السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل أنت جاهز؟!! بقلم ضياءالدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/25/2005 7:53 ص

هل أنت جاهز؟!!

ضياءالدين بلال

[email protected]

عندما بدأ السيد الصادق المهدي الحديث عن اتفاق القاهرة الأخير بملتقى الصحافة والسياسة الذي يعقد شبه شهري بمنزله بالملازمين.. بدأ في مستهل حديثه كأنه يسير في اتجاه تبني موقف يتم تعريفه في الأعراف الصحفية «بالموافقة الحذرة».. ولكن مع مضي الحديث والتوغل في التفاصيل كان موقف الصادق المهدي «السلبي» تجاه ما تم يبدو أكثر وضوحاً. ففي بداية الحديث كان الترحيب يستند على أنه جهد في طريق الوفاق والمصالحة.. وعند الختام كان ما حدث في القاهرة محاولة لتحويل «الفسيخ الى شربات».. ومع استحالة المهمة إلا أن حزب الأمة لا يمانع من تقديم مزيد من السكر لإنجاحها!!
الصادق المهدي الذي حجز مقعده في المعارضة زاهداً في الـ «14%» وحتى ما يمكن أن يُزاد عليها.. يبني رهانه على فاعلية الدور الذي اختاره حزبه للفترة القادمة.. على عدة مؤشرات:
الأول: أن التجمع الوطني لن يحتمل التحرك تحت سقف منخفض في ظل ثنائية «الوطني والشعبية» لوقت طويل إذ سرعان ما يسعى لمخارجة نفسه من ذلك العناء الجسدي والعصبي.. ليجد حزب الأمة في انتظاره!!.
الثاني: أن بمقدور حزب الأمة استغلال المساحة الفاصلة بين قيادة التجمع وقواعده من الطلاب والنقابات وأن بمقدور حزب الأمة الاستثمار في هذه المساحة لصالح موقفه المعارض.. ويستدل الصادق في ذلك بالتحالفات القائمة في الجامعات بين حزب الأمة وبقية تنظيمات التجمع.
* الثالث: يتوقع المهدي أن يجد وهو في موقعه المعارض مساندة واعتباراً من قبل المجتمع الدولي إذ أن دور المعارضة سيقوم على مقاومة النزعات الاستبدادية للشريكين.. مع رقابة ورصد مظان الفساد.
قد تكون تلك هي بعض الفرص التي يمكن أن تتاح لحزب الأمة وهو على مقاعد المعارضة، ولكن هل الحزب مهيأ كذلك لاستثمارها؟!! لا يكفي أن تهب الرياح لصالحك إذا لم يكن المركب أصلاً قادراً على الإبحار..!!
الحســـــاب لم يــــعــــد (ولــــــــد)!!
التراشق بالهتافات الذي تم أثناء الاحتفال بتوقيع اتفاق القاهرة.. هتاف الاتحاديين «لا سودان بدون عثمان».. ورد بعض منسوبي الحركة الشعبية «لا سودان بدون قرنق».. وتقاطع الهتافين مع تكبيرات وتهليلات مناصري الحكومة.. وما سبق ذلك من أحداث الجامعة الأهلية.. والسخرية والاستهزاء اللذين قابلا الاتفاق من الصحافة ورسامي الكاريكاتير.. كل ذلك افقد ما حدث في القاهرة - إن كان اتفاقاً أو احتفالاً أو إبداء نوايا فقط -أفقده طعم المصالحات ووصف التسوية السياسية، وأخرجه من مظلة اتفاق السلام الشامل الى رمضاء «المسخرة»..
فاستطال حائط سميك بين ما تم والجماهير التي هي في الأصل منكفئة على همها اليومي ومستغرقة تماماً في مقارعة الظروف.. تنظر لما يحدث على المسرح السياسي السوداني بعين فاترة ووجدان منهك وهي ترى نفسها توضع في مقابل فرد واحد فقط لا سودان بدونه!!.
أزمة اتفاق القاهرة ليست في نسب السلطة إن كانت «14%» أو تزيد.. ولا في قوات التجمع تسرح أو تستوعب أو تكافأ مالياً على مجهوداتها الثورية ولكن الأزمة في بُعدين لا تضع لهما المنصبة الاحتفالية اعتباراً كبيراً..
البُعد الأول: أن ما تم «قاعدة» كل طرف «الحكومة والتجمع» ترى فيه هزيمة لأطروحاتها، قواعد الحكومة التي أخذ انقسامها على «الشعبي والوطني» كثير من حيويتها وصادر كثيراً من أشواقها.. ترى في ما تم تفكيكاً وتقطيعاً لمشروعها وحكومتها بجوينتات ناعمة، وبنفس بارد.. وأن ما حدث عجزت عن فعله الأمطار الغزيرة والثعلب الأسود رغم أن الاستاذ اسحاق أحمد فضل الله لم يرخ أصبعه عن زناده بعد ولم يغادر «ساحات الفداء»..!!.
وقواعد التجمع في الجامعات والمهاجر اعتبر أغلبها أن ما حدث في القاهرة تورط اختياري في حقل من الألغام، بل أن بعضهم كتب على مواقع سودانية بالانترنت «هنيئاً لكم هذا السقوط الداوي».. وتحولت حادثة حجز جوازات السفر لعضوية تجمع الداخل من قبل الطلاب.. لقضية جنائية تنظر في محاكم الدرجة الثانية.
