السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ظاهرة البيعة القبائلية والعشائرية للمؤتمر الوطني بقلم عبدالغني بريش/أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/20/2005 10:59 م

بسم الله الرحمن الرحيم ----------
ظاهرة البيعة القبائلية والعشائرية للمؤتمر الوطني/عبدالغني بريش/أمريكا
البيعة تعني تاييد زيد لعمرو أو تأييد مجموعة من الناس لقائد ما أو ديكتاتورا ما،وهي ظاهرة موجودة في المحيط أو البيئة العربية حتى الان،وبما ان البيعة كانت تتم على أساس الكفاءاة والقدرة والعلم والمعرفة والصدق والأمانة في بداية ظهور الاسلام ولذلك بايع المسلمين الخليفة أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلى بن ابي طالب وعثمان بن عفان، واستمر الحال هكذا في عصر النهضة الاسلامية ،الآ ان سرعان ما تغير الحال لتبايع الناس اكثر الولاة فسادا،واكثر الحكام جهلا وظلاما،واكثر القادة نفاقا وكذبا --------
ان ظاهرة البيعة القبائلية والعشائرية الجماعية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان تذكرنا -- قطيع الخراف الذي يتبع قائده الخروف،ولو حدث ان سقط عفوا من شاهق لتتابعت وراءه دون ان تعي الى ان يسقط اخر خروف منها الى حتفه
ان هذه القبائل والعشائر السودانية التي بايعت المؤتمر الوطني ، ربما لا تعي انها انقادت وراء قادة لايفهمون شيئا غير كثرة الكلام والخطب والوعود الجوفاء والمغامرات التي دفع البلاد ثمنها بالدم والجوع،وتخريب الديار،كما انها تجهل فضائح الانقاذ وسوء سلوكه وعنصريته،والآ كيف تنضم قبائل وعشائر عن بكرة أبيها بناسها وببهائمها لحزب عاث فسادا في السودان وقسم البلاد اجزاءا كُثر، و اغلب الظن ان هذه القبائل انضم للمؤتمر الوطني مغشوشة تجهل ممارسات الانقاذ الشيطانية وانه يتجه نحو السقوط -------
فعلى سبيل المثال عندما زار الأديب الفرنسي اندرية مور الولايات المتحدة الامريكية لالقاء سلسلة من محاضرات باللغة الفرنسية في احدى الاندية النسائية،وقد فرح كثيرا عندما لاحظ اهتمام الامريكيات الى حد ان قاعة المحاضرات تمتلئ،وكان الكثير منهن يكتبن الملاحظات، وفي اليوم الرابع واذا بالقاعة تمتلئ بالنساء اللاتي حضرن بالامس ولم يحضر المحاضر الفرنسي وبعد ثلاث ساعات انتظار اتصلن بسكرتير المحاضر،ودهشن كثيرا عندما قال لهن : انه لن يحضر اليوم لأنه اعلن ذلك بوضوح في المحاضرة السابقة--------------------اذن الجهل بشئ مشكلة
قد بلغ تبدل المشهد السياسي مع توقيع اتفاقية السلام وبدء مرحلة وضع دستور المرحلة الانتقالية حدا،ازعم انه يشرح صدور السذج الذين غرر بهم طويلا أصحاب التضحيات الجسام في سبيل إنقاذ البلاد،والمناضلون من اجل الديمقراطية والحرية،والعاملون ليل نهار سواء من منافيهم في الخارج أو بيوتهم في الداخل من أجل القضاء على الفساد والاقطاعية الطائفية--------- وقد بدأ اهل التضحيات من اجل انقاذ البلاد حملاتهم الدعائية في كل أنحاء البلاد لاستقطاب اهل النفوذ من زعماء وشيوخ وعمد ونظار العشائر ليصفقوا لهم ويايدوهم في المرحلة القادمة وكانت البيعة بالجملة لاهل الانقاذ------------ حرام زج البلاد والعباد في حرب دعائية خاسرة والتلاعب بعواطف الناس واحلامهم النظيفة والمتاجرة بثورة شبابية كانت يمكن استخدامها لبناء مجتمع مدني منفتح صحيح -
ان الانقاذ يعتمد على زمرة دمي صغيرة ومنافقة من محترفي الكذب لاتخجل من موالاة أي قوة على وجه الارض والاستسلام لها ،وهي التي تنتقل في كل انحاء البلاد لتجنيد القبائل والعشائر وضمها الى معسكر الانقاذ -
ان ظاهرة الانضمام الجماعي للمؤتمر الوطني الحاكم جريمة جديدة تضاف الى جرائم الانقاذ وخطوة رجعية نحو الوراء وصفعة اخرى لمن يفكرون في اي عملية ديمقراطية،لان الديمقراطية تربية اولا واساسا ،وان قيم حقوق الانسان والحرية والكرامة البشرية هي نتاج نموذج قيمي واطر ثقافية في الممارسة والتفكير،بينما المؤتمر الوطني يبدي سأما وضيقا من هذه الافكار،بل انهم يعتبرونها في حالات غضبهم المشط عراقيل في مسيرة ثورتهم على الاوضاع البالية،وان مرددوها يدافعون من حيث لا يدرون ---------- أو يدرون عن النخب الانقاذية الحاكمة التي من صالحها تأخير كل ما يتصل بالعملية الديمقراطية والاصلاح --
ان ما يجري الان من تحولات ايجابية تنبئ ببداية تشكل مجتمع مدني معافى تحركه نخب وجماعات ضغط،لكن من جانب اخر يجهضه المستوى المتدني الذي يسلكه نظام الانقاذ عن طريق ظاهرة البيعة التي تكرس القبلية والجهوية والدمار والخراب -
اذا كان حزبا الأمة والاتحادي الديمقراطي قد استخدما اسلوب الرشوة واغراءات زعماء وشيوخ القبائل بالمال وبعض الوظائف المحلية ونجحوا في ذلك خاصة في دارفور وكردوفان ،الآ ان حزب المؤتمر الوطني ذهب اكثر من ذلك بكثير حيث استخدم الاسلام والقبلية والعنصرية في حملته لكسب التاييد الشعبي،ولجأ كل ما وجد نفسه في ورطة الى استخدام خطاب التخوين والعمالة ضد معارضيه والاشارة الصريحة لمصادر التمويل الخارجي لها وتجردهم من بعدهم الاخلاقي،وبهذه الممارسات فان الحزب الحاكم يحول الشعب السوداني الى مجرد مشاهد فضولي استوقفته معركة في الشارع،في حين ان المطلوب هو تحول هذه الشعوب الى فاعل معني بمصيره،وذلك من خلال جعله يعيش حوارا جديا حول خبزه الذي يزداد قلة يوما بعد يوم،وحول العطالة التي اشبعت نومه كوابيسا،وحول صوته المقموع وكرامته المهدد بالهدر------------ وذلك نظرا لضعف المواطن السوداني المسلوب الارادة والحرية في مجملها،مثل حرية الاعتقاد وحرية الاختيار والراي والعلم والحريات الشخصية التي قيدتها الثقافة السائدة والتي انتجت انظمة ديكتاتورية تحكم بالحديد والنار على غرار" جوزيف استالين" مرة باسم الدين واخرى باسم الوطنية وتارة باسم الكجور،نسبة لجهل وقصور المحكومين السودانيين الذين لم يمنحوا اصلا حريتهم وبقي المواطن السوداني-------- مثل القطيع المربوط في الشجرة والنظام يحضر له الطعام لياكل او يتركه يموت جوعا دون ان يكون له ارادة التفكير او المشاركة في اختيار الطعام الذي يقدم له،ناهيك عن المشاركة في التفكير والابداع والابتكار والحكم ،بل يقمع ويستئصل كل من حاول الخروج او الاحتلاف معه 0
ان مجتمعنا السوداني يقبل التعددية والاختلاف وينبذ الاستئصال والتفرد والتكفير ويعترف بالمصالح المشروعة لكل مكوناته التي تنتج نظاما سياسيا يقوم على التعددية والتنوع السياسية والثقافية والفكرية وهو الجدير بالنهوض بقضايانا الوطنية--------------------------- والسلام

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved