ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
انها الحرية والديمقراطية بقلم الطيب الزين-السويد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/25/2005 10:01 م
انها الحرية والديمقراطية في الاسبوع الفائت اقلتنا الحافلة من السويد،الى فرنسا،اذ كانت الحافلة، حافلة بكل جنسيات العالم وان كان السواد الاعظم فيها من اللاجئين والمقمين في اوروبا من دول الثالث من افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، وانصارمنظمات المدني الاوروبي المهتمة بقضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان،الرحلة الطويلة انطلقت من السويد، مروراً بالدنمارك والمانيا وبلجيكا وصولاً الى محطتها الاخيرة ، التي كانت العاصمة باريس، موقع الحدث والحديث،وقبل الخوض في غمار الحدث اللافت والهدف والغاية من وراءها ، هناك محطات جديرة بالوقوف عندها، اولى هذه المحطات وهي انسيابية الرحلة التي لم يتعرض طريقها احد من رجال الدرك الاوروبي، اذ عبرنا حدود اربع دول دون ان يسألنا احد عن باسبورت او هوية،عبرنا حدود تلك الدول وكأننا نعبر جسر داخل بلدية صغيرة، المحطة الثانية وهي الرقي والاهتمام بالبيئة وجمال المدن والقرى والشوارع، الامر الذي يجعلك لا تفرق بين المدينة والقرية الا بعدد البيوت، الطرقات ، والمداخل والمخارج، المطاعم عامرة بكل ما يحتاج اليه المسافر والزبون، لا فرق بين مطعم في السويد او المانيا، او بلجيكا، الخدمات والذوق هنا كما هي هناك، لا فرق سوى درجات الحرارة واللافتات واشارات المرور التي كتبت بلغات مختلفة، لكن عدا هذا فكل شيء يشبه الاخر، حلة من الاناقة والتناسق،على جنبات الطريق تلمح تزاوج الاصالة والمعاصرة، الخضرة على مدى البصر،مما يجعلك لا تحس بالتعب ، بل بدلا منه تحس بمتعة السفر، بحق رحلة تستحق العناء، ومما زادها جمالا وحيوية بصمات الفريق المنظم، بدءاً من لحظة الانطلاق، ومرورا بمحطات الاستراحة على امتداد مسافة السفر، ثم الاقامة في باريس،وزمان ومكان الاحتفال والتظاهرة، حيث كان النظام والتنظيم هو العنوان البارز، كل شيء كان قمة في الروعة، حتى المشاركين انبهروا بحيوية المكان والحدث، هناك جاءت مريم رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق التي تناضل ضد نظام الملالي، بل جاء كل محبي الحرية والسلام وحقوق الانسان، جاء ممثل منظمات المجتمع المدني الاوروبي ،و برلمانات الدول الاوروبية، والاتحاد الاوروبي، حتى العرب كان لهم ممثل ، اذ القى خطابا مليء بالامل والنور، كم تمنيت ان تكون كل خطابات الرؤساء والمثقفين بذات المستوى، الكل هتف وصفق للحرية والديمقراطية التي جمعت شعوب العالم في ذلك اليوم، مريم رجوي لقيت اسقبال الملوك،اذ كان بحق استفتاءاً آخر من قبل الشعب الايراني، في ذلك اليوم عبرالايرانيون عن تطلعهم وحبهم للحرية والديمقراطية، في تلك التظاهرة، ارسل الايرانيون للعالم رسالة واضحة ومعبرة مفادها انهم دعاة حرية وسلام وهذا ما لخصه العلم الذي كسى المدرجات والذي توسطته صورة مريم رجوي وفي يدها حمامة وشمعة رمزا للسلام والحرية والنور، كانت تظاهرة سياسية لافتة للانظار لاسيما وانها جاءت متزامنة مع الانتخابات الايراينة التي انتهت للصالح المحافظين، الامر الذي من شأنه ان يدلل على فداحة الازمة الداخلية، ومؤاشرا ت سقوط نظام الملالي، لاسيما في ضوء تحديات المرحلة والتي ياتي في صدرها قضية الحريات والانفتاح سواء على الداخل الايراني او المجتمع الدولي ، داخليا هناك قضايا البطالة التي تتجاوز نسبة الثلاثين % وقضايا الفساد والفقر،وازمة الحريات، والموقف من الجارة المحتلة العراق، كل هذه القضايا، هناك قضية الملف النووي مع المجتمع الدولي، الذي تعارضه معظم الدول الاوروبية وبخاصة امريكا التي تعارض خطط وطموحات نظام الملالي لامتلاك ناصية هذا السلاح الذي لا يبقي ولا يذر، الامر الذي يشكل خطراً فادحاً على امن واستقرارالمنطقة التي تراهن عليها الولايات المتحدة بل وتعتبرها منطقة حيوية واستراتيجية لاكمال استرتيجيتها القرنية، والتي ياتي في صدرها النفط وتأمين امن اسرائيل،لاسيما بعد فوز التيار المحافظ والذي ربما يعطي الذرائع والمبررات الكافية لامريكا للقضاء عليه في ضوء تصريحاته التي تدلل على نيته اتباع نهج الملالي عند بدايات مجيئهم الى السلطة اي نهج تصدير الثورة الامر الذي يزعزع امن الدول الخليجية والذي اصبح اكثر هشاشة بسبب مواقف الدول الخليجية الى جانب الولايات الامر الذي وجد فتورا ورفضا على صعيد الشارع مما ادى الى التفلتات الامنية هنا وهناك. بعداحتلال العراق تعرضت منظمة مجاهدي خلق للضغط والتضييق من قبل فرنسا وامريكا اذ حاولت امريكا ان تصنف هذه المنظمة ضمن قائمة المنظمات الارهابية، عندما التقت مصالح الولايات المتحدة مع نظام الملالي في ايران في اسقاط نظام صدام حسين الذي كان يشكل بعبعا لمصالح الطرفين، مما جعل ايران الملالي تتطوع بدور المشاركة الصامتة على مستوى الاعلام، وفي احسن الاحوال اعلان الحياد وان كان دورها ناطقا على الارض بمشاركتها بالتخريب عبرعملائها الذين قاموا بالدورالتخريبي ، الامر الذي عجل بسقوط الحكم في بغداد، كما حدث آبان حرب الخليج الثانية. وفي ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة في ايران اصبحت مظاهر الاصطدام والانتحار هي الاكثر وضوحاً داخلياً وخارجياً الامر الذي من شأنه ان يعجل بانهيار نظام الملالي وبالتالي انتهاء مشاريع الاسلام السياسي التي زادات وفاقمت من ازمات المنطقة. الطيب الزين السويد