وفي الاحتفال لا يختزل التجمع في الحزب الاتحادي ولا الحزب الاتحادي في الميرغني ولكن كل السودان يوضع في مقابل «عثمان» لذا فالأزمة الثانية التي تواجه اتفاق القاهرة انه وجد الجماهير السودانية عامة خارج شبكة الاتصال السياسي أو لا يمكن الوصول اليها حالياً.
اتفاق القاهرة هو أقصى ما يمكن أن تقدمه الحكومة وأقل من الذي يمكن أن يقبل به التجمع لذا فهو قابل للإنفجار أو بالأصح الذوبان في أية لحظة..!!
محمــد طــه والنجــاة مــن الكفـــــن
صدر الحكم القضائى في قضية صحيفة «الوفاق» بإدانة الصحيفة على الخطأ التحريري الذي وقعت فيه مع تبرئة رئيس تحريرها الاستاذ محمد طه محمد أحمد من تهمة الردة والإساءة للأديان فلم يعد من الممكن الاستفادة من الكفن الذي تم إعداده من قبل المتجمهرين أمام المحكمة في انتظار فصل رأس محمد طه عن جسده ودفنه في مقابر غير المسلمين..!!
أسوأ ما في هذه القضية مشروع التعبئة الدينية الذي تم تأسيسه على تحريفات شائهة.. فقد راج في الأوساط الشعبية أن محمد طه هو الذي أساء للرسول «صلى الله عليه وسلم» وليس المقريزي.. ولكثافة التعبئة عبر منابر المساجد ورسائل الموبايل واللافتات على مداخل الكباري أصبح من الصعب تصحيح المعلومة.. ووضع التهمة في حيزها الموضوعي باعتبارها ناتجة عن إهمال وظيفي لا عن موقف فكري منحرف..!
ستعود الوفاق للصدور بعد انتهاء مدة العقوبة وبالقطع سيغير محمد طه نظارته الطبية بواحدة أكثر سمكاً حتى يدقق في رصد ومتابعة كل ما يكتب بصحيفته حتى لا يتسلل المقريزي مرة أخرى عبر نافذة السهو.. ولكن لا أعتقد أن مصداقية بعض المشائخ الذين حرفوا القضية عن طبيعتها ستكون قابلة للإصلاح بعد التشققات التي أصابتها..!!
الاثنين.. نقد في الديم
بعد أشهر من خروج سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد الى العلن.. سيخرج كذلك الحزب الشيوعي الى الهواء الطلق عبر سلسلة من الندوات أولها ندوة الاثنين القادمة بساحة الديوم الشرقية بالخرطوم يتحدث فيها نقد بعد أكثر من خمسة عشر عاماً غياباً عن المنابر.. فجماهير الديم والعمارات هي التي حجزت لنقد مقعداً معتبراً في آخر جمعية تأسيسية.
وبعد انتهاء ندوة الاثنين التي نتمنى ألا تعيقها الظروف الطبيعية «الأمطار والغبار» ولا التقديرات الأمنية.. بالقطع سيذهب نقد لمنزله ليستلقي على سريره ليعقد مقارنة هادئة بين الحشود التي استقبلته بالميدان الشرقي بجامعة الخرطوم بعد الانتفاضة وصوت كمال الجزولي الجهوري يشقها طولاً وعرضاً «أقدم لكم الرجل الأول في خندقنا الأمامي» سيقارن نقد بين تلك الليلة.. والجموع أو المجموعات أو الحشود التي ستلتقي به يوم الاثنين بساحة الديم.. وسيجري حينها نقد عملية حسابية بسيطة ليعرف إن كان قد كسب أم خسر.. وإن كانت الجماهير قد غنت له «غيب وتعال تلقانا نحنا يانا نحنا».. أم رددت مع أم كلثوم «لو عاوزني أرجع زي زمان.. قول للزمان أرجع يا زمان»..!!
الصورة المفبركة
ليس بعيداً عن قضية محمد طه.. راجت في الأيام الماضية قصة مختلقة مدعومة بصورة مشوهة الكترونياً.. مختصرها أن بنتاً في دولة عربية قذفت بالمصحف الشريف على الأرض من يد والدتها.. فتحولت البنت في الحال الى مسخ مشوه كعقاب إلهي على ذلك التصرف.. بعض المعلمات في المدارس الابتدائية أكدن للتلميذات صحة القصة، باعتبار أن ذلك حتى لو كان من الكذب الأبيض فسيكون مصدر عظة وعبرة للصغيرات.. الصحافة الاجتماعية التي تجيد الاستثمار في مساحات الجهل والتخلف.. ارتفعت مبيعاتها لأرقام قياسية، وهي تعيد نشر الصورة المفبركة مرة تؤكد الخبر.. وفي مرة تشكك فيه.. ثم تنفي صحته.. وفي مرة تورد تفاصيل أخرى عنه.. ومحلات تصوير المستندات تتكسب بهذه الصورة وهي تحول اهتمام وفضول الزبائن الى دينارات..!! والشائعة هي دائماً بنت غير شرعية لحدث حقيقي.. وأتخيل أن هذه الشائعة هي رد فعل للأحاديث عن إهانة الأمريكان للمصاحف بغوانتنامو.. وهي بنت مناخ محاكمة محمد طه.. يحدث هذا والخريف السياسي لم يشرف بعد؟؟

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved