في مؤتمره الصحفي عن اعتقال عصابة الانقاذ لمدير اطباء بلا حدود, والذين كان ذنبهم انهم كشفوا جرائم الانقاذ وجنجويدهم, قال برونك ان الصحافة السودانية لم يتنل يوما ما يجري في دارفور بشيئ من المصداقية والواقعية, وانما ظلت تدافع عن النظام وتعيد ما يقوله المسئولون من ان اكاذيب واضحة بائنة الكذب عن ما يجري في دارفور.وما قاله برونك ليس جديدا علينا وعلي اهل السودان قاطبة. فالصحافة السودانية هي في الواقع صحافة مهاترات وسباب وشتائم عندما لا يجدون موضوعا يتناولونه,او هي مع الانظمة تدافع عن رؤاها وسياساتها سلما كان او في وقت الحروب التي هي دوما حروب داخلية ضد المواطنين.وابدا لم نسمع عن الصحافة السودانية , باستثناء القليل جدا من الصحافيين , مثل محجوب محمد صالح الذي نهنئه مرة اخري علي جائزة الصحافة الدولية,لم نسمع بهذه الصحافة ان دافعت عن المواطن وحقوقه, ولم نسمع باي صحفي سوداني ذهب ليتقصي الحقائق من موقع الحدث كما هو معهود مع الصحفيين العالميين الذين مات جزء ليس بالقليل منهم في فيتنام وكمبوديا وفلسطين والفغانستان والعراق. اما صحفيو السودان فهم جلوس في مكاتبهم المكيفة ويستقون الاخبار من الشبكة والفضائيات , مثلهم مثل اي مواطن عادي, ثم ينشرونها علي صحفهم الشائهة صباح اليوم التالي.
حتي ان ما يجري في الجنوب والشرق ودارفور خاصة لم يعلمه المواطن السوداني الا من الصحف والفضائيات الاجنبية, وبعد ان طفح الكيل بدات بعض الاقلام الصحفية السودانية التي لها شيئ من ضمير بالكتابة عن الفظائع في دارفور.وهذا متوقع من صحفيين ليس لهم من هم الا التسول والقتتات لدي موائد وخزائن السلاطين, فبنوا العمارات وكدسوا الاموال لقاء ما يقدمونه من خدمة للحكومة من تطبيل وقلب الحقائق وتزيين اي سوء للحكام حتي يروه حسنا. وامثال هذا النوع من الصحفيين تجدهم دائما (في الواجهة) لا يكلون ولا يملون من محاولات قلب الحق باطلا وقلب الباطل حقا, وهم ابدا لم يكونوا يوما في موقع الحدث ومصدر الخبر, ولكنهم دائما مع الرئيس او الوزير في رحلاتهم الي هذا المؤتمر اوتلكم القمة,وحتي عندئذ لا هم لهم الا ما ينالونه من عرق الجمهور من بدل السفرية والعودة بشيئ من متاع الدنيا الفانية من ملبس يبلي او جهاز يفني .ولكنهم حيث يجب ان يكونوا وسط المقهورين والمظلومين من الشعب السوداني في دارفور والجنوب وبورسودان وسوبا لا تجد لهم ريحا ولا اثر.هل يمكن ان يكون ذلك بسبب ان غالبية الصحفيين, وجميع ملاك ورؤساء التحرير من نفس جهة معظم اعضاء الحكومة , ولذلك لا يهمهم ان يموت كل اهل السودان من غير تلكم الجهة التي ياتي منها معظم الوزراء , وهم سبب مشكلة السودان وسبب هبة المهمشين ؟؟
الصحافة السودانية سادتي فشلت وادمنت الفشل ,لا لشيئ الا لان كل من ملك شيئ من صفات المنافق صار صحفيا, وكل من لم ينجح في دراسته او تجارته صار صحفيا , بل وبعضهم انشا دارا للنشر بمساعدة وتمويل النظام وجهاز الامن والذي هو فيه برتبة عالية.ودليل فشل مثل هؤلاء الذين لا مؤهل لهم ليكونوا صحفيين, هو ان الذين ولجوا الصحافة من اصحاب المهن الاخري مثل الاطباء والمحامين والوعاظ وغيرهم, صاروا اكثر نجاحا من الذين يسمون انفسهم بالصحفيين, ودونكم صحافتنا لتروا بانفسكم من هم اكثر كتاب الاعمدة نجاحا.
الصحافة السودانية عار في جبين السودان, وهم الشريك الاكبر في صنع الطغاة علي مر التاريخ , وهم اول من تجب محاكمتهم كمجرمي حرب لانهم تستروا علي الحقائق,وكذبوا علي المواطن والمجتمع الدولي واثروا حراما بمال الشعب السوداني.وهم بذلك صاروا لا مصداقية لهم ولا يثق فيهم المواطن ابدا, خاصة نحن في دارفور والشرق والجنوب.
السعودية,جدة