فأنهض يا جيل العطاء والإبداع
علم الهدى أحمد عثمان / القاهرة
عندما يقف الدهر- وأيما دهر- بالمرصاد لتطلعات شعب بأثره ويدون التأريخ كل حقيقة بالكاد فى ظل الإحتراب الذى يعيشه خيرة بنى وطننا العزيز: (ويغرد طائر الشؤم بدل الحسون ) كما(تموت الأسد فى الغاب جوعا *** ولحم الضأن" تأكله ما هى دون ذلك" ) حيث هجير الغربة ووهج شرره المستطير وتنامى الوحشة تحت وطأة النسيان ..هكذا فى السودان عدا حال الإنسان أمام ألف حب بيد أنه بحكم آدميته له إرادتين فحسب فكيف إذن يتسنى له تسوية أوضاعه أمام هذا الكم الهائل من حب شتى : (هموم- تطلعات – فحقوق – ثم واجبات ) .. وأصدق شهادة على ذلك ما جرى أخيرا فى قاهرة المعز من مهرجان مصغرأطلق عليه جزافا مصالحة وطنية بمنأى عن كل وطنية ظاهرها الرحمة من قبلها توقيع (مولانا العايش فى الضمير) من جانب . ولا نعيب عليه ذلك المسلك !! لأن
شأنه فى ذلك شأن أى بشروما له من إرادتين ..إرادة العقل .. و إرادة القلب
فبمقدوره تحكيم الأولى بخلاف الثانية التى لا يقوى على مقاومتها – اللهم لا تلمنى فيما تملك ولا أملك – وتشئ هذه الإرادة الأخيرة بمثابة الميل القلبى
فالأدهى فى الأمر هنا فبينما إتجهت إرادة فصائل التجمع –الكامنة فى عقل مولانا – إلى الحصول على ضمانات كافية تكون بمثابة حل شامل .. فى الوقت نفسه جنحت إرادة مولانا القلبية إلى الترضيات - هنا - وهناك وإثر
ذلك كان ميلاد المصالحة الوطنية المزعومة الأخيرة التى تمت بالقاهرة بعد
مخاض عسير ولم يكن فرحا بمقدم المولود السعيد إلا أمه والقابلة (الداية) لأجل أجرها وحفنة من التمرجية والعوام أرباب المؤاذرة على غير هدى وانتظارا ل:(لوليمة سمايته ) وكانت لحظة خروج الأم من المستشفى كما(التوقيع النهائى ) بناء على قرار الطبيب - وليس المجرب – أو صاحب الحق أصالة- بمثابة لحظة الوداع التى ضاعت حيالها تطلعات شعب باكمله وليس حب زعيم فحسب - حكى عشق من لا يهوى – أو عشق التملك - يوم الوداع الحب ضاع .
عزيزى المطلع أعمل معنا نهاك عن سعة أفق هل ما يقوم به البعض من بنى جلدتنا منذ الإستقلال إلى يومنا هذا ضدنا -أخص جماهير الشعب السودانى - يمت إلى الوطنية بصلة ؟! ولماذا حكامنا لايكونون أكثر رحمة بنا بل آذقونا الأمرين إبان سنى حكمهم إنتهاءا بالحكومة الحالية المتربعة على عرش السلطة - يزعمون أنهم أحسنوا صنعا - يتمنون كما لو يعمرون ألف سنة على سدة الحكم - وصوت القدر قائلا لهم : رأيت رؤسا قد أينعت وحان وقت قطافها - لكنهم لا يعلمون - فدعهم سادرون فى أوهامهم وأحلامهم الوردية بل وطغيانهم يعمهون - حتى يأتيهم اليقين ؛ كم ممن أمثالهم إقتلعته من جذوره رياح التغير العاتية عتو الضغط المنخفض بفعل التهميش والظلم والتشريد التى عاناها شعبنا الأبى ومبعث أمله إنجازاته الثورية العبقرية وطاقاته الهائلة الكامنة ومهما طال التكبيل فلا بد للقيد أن ينفك ولا بد للضيم أن ينكشف .. وأخص بالنداء هنا الفعاليات الطليعية الشبابية من الجنسين - جيل العطاء والإبداع المستحقين – ألا يركنون إلى السلبية أكثر من أى وقت قد مضى وعلينا لزاما واجبا وطنى أن ننتفض لسلامة وسيادة وطننا وكرامة إنسانه ولا يتسنى لنا ذلك إلا بالتصدى لهموم الوطن بكل تفان ونكران ذات لأن الوطن الآن فى خطرحقيقى محدق به يتهدده بالتشرزم والشتات فإن لم نكترس لذلك سيأتى يوما من الدهر لا نجد فيه صرح وطن متماسك ويكونون - الممسكين بزمام السلطة اليوم أوالذين يتهافتون تباعا عليها - يوما ما شيئا منسيا ونكتوى نحن بمآلات سوءات سياساتهم الخرقاء لنكون أو لا نكون على أنقاض ما إضطلعوا به جميعا من خروقات على درجة يصعب تقديرها من الجسامة . إذن حان الوقت فى أن تقوم ثورة شبابية – طلابية على طول الوطن وعرضه بغية التغيير المنشود الذى يحفظ للوطن سيادته وللمواطن كرامته وحقوقه وتكوين أجسام على درجة عالية من الكفاءة مقتدرة على الإضطلاع بالتغيير بآليات ذات كفاءة عالية ينضوى تحت لوائها كافة المستحقين والصالحين من الفعاليات الشبابية والطلابية لتفجير ثورة تغيير داوية نمسك نحن معشر الشباب بزمام أمرها وتمثيل الطلاب المقتدرين فى صنع القرار ونضع بذلك حدا لعبث كافة الأجيال التى سبقتنا على حكم السودان ونؤسس لصرح دولة يشعر المواطن تحت سقفها بالإنتماء والأمان ولا يخشى إلا سطوة القانون الذى أقره أو إرتضاه الجميع .. وطن لاتنتهك فيه حرمات الناس ولا تقيد فيه حرياتهم ولا تسلب فيه ممتلكاتهم .. وطن تشئ المواطنة- على نحو حقيقى-
أساسا للحقوق والواجبات . وإثر ذلك عزيزى القارئ نناشدك بأن تضطلع بدور إيجابى تمليه عليك ضرورة وطنية خالصة على نحو ماتقدم بأن نعمل معا لأجل التغيير الشامل فى وطننا السودان الذى يمد إلينا أكف الضراعة توسلا للزود عن حماه - وبلغ معنا ولو بأية من آيات التغيير المنشود فى ظل سودان موحد بالحب والسلام وإنصاف أهله كافة فى الشرق والغرب -دارفور وكردفان – والشمال الأقصى والشمال الأدنى والوسط وهوامشه والجنوب لأجل وضع حد نهائى لهيمنة أو سيطرة حفنة معينة ممسكة بزمام السلطة إفتئاتا على إرادات وحساب ومصالح المجموع .