كما هو الحال في كل الأنظمة الديكتاتورية فان الوصول الى نقطة اللا عودة يضحي شيئا لابد منه كنتاج لسياسات رعناء لاتفرق بين الصحيح والخطأ ولأساليب وضيعة دنيئة لم ينظر واضعيها لأبعد مما تحت أقدامهم. تتقفرق بهم السبل في جهات الانتهازية وتجمعهم الجيف , فيتشاركوا في اقتسامها , لايعنيهم حلالها وهم على حرامها أحرص. يرفعون المثل والأخلاق لافتات لخداع خفيفي العقول ولضرب متوحدي القلوب. يستغلون أسمى المعاني المتمثلة في قيم الناس ومعتقداتهم فيجعلونها أسبابا لتشريع وجودهم اللامسبب ويعلقون عليها اخفاقاتهم التي هي من صنع أيديهم وما قدمته من أكل لحقوق شعب أبي كريم مغلوب على أمره. ان مثل هؤلاء يأتيهم الله تعالى من حيث لايحتسبوا,لقد ظنوا أن مشكل الجنوب قد انتهى وأن اتفاقية سلام الجنوب أمنت لهم مقاعدهم وآمنتهم عليها فاذا الطوفان يأتيهم من الغرب, مثلهم كمثل النمرود الطاغية الذي حاج نبي الله ابراهيم في رب العزة والجلال سبحانه وتعالى فأجابه سيدنا ابراهيم عليه السلام بأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر, نعم لقد بهت أهل الفساد والآفساد يوم أن اتاهم الطوفان من الغرب ليزعزع أركان حكمهم البغيض المقام على شفا جرف هاومن جماجم شهداء أبرار اختارهم الله سبحانه الى جواره بعد أن قتلوا غدرا وغيلة من طلبة جامعات وضباط قوات مسلحة وأفراد مدنيين قتلوا في شوارع الخرطوم الحبيبة وفي معتقلاتها و لم يذهبوا الى مجاهل الجنوب سعيا أن تلتقط لهم صور تبث مساء كل جمعة في برامج مشاهدها مفبركة فترتفع بذلك أسهم في دولة التمكين والمشروع الحضاري فيغدون بعد حين من أهل الحل والعقد في دولة الفساد والباطل, فأصبحنا نسمع عن مجاهد من رجال الأعمال وأهل الاستثمار. وبات شعبنا العزيز يتمنى عدم انبلاج فجر الغد في عهد سلطة عادت به الى العصر الجاهلي , الى عهد الجوع والمرض والأوبئة في عهد سلطة هي أصل البلاء والوباء .
نعم عادوا بالسودان الغالي الى العصر الجاهلي الى عصر قرض فيه امرؤ القيس معلقته المشهورة التي يشكو فيها حاله ويسامر فيها ليله معاتبا حين قال:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بصبح وما الاصباح منك بأفضل
غدا ليل السعب السوداني حالكا طويلا كليالي الشتاء ذات البرد الزمهرير وتحول يومه في ظل حكمهم بائسا وهزيلا كهزال سياساتكم المخلوطة بالنفاق واللعب بالدين و المقدسات, ان جاءتكم حسنة كانت هذه هي الانقاذ والاعجاز والانجاز وان أصابتكم سيئة كانت هذه هي الابتلاءات و الصبر والمصابرة والرباط, وان أتتكم غنيمة خففتم اليها كما تخف الضباع الى الجيفة وان حلت بكم مصيبة فزعتم عنها ودفعتموها الى الشعب لكي يحملها وحيدا رغما عنه وعلما منكم بأن لاناقة له فيها ولاجمل وانما هي حصيلة لأخطائكم , في عهدكم زيفتم الحقائق وأكلتم السحت واستبحتم أعراض الناس وسولتم لأنفسكم ماحرم عليكم , وحفظتم من قواعد الفقه الاسلامي أن الضرورة تبيح المحرمة وصادف زعمكم هوى في قلوب البعض ممن يتقن حفظ هذا السجع وتلكم القوافي فالحقتموهم بكم وزراء وخفراء ليحللوا لكم متشابهات الأمور ولياصلوا لكم محدثاتها, فضرورة تبيح محرمة و حلال يحرم للضرورة وبدعة يشرع لها فقهاؤكم قياسا لتقاس به فتصير من مباحات الأمور, وظللتم في غيكم سنين عددا ورب العزة والجلال يمهل ولا يهمل سبحانه وتعالى. وتناسيتم قصدا أنها لو دامت لسواكم لما آلت اليكم يا معاشر الظلمة, ولكنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا
لكل شيء اذا ما تم نقصان
فلا يغرن بطيب العيش انسان
ان أمثالكم من حثالة الأرض وشراذمتها لامكان لهم يحتويهم سوى مزابل التاريخ مع الطغاة وأعوانهم ممن يلعنهم أهلوهم وذويهم . ألا لعنة الله على الظالمين.
وها نحن نرى عقباكم خزي وهوان , تأكلون بعضكم بعضا يوم أن جد الجد , تخفون عن الناس ماالله تعالى مظهره, لقد سقط أحد أصنامكم قبل أيام خلت ومن نعمة الله على الخلق أنه سقط على يد أحد طواغيتكم وليس بيد الشعب .فقبل السيد الرقيص عمر البشير استقالة عبدالرحيم نحنا مستهدفين أحد رموز السلطة والفساد والارهاب ووزير الداخلية في هذا العهد المنتهي أجله في القريب العاجل بأذن الله تعالى. غير ان المتابع لسير الأحداث ومجرياتها يرى أنه لامناص من أن تربط هذه الاستقالة بالعديد من الأستنتاجات التي لايمكن أن تتوقف عند مجرد اعتبارها رغبة من سيادة الوزير الهمام في ذلك. لقد تلت هذه الاستقالة التقرير الذي أصدره وزير العدل علي يس والمتعلق با نهيار بناية الرباط , حيث لم يأتي هذا التقرير مبرأ لساحة وزير الداخلية بل على العكس كانت فحوى التقرير هو توجيه أحدى النيابات الخاصة ألا وهي نيابة المال العام بفتح تحقيق في الأمر,وكان على اثر ذلك اعتقال عدد من ضباط وزارة الداخلية اضافة الى مالك شركة رويال التي بنت بيت السيد وزير الداخلية نفسه.
لكن مع استقالة وزير داخلية النظام بدا واضحا أن مسلسل صراع مراكز القوى داخل تنظيم الجبهة أخذ منحا جديدا من التصاعد والحدة, ولمن يقرأ بين السطور ويخبر العقلية التي يتعامل بها الكيزان فان هذاليس بالأمر الغريب في ظل الضغط الخارجي الكبير الذي يتعرض له نظام الفساد في الأرض من قبل الأمم المتحدة والدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها , ذلكم الضغط الذي جعل رأس النظام يفقد أعصابه أما الملأ ويقسم بطريقة تخلو من الكياسة والحنكة ولاتليق برئيس دولة, واذا أضفنا الى ذلك الآستحقاقات الداخلية المتمثلة في الآتفاقيات التي عقدها النظام مع أطراف المعارضة شمالية وجنوبية وأخذنا بعين الاعتبار أن التنصل من هذه الاستحقاقات سيعد ضربا من المستحيلات بسبب الأوضاع الراهنة والمحيطة بالسودان الغالي, كل ذلك يقودنا الى أن نتوقع أن صراعا مريرا قد بدأ ينشب بين مراكز القوى في السلطة الحالية, ونعني بمراكز القوى الأفراد من طبقة التنفيذيين وهي طبقة الخط الثاني في تنظيم الجبهة بعد طبقة المنظرين والمفلسفبن, واذا كان لابد من التحليل الممنطق والممنهج لاستقالة عبدالرحيم نحنا مستهدفين بحيث يقودنا هذا التحليل الى الوصول الى الوعي الشامل بكل مايحيط بالسلطة في الخرطوم , فاننا نجزم أن تقرير وزارة العدل قد مر على طاولة وزير الدولة في وزارة العدل السيد الهمام علي كرتي وأن هذا التقرير ما كان له أن يخرج الى الرأي العام لولا موافقة وزير الدولة في وزارة العدل عليه. ولكن لماذا وافق الوزير كرتي على نشر هذا التقرير؟؟؟ وللأجابة دعونا نحلل الأمر من البداية
وزارة العدل كما هو معروف للجميع تدار بواسطة أحد كوادر الجبهة الاسلاماوية المقربون الشهود, ألا وهو علي كرتي قائد عصابات الدفاع الشعبي السابق, وأحد المطلوبين الى لاهاي حاليا, ان السيد علي كرتي وزير الدولة في وزارة العدل هو العقل المدبر واليد الخفية لهذه الوزارة, وهو شخص معروف بضعف كفائته المهنية وهشاشة خبرته في المجال العدلي بل ومشهور عنه أيضا تخطي صلاحيات منصبه كوزير دولة .
وكثيرا ما وضع الحكومة في مأزق أمام الرأي العام بسبب تصرفاته التي يتجاوز فيها حدوده, الى درجة استفزت أحد الكتاب المحسوبين على السلطة ألا وهوالأستاذ المهندس عثمان ميرغني فكتب قبل أشهر خلت في صحيفة الأي العام عن حالة تجاوز فيها وزير الدولة في العدل صلاحياته وأبطل قرارا أصدره الوزير الأساسي علي يس لكي يمرر قرارا يتناسب وهوى نفسه ويتناقض مع نظم ولوائح الوزارة.
وكغيره من الكيزان الوصوليين فالسيد كرتي تسلق في سلم العمل العام ليصل الى منصبه الحالي دون توافر الكفاءة فهو محام لم يسبق له أن مارس المهنة ولكنه استغل علاقته بأفراد التنظيم للالتحاق به ثم قفز في المواقع وسبحان مغير الأحوال فمن كرسي في مغلق في السجانة الى كرسي وزير دولة بوزارة العدل, ولكن هؤلاء هم الكيزان رمم وطفيليات ,
ان التجربة تثبت أن الصراع بين هؤلاء القوم قد بدأ فعلا فقبل أعوام خلت تم التخلص من عدد من رموز الفساد , فالجيمع يذكر يوسف عبد الفتاع وصلاح كرار وغيرهم وقد آن الأوان للتضحية بعدد آخر وهذه المرة سيكون حجم الضحايا أكبر قليلا, عبدالرحيم محمد حسين والسيد عبدالحليم المتعافي وعلي كرتي وغيرهم من رموز الفساد كلهم سيطاح بهم في المرحلة القريبة المقبلة بأذن الله.
ان لكم موعد مع شعبكم . ان موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب؟ أليس الصبح بقريب؟؟ أليس الصبح بقريب.
للأبلاغ عن ممن يشتبه تورطهم الأكيد في قضايا دارفور كعبدالرحيم مستهدفين وغيرهم هذه هي الأرقام,
رقم الهاتف: 0031705158560
رقم الفاكس: 0031705158395
د/عمر عبدالعزيز المؤيد / رجل أعمال سوداني أثيوبيا أديس أبابا