارواح ابناء الشرق والغرب في كرري كيف نصفهم وانهم هم الذين اتو بالمستعمر البغيض ليفقد السودان في مواجهة الغزاة اثنين وثلاثون الف مقاتل من اشرس المقاتلين الذين عرفهم العصر الحديث ما تراجعوا وما توانوا ولم تنكسر هاماتهم ولم ترغم انوفهم لمدفع المكسيم (كيماوي زمانه) وقد اعترف بذاك المستعمر وقال احدهم (ونستون تشرشل) الضابط الانجليزي والسياسي المشهور ما هزمناهم ولكن حصدناهم بقوة السلاح وايضا هو الذي وضح ومعه اخرون خطورة تامر اهل الشمال علي السودان , تامر موروث ومتوارث ومدروس ومحكم التنفيذ حيث بداءو بتزيف التاريخ جعلوا من الجاسوس الذي يعزف علي مدفع المكسيم مناضلا وعلي الذي يهرب من مواجهة الغزاة شاطرا و فهلويا

والذي يستشهد علي مصلاته اعتبروه جبانا وجاهلا( مالكم كيف تحكمون) ولماذا لتاريخ السودان تزيفون وللاجيال تخدعون في وضح النهار كفانا غشا وكذبا وافترءا وتلفيقا وتزيفا وتسويفا وتدجيلا

فانتم مطالبون باتخاذ خطوة شجاعة لاعادة كتابة تاريخ السودان بلجنة نزيهة واعلنوا قولا وعملا التخلي عن هذه العادات الشنيعة التي ورثتموها وتبرءوا مما فعل اجدادكم من اساليب وحشية في جمع الضرائب لسادتكم الاتراك والانجليز الذين ورثوكم السودان لاستعمار في ثوب جديد

عندها ستكون الارضية صالحة للتفاهم والتصالح و التعايش بالتراضي و إلا بيننا الصارم البتار

مهندس زراعي

صديق محمد عبدالرحمن اندر

[email protected]