الصحفيين والصحافة عالم ملئ بكل أنواع الاخلاق وتداخلاتها لكن الاخلاق الصحفية المتعارف عليها والتى يلتزم بها كل من له ضمير وأخلاق وهى: الدقة، الموضوعية، عدم التحيز، والانصاف، والمسئولية، هذه المهنة التى حاول الكثيرين من الصحفيين ذوى الضمير والاخلاق أن يخلصوا هذه المهنة من التهم التى تلاحقها فى أى مكان، كما يقول جون سيمسون مراسل البي بى سى المعروف فى سيرته الذاتيه مهمة الصحفى الاساسية هى كشف الحقيقة، وليفعل ذلك يجب أن يكون منصفا وأن يتوخى الدقة فى نقله للأحداث.

الصحفى الفرنسى فيليب الذى يعمل بالليموند وهو من أوائل الصحفيين الذين ذهبوا الى دارفور بعد سماعهم بالاحوال المتدهوره فى دارفور ذهب بنفسه، معرضا نفسه للخطر والنوم فى الخلاء وكل هذا من أجل أن يتوخى الحقيقة ماذا يدور هناك؟

الصحفية البريطانية جولى فلينت العام الماضى ذهبت الى دارفور ومكثت أكثر من شهر وجمعت تقرير مدهش قدمته لمنظمة هيومان رايت وتش بعنوان دارفور دمرت.
http://hrw.org/reports/2004/sudan0504

خالد الاعيسر يبدو إنه صحفى له رؤية وحكم مسبق جاهز لما يدور فى درافور وهو كسودانى لم يستفزه منظر الاطفال والنساء ضحايا نظام الخرطوم ومليشياته ودفعه الى توخى الحقيقة بنفسه فى دارفور كما فعل الصحفيين المذكورين أعلاه وهذا أمر نتركه لضميره، لكنه عمل على أن يضع خدمته فى مصلحة خط نظام الخرطوم وسفارته فى لندن بأعتماده على تقارير المشبوه ديفيد هولى* مدير منظمة المجلس السودانى الاوربى التى تقدم خدمات لوبى مدفوعة الأجر لحكومة الخرطوم، ليفهم مايدرو فى دارفور.
http://www.espac.org/profile/profile.html

وترويجه لمظاهرة تدل على غباء منظميها وعدم أدراكهم لمناخ هذه البلاد وكيف يدار العمل التطوعى فيها، وكيف تلتقى وتتقاطع مصالح مجموعات أثنية كثيرة تقطن فى هذه المدينة لمحاربة العنصرية وترسيخ مبادئ حقوق الانسان من مختلف الديانات والأثنيات العرقية.

عندما نقل أحداث الندوة التى نظمها المنبر اليهودى للعدالة وحقوق الانسان، برز تحيزه من العنوان الذى إختاره لخلق نوع من الاثارة أضف الى تشويهه لما قاله المتحدثون إما بالبتر، أو بالاضافة، أو بتقويل المتحدثين كلام لم يقولوه أصلا
مثلا تشويهه لما قالته ليز هودجيكنز ممثلة أمنيستى:
كتب خالد (وأكدت أن الشعب السوداني عرف عنه عالمياً أنه شعب صاحب تاريخ وأصالة وأنه من أكثر الشعوب حباً للسلام، وتسألت "كيف للعالم أن لا يتحرك لوقف القتال بين الجماعات المسلحة والتي يدفع ثمنها هذا الشعب العظيم". وهذا كلام مبتور وبه أضافة من عنده البتر والذى لم يذكره وما قالته ليز ومسجل فى شريط الفيديو وبتره خالد هو (كيف يسمح شعب بمثل هذه الصفات أن يحدث موت كهذا فى وسطه).

مثلا قوله (أثارت بعض التسأولات خاصة من قبل السودانيين الحاضرين بحجة أن الفيلم تضمن مشاهداً ليست حقيقة وأن الشخصيات التي عرضت لا تربطها بدارفور وانسان السودان أية صلات.
والمضحك إن الشخص الوحيد الذى أثار هذا التساؤل هو خالد نفسه ولا شخص سواه وكيف تحول خالد الى عدد من الاشخاص ربما هذه حالة Cloning استنساخ خاص جدا به.

مثل هذا السلوك المشين يمكنه أن يناسب صحفى الانظمة الدكتاتورية والشمولية التى صنعت عقليته، لكن لا يفيد أو يجدى فى هذه البلاد لأن الندوة مسجلة فى فيديو منذ البداية الى النهاية لو تمت مقاضاة هذا الصحفى فى محكمة فى هذه البلاد سوف يدخل نفسه والجهة التى يكتب لها فى موقف حرج، فهذا ليس السودان، والمنظمات التى يتحدث عنها منظمات مسئولة لها تاريخها الطويل والمعروف فى عمل حقوق الانسان محاولة تمريرهم بأنهم جزء من مؤامرة يهودية تجاوز غير مقبول وغير أخلاقى.

وخالد هذا يعمل بصحيفة الزمان وهى صحيفة معروفة فى لندن ويمكن لهذه المنظمات مقاضاته لو تمادى هذا الصحفى فى تشويه الحقائق كما ورد فى تقريره الغير أمين الذى نشره فى سودانيز أونلاين.