أبوبكر التجاني
[email protected]
اطلعت على المقال الذي كتبه أحمد الزبير نائب مدير ما يسمى بمركز دارفور لحقوق الانسان والتنمية والذي نشره في صحيفة سودانيز أونلاين يوم الخميس الموافق 24/06/2005 تحت عنوان (الصحفي خالد الاعيسر وتزييف الحقيقة) وأتهمه فيه بالانحياز للحكومة في تغطيته لخبر الندوة التي عقدها المنبر اليهودي للعدل وحقوق الانسان تحت عنوان (حقول الموت في دارفور) وبمشاركة مركز دارفور لحقوق الانسان ممثلاً في شخص أحمد الزبير.
وبما أنني كنت من بين الذين حضروا الندوة موضوع المقال وبعدها قرأت خبرها الذي نشره موقع سودانيز أونلاين.
واستناداً للمثل البلدي القائل (الفيك بادر بيهو والعليك تناساهو) أود أن اتناول بعض النقاط التي يمكن عبرها للقارئ ان يتبين الحقيقة.
ان المتابع لما يكتب عبر المواقع السودانية في الشبكة العنكبوتية يدرك ان الاعيسر له اسهاماته في كثير من القضايا ودوماً تمتاز مقالاته بالوضوح والدقة والحياد بل أن معظمها كان يتحدث عن اخفاقات نظام الخرطوم والسلطة الحاكمة.
كثيرة هي مقالاته ولازلت احتفظ بجزء منها، ويمكن لأي قارئ الاطلاع عليها عبر موقع سودانيز أونلاين بصفحة مقالات وتحليلات أو صحيفة سودانيل الألكترونية وتحري الحقيقة بنفسه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (محاولات وزير لتغير خط السير)، (صالون نيفاشا)، (السودان في ورطة الانقاذ)، (هل يذبح السودانيون مرتين)، واخر مقال نشره (على ما أظن؟) هو مقال (شيزوفرانيا الانقاذ) وقال فيه عن الموالين للنظام في أحدى فقراته (أطل اليوم العالمي لحرية الصحافة ولا يزال كتاب الانقاذ رواد جيادها المتعثرة في معية رفقتها اليائسة يؤذنون ليل نهار، دونما انقطاع، يبتغون الفتات، سبقهم الركب في قطار الشرف، وغلبهم المسير الا فوق جماجم الابرياء المغلوبين في دارفور وعموم السودان، بعد أن طبلوا وزمروا، هللوا وكبروا، وابتدعوا البدع وسبحوا عكس التيار).
ليس من باب الدفاع عن الاعيسر.. ولكن كيف يمكن أن يضع هذا الشخص نفسه في خدمة خط نظام الخرطوم حسبما أدعى أحمد الزبير؟.
بالعودة الى الندوة موضوع المقال أقول لأحمد الزبير (ساكنو البيوت الزجاجية يجب أن لا يرشقوا أحداً بالحجارة).
لقد رمى أحمد الزبير التهم جزافاً على الاعيسر وتناسى أن الصحفي نقل خبر عن واقعة حقيقة جديدة على عالم السياسة السودانية!.. وأن انفراده وصحيفته بنقل ونشر الخبر يمثل تفرداً وتميزاً وسبقاً صحفياً ينسب له ولصحيفته.
أما عن التحيز في العنوان لاضفاء نوع من الاثارة، فأعتقد أنه أمر بديهي ومتعارف عليه صحفياً، بل أن ألف باء الصحافة أن تأتي صحيفة ما بعنوان يشد انتباه القاريء، وهنا يتجسد الفرق بين الصحفي الهاوي والمتمرس؟. كما وأن هنالك فرق بين السياسي الناشيء والسياسي المتمرس؟!.
وعن البتر والاضافة فليس صحيحاً ما ذكر وأظن أنه نقل الندوة "بحزافيرها" وبمهنية ولقد كنت قد حضرتها مع قلة من السودانيين منذ البداية وحتى النهاية.
وعن سؤاله للجهة المنظمة عن الشخص الذي تحدث في الفيلم الذي تم عرضه خلال الندوة وأن لهجته غير سودانية ويتحدث بطلاقة تفوق حتى لغة أحمد الزبير الذي قرأ كلمته من ورقة مكتوبة أمام الحضور بكلمات متلعثمة وركيكة!، كان على أحمد أن يعلم أن السلاح الوحيد لدى اي صحفي هو طرح الأسئلة ولا شيء سوى طرح الأسئلة، فما بالك بالقضايا والشخصيات المصطنعة مثل الشخص الذي تحدث بأنه من دارفور ولهجته تفيد بأنه من بلد الانجليزية فيه اللغة الأم؟.
غير أن هذه الحجج جميعها ذر للرماد في العيون وهذا هو مربط الفرس.. فالحقيقة أن انعقاد الندوة في حد ذاتها قصة أخرى يا أخ أحمد، خاصة وأن مشاركتك فيها وجلوسك من بين هذه التنظيمات اليهودية الداعمة لحكومة شارون التي تقتل الأطفال في فلسطين وتهدم المنازل كما يقتل ويحرق الجنجويد منازل أهلنا في دارفور، ما هو الا هدية مجانية منك للنظام في الخرطوم ليجد حجة موثقة في خطابه السياسي يسترشد بها في زعمه عن التدخل المباشر والتورط اليهودي في ملف قضية دارفور، ولطالما فشل في ذلك مرات ومرات!.. (واذا أوجدنا لك العذر في محاولة لفهم ما قمت به وتنظيمك بمشاركتك في هذه الندوة فلا نجد سوى أنك الاقرب لنظام الخرطوم من أي جهة أخرى!).
كثيرة هي الأسئلة.. ولكن.. الم تتذكر معاناة الفلسطينيين والعراقيين وانت تتوسط منصة المتحدثين بل وتحتسي المشروبات الباردة في يوم لندني حار!.. ألم تدرك يا أبن الزبير وتنظيمك أن في مشاركتكم تعدي سافر على قضية دارفور والسودان وأن ذلك حتماً سيعود بالضرر أكثر من الفائدة.
انه لمن دواعي حفظ ماء الوجه.. أن نطالبك وتنظيمك اذا كنتم حقاً تسعون لفائدة انسان دارفور والسودان أن تتقدموا باستقالاتكم اليوم قبل الغد وأن تطلبوا المغفرة عن سيئاتكم بحل التنظيم الذي تعملون تحت ستاره للاتجار بارواح المغلوبين من أهل دارفور، وقبل هذا كله الاعتذار للصحفي الاعيسر لأن ناقل الكفر ليس بكافر!.