السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الرئيس كما يجب أن يكون (7) بقلم حســــــن نجيـــــلة-الإمـــــارات العربيــة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/21/2005 6:21 ص


الرئيس كما يجب أن يكون (7)


قلت يا سيادة الرئيس في ولاية نهر النيل بشمال السودان: "إنهم ليسوا من أهل دارفور، إنه عمل غير صالح"
هل اغتصاب النساء وقتل الأطفال عمل صالح يا سيادة الرئيس؟
ويقول النائب الأول علي عثمان طه في فاصل إعلاني ابتدعه التلفزيون السوداني: "الله الله في القيم، الله الله في النساء". أين القيم يا أيها النائب وأنت تجيش جيش الجنجويد ليقوموا باغتصاب النساء في دارفور؟
أسوق إليك مثال: تم اغتصاب ستة وعشرون من النساء في قرية خور رملة في محافظة جبل مرة بولاية غرب دارفور مع العلم أن القرية على بعد سبعة كيلومترات من معسكر الشرطة والجيش والأمن, قوات قوامها خمسمائة من الجنود ولديهم أربعون سيارة.
يشهد البلاد الآن توثراً وارتباكاً وخوفاً وهلعاً من المستقبل المجهول وعودة البلاد إلى المربع الأول في انقلاب البشير مما يؤدي إلى إعدامات والتقتيل والإحتراب ما بين الشعبي والوطني، ما بين الترابي وعلي الحاج ضد علي عثمان وعوض الجاز، ما بين الغرّابة والجلاّبة.
عاد البلاد إلى المربع الأول بعد وأد الديموقراطية على يد الفريقين المتحاربين أشقاء الأمس وأعداء اليوم والغد.
قبل انقلاب يونيو 1989 بأسبوع أقامت الجبهة الإسلامية ندوة في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم قال فيها عراب النظام د. حسن الترابي: "أنعي لكم الديموقراطية وأحملها في نعش إلى مثواها الأخير". ثم اندلع انقلاب العميد البشيربذهاب الديموقراطية والحرية إلى غير رجعة، وا أسفاه!
ثم انقسم الفريقين في تقسيم السلطة والغنائم ما بين الترابي وعلي عثمان.
لا أستبعد ان يقوم المؤتمر الشعبي بالتخطيط لمؤامرة تخريبية تستهدف إسقاط النظام الحاكم والإستيلاء على السلطة في البلاد، وأيضا لا أستبعد أن يقوم النظام الحالي بفبركة كل هذا والقول للشعب السوداني أن هنالك مخطط تخريبي للقبض على أعضاء المؤتمر الشعبي في ظل قانون الطوارئ. كل هذا لأن الحكومة تعاني من اضطرابات أمنية في الغرب وتحركات خطيرة في الشرق وهدنة هشّة في الجنوب وعزلة كاملة مع القوى السياسية وضغوط دولية جبّارة.
يفترض على الحكومة في هذه الظروف أن تسعى لنظام سياسي قوي تشارك فيه كل القوى السياسية وبناء جبهة داخلية متينة، السودان بحاجة لإستراتيجية جديدة ورشيدة.
يا سيادة الرئيس إنه ليس صراعا بين زرّاع ورعاة، وليس صراعا بين حمر وزرق، وليس صراعا بين العرب والزرقة، إنها مأساة إنسانية عظمى في بلد تحكمه ثلة صغيرة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا تعترف حتى الآن بأن هذه المأساة هي من صنع يدها. ويحاول النظام إعطاء انطباع الذي يوحي بقدرته على مواجهة العالم ومازال خطاب المؤامرة والاستهداف والتحامل سائدا، وقول نائب الرئيس علي عثمان بأنها مؤامرة صهيونية – هل الصهاينة هم من أشعل الحرب والإقتتال وتجنيد وتجييش مليشيات الجنجويد وسُمح لهم بكل شيء؟
أخيرا، أقرت الحكومة بوجود مأساة وجادلت في إمكانية حلّها بإرسال قوات الشرطة وقوات الدفاع الشعبي من مليشيات الجنجويد نفسها. موت البشر لا يحرك في الحكومة أية عاطفة ، فقد تعودت على التقتيل والتعذيبن فماذا يغيرها لو مات مئات الآلاف وبقيت الثلة في سدة الحكم؟
الآن السودان في حالة عزلة كاملة رسميا وشعبيا ودوليا الآن قضية دارفور تثير تعاطف أواشمئزاز كل أصحاب العواطف الإنسانية خاصة حين تعرض وسائل الاعلام مشاهد المأساة في دارفور. والآن ضاقت حلقات الأزمة التي تحيط بالنظام السوداني كليا.
للخروج من الأزمة لابد من:-
 محاسبة جميع المفسدين في جميع أجهزة الدولة ومحاسبة كل من تسبب في التدهور الأمني والاجتماعي.
 حكومة وطنية ذات قاعدة عريضة تمثل كل الأحزاب وألوان الطيف ووضع دستور دائم للبلاد.
 إطلاق الحريات، حرية الصحافة، استقلال الفضاء، برلمان وطني حقيقي شرعي يمثل الشعب السوداني بدون إجماع سكوتي.
 لاحجر على الرأي الآخر.
 إجماح المؤسسة العسكرية ومنعها من القيام بانقلابات وعودتها إلى سكناتها.

يا سيادة الرئيس لقد وقع محمد عثمان الميرغني في جدة و من ثم القاهرة و ماذا بعد.
يا سيادة الرئيس لكي ننتقل إلى مستقبل مشرق وسودان موحّد ودولة قوية متينة، علينا الآتي:-
 إطلاق الحريات.
 حرية الصحافة.
 لا حجر على الرأي الآخر.
 استقلال القضاء.
 برلمان وطني حقيقي شرعي يمثل الشعب السوداني بدون إجماع سكوتي.
 حكومة وطنية ذات قاعدة عريضة تمثل كل الأحزاب وألوان الطيف.
 وضع دستور دائم للبلاد.
 استقلال ديوان المراجع العام ومنحه الصلاحيات الكاملة.
 مجلس قومي للثروات القومية.
 محاسبة المفسدين في جميع أجهزة الدولة ومحاسبة كل من تسبب في تدهور وانهيار السودان الإقتصادي والأمني والإجتماعي والسياسي.
 إحجام المؤسسة العسكرية ومنعها من القيام بالإنقلابات وعودتها إلى سكناتها.
أخيرا، الأخ "مسار" – القائل بأن الإسلام للعرب فقط أما باقي الأجناس لا شأن لهم بذلك – هو أصلا من قبيلة "الفلاّتة" ذات الأصول الأفريقية، ومعروف عنه منذ الفاشر الثانوية أن " مسار مثار فتن".
تحدثت يا سيادة الرئيس في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور أمام الجماهير قائلا:
"أوجه وزير الدفاع بأن يسحق التمرد وما عايز أسير ولا جريح" وذلك في مارس – 2003، وقال أيضا لصادق المهدي - رئيس حزب الأمة السوداني - " إذا حلينا قضية دارفور سلمياً وسياسياً، أنا آخر من يحكم السودان في الشمال". أما النائب الأول علي عثمان طه الذي صرّح لصحيفة الرأي العام السودانية يوم الثامن من الشهر الجاري: "سوف نطفئ نار التمرد في دارفور"، كيف يطفئها وهو من أشعلها بإشرافه الكامل والمباشر على تجييش مليشيات الجنجويد ومتابعة كل من وزير الدولة للداخلية ومدير الأمن والإستخبارات وآخرون. وإذا سألت أحد مليشيات الجنجويد: من أنتم؟ يقولون لك "نحن جنود علي".
أنا أتحدّى الحكومة السودانية أن تتمكن من القبض على أحد زعماء الجنجويد. الآن زعيم الجنجويد موسى هلال يتجول في شوارع الخرطوم بحرية تامة ويجري لقاءات صحفية أيضا. وما يجري الآن في مدينة نيالا بدارفور ليس سوى مسرحية هزلية لمخادعة النفس قبل العالم، والمراقب الأجنبي يعرف ذلك. موقوفون في قضايا جنائية صغيرة وجنح مختلفة قالوا هؤلاء مليشيات الجنجويد، واستوعبوا مليشيات الجنجويد فيما يسمى بالشرطة الشعبية والدفاع الشعبي ومنحوا بطاقات رسمية من الدولة.
أما السؤال "تحرك السودان لحل مشكلة دارفور" فإن الحكومة غير صادقة ولا أمينة في أي اتفاق البتة.
حل مشكلة دارفور يتمثل في الآتي:- بسط الأمن في ربوع السودان دون انتهاك لحقوق الإنسان وإيجاد دستور دائم للبلاد ونظام حقيقي لإدارة الدولة من ديموقراطية حقيقية وتوفير الحريات وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وتوزيع الثروات توزيعاً عادلاً ومشاركة فاعلة في إدارة الدولة.
يكفي اعتقال ابن من أبناء دارفور- عضو في البرلمان السوداني الحالي - دون رفع الحصانة ودون محاكمة ولا توجيه اتهام وهو علي حسين دوسة – دائرة نيالا، والمجلس الوطني لا يحرك ساكناً.
وفي شأن دارفور تحدثت مع العضو الشاب الديموقراطي في مجلس النواب الأمريكي جيسي جاكسون وقال لي: "سوف نفعل ما في وسعنا". شكراً لهم جميعاً.
سؤال أخير للرئيس السوداني عمر البشير: هل لازلت تتحدث عن الدولة الإسلامية؟ وأين الإسلام؟
و السلام و إلي اللقاء

حســــــن نجيـــــلة
الإمـــــارات العربيــة المتحدة[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved