السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قبل الحل . بقلم أواه عبدالمنعم-القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/21/2005 10:05 م

يبدو أن ديناميكية المسرح السياسى السودانى لا يضاهيها مثيل بين قريناتها فى المنطقة على الأقل , فبعد أن عقدت العزم أكثر من مرة على نشر الجزء الثانى من مقالة هل نريد حلا وجد قلمى أن المتغيرات السياسية أصبحت تضيف كل يوم عنصرا جديدا للقضية السودانية الشائكة أصلا .
فخلال اسبوع واحد هو الفاصل بين مقالتى الأخيرة واليوم وقع التجمع الوطنى اتفاق القاهرة مع الحكومة السودانية وانعقدت جولة مباحثات جديدة حول ازمة دارفور بأبوجا كما وصل المدعى العام الهولندى لمحكمة العدل الدولية الى القاهرة وأعلنت مجموعة من القادة الميدانيين فى دارفور تأسيس حركة جديدة فى الإقليم
كما حدث اقتتال بين مجموعات من العدالة والمساواة وحركة تحرير السودان علاوة على تصفيات جسدية لعناصر مقاتلة داخل حركة تحرير السودان .
وبالتاكيد فسأكون نسيت أشياء كثيرة أخرى , لكن ما نتفق عليه جميعا أن الوقت قد حان للبحث عن سلام حقيقى وجاد, وهكذا فإن الأحداث الدائرة تثبت وللأسف أن خطوات السلام المرجوة ليست محل اهتمام أحد ولا أظن أن اتفاق التجمع بالقاهرة قد أضاف لبنة الى جدار السلام بقدر ما حفر نفقا آخر الى جوار نفق على عثمان قرنق
الذى يخصخص السلام , هذا تعبير جيد لتوصيف هذه الإتفاقات (خصخصة السلام) بمعنى أنه ومن الواضح انه سلام جزئى.
لا أريد أن أبدو رافضا لكل اتفاق سلام يوقع لكن هذه اتفاقات تجار تجرى على مبدأ المصالح المشتركة ليس لمن يمثلونه من الشعب السودانى بل لذواتهم الضيقة .
وقبل ان اسلط اضواء اً اكثر على اتفاق القاهرة سأستعرض مسرح الأسبوع ففى أبوجا لا تزال الحكومة وحركتى دارفور تتبادلان الإتهامات بشأن الجدية فى التفاوض , وببساطة كلا الطرفين ليس جاداً
الحركات المسلحة على خلفية مشكلات داخلية حقيقية برزت بشكل واضح فى صدامها الأخير ومقتل العشرات من أفرادها قبل أن تحمل الأخبار تصفية مجموعة من عناصر جيش تحرير السودان فى أزمة داخلية , هذا عدا الترهل فى البنية الإدارية لهذه الحركة يكفى أن نعلم انها لاتعقد اجتماعات وليس لها جيش بقيادة موحدة انها فى الواقع مليشيات متنافرة يصل الحد بينها الى الإقتتال , وربما هذا ما دفع عددا من قادتها الميدانيين الى سحب ثقتهم من قيادتهم الحلية اثناء جولة التفاوض وتسمية المهندس منصور أرباب قائدا لهم فى حركة جديدة , لقد التقيت هذا الرجل فى القاهرة وسمعت عنه الكثير وسأفرد لهذه القصة مقالة اخرى .
لكن هذه الخطوة اضعفت بالتأكيد موقف هذه الحركة التفاوضى ومصيرها السياسى
أما حركة العدالة والمساواة والتى هى أكثر انضباطا فقد أصبحت رائحة الجهوية تحوم حولها وأيا كان مدى دقة هذه الأخبار فهى نذير شؤم لا يمكن تجاوزه بمجرد الإنكار ,إن هذه العلة تحديدا هى التى قادت هذه الحركة تحديدا الى قتال الخرطوم .
على العموم قيادة هذه الحركات ليست فى ابوجا لسبب آخر وهو أن مجرد تعيين الحكومة ل د. مجذوب الخليفة رئيسا لوفدها يعنى بالعربى الصريح أنها ليست مستعدة بعد للتوقيع وأنها تناور لكسب الوقت فقط وبرهان رغبتها فى التفاوض ولها فى ذلك دافعان
الأول هو عدم موائمة الوضع للدخول فى اتفاق جديد ينقص من كيكة نيروبى وهى تعرف ماتريده الحركات من نصيب فى السلطة القومية أسوة بقرنق , مما سيطرح معضلة الشرق كذلك من أوسع الأبواب .
وبالتالى لا مجال لهذا الإتفاق على الأقل فى الوقت الراهن وإن كانت المعضلة غير قابلة للحل مطلقا ما لم يعدل اتفاق السلام الموقع فى نيروبى ...لدينا حالة تواطؤ بين الحكومة بشقيها المؤتمر الوطنى والSPLM
الثانى هو محكمة العدل الدولية فالخرطوم لن توقع اتفاقا وسيف لاهاى مسلط على رأسها ستناور بالمفاوضات وبمحكمة محلية وغير ذلك حتى تصل الى تسوية مع الغرب حول الرؤوس الكبار على أقل تقدير , نعرف جيدا انها ستسلم المطلوبين فى النهاية ولكن ليس كلهم.
يبدو المشهد الدارفورى مظلما كمثيله فى شرق السودان وعلى هذه الملفات أن تنتظر طويلا قبل أن تحصل على سلام عادل
لقد تنبأت بذلك يوم جاء مجلس الأمن الى نيروبى لمناقشة المشكلة السودانية , يومها ذهلت مثل الآخرين لمعرفة أن المجلس لم يتطرق لمشكلة دارفور التى كانت فى أوجها واكتفى بالحديث عن ان تفاهمات نيروبى تشكل قدوة حسنة لبقية اقاليم السودان ؟؟؟ لانريد قدوة نريد سلاما لنا جميعا , السلام لايجزأ... وليس من الضرورى أن ينتزع أيضا .
بالعودة الى القاهرة فقد سمعت يوم 16 يونيو ولأول مرة منذ حوالى السبعة عشر عاما هتافات عاش ابو هاشم واضيف اليها هذه المرة (لا سلام بلا عثمان) فى الإشارة الى النائب الذى كان رئيسه كذلك موجودا .


لقد وقع الطرفان التجمع الوطنى وحكومة السودان اتفاقا جديدا يضاف الى حصيلة الإتفاقات العديدة التى تتميز بها السياسة السودانية وهذا الإتفاق يفترض به أن يرجع الى الخرطوم بالتنظيم الأكبر فى قوى المعارضة .
لكن هل هذا هو وضع التجمع اليوم ؟ ولماذا قبل كيان المعارضة الرئيس أن يرجع الى الخرطوم وفق اتفاق غير معلوم الأبعاد ؟
الجواب بسيط لم يعد هناك شىء اسمه التجمع .
الفصيل الأكبر حزب الأمة ودع التجمع مبكرا وعاد لينضم الى معارضة الداخل
SPLM وقعت الاتفاق الشهير بنيروبى
عدة تنظيمات وأحزاب صغيرة إما ابتلع قضايها قرنق فى اتفاق نيروبى كتلك الممثلة لجنوب كردفان أو أن الشارع السودانى نسيها أو لم يسمع بها مطلقا مثل التحالف الفدرالى [ هل سمع به أحدكم؟].
التنظيمات المقاتلة فى شرق السودان مؤتمر البجة والأسود الحرة والتى تمثل الثقل الإثنى لشرق السودان شقت طريقها خارج التجمع فى الجولة السابقة حين حاول السيد الميرغنى تعيين مندوبين عنه للتفاوض على ملف الشرق بعيدا عن هذه التنظيمات وأعقب ذلك الأحداث المؤسفة فى بورتسودان .
أخيرا وليس آخرا الحزب الإتحادى الديموقراطى بزعامة رئيس التجمع السيد الميرغنى , الحزب الذى يتركز نفوذه فى مناطق شمال وشرق السودان ضحى فى طريقه الى الخرطوم بتأييد مواطن الشرق الحليف التاريخى
له . كما أنه كان قد عانى مبكرا من انشقاق الشريف زين العابدين الهندى زعيم كتلة جنوب الجزيرة الثالثة فى الحزب .
وليس سرا ان الحزب أو بالأحرى السادة المراغنة كانوا قد رتبوا لعودتهم مبكرا فالسيد أحمد الميرغنى موجود حاليا بالخرطوم وقد أعاد استلام كل املاك المراغنة وهو ينتظر فقط عودة اخيه المتفق عليها منذ لقاء جدة الشهير بين الميرغنى وطه قبل حوالى عام
ولذلك كان اتفاق القاهرة مجرد تكملة للصورة
إذن ماتبقى من التجمع يعود الى الخرطوم وهو يمثل المصالح الضيقة لرجاله المتبقين الذين اقتنعوا ألا وزن لهم يؤهلهم ليقتطعوا من الكيكة إلا ماتصدق به طه قربة للرحم وقرنق وفاءاً للأيام الخوالى
وهكذا فإن الإتفاق الذى كان يفترض به أن يقرب الشقة السياسية ويضيف أملاً انتظره السودان طويلاً تعرض هو الآخر للخصخصة .
وبعد هذا الكم من الإتفاقات لانزال بلا حل لمشكلة دارفور والشرق والسجون تعج بالضباط الذين اتهموا بالتخطيط الانقلابى على أساس جهوىٍ بلا أمل فى الإفراج عنهم فهم لايستحقون العفو كما استحقه العميد
عبد العزيز خالد ,
يعود التجمع والغصة لم تنمحى عن حلوق النساء فى بورتسودان وهن يرقبن السيد يتخلى عنهن ويهرع الى الخرطوم بحرى وينال حظه من الراحة
هذه استراحة المحاربين وقسمة الغنائم وليس السلام الذى ينتظره الشعب السودانى
الطريق الى الحل لا يزال طويلا عسى أن أبلغ آخره المرة القادمة
سأعود


أواه عبدالمنعم
القاهرة

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved