يا بريمة نحن لا يشرفنا ان تكون السودان مجرد ديكور وعدسة لاصقة في عين العروبة!!
يا أخ بريمة نحن لا نعير اهتماما كبيرا عما إذا كان السودان دولة عربية أو أفريقية لأننا تجاوزنا هذا النمط من التفكير التقليدي الذي ينم عن الجهل والتخلف في عصر العولمة وذوبان الحدود القطرية الضيقة وانكماش ثقافة العقلية الاقصاءية العنصرية التي كانت تكرس هيمنة ثقافة معينة علي ثقافات أخرى لها المقدرة علي المنافسة والتفاعل والعطاء إذا حظيت بالعناية والاهتمام في ظل بيئة تسود فيها روح التسامح والتواضع والاحترام .
يا أخي الفاضل نحن لا نستبعد بوجود قبائل ذو أصول عربية ..هندية ..صينية..تركية..كورية ..هلم جرا في ارض هذا الوطن الحبيب بالعكس نحن نكن كل الحب والتقدير لكل القوميات والأعراق المختلفة بما فيهم الجنس الحناكيشي النيلي المتسلق للشجرة العروبة في غفلة من الزمن وها نحن اليوم ندفع ثمن تلك الحماقة التاريخية التي زجت الشعب السوداني في مهازل ومتاهات مساوية يصعب الانفلات منها أو التخلص من أثارها النفسية السيئة الناجمة من تلك الحماقة الكبرى التي جعل المواطن السوداني موضع السخرية والإهانة من قبل أولئك الذين يتشبث بهم شيخنا الجليل بريمة تارة منبطحا متوسلا وتارة أخرى راكعا ساجدا رافعا كفيه إلى عنان السماء متضرعا متمنيا ان يستجاب دعوته ويعترفوا به مواطنا عربيا حتى لو كان من الدرجة العاشرة ولكن هل من مستجاب ؟ وهل يوجد عربيا واحدا ان يجامله بكلمة واحدة ويطمئن قلبه ويدخله جنة العروبة الخالدة !!
يا أخي الفاضل نحن نتحداك ان تأتى بمواطن عربي ان يستمع لأغنية العربية السودانية يحترم (الفن العربي السودان) او يدندن للموسيقى (الحوزامية العربية السودانية).
يا أخي العزيز دعني اطرح لك سؤال بسيط: أليست نصوص الأغنية السودانية هي مفردات عربية ؟ ألم يدندن الفنان القدير عبد الكريم الكابلي بكلمات عربية فصحى ؟ هل هنالك مواطنا عربيا من المحيط إلى الخليج يجاملك باستماع للكابلي ؟ أليست هذه قمة الإهانة لوهم عروبة السودان ؟ هم نادرا تجدهم يستمعون للموسيقي السودانية ناهيك ان أغنيتك حتى لو كانت في غاية الجودة . إذن لماذا تهرول ونبطح وتطبل لقوم يحتقرون فنك وثقافتك ولغتك السودانية هم دائما إذا أرادوا ان يستفزوك يقولون لك بكل استخفاف واستهتار يا زول ثم يدندنون لك أغنية المرحوم سيد خليفة ( كدا كدا يا ترلى قادرا قندو راني ......بوم بو سوداني إلى اخر الأغنية وهكذا تدور عجلة الزمن ثم تجد نفسك راكبا تاكسي فيجاملك السائق بنفس المقطع الغنائي حتى يتمكن من الاستيلاء علي اكبر قدر من الفلوس باستخدام تلك الوسيلة الثعلبية الماكرة الخادعة المخدرة ثم يلقي بك في اقرب سلة للمهملات وهكذا سائقي التاكسي بدول العربية يتلاعبون بعواطف ومشاعر السودانيين أينما وجدوا حتى لو كانوا في واشنطن أو سطح القمر.
هل الشعب السوداني المميز في حاجة ماسة للمجاملات أم نحن يجب علينا ان نعتز بوجودنا في ذاك المكان الكبير الذي يسمى سلة الغذاء العربي ونحن دائما جوعي وعطشي ومرضي ومنبوذين قابعين في سلة الغذاء العربي ولكننا سنويا نناشد شعوب العالم بتقديم معونات إنسانية عاجلة لسد الفجوة الغذائية التي ظهرت فوق سلة الغذاء العربي العالمي سبحان الله يا لها من مفارقة عجيبة !!
وفي هذا السياق التراجيدي المؤلم المتكرر نحن نطالب وبشدة بحذف عبارة ( سلة الغذاء العربي ) من المناهج الدراسية حتى لا يتم تشويش وعي المواطن بأوهام وخرافات الدجالين والمنافقين وقارئي الفناجين ومدمني القسم الغليظ الذين ركلوا الوطن بالكذب والنفاق الديني إلى الخلف حيث التخلف والجهل والدمار والخراب والفقر والمجاعات والأمراض فويل للذين يكذبون بسم دين الله الحنيف الذي يحث علي العدل والمساواة وينهي عن الكذب وتلاعب بآيات الله الكريم .
يا آخي الفاضل نحن لسنا ضد عروبة السودان ولسنا متشائمين من وجود السودان فيما يسمى جامعة الدولة العربية أو ما يمكن تسميتها بالمجمع الشركات العربية التي أسندت إليها مهمة الدعاية والترويج لمنتجع شرم الشيخ وإبراز مفاتنها الجمالية السياحية التي تدر سنويا ملايين من الدولارات الأمريكية لخزينة المصرية في اكبر عملية خدعة وتزوير لإرادة المواطن العربي من المحيط إلى الخليج فضلا عن تزوير إرادة وهوية الشيخ بريمة الحوازمـــــــــــــــــــي بأساطير وخرافات قرون الوسطي ومنتج شرم الشيخ .
علي فكرة يا بريمة ان عروبة السودان التي تتشدق بها وتدافع عنها بشراسة في المحافل الدولية للآسف الشديد الآن أصبحت تترنح في كف العفاريت والأوغاد ونافخي الكير الذين ولوا وجهوهم للدنيا الفانية وبدوا ينشرون الفسق والفجور( هذه العبارات السوقية مقتبسة من نصوص شيخ بريمة الحوازمي في مقالة له بعنوان ( اين الاخيار من ابناء دارفور....)
بعد كل خمسون عاما من البحث والتنقيب والتنقيح وإعادة صياغة خرافة وأسطورة عروبة السودان توصلنا إلى نتيجة مؤلمة مفادها تتلخص فيما يلي:
لقد اثبت هذه الدراسات بان السودان من حيث البعد الجغرافي والثقافي واللغوي واللوني تقع علي مرمي حجر من العروبة وهي بالطبع مسافة قريبة من واحة العروبة ولكنها لا تعني بان السودان دولة عربية بأي حال من الأحوال وهذا الكلام يتفوه به مواطني الدولة العربية ونحن الأوغاد ونافخي الكير مجرد شهود أعيان لهذا الكلام ونسمع يوميا في الشارع العربي ومن أفواه الأطفال الصغار قبل آباءهم وأمهاتهم وهم أحرار فيما يقولون ونحن السودانيين يجب ان نقر ونعترف بهذه الحقيقة تمهيدا للتحرر من براثن الخرافة الأسطورة التي تحولت في غفلة من الزمن إلى واقع معاش في الشارع السودان وبسبب هذا الوهم الكبير الذي يزعم بعروبة السودان اهتز ثقة السودانيين بهويتهم واستشرى مرض احتقار الذات وإحساس بالدونية وتصاعد معدل الإقبال علي شراء كريمات تفتيح البشرة في السودان لتخفيف من حدة الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية المؤلمة المتولدة من الخرافة التي زجت بالوطن فيما يسمي بالمنظومة العربية التي أقرت بالإجماع بان تكون السودان ديكورا وذيلا مطيعا لهذا الكيان وهذا أمر مؤسف جدا يا شيخ بريمة الحوازمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي .
السودان لا يتعدى كونها مجرد عدسة لاصقة في عين ما يسمى بالجامعة العربية بقيادة الأخ عمر موسى المصري الذي كرس حياته في خدمة مصالح مصر عبر هذا الكيان الذي اختار السودان لتكون مجرد ديكور وعدسة لاصقة إلى اجل غير مسمى عفوا إلى حين يتفتح أعين المغفلين الواهمين بعروبة السودان .
مبارك إبراهيم