لقد وقع الطرفان التجمع الوطنى وحكومة السودان اتفاقا جديدا يضاف الى حصيلة الإتفاقات العديدة التى تتميز بها السياسة السودانية وهذا الإتفاق يفترض به أن يرجع الى الخرطوم بالتنظيم الأكبر فى قوى المعارضة .
لكن هل هذا هو وضع التجمع اليوم ؟ ولماذا قبل كيان المعارضة الرئيس أن يرجع الى الخرطوم وفق اتفاق غير معلوم الأبعاد ؟
الجواب بسيط لم يعد هناك شىء اسمه التجمع .
الفصيل الأكبر حزب الأمة ودع التجمع مبكرا وعاد لينضم الى معارضة الداخل
SPLM وقعت الاتفاق الشهير بنيروبى
عدة تنظيمات وأحزاب صغيرة إما ابتلع قضايها قرنق فى اتفاق نيروبى كتلك الممثلة لجنوب كردفان أو أن الشارع السودانى نسيها أو لم يسمع بها مطلقا مثل التحالف الفدرالى [ هل سمع به أحدكم؟].
التنظيمات المقاتلة فى شرق السودان مؤتمر البجة والأسود الحرة والتى تمثل الثقل الإثنى لشرق السودان شقت طريقها خارج التجمع فى الجولة السابقة حين حاول السيد الميرغنى تعيين مندوبين عنه للتفاوض على ملف الشرق بعيدا عن هذه التنظيمات وأعقب ذلك الأحداث المؤسفة فى بورتسودان .
أخيرا وليس آخرا الحزب الإتحادى الديموقراطى بزعامة رئيس التجمع السيد الميرغنى , الحزب الذى يتركز نفوذه فى مناطق شمال وشرق السودان ضحى فى طريقه الى الخرطوم بتأييد مواطن الشرق الحليف التاريخى
له . كما أنه كان قد عانى مبكرا من انشقاق الشريف زين العابدين الهندى زعيم كتلة جنوب الجزيرة الثالثة فى الحزب .
وليس سرا ان الحزب أو بالأحرى السادة المراغنة كانوا قد رتبوا لعودتهم مبكرا فالسيد أحمد الميرغنى موجود حاليا بالخرطوم وقد أعاد استلام كل املاك المراغنة وهو ينتظر فقط عودة اخيه المتفق عليها منذ لقاء جدة الشهير بين الميرغنى وطه قبل حوالى عام
ولذلك كان اتفاق القاهرة مجرد تكملة للصورة
إذن ماتبقى من التجمع يعود الى الخرطوم وهو يمثل المصالح الضيقة لرجاله المتبقين الذين اقتنعوا ألا وزن لهم يؤهلهم ليقتطعوا من الكيكة إلا ماتصدق به طه قربة للرحم وقرنق وفاءاً للأيام الخوالى
وهكذا فإن الإتفاق الذى كان يفترض به أن يقرب الشقة السياسية ويضيف أملاً انتظره السودان طويلاً تعرض هو الآخر للخصخصة .
وبعد هذا الكم من الإتفاقات لانزال بلا حل لمشكلة دارفور والشرق والسجون تعج بالضباط الذين اتهموا بالتخطيط الانقلابى على أساس جهوىٍ بلا أمل فى الإفراج عنهم فهم لايستحقون العفو كما استحقه العميد
عبد العزيز خالد ,
يعود التجمع والغصة لم تنمحى عن حلوق النساء فى بورتسودان وهن يرقبن السيد يتخلى عنهن ويهرع الى الخرطوم بحرى وينال حظه من الراحة
هذه استراحة المحاربين وقسمة الغنائم وليس السلام الذى ينتظره الشعب السودانى
الطريق الى الحل لا يزال طويلا عسى أن أبلغ آخره المرة القادمة
سأعود
أواه عبدالمنعم
القاهرة