السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ثلاثة أم ثلاثون مليون؟؟ - ليس هكذا تورد الإبل !! - بقلم علم الهدى أحمد عثمان / القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/21/2005 1:50 م

[email protected]

إن تأتى المصالحات الوطنية فرادى فلا ضير فى ذلك على غرار - إتفاق مشاكوس – من قبل - وإتفاق القاهرة -أخيرا فهذا يحكى إلى حد كبير ما يجرى فى أروقة الجامعة العربية التى تزعم أن لها القدح المعلى فى إرساء دعائم السلام فى السودان ويتضح وجه الشبه هنا أن كافة القمم التى إضطلعت بها هذه الجامعة العربية لم تقدم جديد يذكر بالنسبة للقضية العربية برمتها إلا من قبيل التأخير إزاء هذا القصور الماثل من قبلها حيال ذلك كان كفيل فى خاتمة المطاف بوضع هذه المنظومة العربية – موضع نزاع – على حد ذاتها مما نخشاه من حال على السودان من أيلولة الأوضاع فيه على نحو ماجرى للجامعة العربية وتشئ وحدة العلة فى هذا الشأن ومقدمات الأسباب وتداعيات النتائج ومآلات الأوضاع الأليمة التى نلحظها اليوم تلو الآخر خير شهادة على ذلك ؛ لكن تدق المسألة عندما تكون هذه وتلك الإتفاقات اللاحقة إستجابة لضغوطات نتيجة جنوح الأطراف الأخرى إلى إستعمال القوة لقناعة هذه الأطراف التى تشكو عناء التهميش - بأن القوة هى التى تنشئ الحق بل وتحميه - ؛ وبالتالى ينتاب الجميع بأن من يريد أخذ حقه فى ظل هذه الظروف والأوضاع الراهنة المضنية ألا مناص إلا فى إستخدام القوة حتى يجد أذن صاغية من خلالها تكفل له حقوقه التى كانت مهضومة ومنتهكة فى ظل الصمت والسماح على وجه أكيد ، وهذا هو عين الواقع الذى نعيشه اليوم فى السودان ، وماهو جلى لكل متابع بأن كافة أقاليم السودان ترزح تحت عناء التهميش والظلامات المعلنة وغير المعلنة مما يستدعى حتما التصدى لها وتقدير إنصافات محققة على كافة الأصعدة . ( ثمة سوال يطرح نفسه بإلحاح : من الذى أعطى هؤلاء الحق فى توزيع ثروة السودان أو تقسيم السلطة فيه على أثنين أو ثلاث كما تم أخيرا إفتئاتا على حساب ثلاثين ونيف مليون سودانى؟؟ ) فهذا على حد ذاته يمثل جرما لا يغفر لما فيه من إختلاس للمال العام (خيانة أمانة) و هضم وتلاعب بحقوق وثروات الناس وتغييب مقصود لإراداتهم التى تقرر على نحو أصيل التصرف فى هذه الثروة أو تلك السلطة على أساسي المواطنة دون تميز .

ونحن نلاحظ أن المستفيد أولا وأخيرا من زخم السلام الحاصل الآن فى السودان هو إقليم جنوب السودان وحفنة أرباب الوصاية المفروضة على الجماهير بالمركز ،مما يثقل كاهل الأقاليم الأخرى التى تترقب الأمر بحذر مريب لعلمها علم اليقين بأن تحقق السلام على هذه الوتيرة لا يسهم فى إنصافها ، وطالما الأمر عدا كذلك فلابد لمن أراد أن يسترد حقوقه المسلوبة وصونها أن يعلن مبدأ القوة على نحو أصيل لإنشاء الحقوق وحمايتها .

نحن نعلم أن السودان قطر شاسع مترامى الأطراف وأن درجات الوعى والنضج السياسى لدى شعبه قد خطت خطوات غير مسبوقة وهذا مامعناه أن حجم المطالب من قبل الجماهير ستزداد فى إتجاه بينما القصور من قبل المركز – الحكومة الفعلية - القابضة على زمام الأمور يتنامى فى إتجاه مغاير مما يضفى أعباء على كاهل الأقاليم وهنا تبرز معالم التهميش ،فكان ينبغى عند النظر لحل مشاكل السودان المتراكمة على وجه من الروية وسعة الرؤية بحيث تؤخذ هذه المشاكل جملة دونما إجتزاء للحلول المثلى التى نحن فى مسيس الحاجة لتبلورها على نحو شامل حتى لا يشكو أحد على طول الوطن وعرضه عناء ظلامات ، لكن لما يجنح النظام الحاكم إلى الحلول الجزئية فى مسعى لتأمين موقفه وتسوية أوضاعه مع أطراف هى كانت أو مازالت تمثل مبعث خطر بالنسبة إلى مركزه مما يمثل باعثا للنظام ودافعا له لتوقيع إتفاقات بأى كيفية وأى ثمن إفتئاتا على حساب أوإرادات الفئات أو الأطراف أو الأقاليم الأخرى ، مما يحدو بهذه الأطراف أو تلك الأقاليم إلى إستخدام وسائل - وإن كانت تشكل عاملا مهددا للأمن القومى فى سبيل تأمين مواقفها هى الأخرى – حتى كما لو كان –لابد مما ليس منه بد – ولا نعتقد بأن الجهات المعنية المنوط لها صنع القرار على درجة من اللا وعى مامؤداه

أن ثمة تجاهل هذا الأمر – أى إنصاف أرباب الظلامات كافة – لا يتم إلا عن قصد من قبل هؤلاء .

فصدقا نقول : أن الشعب السودانى المغلوب على أمره قد أضناه التجاهل والعناء بسبب السياسات الخرقاء التى مورست على فناء ساحته أو كان محلا لها ، وكان هذا الشعب الأبى الطيب الذى إن أحسنت إليه ملكته آملا أن يتحفه الدهر الذى ظل شاهدا على معاناته بقيادة حكيمة تستطيع تقديره حق قدره وتكفل له جميعه دونما إستثناء ماله من حقوق ومستحقات بخلاف مانشهده من وقع بالغ الحيف والجور من قبل أنظمتنا التى حكمت أو مازالت تحكم السودان بحيث كما نلحظ عيانا بيانا أن هذه الأنظمة المشار إليها قد إستأثرت لنفسها وأعوانها وأرتالها أو زبانيتها وأشياعها أو من " يتبعهم الغاوون " حيث أضحوا " فى كل واد يهيمون " وظلوا إثر ذلك فى ظلمات الظلم يعمهون ، وأمسى سائر الشعب يفترش العراء ويلتحف السماء ، يستجير من الرمضاء بالنار ، سائلا رب السماء أن تتنزل عليه ملائكة الرحمن بالحل الأمثل من آلاء العادل كاشف الظلم والضراء . وذلك أضعف الإيمان .

فإذا كان ذلك حذو سائر الشعب على نحو مثالى كما تقدم ، فلابد أن يستجيب القدر ولو بعد حين ، وعلى نحو أكيد قد آلينا على أن نؤثر على أنفسنا ولو كان بنا خصاصة ، لإنصاف أهلنا جميعا بعيدا عن أية أطماع ذاتية أثرها الآخرون على حساب المجموع .

ونحن نوصى كافة أبناء السودان ، أهلنا الطيبين ، بأن للتسامح والطيبة موضع كما للإنتفاض والثورة مواضع أخرى تحتمها علينا الأوضاع والظروف فى ظل الممارسات الجائرة التى أذاقتنا الأمرين من بنى جلدتنا الذين لم يخافوا الذى يرحم ولم يكونوا حريصين على الرحمة بنا ، فإراداتنا المغيبة بفعل فاعل من قبل هؤلاء بشأن أمور مصيرية تهمنا وحقوقنا المسلوبة عن قصد كل ذلك يملى علينا أن نشرع اليوم قبل غد فى مسعى أكيد للحصول على التغيير المنشود لهذه الأوضاع المأساوية التى يعيشها الوطن مهما كلف الثمن ، ونحن نعلم أننا شعب صاحب إنجازات عبقرية يأبى الذل والهوان والركون إلى أية سلبية أو وصاية مزعومة تفرض على نحو جائر علينا ، إذن لابد من وضع حد لهذا العبث بحقوقنا ومصالحنا التى أضحت يتصرف فيها الآخرون دون تقدير لأصواتنا وإراداتنا ، بل وكينونتنا ومشاعرنا وآدميتنا ، والواقع أصدق شهادة وأنتم الحـكم .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved