ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
بابكر حسن مكي الصحفي الرائع في زمن الفواجع بقلم بدرالدين حسن علي – تورنتو
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/23/2005 11:49 م
بابكر حسن مكي الصحفي الرائع في زمن الفواجع بدرالدين حسن علي – تورنتو [email protected] وها هو إسم مهم جدا في حياتي الصحافية يرحل عن دنيانا قبل أن يجف القلم الذي نعيت به وفاة الفنان الشامل الفاضل سعيد ، رحل بابكر حسن مكي ، OH MY GOD ، وأحس مع رحيله أنني أرحل " بالقطاعي " وهذا ما يحزنني أكثر ، وفاة مكي قتلتني تماما ، وأقسم بالله أنني لم أصدق الخبر فسارعت بالإتصال بأقرب المقربين إليه والذين أكدوا رحيله وما دروا أنهم يؤكدون رحيلي أنا أيضا " خذوا دنياكمو هاذي فدنياواتنا كثر " . تعرفت على بابكر حسن مكي في الكويت عام 1978 - ولا أستطيع أن أنطق إسمه إلا كاملا حتى عندما أتحدث إليه شخصيا – وكان يضحك ويقول لي لماذا لا تقول بابكر ، فأرد عليه بمكر شديد إسمك الكامل موسيقى فرائحية ، فيضحك بتهذيب شديد وقد أدرك المعنى ، وخلال كل السنوات التي قضيناها معا في الكويت حتى سنة الغزو العراقي كنا أصدقاء " جدا " ، كنت وقتها أعمل محررا بجريدة الوطن الكويتية لصاحبها محمد مساعد الصالح ، وكان هو يعمل بجريدة السياسة لصاحبها أحمد الجارالله ، وبين الصحيفتين شعرة معاوية ، وأصبحنا أربعة أصدقاء بعد أن إنضم الصحفي الذكي الرقيق محمود عابدين للسياسة وإنضم الصحفي الجبار فتحي الضو للوطن ، وكان لكل منا " ليلاه " ، ولكننا كنا نحب بعضنا " جدا " ، أنا شخصيا زرت بابكر حسن مكي في مكتبه عشرات المرات ، وقد هزمني لأنه كان أكثر صراحة مني رغم أنه أصغر سنا ، ويبدو أنه أدرك ذلك فأكثر من إتصاله بي ، بل شرع يخصني بأسراره المهنية والإجتماعية والسياسية ، في وقت إشتد فيه الصراع السياسي في الكويت ، وأذكر أنني وقفت إلى جنبه عندما نشر كتابه عن نميري وهنأته شخصيا وكان سعيدا جدا بذلك ، بابكر حسن مكي صحفي حتى النخاع ، ويفهم الصحافة من الألف إلى الياء ، صحفي متمكن من جميع النواحي ولا داعي للتفاصيل ، مصادم جدا قوي جدا نبيه جدا فقط أحب أن أضيف شيئا واحدا أنه كان رقيق جدا وربما لهذا السبب رحل مبكرا ، في كل حياتي معه حتى بعد الغزو العراقي وإنتقاله إلى مكتب المغرب ثم مكتب السعودية ثم مرة ثانية الكويت كنا على إتصال وعلى ود ومحبة خاصة ، ولذا كنت مداوما على قراءة زاويته " أوراق " على صفحة سودانايل ، صحيح أن الخجل مذموم وسط الرجال في الثقافة السودانية ، ولكني أعتبر خجلي الآن عاطفة ثورية إزاء شخص وهب حياته القصيرة من أجل صدق الكلمة وشرف الكلمة ، فنم هانئا في مرقدك وسأظل أحترم كل ما كتبت إلى أن ألتحق بك ، يا أعز عزيز . أبو مهيرة ولي عودة
للمزيد من االمقالات