السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اغتيال حاوي:انعدام أكسجين الحوار في الفضاء العربي بقلم موسي محمد موسي-موسي البحر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/27/2005 1:03 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
اغتيال حاوي:انعدام أكسجين الحوار في الفضاء العربي

بقلم:
موسي محمد

……. (( مشكلتنا في أنظمتنا العربية التي لم تدرك أن العالم ل يعد بإمكانه
أن يعيش كما في الماضي ومشكلتنا في أحزابنا الشيوعية العربية و القومية
العربية و الإسلامية العربية و الليبرالية العربية هي إنها لم تدرك بعد أن
هذا العالم لم يعد …..يستطيع أ ن يعيش و يحكم كما في الماضي لذلك نراها لا
تزال في وجه هذه الهجمة الشرسة …. تستنفر الماضي و لا تقاتل من الموقع
الجديد الذي يجب أن يبرز.))


جورج حاوي

ها هو ذا يُقتل جورج حاوي المفكر و السكرتير العام السابق للحزب الشيوعي
اللبناني …دلالة أُخري كبري علي عجز الأنظمة العربية كلها عن التعبير السليم
وعن التسامي عن قذارة القديم و التخلي عن عادة استنفار التاريخ المظلم من
أجل كبح جامحات التطور الفكري الإنساني الواعي و مثلما أُقتيل رفيق الحريري
و الصحفي سمير قصير_ وغيرهم راهناً و تاريخاً … يُقتل جورج حاوي أيضاً …
بلبنان الذي كانت كل الشعوب العربية تتغني بنموذجه الديمقراطي و كانت أنظار
السياسيين و الأدباء و المفكرين وحتى المغنين من شتي بقاع الوطن العربي …
صار لبنان اليوم يعاني من شراسة الاستعداء الإسرائيلي من جهة …ومن
الانحطاط و التخبط السياسي و انعدامية الحوار الديمقراطي … من جهة أخري … ..
فتزداد الأزمة تردٍ علي تردي ، والشعوب العربية عاجزة عن الخروج من دائرة
الظلامية المعروفة بها . عاجزة لغة التحاور ،ذلك العجز الذي يقودها دوماً..
إلي الاغتيالات …لقمع أي محاولة للتحلحل عن الموروث البشع أو الوقوف في وجه
الأفكار أو السياسات الهدامة…لتوصف تلك المحاولات الشريفة بالردة أو الكفر و
الخروج عن المُُلة … و بالتالي تستباح دماء الشرفاء … ليبقي المجتمع في طيفه
جهله و بؤسه … وهكذا هم يريدون احتكار الحقيقة و اضطهاد أصحاب الرأي الآخر
و تخوين من يتعارض معهم وبسرعة اتهامهم بالردة و العصبية العقائدية أو
الحزبية أو التنظيمية أو حتى الفقهية …هذا علي حد قول جورج حاوي نفسه لكأنه
كان يعلم أن حتفه سيكون علي أيدي هؤلاء المتقزمين فكراً و رؤى .
نحن هنا لسنا في مقام تحقيق أو تحري عن مقتل ضحية لأنظمة تنخرها الأزمة و
تتردي في الظلمة و الجهل السلفي ولسنا في مقام إطلاق اتهامات رعناء … أو
تقصي الحقائق وتتبع آثار الجريمة لمعرفة الأيادي القذرة التي عبثت بحياة
الشهيد جورج حاوي …
فالذي اغتال جورج حاوي اغتال رفيق الحريري و اغتال سمير قصير و اغتال
الديمقراطية و حرية الرأي و وصم الفكر بالكفر و الزندقة و استباح إهدار دمه
.
و المشكلة كلها تكمن كما يقول حاوي في أن الأنظمة العربية لم تدرك بعد أن
العالم لم يعد بإمكانه أن يعيش كما في الماضي ….فالأنظمة العربية و شعوبها تعيش
حالة من التناقض … وعقم سياسي وعدم توازن لا يستو لد سوي الخراب و التشتت و
الحرمان الدائم من التقدم و الرقي سياسياً … فهي تعيش الحاضر بكل ما فيه من
صلابة …و ما يشهده من تسابق شعوبي من أجل التطور..و الازدهار بماضي متآكل متصدع
….. وتقابل التقنية ,,و…. التكنولوجيا الرفيعة التي تنتظم الحاضر بالارتكاز
إلي تاريخ محنط … أو ليس هذ ا هو عين الخواء و محك الأزمة التي تجعلنا
نري في الرأي الآخر عدو يجب أن يباد و يقصي….و ماذا ستجني العناكب من قتل
أزواجها سوي المزيد من الرغبة الهستيرية التي تجعل الموت لذة مستعذبة…. شيئاً
فشيئاً يتأكد لنا أن ثقافة الحوار منعدمة في فضاء الفكر العربي …. وفي اتساق
قيمه … هنالك فقط الإقصاء الشرس الذي يصل إلي حد التصفية الجسدية … الحوار
الذي كان ينادي به جورج حاوي منذ مطلع الألفية الثالثة …. حوار جامع تلتقي
به و فيه كأنه القوي السياسية (*يمينية*/*يسارية*) في جميع أنحاء الوطن
العربي ….. فالسلطة في المجتمعات العربية تقصي و تهيمن و تقمع الفرد/المؤسسات
الحزبية و لا تؤمن بالرأي الأخر مهما تقرب من أجل المصالح العليا (مصالح الوطن
)… لأن الرأي الأخر هو سبب إزعاجها و كاشف أغطيتها … و المؤسسات الحزبية
الأخرى لا تؤمن بالحوار مع بعضها البعض … .
هذا مرده إلي أ ن الشعوب المقموعة من أنظمتها لا تقوي علي تقديم أنموذج
ديمقراطي واعي …. و المؤسسات الحزبية خارج السلطة التي لا تؤمن بالحوار مع
الأخر و بحريته لا تستطيع أن تتبني مشروعاً ديمقراطياً ًهادفاً . أو أن تدير
حواراً مع ذاتها دعك عن الأحزاب الأُخرى و الحل كما يري الشهيد حاوي يتمثل
في استنهاض الطاقات الفكرية لمثقفي الوطن / الشعب …. و مثقفي الأحزاب بحثاً عن
التطور الديمقراطي المناسب و الضروري لكافة الشعوب مع احترام دقيق
لكامل حقوق الإنسان و المواطن و للحريات الفردية و العامة.
* إلا أن الشعوب التي لا ترغب في أن تحيا حياة كريمة ….تسخر من مثل هذا
القول و ترى فيه كلاماً ممجوجا عديم الفائدة …لذا أُغتيل الشهيد حاوي و
سيغتال آخرون كثر دون جرائر سيرتكبونها سوي كشف الخطل و كشف العورة
التاريخية …لشعوب تعيش بمشيئتها متذيلة الأمم الأخرى ترتدي جلباب فرعون
الفاضح و تقتات علي فتاتات الأفكار .
* مؤكد أن لبنان يعاني من جزر التيارات اللبنانية و من مد إسرائيل في المنطقة
… و ربما سوريا لها الدور البارز في مجريات الأحداث فيه _ أي لبنان_سوريا و
علي الرغم من أنها قامت بسحب قواتها من الأراضي اللبنانية إلا أ ن يدها لم
ترفع بعد عن لبنان . و إذا ما حاولنا استتباع ما يحدث علي الأراضي اللبنانية
سوف نجد بلا شك أن هنالك ثمة علاقة قوية تربط سوريا بكل ما تمر به الأراضي
اللبنانية من مشكلات تزداد حدة وتتفاقم كل يوم وحتى سيناريوهات الاغتيالات هذه
…فضلاً عن ما تقوم به إسرائيل و أمريكا في المنطقة عامة … و هذا ما يجعلنا نقول
يجب علي لبنان أن يصحح مسار العلاقات اللبنانية / اللبنانية * والعلاقات
اللبنانية / السورية …. ولقد قال أيلي الفرز لي ذات يوم :…(( أ ن لبنان ممسوك
و لكن غير متماسك فإذا ضعفت اليد الماسكة لن يبقي ممسوكاً ولا متماسكاً )) .
نعم فلبنان ممسوكة باليد السورية و عملية إخراج سوريا سواء أكان بالضغط
الأمريكي أو اللبناني نفسه دون التوصل إلي صيغ تفاهم و حوار سوري / لبناني
فإن هذا بمثابة إشعال للنار فيه و محاولة لتفكيك الموقف اللبناني …و هذا ما
يحدث الآن و ما سيحدث تباعاً … فالعالم كله رأي في غضون أشهر معدودة كيف
تحول لبنان إلي بؤرة بشعة لا تعرف لغة الحوار أو التصالح إنما تؤمن بسياسة
الاغتيال …
و الأزمة هذه ليست هي أزمة في لبنان أو سوريا أو في الأنظمة العربية أو
الأحزاب السياسية خارج السلطة فحسب إنما الأزمة هي أزمة شعوب عجزت عن تقديم
أنموذج ديمقراطي لإدارة حوارات تفضي إلي حالة استقرار سياسي تعم كافة أرجاء
المنطقة ….. .
فلبنان الآن لا يعدو سوي أن يكون مسرح لأحداث رواية تاريخية مثقلة بالأوجاع
…ممثليها و نظارتها هم شعوب المنطقة العربية …. لبنان الآن هو أنموذج
الأزمة التي تحيق بالسياسية العربية
إن الشعوب العربية بحاجة إلي إعادة صياغة في المفاهيم الاجتماعية و
السياسية و الثقافية …. هذه الصياغة هي الشرط الأوحد للنهوض و من ثم
للمواجهة التي الآن هي قائمة …وحالة… .
*يقول الشهيد ج . حاوي: (( أ ن الدعوة إلي المصالحة و إلي الوفاق الوطني …
تهدف إلي خلق ظروف أكثر ملائمة لتطور النضال الشعبي الديمقراطي من أجل
تغيير نوعي ليس فقط في طبيعة السلطة اللبنانية بل في أسس البناء المجتمعي
اللبناني …. بما في ذلك تكوين الأحزاب و التكتلات السياسية في الإعلام و
القضاء و المؤسسات التعليمية والثقافية و المدنية المختلفة …..))
إن الدعوة التي أصدرها الشهيد جورج حاوي ليست لإصلاح الوضع السياسي في لبنان
وحدة …. إنما هي دعوي تصلح لإصلاح الأوضاع السياسية في كل المنطقة العربية …
تلك الدعوة لم يدعو لها أحد سلطة /أحزاب سياسية ..فراح ضحية اللامباه تلك جورج
حاوي و من قبلة سمير و رفيق … وسوف تتوالي الاغتيالات و سوف يتوالي السقوط و
التردي … و سوف لن يقف النزيف و سوف تزداد الشقة ما لم يكن هنالك حوار يهدف
إلي خلق أرضية صلبة للتصالح …. و ما لم تعلم و تتعلم الشعوب أن الاغتيالات
ليست هي إزهاق أرواح إنما هي قتل بشع.. للقيمة التي نبحث كلنا
عنها.

موسي محمد موسي

(موسي البحر)

0911177032

[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved